المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 416027
يتصفح الموقع حاليا : 255

البحث

البحث

عرض المادة

موقف علي بن ابي طالب من السقيفة وبيعة ابي بكر

موقف علي بن ابي طالب من السقيفة وبيعة ابي بكر

اما بخصوص علي بن ابي طالب هل بايع او لا، ومتى بايع ، فقد اورد الطبري عدة روايات، بعضها تقول انه بايع من اول يوم بويع فيه لأبي بكر ، وبعضها تقول انه بايع بعد ستة اشهر بعد وفاة السيدة فاطمة الزهراء (رضي الله عنها)، واليك نص ما اورده الطبري :

  • حدثنا عبيد الله بن سعيد الزهري قال: اخبرنا عمي يعقوب بن ابراهيم قال: اخبرني سيف بن عمر ، عن الوليد بن عبد الله بن ابي ظبية البجلي، قال: حدثنا الوليد بن جميع الزهري، قال: عمرو بن حريث لسعيد بن زيد : اشهدت وفاة رسول الله ؟ قال نعم، قال فمتى بويع ابوبكر؟ قال: يوم مات رسول الله كرهوا أن يبقوا يوما أو بعض يوم وليسوا في جماعة . قال : فخالف عليه أحد؟ قال: لا إلاّ مرتد أو من قد كاد أن يرتد، لولا ان الله عزوجل ينقذهم من الانصار. قال: فهل قعد احد من المهاجرين؟ قال : لا، تتابع المهاجرون على بيعته، من غير ان يدعوهم.
  1. حدثنا عبيد الله بن سعيد، قال: اخبرني عمي ، قال اخبرني سيف ، عن عبدالعزيز بن سياه، عن حبيب بن ابي ثابت ، قال: كان علي في بيته اذ اُتي فقيل له: قد جلس ابو بكر للبيعة ، فخرج في قميص ما عليه ازار ولا رداء ، عجلا، كراهية ان يُبطيء عنها، حتى بايعه. ثم جلس اليه وبعث الى ثوبه فأتاه فتجلله، ولزم مجلسه.

في الرواية الاولى الحديث عام عن بيعة المهاجرين والانصار والثانية خاصة بعلي تؤكد بأنه بايع في اليوم التالي للسقيفة حيث جلس ابو بكر للبيعة والتى تسمى البيعة العامة.

  1. رواية اخرى يرويها الطبري تقول أن عليا بايع بعد وفاة فاطمة أى بعد ستة اشهر من تولي ابي بكر للخلافة:

حدثنا ابو صالح الضراري قال: حدثنا عبد الرزاق بن همّام، عن معمر، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة ، أن فاطمة والعباس أتيا أبا بكر يطلبان ميراثهما من رسول الله ، وهما حينئذ يطلبان أرضه من فدك ، وسهمه من خيبر، فقال لهما ابو بكر: أما أني سمعت رسول الله يقول: لانورث ، ما تركناه فهو صدقة، انما يأكل آل محمد من هذا المال . واني والله لا أدع أمرا رأيت رسول الله يصنعه الاّ صنعته . قال: فهجرته فاطمة فلم تكلمه في ذلك حتى ماتت، فدفنها علي ليلاً ولم يؤذن بها ابا بكر . وكان لعلي وجه  من الناس حياة فاطمة ، فلما توفيت فاطمة انصرفت وجوه الناس عن علي، فمكثت فاطمة ستة اشهر بعد رسول الله ، ثم توفيت.

قال معمر: فقال رجل للزهري: أفلم يبايعه علي ستة اشهر ! قال: لا، ولا احد من بنى هاشم حتى بايعه علي. فلما راى علي انصراف وجوه الناس عنه ضرع الى مصالحة ابي بكر ، فأرسل الى ابي بكر :أن ائتنا ولا يأتين معك أحد، وكره أن يأتيه عمر لما علم من شدة عمر ، فقال عمر : لا تأتهم وحدك، فقال ابو بكر : والله لآتينهم وحدي ، وما عسى ان يصنعوا بي ! قال: فانطلق ابو بكر ، فدخل على علي ، وقد جمع بني هاشم عنده ، فقام علي فحمد الله واثنى عليه بما هو اهله، ثم قال : اما بعد ، فانه لم يمنعنا من ان نبايعك يا ابابكر انكار لفضيلتك، ولا نفاسة عليك بخير ساقه الله اليك، ولكنا كنا نرى ان لنا في هذا الامر حقا فاستبددتم به علينا .ثم ذكر قرابته من رسول لله وحقهم ، فلم يزل علي يقول ذلك حتى بكى ابو بكر .

فلما صمت علي تشهد ابو بكر فحمد الله واثنى عليه بما هو اهله ، ثم قال : اما بعد، فوالله لقرابة رسول لله احب الي ان اصل من قرابتي ، واني والله ما ألوت في هذه الاموال التي كانت بيني وبينكم غير الخير ، ولكني سمعت رسول لله يقول:" لا نورث ، ما تركنا فهو صدقة، وانما ياكل آل محمد في هذا المال " واني اعوذ بالله لا اذكر امرا صنعه رسول الله الا صنعته فيه انشاءالله.

ثم قال علي : موعدك العشية للبيعة، فلما صلى ابو بكر الظهر اقبل على الناس ، ثم عذر عليا ببعض مااعتذر ، ثم قام علي فعظم من حق ابي بكر ، وذكر فضيلته وسابقته ، ثم مضى الى ابي بكر فبايعه .قالت : فاقبل الناس الى علي فقالوا : اصبت واحسنت.

ويقول علي البحراني في منار الهدى ( ولما رأى ذلك تقدم إلى الصديق ، وبايعه المهاجرون والأنصار ، والكلام من فيه وهو يومئذ أمير المؤمنين وخليفة المسلمين ، لا يتقي الناس ، ولا يظهر إلا ما يبطنه لعدم دواعى التقية ، وهو يذكر الأحداث الماضية فيقول : ( فمشيت عند ذلك إلى أبى بكر ، فبايعته ، ونهضت في تلك الأحداث ... فتولى أبو بكر تلك الأمور فسدد ويسر وقارب واقتصد فصحبته مناصحاً ، وأطعته فيما أطاع الله جاهدا )[1].

وكان علي رضي الله عنه ـ كما ذكر ـ مطيعا لأبي بكر ممتثلاً لأوامره فقد حدث أن وفداً من الكفار جاءوا إلى المدينة المنورة ، ورأوا بالمسلمين ضعفاً وقلة لذهابهم إلى الجهات المختلفة للجهاد واستئصال شأفة المرتدين والبغاة ، فأحس منهم الصديق خطراً على عاصمة إلإسلام والمسلمين ( فأمر الصديق بحراسة المدينة وجعل الحرس على أنقابها يبيتون بالجيوش ، وأمر عليا والزبير وطلحة وعبد الله بن مسعود أن يرأسوا هؤلاء الحرائر ، وبقوا كذلك حتى أمنوا منهم )[2].

والذي أراه و يتوافق مع المنطق هو ان عليا قد بايع في اليوم الثانى من تولي ابي بكر للخلافة بدليل انه  شارك في حروب الردة فلو لم يكن قد بايع لما خرج لقتال المرتدين ولفعل مثل ما فعل سعد بن عبادة ، ولكن يبدو انه قاطع القوم بعد ما حدث بين ابي بكر  وفاطمة في شأن فدك ، او ربما لانشغاله بتمريض فاطمة ظن الناس انه مقاطع للقوم ، فلما توفيت فاطمة رجع وصالح ابا بكر وجدد بيعته . وأيا كان، فإن لبيعة علي دلالة كبيرة سواء بايع في اليوم الثانى من تولية ابي بكر او بعد ستة أشهر فإنه لا يفرق كثيرا كما سنبـين ذلك فيما بعد، بل مبايعته بعد ستة اشهر اكثر دلالة على استقامة ابي بكر وحسن سياسته بحيث لم يبق لاحد حجة في مقاطعته او معارضته .

 

[1] .  منار الهدى / لعلي البحراني ص 373 ، وأيضا ناسخ التواريخ ج3 ص532 .

[2] . شرح نهج البلاغة / ج 4 ص 228 ط تبريز ، الشيعة وآل البيت/إحسان إلهي ظهير/ص71

 

  • الخميس PM 12:22
    2021-05-20
  • 1720
Powered by: GateGold