المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 416009
يتصفح الموقع حاليا : 220

البحث

البحث

عرض المادة

موقف ابي سفيان من اختيار ابي بكر

موقف ابي سفيان من اختيار ابي بكر

    أوردت المصادر السنية و الشيعية معا ، بأنه عندما بايع الناس أبا بكر، جاء أبو سفيان إلى علي بن أبي طالب و قال له-حسب الرواية السنية- : (( ما بال هذا الأمر في أقل قريش قلة و أذلها يعني أبا بكر، و الله لئن شئت لأملأنها عليه خيلا و رجالا . فقال علي : لطالما عاديت الإسلام و أهله يا أبا سفيان فلم يضره شيء ، إنا وجدنا أبا بكر أهلا )) [1] .

و في الرواية الشيعية أنه قال لعلي: (( وليتم على هذا الأمر أذل بيت قريش، أما والله لئن شئت لأملأنها على أبي فضيل خيلا و رجلا )). فقال علي : (( طالما غششت الإسلام وأهله، فما ضررتهم شيئا، لا حاجة لنا إلى خيلك ورجلك، لولا انأ رأينا أبا بكر لها أهلا لما تركناه ))[2] .

والطبري أيضا يروي لنا بعض الروايات عن موقف ابي سفيان حين سمع بمبايعة ابي بكر بالخلافة منها:

  1. حدثني محمد بن عثمان بن صفوان الثقفي قال: حدثنا ابو قتيبة ، قال : حدثنا مالك –يعني ابن مغول-عن ابن الحرقال: قال ابو سفيان لعلي: مابال هذا الامر في اقل حي من قريش ! والله لئن شئت لأملأنها عليه خيلا ورجالا! فقال علي : يا ابا سفيان ،لطالما عاديت الاسلام واهله فلم تضره بذاك شيئا ! انا وجدنا ابابكر لها اهلا.
  2. حدثني محمد بن عثمان الثقفي قال حدثنا أمية بن خالد قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت قال لما استخلف أبو بكر قال أبو سفيان مالنا ولأبي فصيل إنما هي بنو عبد مناف قال فقيل له إنه قد ولى ابنك قال وصلته رحم .
  3. حُدثت عن هشام ، قال حدثني عوانة ، قال: لما اجتمع الناس على بيعة ابي بكر ، اقبل ابو سفيان وهو يقول: والله اني لأرى عجاجة لا يطفئها الاّ دم ! يا آل عبد مناف فيم ابو بكر من اموركم ! اين المستضعفان! اين الاذلاّن علي والعباس!وقال ابا حسن ! ابسط يدك حتى ابايعك فأبى علي عليه ، فجعل يتمثل بشعر المتلمس:[3]

ولن يقيم على خسفٍ يـُراد بــــه                   الاّ الأذلاّن عيرُ الحيّ والوتدُ

هذا على الخسف معكوس برمّته                   وذا يُشج فلا يبكي له احدُ

وقال: فزجره علي وقال: انك والله ما اردت بهذا الاّ الفتنة ، وانك والله طالما بغيت الاسلام شرا . لاحاجة لنا في نصيحتك.

مناقشة الروايات:

  1. يقول الطبري في احدى رواياته ان أبا سفيان عندما عارض استخلاف أبي بكر قالوا له إنه ولّى ابنك فقال وصلته رحم وسكت بعدها ، وهذا يكذبه الواقع لأن تولية ابنه لم يأت الاّ في السنة الثانية من تولي ابي بكر للخلافة بعد القضاء على فتنة المرتدين ومانعي الزكاة و فتح العراق ، واعتراض ابي سفيان كان بعد السقيفة مباشرة وقبل استتباب الامر للخليفة . والصحيح انه قالها في عمر عندما ولى معاوية مكان اخيه يزيد بعد وفاة الاخير .

2.ينسب الشيعة الى ابي سفيان انه قال : تلقفوها يا بني امية تلقف الكرة فوالذي يقسم به ابو سفيان ستكون وراثة  فيكم فليس هناك جنة ولا نار!

يقول راوى هذا القول ان ابا سفيان  قاله بعد مبايعة عثمان بالخلافة وان عثمان نهره . وهذا ايضا يكذبه التاريخ والمنطق، ولنا ان نسأل:

أ.    من اين عرف ابو سفيان بانها ستكون وراثة في بني امية؟ هل اوتي علم الغيب؟

ب.  لم يكن حينذاك فوضى او فراغ سياسي او اضطراب بين المسلمين حتى يقول ابو سفيان تلقفوها يا بني امية . 

  1. الروايات الشيعية لها دلالات مهمة جدا ، فهي:

 اولا : تثبت ان عليا كان يرى ابابكر أهلا للخلافة .

ثانيا: انه لم يكن ليسكت لو علم ان ابابكر ليس اهلا للخلافة ، فإن كان لايسكت على مثل هذا الامر فكيف يسكت على تبديل دين الله ونقض البيعة ورد النصوص؟

ثالثا: أنه لم يعدم الاعوان لو اراد ان يقف في وجه ابي بكر وعمر ، فزعيم بني امية وزعيم بني هاشم والانصار كلهم كانوا سيقفون معه لو أراد ذلك.

 

الروايات الشيعية:

رواية اليعقوبي :

واجتمعت الأنصار في سقيفة بني ساعدة، يوم توفي رسول الله... يغسل، فأجلست سعد بن عبادة الخزرجي، وعصبته بعصابة، وثنت له وسادة. وبلغ أبا بكر وعمر والمهاجرين، فأتوا مسرعين، فنحوا الناس عن سعد، وأقبل أبو بكر وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح فقالوا: يا معاشر الأنصار! منا رسول الله، فنحن أحق بمقامه. وقالت الأنصار: منا أمير ومنكم أمير! فقال أبو بكر: منا الأمراء وأنتم الوزراء. فقام ثابت بن قيس ابن شماس، وهو خطيب الأنصار، فتكلم وذكر فضلهم. فقال أبو بكر: ما ندفعهم عن الفضل، وما ذكرتم من الفضل فأنتم له أهل، ولكن قريش أولى بمحمد منكم، وهذا عمر بن الخطاب الذي قال رسول الله: اللهم أعز الدين به! وهذا أبو عبيدة بن الجراح الذي قال رسول الله: أمين هذه الأمة، فبايعوا أيهما شئتم! فأبيا عليه وقالا: والله ما كنا لنتقدمك، وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وثاني اثنين. فضرب أبو عبيدة على يد أبي بكر، وثنى عمر، ثم بايع من كان معه من قريش.

ثم نادى أبو عبيدة: يا معشر الأنصار! إنكم كنتم أول من نصر، فلا تكونوا أول من غير وبدل. وقام عبد الرحمن بن عوف فتكلم فقال: يا معشر الأنصار، إنكم، وإن كنتم على فضل، فليس فيكم مثل أبي بكر وعمر وعلي، وقام المنذر بن أرقم فقال: ما ندفع فضل من ذكرت، وإن فيهم لرجلاً لو طلب هذا الأمر لم ينازعه فيه أحد، يعني علي بن أبي طالب.

فوثب بشير بن سعد من الخزرج، فكان أول من بايعه من الأنصار، وأسيد بن حضير الخزرجي، وبايع الناس حتى جعل الرجل يطفر وسادة سعد بن عبادة وحتى وطئوا سعداً. وقال عمر: اقتلوا سعدا، قتل الله سعداً.

وجاء البراء بن عازب، فضرب الباب على بني هاشم وقال: يا معشر بني هاشم، بويع أبو بكر. فقال بعضهم: ما كان المسلمون يحدثون حدثا نغيب عنه، ونحن أولى بمحمد. فقال العباس: فعلوها، ورب الكعبة.

وكان المهاجرون والأنصار لا يشكون في علي، فلما خرجوا من الدار قام الفضل بن العباس، وكان لسان قريش، فقال: يا معشر قريش، أنه ما حقت لكم الخلافة بالتمويه، ونحن أهلها دونكم، وصاحبنا أولى بها منكم. وقام عتبة بن أبي لهب فقال:

ما كنت أحسب أن الأمر منصرف ... عن هاشم ثم منها عن أبي الحسن

عن أول الناس إيماناً وسابقة   ............ وأعلم الناس بالقرآن والسنن

وآخر الناس عهداً بالنبـي، ومن  ..... جبريل عون له في الغسل والكفن

من فيه ما فيهم لا يمترون به ......... وليس في القوم ما فيه من الحسن

فبعث إليه علي فنهاه. وتخلف عن بيعة أبي بكر قوم من المهاجرين والأنصار، ومالوا مع علي بن أبي طالب، منهم: العباس بن عبد المطلب، والفضل بن العباس، والزبير بن العوام بن العاص، وخالد بن سعيد، والمقداد بن عمرو، وسلمان الفارسي، وأبو ذر الغفاري، وعمار بن ياسر، والبراء بن عازب، وأبي بن كعب، فأرسل أبو بكر إلى عمر بن الخطاب وأبي عبيدة بن الجراح والمغيرة بن شعبة، فقال: ما الرأي؟ قالوا: الرأي أن تلقى العباس بن عبد المطلب، فتجعل له في هذا الأمر نصيبا يكون له ولعقبه من بعده، فتقطعون به ناحية علي بن أبي طالب حجة لكم على علي، إذا مال معكم، فانطلق أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح والمغيرة حتى دخلوا على العباس ليلاً، فحمد أبو بكر الله وأثنى عليه، ثم قال: إن الله بعث محمداً نبـياً وللمؤمنين وليا، فمن عليهم بكونه بين أظهرهم، حتى اختار له ما عنده، فخلى على الناس أموراً ليختاروا لأنفسهم في مصلحتهم مشفقين، فاختاروني عليهم واليا ولأمورهم راعيا، فوليت ذلك، وما أخاف بعون الله وتسديده وَهَنا، ولا حيرة، ولا جُبنا، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت، وإليه أنيب، وما أنفك يبلغني عن طاعن يقول الخلاف على عامة المسلمين، يتخذكم لجأ، فتكون حصنه المنيع وخطبه البديع. فإما دخلتم مع الناس فيما اجتمعوا عليه، وإما صرفتموهم عما مالوا إليه، ولقد جئناك ونحن نريد أن لك في هذا الأمر نصيبا يكون لك، ويكون لمن بعدك من عقبك إذ كنت عم رسول الله، وإن كان الناس قد رأوا مكانك ومكان صاحبك... عنكم، وعلى رسلكم بني هاشم، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم منا ومنكم.

فقال عمر بن الخطاب: إي والله وأخرى، إنا لم نأتكم لحاجة إليكم، ولكن كرهاً أن يكون الطعن فيما اجتمع عليه المسلمون منكم، فيتفاقم الخطب بكم وبهم، فانظروا لأنفسكم.

فحمد العباس الله وأثنى عليه وقال: إن الله بعث محمداً كما وصفت نبـيا وللمؤمنين ولياً، فمن على أمته به، حتى قبضه الله إليه، واختار له ما عنده، فخلى على المسلمين أمورهم ليختاروا لأنفسهم مصيبين الحق، لا مائلين بزيغ الهوى، فإن كنت برسول الله فحقاً أخذت، وإن كنت بالمؤمنين فنحن منهم، فما تقدمنا في أمرك فرضاً، ولا حللنا وسطاً، ولا برحنا سخطاً، وإن كان هذا الأمر إنما وجب لك بالمؤمنين، فما وجب إذ كنا كارهين. ما أبعد قولك من انهم طعنوا عليك من قولك إنهم اختاروك ومالوا إليك، وما أبعد تسميتك بخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم من قولك خلى على الناس أمورهم ليختاروا فاختاروك، فأما ما قلت إنك تجعله لي، فإن كان حقاً للمؤمنين، فليس لك أن تحكم فيه، وإن كان لنا فلم نرض ببعضه دون بعض، وعلى رسلك، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم من شجرة نحن أغصانها وأنتم جيرانها. فخرجوا من عنده. وكان فيمن تخلف عن بيعة أبي بكر أبو سفيان بن حرب، وقال: أرضيتم يا بني عبد مناف أن يلي هذا الأمر عليكم غيركم؟ وقال لعلي بن أبي طالب: امدد يدك أبايعك، وعلي معه قصي، وقال:

بني هاشم لا تطمعوا الناس فيكم ... ولا سيما تيم بن مرة أو عدي

فما الأمر إلا فيكم وإليكم، .........  وليس لها إلا أبو حسن علي

أبا حسن، فاشدد بها كف حازم، .....  فإنك بالأمر الذي يرتجي ملي

وإن امرأ يرمى قصي وراءه ... عزيز الحمى، والناس من غالب قصي

وكان خالد بن سعيد غائباً، فقدم فأتى علياً فقال: هلم أبايعك، فو الله ما في الناس أحد أولى بمقام محمد منك. واجتمع جماعة إلى علي بن أبي طالب يدعونه إلى البيعة له، فقال لهم: اغدوا على هذا محلقين الرءوس. فلم يغد عليه إلا ثلاثة نفر.

وبلغ أبا بكر وعمر أن جماعة من المهاجرين والأنصار قد اجتمعوا مع علي بن أبي طالب في منزل فاطمة بنت رسول الله، فأتوا في جماعة حتى هجموا الدار، وخرج علي ومعه السيف، فلقيه عمر، فصارعه عمر فصرعه، وكسر سيفه، ودخلوا الدار فخرجت فاطمة فقالت: والله لتخرجن أو لأكشفن شعري ولأعجن إلى الله! فخرجوا وخرج من كان في الدار وأقام القوم أياماً. ثم جعل الواحد بعد الواحد يبايع، ولم يبايع علي إلا بعد ستة أشهر وقيل أربعين يوماً.

مناقشة هذه الرواية:

  1. اورد اليعقوبي اسمين وعزا اليهما اقوالا في السقيفة اولهما عبد الرحمن بن عوف الذي لم يكن حاضرا في السقيفة وثانيهما المنذر بن ارقم وهو غير موجود اصلا ولا يوجد صحابي بهذا الاسم !
  2. اورد اسم عتبة بن ابي لهب ضمن الذين اعترضوا على مبايعة ابي بكر ونسب اليه شعرا وهو لم يكن في المدينة يومئذ بل كان في مكة ولم يهاجر اليها وكان ممن فر من مكة هو واخوه معتب عندما دخل النبـي مكة فاتحا فارسل النبـي عمه العباس خلفهما فرجعا الى مكة واسلما وبقيا فيها، والشعر ليس لعتبة وانما لحفيده الشاعر الفضل بن العباس بن عتبة المتوفى في خلافة الوليد سنة 95 للهجرة .ثم من هم ابناء ابي لهب حتى تكون لهم كلمة في الخلافة ومن يستمع اليهم ؟
  3. اورد حادثة تعد اهانة لعلي ولا يرتضيها الشيعة حيث يقول ان عليا خرج على عمر بسيفه فتصارعا فصرعه عمر وأخذ سيفه منه وكسره!
  4. الحوار الذي اورده بخصوص ذهاب وفد برئاسة ابي بكر الى العباس بن عبد المطلب لا اصل له ولم يورده احد غيره وهو من نسج خياله!
  5. أخطأ في اسم أسيد بن حضير فهو أوسي وليس خزرجيا .
  6. يكثر من نسبة الشعر الى الناس وكأن كل الناس شعراء .
  7. اخباره غير مسندة.

 

رواية الطبرسي :

 (( عن أبى المفضل محمد بن عبد الله الشيباني بإسناده الصحيح عن رجال ثقة ، قال : ... ثم اجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة وجاءوا به إلى سقيفة بني ساعدة ، فلما سمع بذلك عمر اخبر بذلك أبا بكر فمضيا مسرعين إلى السقيفة ومعهما أبو عبيدة بن الجراح، وفي السقيفة خلق كثير من الأنصار وسعد بن عبادة بينهم مريض فتنازعوا الأمر بينهم فآل الأمر إلى أن قال أبو بكر في آخر كلامه للأنصار: إنما ادعوكم إلى أبي عبيدة بن الجراح أو عمر وكلاهما قد رضيت لهذا الأمر وكلاهما أراهما له أهلا. فقال عمر و أبو عبيدة: ما ينبغي لنا أن نتقدمك يا أبا بكر و أنت أقدمنا إسلاما و أنت صاحب الغار وثاني اثنين فأنت أحق بهذا الأمر و أولى به فقال الأنصار: نحذر أن يغلب على هذا الأمر من ليس منا و لا منكم، فنجعل منا أميرا ومنكم أميرا ونرضى به على أنه إن هلك اخترنا آخر من الأنصار . فقال أبو بكر بعد أن مدح المهاجرين: وانتم يا معشر الأنصار ممن لا ينكر فضلهم ولا نعمتهم العظيمة في الإسلام ، رضيكم الله أنصارا لدينه وكهفا لرسوله وجعل إليكم مهاجرته و فيكم محل أزواجه، فليس احد من الناس بعد المهاجرين الأولين بمنزلتكم، فهم الأمراء وانتم الوزراء. فقال الحباب بن المنذر الأنصاري: يا معشر الأنصار أمسكوا على أيديكم، فإنما الناس في فيئكم وظلالكم، ولن يجترئ مجتر على خلافكم ولن يصدر الناس إلا عن رأيكم. و أثنى على الأنصار ثم قال: فان أبى هؤلاء تأميركم عليهم فلسنا نرضى بتأميرهم علينا ولا نقنع بدون أن يكون منا أمير ومنهم أمير. فقام عمر بن الخطاب فقال: هيهات لا يجتمع سيفان في غمد واحد، انه لا ترضى العرب أن تؤمركم ونبـيها من غيركم، ولكن العرب لا تمتنع أن تولي أمرها من كانت النبوة فيهم وأُلو الأمر منهم، ولنا بذلك على من خالفنا الحجة الظاهرة والسلطان البين، من ذا ينازعنا سلطان محمد ونحن أولياؤه وعشيرته إلا مدل بباطل أو متجانف بإثم أو متورط في الهلكة محب للفتنة. فقام الحباب بن المنذر ثانية فقال: يا معشر الأنصار امسكوا على أيديكم ولا تسمعوا مقال هذا الجاهل[4] و أصحابه فيذهبوا بنصيبكم من هذا الأمر و إن أبوا أن يكون منا أمير ومنهم أمير فاجلوهم عن بلادكم وتولوا هذا الأمر عليهم، فأنتم والله أحق به منهم، فقد دان بأسيافكم قبل هذا الوقت من لم يكن يدين بغيرها و أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب ، والله لئن احد رد قولي لأحطمن انفه بالسيف. قال عمر بن الخطاب: فلما كان الحباب هو الذي يجيبني لم يكن لي معه كلام، فانه جرت بيني وبينه منازعة في حياة رسول الله- صلى الله عليه واله- فنهاني رسول الله- صلى الله عليه واله- عن مهاترته فحلفت أن لا اكلمه أبدا[5]. قال عمر لأبي عبيدة: تكلم. فقام أبو عبيدة بن الجراح وتكلم بكلام كثير وذكر فيه فضائل الأنصار، و كان بشير بن سعد سيدا من سادات الأنصار لما رأى اجتماع الأنصار على سعد بن عبادة لتأميره حسده [6]وسعى في إفساد الأمر عليه وتكلم في ذلك و رضي بتأمير قريش وحث الناس كلهم لاسيما الأنصار على الرضا، بما يفعله المهاجرون. فقال أبو بكر: هذا عمر و أبو عبيدة شيخان من قريش فبايعوا أيهما شئتم فقال عمر و أبو عبيدة: ما نتولى هذا الأمر عليك امدد يدك نبايعك. فقال بشير بن سعد: و أنا ثالثكما، وكان سيد الأوس[7] و سعد بن عبادة سيد الخزرج، فلما رأت الأوس صنيع سيدها بشير وما دعت إليه الخزرج من تأمير سعد اكبوا على أبى بكر بالبيعة و تكاثروا على ذلك وتزاحموا، فجعلوا يطأون سعدا من شدة الزحمة وهو بينهم على فراشه مريض. فقال: قتلتموني، قال عمر: أقتلوا سعدا قتله الله، فوثب قيس بن سعد فأخذ بلحية عمر و قال: والله يا ابن صهاك الجبان في الحرب والفرار الليث في الملأ و الأمن[8]  لو حركت منه شعرة ما رجعت وفي وجهك واضحة . فقال أبو بكر مهلا يا عمر مهلا فان الرفق ابلغ و أفضل. فقال سعد: يا ابن صهاك - وكانت جدة عمر – الحبشية أما والله لو أن لي قوة على النهوض لسمعتها مني في سككها زئيرا أزعجك وأصحابك منها ولألحقنكما بقوم كنتما فيهم إذنابا أذلاء تابعين غير متبوعين لقد اجترأتما. ثم قال للخزرج: احملوني من مكان الفتنة، فحملوه وادخلوه منزله، فلما كان بعد ذلك بعث إليه أبو بكر أن قد بايع الناس فبايع. فقال: لا والله حتى أرميكم بكل سهم في كنانتي و أخضب منكم سنان رمحي و أضربكم بسيفي ما أقلت يدي فأقاتلكم بمن تبعني من أهل بيتي وعشيرتي، ثم وأيم الله لو اجتمع الجن والإنس علي لما بايعتكما أيها الغاصبان حتى اعرض على ربي واعلم ما حسابي. ... قال: وبايع جماعة الأنصار ومن حضر من غيرهم، وعلي بن أبى طالب مشغول بجهاز رسول الله- صلى الله عليه واله-، فلما فرغ من ذلك وصلى على النبـي -صلى الله عليه واله- والناس يصلون عليه من بايع أبا بكر ومن لم يبايع جلس في المسجد، فاجتمع عليه بنو هاشم ومعهم الزبير بن العوام، واجتمعت بنو أمية إلى عثمان بن عفان وبنو زهرة إلى عبد الرحمن بن عوف، فكانوا في المسجد كلهم مجتمعين إذ أقبل أبو بكر ومعه عمر و أبو عبيدة بن الجراح فقالوا: مالنا نراكم خلقا شتى قوموا فبايعوا أبا بكر فقد بايعته الأنصار والناس، فقام عثمان وعبد الرحمن بن عوف ومن معهما فبايعوا،  وانصرف علي وبنو هاشم إلى منزل علي ... ومعهم الزبير. قال: فذهب إليهم عمر في جماعة ممن بايع فيهم أسيد بن حصين و سلمة بن سلامة فألفوهم مجتمعين، فقالوا لهم: بايعوا أبا بكر فقد بايعه الناس، فوثب الزبير إلى سيفه فقال عمر: عليكم بالكلب العقور فاكفونا شره، فبادر سلمة بن سلامة فانتزع السيف من يده فأخذه عمر فضرب به الأرض فكسره، و أحدقوا بمن كان هناك من بني هاشم ومضوا بجماعتهم إلى أبى بكر، فلما حضروا قالوا: بايعوا أبا بكر فقد بايعه الناس، و أيم الله لئن أبيتم ذلك لنحاكمنكم بالسيف. فلما رأى ذلك بنو هاشم أقبل رجل رجل فجعل يبايع حتى لم يبق ممن حضر إلا علي بن أبي طالب، فقالوا له بايع أبا بكر. فقال علي ...: أنا أحق بهذا الأمر منه وانتم أولى بالبيعة لي، أخذتم هذا الأمر من الأنصار ، واحتججتم عليهم بالقرابة من الرسول وتأخذونه منا أهل البيت غصبا، ألستم زعمتم للأنصار أنكم أولى بهذا الأمر منهم لمكانكم من رسول الله- صلى الله عليه واله- فأعطوكم المقادة وسلموا لكم الإمارة، و أنا احتج عليكم بمثل ما احتججتم على الأنصار، أنا أولى برسول الله حيا و ميتا، و أنا وصيه ووزيره ومستودع سره وعلمه، و أنا الصديق الأكبر والفاروق الأعظم أول من آمن به وصدقه، و أحسنكم بلاءا في جهاد المشركين و أعرفكم بالكتاب والسنة وأفقهكم في الدين و أعلمكم بعواقب الأمور، واذربكم لسانا و أثبتكم جنانا، فعلام تنازعونا هذا الأمر ؟ أنصفونا إن كنتم تخافون الله من أنفسكم ، واعرفوا لنا الأمر مثل ما عرفته لكم الأنصار، و إلا فبؤوا بالظلم والعدوان وانتم تعلمون[9]. فقال عمر: يا علي أما لك بأهل بيتك أسوة ؟ فقال علي ...: سلوهم عن ذلك، فابتدر القوم الذين بايعوا من بني هاشم فقالوا: والله ما بيعتنا لكم بحجة على علي، ومعاذ الله أن نقول أنا نوازيه في الهجرة وحسن الجهاد والمحل من رسول الله- صلى الله عليه واله-. فقال عمر: إنك لست متروكا حتى تبايع طوعا أو كرها. فقال علي: احلب حلبا لك شطره، اشدد له اليوم ليرد عليك غدا، إذا والله لا اقبل قولك ولا احفل بمقامك ولا أبايع. فقال أبو بكر: مهلا يا أبا الحسن ما نشك فيك و لا نكرهك فقام أبو عبيدة إلى علي ...فقال: يا ابن عم لسنا ندفع قرابتك ولا سابقتك و لا علمك ولا نصرتك، ولكنك حدث السن - وكان لعلي... يومئذ ثلاث وثلاثون سنة -و أبو بكر شيخ من مشايخ قومك، وهو احمل لثقل هذا الأمر، وقد مضى الأمر بما فيه فسلم له، فان عمرك الله يسلموا هذا الأمر إليك، ولا يختلف فيك اثنان بعد هذا إلا وأنت به خليق وله حقيق، ولا تبعث الفتنة في أوان الفتنة فقد عرفت ما في قلوب العرب وغيرهم عليك. فقال أمير المؤمنين ...: يا معاشر المهاجرين و الأنصار الله الله لا تنسوا عهد نبـيكم إليكم في أمري، ولا تخرجوا سلطان محمد من داره وقعر بيته إلى دوركم وقعر بيوتكم، ولا تدفعوا أهله عن حقه ومقامه في الناس. فوالله معاشر الجمع أن الله قضى وحكم ونبـيه أعلم وانتم تعلمون بأنا أهل البيت أحق بهذا الأمر منكم، أما كان القارئ منكم لكتاب الله الفقيه في دين الله المضطلع بأمر الرعية، والله انه لفينا لا فيكم فلا تتبعوا الهوى فتزدادوا من الحق بعدا وتفسدوا قديمكم بشر من حديثكم. فقال بشير بن سعد الأنصاري الذي وطأ الأرض لأبي بكر و قالت جماعة من الأنصار: يا أبا الحسن لو كان هذا الأمر سمعته منك الأنصار قبل بيعتها لأبي بكر ما اختلف فيك اثنان [10]. فقال علي ...: يا هؤلاء كنت أدع رسول الله مسجى لا أواريه واخرج أنازع في سلطانه، والله ما خفت أحدا يسمو له وينازعنا أهل البيت فيه ويستحل ما استحللتموه، ولا علمت أن رسول الله -صلى الله عليه واله- ترك يوم غدير خم لأحد حجة ولا لقائل مقالا، فأنشد الله رجلا سمع النبـي يوم غدير خم يقول: " من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم  وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره وخذل من خذله " أن يشهد الآن بما سمع.  قال زيد بن أرقم: فشهد اثنا عشر رجلا بدريا بذلك وكنت ممن سمع القول من رسول الله- صلى الله عليه واله فكتمت الشهادة يومئذ، فدعا عليَّ عليٌ فذهب بصري[11]. قال: وكثر الكلام في هذا المعنى وارتفع الصوت و خشي عمر أن يصغي الناس إلى قول علي ... ففسح المجلس وقال: إن الله يقلب القلوب، ولا تزال يا أبا الحسن ترغب عن قول الجماعة، فانصرفوا يومهم ذلك [12] .

وفي رواية ثانية للطبرسي أيضا ، مفادها : عن أبان بن تغلب قال: قلت لأبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق: جعلت فداك هل كان أحد في أصحاب رسول الله-صلى الله عليه واله- أنكر على أبى بكر فعله وجلوسه مجلس رسول الله- صلى الله عليه واله- ؟ قال:" نعم كان الذي أنكر على أبى بكر اثنى عشر رجلا من المهاجرين: خالد بن سعيد بن العاص، وكان من بني أمية و سلمان الفارسي ، و أبو ذر الغفاري ، والمقداد بن الأسود ، و عمار بن ياسر ، و بريدة الأسلمي ، و من الأنصار : أبو الهشيم بن التيهان ، و سهل وعثمان ابنا حنيف ، و خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين ، وأُبي بن كعب ، وأبو أيوب الأنصاري. قال: فلما صعد أبو بكر المنبر تشاوروا بينهم، فقال بعضهم لبعض: والله لنأتينه و لننزلنه عن منبر رسول الله- صلى الله عليه واله-، وقال آخرون منهم: والله لئن فعلتم ذلك إذا أعنتم على أنفسكم فقد قال الله عز و جل: " ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة "  فانطلقوا بنا إلى أمير المؤمنين-أي علي- ... لنستشيره ونستطلع رأيه. فانطلق القوم إلى أمير المؤمنين بأجمعهم فقالوا: يا امير المؤمنين تركت حقا أنت أحق به و أولى به من غيرك، لانا سمعنا رسول الله يقول " علي مع الحق والحق مع علي يميل مع الحق كيف ما مال " ولقد هممنا أن نصير إليه فننزله عن منبر رسول الله- صلى الله عليه واله-، فجئناك لنستشيرك ونستطلع رأيك فما تأمرنا ؟ فقال امير المؤمنين: و أيم الله لو فعلتم ذلك لما كنتم لهم إلا حربا، ولكنكم كالملح في الزاد ،  وكالكحل في العين، و أيم الله لو فعلتم ذلك  لأتيتموني شاهرين بأسيافكم مستعدين للحرب والقتال وإذا لأتوني فقالوا لي بايع و إلا قتلناك، فلابد  لي من ادفع القوم عن نفسي " علي مع الحق والحق مع علي يميل مع الحق كيف ما مال " ، وذلك أن رسول الله- صلى الله عليه واله- أوعز إلي قبل وفاته وقال لي: " يا أبا الحسن إن الأمة ستغدر بك من بعدي وتنقض فيك عهدي وانك مني بمنزلة هارون من موسى وأن الأمة من بعدي كهارون و من اتبعه و السامري ومن اتبعه " فقلت: يا رسول الله فما تعهد إلي إذا كان كذلك ؟ فقال: إذا وجدت أعوانا فبادر إليهم وجاهدهم، وان لم تجد أعوانا كف يدك واحقن دمك حتى تلحقني مظلوما. فلما توفى رسول الله صلى الله عليه واله اشتغلت بغسله وتكفينه والفراغ من شأنه ثم آليت على نفسي يمينا أن لا ارتدي برداء إلا للصلاة حتى اجمع القرآن، ففعلت ثم أخذت بيد فاطمة وابني الحسن والحسين فدرت على أهل بدر و أهل السابقة فناشدتهم حقي ودعوتهم إلى نصرتي فما أجابني منهم إلا أربعة رهط سلمان وعمار و أبو ذر والمقداد، ولقد راودت في ذلك بقية أهل بيتي، فأبوا علي إلا السكوت لما علموا من وغارة  صدور القوم وبغضهم لله ورسوله ولأهل بيت نبـيه، فانطلقوا بأجمعكم إلى الرجل فعرفوه ما سمعتم من قول نبـيكم ليكون ذلك أوكد للحجة وابلغ للعذر وأبعد لهم من رسول الله -صلى الله عليه واله- إذا وردوا عليه. ... ))[13] .

  رواية الكليني :

 عن حنان، عن أبيه، عن أبي جعفر-الباقر- قال: كان الناس أهل ردة بعد النبـي -صلى الله عليه وآله- إلا ثلاثة ، فقلت: ومن الثلاثة ؟ فقال: المقداد بن الأسود ، وأبو ذر الغفاري و سلمان الفارسي رحمة الله وبركاته عليهم ثم عرف أناس بعد يسير . و قال :" هؤلاء الذين  دارت عليهم الرحى و أبوا أن يبايعوا حتى جاؤوا بأمير المؤمنين  مكرها فبايع "[14] .

 

[1]. الحديث صححه الذهبي في تعليقه على المستدرك للحاكم ، ج 3 ص: 83 .

[2] . أبو بكر الجوهري: السقيفة و فدك ، ط1 ، شركة الكتبي للطباعة و النشر ، بيروت ، 1980 ، ج1 ص: 49 .

 و ابن أبي الحديد : شرح نهج البلاغة ، ج 1 ص: 72 . و محمد بن عقيل العلوي: النصائح الكافية لمن يتولى معاوية ، ط 1 ، دار الثقافة ، إيران ، 1412 ، ص: 120 .

. هو جرير بن عبد العزى ، شاعر جاهلي من اهل البحرين . مات سنة50 قبل الهجرة.[3]

[4] .هذه الكلمة النابية من اضافات الراوي رغبة منه للنيل من عمر على لسان الحباب وأستبعدُ أن يجرأ الحباب على التلفظ بها لعلمه بمكانة عمر اولا ولمهابة عمر في نفوس الصحابة ثانيا.

[5] . لم أجد حادثة منازعة عمر والحباب في المصادر التي اطلعت عليها وارجح أنها من اختلاق الراوي حتى يريح نفسه عناء تأليف سيناريو طويل من الحوار بين عمر والحباب ! وفي حال إذا كانت صحيحة فهي تدل على طاعة عمر للرسول صلى الله عليه وسلم ، فرغم تجاوز الحباب عليه ونعته اياه بالجهل فقد التزم الصمت امتثالا لوصية الرسول صلى الله عليه وسلم.

[6] . لقد نفى بشير هذه التهمة عن نفسه وبين سبب مبايعته لأبي بكر ، فلست أدري كيف يجرؤ الراوي الصاقها به.

[7] . وهذا من أخطاء الطبرسي لأن بشير أصلاً لم يكن أوسياً حتى يكون من ساداتهم ، بل كان خزرجيا ولذلك قال له الحباب أنفست على ابن عمك الامارة!

[8] . هذا أيضا من اضافات الطبرسي الذي يسعى الى صب جام حقده على عمر على لسان الانصار !

[9] . هذه الفقرة شرح من الطبرسي لمقولة علي المختصرة حين أخبروه بما جرى في السقيفة بين المهاجرين والانصار واستمع الى حجة كل طرف فقال بحق المهاجرين احتجوا بالشجر وتركوا الثمر ، وهي حتى ولو كانت صحيحة ففيها دليل قاطع على ان الخلافة ليست بالنص وانه لم تكن هناك  بيعة في اعناق الناس له وإلاّ لأشار اليها وذكّرهم بها ، ولكن كما ترى احتج عليهم بمثل ما احتجوا به على الانصار وتحدث  عن أحقيته بالخلافة لقرابته من رسول الله ولفضله وعلمه وبلائه ولم يشر لا الى البيعة ولا الى النصوص ، فلو أشار اليها لكانت ألزم لهم في الحجة ، ولا يجوز أن يقال انه ألزمهم بالمنطق الذي تكلموا به لأن حجة النص والبيعة اقوى وألزم وليس من الحكمة ترك الحجة القوية القاطعة لما هو أدنى منها قوة ودلالة!  ثم ان كل هذه التزكية للنفس لا تليق بسيدنا علي وهي مخالفة لصريح القرآن الذي يقول " ولا تزكوا أنفسكم "!

[10] . ان كان هذا القول صحيحا فإنه يدل على أن الناس لم يكونوا يعرفون من قبل أن علياً منصوص عليه من الله ومن الرسول وأن الناس ما فهموا من حادثة الغدير خلافة النبـي.

[11] . هذا حدث في رحبة الكوفة ايام خلافة علي وليس في السقيفة، وصيغة استفسار علي يدل على أنه قد مر عليه زمن طويل  فلو كان قاله بعد السقيفة مباشرة لقاله بصيغة اخرى تدل على قرب حدوثها ، كأن يقول ألم يقل الرسول قبل ثلاثة أشهرفي غدير خم  أمامكم جميعا من كنت مولاه فعلي مولاه، وكذلك قول زيد وكنت ممن سمعه فكتمته فدعا علي علي يكذبه التأريخ لأن زيدا لم يفقد بصره بعد السقيفة وكانت له مواقف كثيرة في أيام الخلفاء الثلاثة منها ترؤسه للجنة جمع القرآن في عهد ابي بكر وعهد عثمان ، ويدل أيضا على أنه كان من القلائل الذين كانوا قد سمعوا الحديث من الرسول مما يعني أن أغلب الحاضرين لم يكونوا ممن شهد غدير خم ! ثم إن هناك روايات تقول بأنه قام كل من شهد تلك الحادثة إلاّ ثلاثة أو أربعة فدعا عليهم علي فأصابتهم دعوته ، وهذا لا يمكن أن يكون إلاّ بعد مرور مدة طويلة على هذه الحادثة وليس  بعد السقيفة مباشرة .

[12]. أبو منصور الطبرسي : الاحتجاج ، ج 1 ص: 162 و ما بعدها .

[13]الطبرسي/ الاحتجاج ، ج 1 ص: 168 و ما بعدها . وقد ناقش الدكتور علال كل هذه الروايات فمن أراد أن يطلع عليها يمكنه اخراج الكتاب في موقع " صيد الفوائد".

 متن هذه الرواية مضطرب ويكذب نفسه بنفسه ،  ولست أدري هل كان الراوي يعي ما يقول ام أن عقله كان مغيبا حين روى هذه الرواية لانها تقول بأن عددا من الصحابة ذهبوا الى علي في اليوم الثاني من السقيفة وإذا بعلي يتحدث عن أيام بعد السقيفة بقوله: فلما توفي رسول الله اشتغلت بغسله وتكفينه والفراغ من شأنه ( علما أن الرسول لم يُدفن بعد!) ثم آليت على نفسي يميناأن لا ارتدي برداء إلا للصلاة حتى اجمع القرآن، ففعلت ثم أخذت بيد فاطمة وابني الحسن والحسين فدرت على أهل بدر و أهل السابقة فناشدتهم حقي ودعوتهم إلى نصرتي فما أجابني منهم إلا أربعة رهط سلمان وعمار و أبو ذر والمقداد، ولقد راودت في ذلك بقية أهل بيتي، فأبوا علي إلا السكوت لما علموا من وغارة  صدور القوم وبغضهم لله ورسوله ولأهل بيت نبـيه، فانطلقوا بأجمعكم إلى الرجل فعرفوه ما سمعتم من قول نبـيكم ليكون ذلك أوكد للحجة وابلغ للعذر وأبعد لهم من رسول الله -صلى الله عليه واله- إذا وردوا عليه... !

[14] الكليني: الكافي ، ج 8 ص: 10-11 .

روايات الطبرسي والكليني نقلتها من كتاب تناقض الروايات السنية والشيعية للاستاذخالد كبير علال، وقد ناقش جميع هذه الروايات من حيث المتن والسند ولولا طولها لاوردتها هنا ولكن اوصي القاريء بالعودة الى ذلك الكتاب القيم لمعرفة ذلك وهو منشور في موقع صيد الفوائد

  • الخميس PM 12:25
    2021-05-20
  • 6249
Powered by: GateGold