المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 415344
يتصفح الموقع حاليا : 314

البحث

البحث

عرض المادة

العصمة

لاشك أن الأنبياء والرسل هم خير خلق الله ومن عمد إلى تنقص أحد منهم فهو كافر .
قال تعالى (اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ)وقال (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ)


ثمة مسألة اختلف فيها أهل السنة والشيعة وهي العصمة .

فأهل السنة يرون أن الأنبياء معصومون فيما يبلغونه عن الله جل وعلا لا شك في ذلك عندهم , وأنهم معصومون من الكبائر والذنوب التي تقدح في سمعتهم , لكن يرون أنهم ربما وقعوا في الصغائر ثم ما أسرع أن يتوبوا وينيبوا ويكون حالهم بعد التوبة خير من حالهم قبلها لظهور مزيد من مقام الانكسار واللجأ إلى الله

أما الشيعة([1]) فيرون أنهم معصومون في التبليغ ومسلوبو القدرة على الذنب فضلا عن أنهم لم يفعلوا الذنب كما يرون أنه لا يقع منهم السهو ولا النسيان .

وهذا ليس للأنبياء فحسب بل ذلك حاصل لأئمة أهل البيت رضوان الله عليهم .

لننظر إلى آي القرآن لنتبين أي النظرتين أتم :

العصمة في التبليغ (متفق عليها بين الطرفين)

الجميع يعتقد بعصمة الأنبياء فيما يبلغونه عن الله عز وجل

) سَنُقْرِؤُكَ فَلَا تَنسَى)

(لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ {} إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ {} فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ)

(وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى {} إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (

 

السهو

 الأنبياء كما دل القرآن حسب فهم أهل السنة بشر مثل بقية البشر يحصل لهم ما يحصل للبشر من السهو والنسيان


قال تعالى في قصة موسى والخضر (قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا {} قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا)

وقال (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا)

وقال تعالى عن يوشع بن نون (وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ)

-فهل يثبت الشيعة السهو للرسل صلوات الله وسلامه عليهم ؟؟؟؟ 

أم يخالفون صريح القرآن في ذلك ؟؟

 

(الذنوب)

 ربما حصل من الأنبياء عليهم السلام  بعض الذنوب قبل النبوة وربما بعدها كالصغائر فيما لا يعاب عليه في سمعته (فلا يجوز في حقهم الزنا والكذب وحاشاهم لأنها منافية للاصطفاء والكمال)

 

ومن  الأدلة على أن بعض الذنوب قد تحصل منهم


قوله تعالى (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا {} لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا)

 

ومن قصة آدم (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ {} وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ {/} فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ {} قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)

 

 وقال تعالى(وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى {} ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى)


وقال تعالى(وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (

 

وقال(عَبَسَ وَتَوَلَّى / أَن جَاءهُ الْأَعْمَى)


وهذا ليس نقص  في حقهم بل نوع من الكمال لأنهم يتوبون لربهم ويكون حالهم بعد التوبة من تعلق القلب بالله والانكسار بين يديه أعظم منهم قبل الذنب  


وعلى هذا فلا يصح نفي الكمال عنهم في هذا الباب فهم محفوظون من الخطأ , فما استقر عليه أمرهم فهو الكمال بلا شك

فهل للشيعة تأويل مقنع لما سبق ؟؟؟؟؟؟؟


مسألة هل الكمال في العصمة أم عدمها ؟؟؟؟ )


لو قيل أيهما أكمل من وضعت له العصمة أم من لم توضع ؟؟؟

يقول أهل السنة من كانت له القدرة على المعاصي فلم يقع فيها أو وقع في الصغائر ثم تاب وأناب وزاد تعلقه بالله أكمل ممن سلب القدرة على المعصية أساسا

لذا فصالحي البشر خير من الملائكة

.
ولذا فلا حاجة لنا فيما أرى لأن نؤول تلك الآيات([2]) إلى معاني بعيدة ولا مانع لدينا من تلك العقيدة
خصوصا وأن القران) بلسان عربي مبين ) انزل للجميع أمة محمد حجة عليهم

لماذا لجأ الشيعة لعقيدة العصمة ؟

تبين لي أن عقيدتهم نابعة من السؤال الذي طرح عليهم لماذا تقولون بأنه لا يمكن أن يحكم المسلمين إلا علي وبعض ذريته رضوان الله على الجميع دون بقية ذريته ودون أعمام علي وبني أعمامه ودون بقية الصحابة والصالحين .

أجابوا بأنه لا يمكن أن يحكم في دماء الناس وأموالهم وحقوقهم وسياساتهم إلا شخص معصوم ولا يمكن أن تكون لغير معصوم .

سئلوا : طيب مات العسكري رضي الله عنه من الحاكم بعده

أجابوا :إمام الزمان

سئلوا وهل إمام الزمان الآن حكم بين خلافات آيات ومراجع الشيعة أنفسهم فضلا عن عموم الشيعة فضلا عن جميع الناس , وهل له حكم في السياسة والدماء والأموال .

سكت البعض , وآخرون قالوا الولي الفقيه يكفي

سئلوا إذ قلتم بإمكانية ولاية الفقيه وأن ذلك كاف لتحقق مصالح الناس وحصول اللطف الذي توجبونه على الله جل وعلا بتفاصيل من عقولكم , أفلا تسقط بذلك نظرية الإمامة .

ولذا لا تستغربوا أن مؤيدي ولاية الفقيه هم أكبر طاعنين في الإمامة وحاجة الناس من الأساس لها .

ومنكري ولاية الفقيه مع قولهم بالإمامة هم أكثر الناس اعتراضاً على تقدير الله زاعمين أنه ترك عباده هملاً سدى .

ومنكري أصل فكرة الإمامة هم من علموا أن الله قد أقام حجته ببعثة محمد وبالقرآن فمن تمسك بهدى ذلك فقد رشد ومن مال فقد ضل .

فأي العقيدتين سيعتنقها من خلص عقله لكتاب ربه

هل سيضل؟؟؟؟؟

 

([1])  العصمة عن الشيعة الإمامية: تعني أن الإمام معصوم من الذنوب كلها صغيرها وكبيرها لا يزل عن الفتيا ولا يخطئ في الجواب ولا يسهو ولا ينسى ولا يلهو بشيء من أمر الدنيا . كما جاء في ميزان الحكمةج1 ص 174

 

([2]) ونجد نصوص تدعم ما تم تقريره من كتب الشيعة لكن الشيعة الآن يتعامون عنها مصرين على مزيد من الانحراف بالمذهب عن مدرسة أهل البيت الصحيحة , فنجد  الإقرار بالذنب من أمير المؤمنين في نهج البلاغة ص104 :" اللهم إغفر لي ما أنت أعلم به مني ، فإن عدت فعد علي بالمغفرة ، اللهم أغفر لي ما وأيت من نفسي ولم تجد له وفاءً عندي اللهم إغفر لي ما تقربت له إليك بلساني ثم خالفه قلبي ، اللهم اغفر لي رمزات الألحاظ ، وسقطات الألفاظ ، وشهوات الجنان ، وهفوات اللسان".!!!    فلو كان علي والأئمة معصومين لكان استغفارهم من ذنوبهم عبثاً .
وكل الأئمة قد نقل عنهم الاستغفار من الذنوب والمعاصي ، فهذا أبو عبدالله يقول كما في بحار الأنوار ج25 ص207 :" إنا لنذنب ونسئ ثم نتوب إلى الله متاباً ".
وهذا أبو الحسن موسى الكاظم يقول كما في بحار الأنوار أيضاً ج25 ص203 :" رب عصيتك بلساني ولو شئت وعزتك لأخرستني ، وعصيتك ببصري ولو شئت لأكمهتني ، وعصيتك بسمعي ولو شئت وعزتك لأصممتني".

 

  • الخميس AM 11:39
    2021-05-20
  • 776
Powered by: GateGold