ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ
شٌبهات وردود
المكتبة المرئية
خَــيْـرُ جَــلـيـسٌ
المتواجدون الآن
حرس الحدود
مجتمع المبدعين
البحث
عرض المادة
المساجد
المساجد
لبيوت الله تعالى أحكامها الخاصة ، فهي ليست كغيرها من البيوت .
والشيعة الاثنا عشرية يتفقون مع جمهور المسلمين في تعظيم المساجد بصفة عامة، وفى الأحكام الخاصة بها ، لكن الغلو والضلال لا يفارقهم ، والوضاعون من غلاتهم وزنادقتهم يضعون من الأخبار ما يتفق مع ضلالهم .
ونضرب أمثلة لبعض ما نراه من ضلالهم :
اتخذ هؤلاء القوم قبور أئمتهم مساجد ، ونراهم في الواقع العملي يزورون هذه القبور ، ويطوفون حولها ، ويصلون خلفها ، أي يجعلون القبر قبلتهم . وفى زيارتهم وطوافهم يدعون بدعاء مخصوص ، يعتبرونه مأثورا ، فيه تكفير للصحابة الكرام ـ رضي الله تعالى عنهم ولعن أعداءهم ، ويخصون خير الناس بعد رسول الله ـ r ، وهم الشيخان الصديق والفاروق ، بمزيد من التكفير واللعن .
ومسجد الكوفة أسسه سعد بن أبى وقاص ـ رضي الله عنه ـ فى العام السابع عشر من الهجرة ، وأعيد بناؤه بعد ذلك . وفى هذا المسجد محراب أمير المؤمنين على بن أبى طالب ـ رضي الله عنه وكرم وجهه ، وفيه ضربه بالسيف الشقى اللعين عبد الرحمن بن ملجم ([1][223]) .
ولهذا يغالون فى هذا المسجد ، ويقدمونه على باقي بيوت الله تعالى عدا الحرمين الشريفين فقط ، فالصلاة فيه بألف صلاة ، أي كالصلاة في مسجد رسول الله ـ r وأفضل من المسجد الأقصى : أولى القبلتين ، وثالث الحرمين . وسيأتي مزيد من الضلال في مروياتهم ، ووصفهم لبعض مساجد الكوفة بأنها ملعونة ـ لعنوا بما قالوا .
وفى مسجد رسول الله ـ r ـ بيت على وفاطمة رضي الله تعالى عنهما وأرضاهما ، فيرى هؤلاء القوم الضالون أن الصلاة في بيتهما أفضل من الصلاة في الروضة الشريفة .
وننظر في كتاب وسائل الشيعة :
في الجزء الثالث نجد عدة أبواب :
منها : باب أنه يجوز لزائر الإمام أن يصلى خلف قبره ، أو إلى جانبيه ولا يستدبره ولا يساويه ـ ( ص 454 : 456 ) .
في الرواية الأولى : أما السجود على القبر فلا يجوز في نافلة ولا فريضة ولا زيارة ، بل يضع خده الأيمن على القبر . وأما الصلاة فإنها خلفه ويجعله الإمام ، ولا يجوز أن يصلى بين يديه ، لأن الإمام لا يتقدم ويصلى عن يمينه وشماله .
وفى الرواية الثانية : لا يجوز أن يصلى بين يديه ، ولا عن يمينه ، ولا عن يساره ، لأن الإمام لا يتقدم عليه ولا يساوى .
وقال صاحب الوسائل : الأولى محمولة على الجواز ، والثانية على الكراهة .
قلت : أي أن المستحب أن يكون القبر قبلة فى الصلاة بركوعها وسجودها ، أقرب ما يكون إلى عبادة الأصنام والأوثان !!
ومع هذا ففى الرواية السادسة : من صلى خلفه صلاة واحدة يريد بها الله تعالى لقى الله تعالى يوم يلقاه وعليه من النور ما يغشى له كل شيىء يراه .
وفى السابعة : يصلى خلفه ولا يتقدم عليه ، فهما تأكيد لضلالهم السابق . أما الرواية الثالثة ففيها أن النبى r ـ قال : لا تتخذوا قبرى قبلة ولا مسجداً ، فإن الله عز وجل لعن اليهود حيث اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد .
ومثلها الرواية الخامسة . فقال صاحب الوسائل : هذا محمول على الكراهة لما مر ، ويحتمل النسخ ، ويحتمل أن يريد بالقبلة أن يصلى إليه من جميع الجهات كالكعبة !!
قلت : يا هذا كيف أن اللعن يحتمل الكراهة !! وكيف ينسخ ؟!! أفبعد أن لعنهم الله عز وجل رضي عنهم عندما ظهر منهم ـ مثلا ـ عبد الله بن سبأ صاحب فكرة الوصى بعد النبى !! وكيف تكون الصلاة إلى جميع الجهات وهي لا تكون إلا إلى الكعبة ؟ !! أي أن المصلى يجعل القبر بينه وبين شطر الكعبة ؟!
ومن هذه الأبواب باب ما يستحب الصلاة فيه من مساجد الكوفة ، وما يكره منها ( ص 519 : 520 )
فى الرواية الأولى ينسب كذبا للإمام الباقر أنه قال : إن بالكوفة مساجد ملعونة ، ومساجد مباركة … إلخ
والروايات كلها تدور حول هذه الفكرة الضالة حيث جعلوا مساجد الرافضة مباركة ، ومساجد غيرهم ملعونة . لعنوا بما قالوا ، بل كلها بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيه اسمه تبارك وتعالى .
أما مسجد الكوفة الذى بناه سعد بن أبى وقاص ، وأشرت إليه آنفت فى الحديث عن المساجد فقد خصص له باب يضم ثمانية وعشرين خبرا من مروياتهم، وهو باب تأكد استحباب قصد مسجد الأعظم بالكوفة ولو من بعيد ، وإكثار الصلاة فيه فرضاً ونفلاً ، واختياره على غيره من المساجد إلا ما استثنى : ( ص 520 : 528 )
ويطول بنا الحديث لو أثبتنا هنا كل هذه الأكاذيب والضلالات ، ولذا نكتفى ببعضها :
الخبر الأول عن الإمام الباقر أنه قال : مسجد كوفان روضة من رياض الجنة، صلى فيه ألف نبى وسبعون نبياً ، وميمنته رحمة ، وميسرته مكرمة ، فيه عصا موسى ، وشجرة يقطين ، وخاتم سليمان ، ومنه فار التنور وبحرت السفينة ، وهي صرة بابل ومجمع الأنبياء .
وفى الخبر الثانى : صلى فيه ألف نبى وألف وصى :
وفى الخبر الثالث : ما من عبد صالح ولا نبى إلا وقد صلى فى مسجد كوفان، حتى أن رسول الله ـ r ـ لما أسرى به قال له جبريل : أتدرى أين أنت الساعة يا رسول الله ؟ أنت مقابل مسجد كوفان ، قال : فاستأذن لي ربى حتى آتيه فأصلى ركعتين . فاستأذن الله ـ عز وجل ـ فأذن له .. ([2][224]) .
وإن الصلاة المكتوبة فيه لتعدل بألف صلاة وإن النافلة فيه لتعدل بخمسمائة صلاة ..
وفى عدد من الأخبار تأكيد أنه روضة من رياض الجنة ، وأن الصلاة فيه بألف صلاة ، ومن المعلوم أن هذا ليس إلا لمسجد الرسول ـ r ـ بعد المسجد الحرام حيث تعدل مائة ألف صلاة ، وقبل ثالث الحرمين وأولى القبلتين ، المسجد الأقصى ، فالصلاة فيه بخمسمائة صلاة .
وفى بعض الأخبار أن آدم هو الذى خط هذا المسجد !! وفى بعضها أن النافلة فى هذا المسجد تعدل عمرة مع النبى r والفريضة تعدل حجة مع النبى r..
وفى بعضها : حجة مقبولة ، وعمرة مقبولة .. وفى بعضها : لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجد الرسول r ومسجد الكوفة !
فوضع الكذابون مسجد الكوفة بدلاً من المسجد الأقصى كما جاء فى الحديث الصحيح المشتهر .
وفى بعضها : مكة حرم الله ـ تعالى ، وحرم رسوله r ، وحرم على بن أبى طالب ـ رضي الله عنه ..
والمدينة حرم الله ، وحرم رسوله ، وحرم على بن أبى طالب ..
والكوفة حرم الله ، وحرم رسوله ، وحرم على بن أبى طالب ..
وفى بعضها أن أمير المؤمنين قال :
ياأهل الكوفة ، لقد حباكم الله عز وجل بما لم يحب به أحدا ، من فضل مصلاكم ، بيت آدم ، وبيت نوح ، بيت إدريس ، ومصلى إبراهيم الخليل ، ومصلى أخى الخضر ، ومصلأي . وإن مسجدكم هذا لأحد المساجد الأربعة التى اختارها الله عز وجل لأهلها ، وكأنى به قد أتى به يوم القيامة فى ثوبين أبيضين يتشبه بالمحرم ويشفع لأهله ولمن يصلى فيه فلا ترد شفاعته ، ولا تذهب الأيام والليالى حتى ينصب الحجر الأسود فيه ، وليأتين عليه زمان يكون مصلى المهدى من ولدى ، ومصلى كل مؤمن … إلخ
وبعد : نكتفى بهذا القدر من أكاذيب هؤلاء الغلاة ، والخبر الأخير يذكرنا بما فعله القرامطة ، وهي فرقة من فرق الشيعة ، أو من يسمون أنفسهم بأهل البيت ، حيث نزعوا الحجر الأسود من مكانه بالكعبة المشرفة ، وحملوه إلى ديارهم ، إلى أن أعيد بعد ذلك .
ولعل هؤلاء القوم يفكرون فى حمله إلى الكوفة كما فعل أسلافهم من القرامطة!
وبعد الباب السابق يأتى " باب استحباب اختيار الإقامة فى مسجد الكوفة والصلاة فيه على السفر إلى زيارة المسجد الأقصى ( ص 528 : 529 ) .
ويليه " باب عدم استحباب السفر للصلاة فى شيىء من المساجد إلا المسجد الحرام ، ومسجد الرسول r ومسجد الكوفة ( 529 : 530 ) .
وفى ص 547 من الجزء الثالث نفسه يقع " باب استحباب اختيار الصلاة فى بيت على وفاطمة عليهما السلام ، على الصلاة فى الروضة !!
ولا حاجة لذكر الأخبار ، فالأبواب السابقة يكفى قراءة العنوان لتدرك ضلال هؤلاء القوم .
*****
([1][223]) انظر : مساجد ومعاهد جـ 2 : جامع الكوفة ص 219 : 221 ـ بحث للدكتور السيد محمود عبد العزيز سالم .
([2][224]) هذه الفرية لها أثرها فى الواقع العملى عند الشيعة ، فعندما زرت هذا المسجد وجدت محراباً يقولون عنه أنه محراب رسول الله ـ r ـ الذى صلى فيه ليلة الإسراء !!
-
الاربعاء AM 07:40
2021-04-28 - 741