المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 415292
يتصفح الموقع حاليا : 242

البحث

البحث

عرض المادة

قراءة القرآن الكريم ومس المصحف للجنب والحائض والنفساء

قراءة القرآن الكريم ومس المصحف

للجنب والحائض والنفساء

 يرى الشيعة تحريم قراءة العزائم الأربع للجنب والحائض والنفساء ، وهذه العزائم هي السور التى بها السجدات الواجبة عندهم ([1][152]) . وهي : السجدة ، وفصلت، والنجم ، والعلق . ويكره عندهم كذلك قراءة ما زاد على سبع آيات من غير هذه السور . ويحرم مس كتابة القرآن الكريم . ويكره مس المصحف دون الكتابة ، ويمنعون غير المتوضئ مس كتابة القرآن ، ويجوز له مس المصحف دون الكتابة.

 أما المذاهب الأربعة فقد منعوا الثلاثة من قراءة القرآن مطلقاً ، دون تفرقة بين العزائم وغيرها ، ومن أباح منهم ذلك فبشرط ألا يزيد عن الآية ، أو بغير قصد للقراءة ، كأن يكون للدعاء أو الثناء ، أو التعليم ، إلى غير ذلك ، وأباح المالكية القراءة للحائض والنفساء حال استرسال الدم ، واشترطوا لمن يمس المصحف عموماً أن يكون متطهراً من الحدثين الأصغر والأكبر.

 وأباح المالكية المس للمعلمة والمتعلمة إذا كانت حائضاً أو نفساء ([2][153])  .

 والتفرقة بين السور الأربع وباقى القرآن الكريم لابد لثبوتها من دليل قاطع ، فالقرآن كله له قدسيته وحرمته .

 وحكم السجود وعزائمه مختلف فيه ، ولو صح كما ذهب الشيعة إليه من إيجاب السجود وتحديد عزائمه ـ لتعلقت الحرمة بمواضع السجود فقط ، ولكنهم يحرمون السور الأربع كلها حتى البسملة إذا نواها منها ، ثم إنهم لا يشترطون الطهارة لهذه السجدات .

 فإذا كانت الطهارة ليست شرطاً لسجود القرآن ، فكيف تكون شرطاً فيما يؤدى إلى هذا السجود ؟

 وإذا نظرنا إلى رواياتهم نجد أنهم يروون ثلاثة أحاديث عن الرسول r ، وباقى الروايات عن الأئمة ([3][154]) .

 فأما أحاديث الرسول ـ r : فالأول هو أن النبى ـ  rـ قال للإمام   على : " يا على ، من كان جنباً في الفراش مع امرأته فلا يقرأ القرآن ، فإنى أخشى أن تنزل عليهما نار من السماء فتحرقهما " .

 والحديث الثانى عن الإمام كرم الله وجهه : " كان رسول r  لا يحجزه عن قراءة القرآن إلا الجنابة " .

 والحديث الثالث كالثانى وفيه : " لا يحجبه أو لا يحجزه " .

 وهذه الأحاديث الثلاثة تؤيد ما ذهب إليه أصحاب المذاهب الأربعة ، وتخريج القراءة على أنها قراءة العزائم ، أو احتمال النسخ ([4][155]) كل ذلك ينقصه الدليل . وما يتعارض مع أحاديث الرسول ـ r ـ من أقوال للأئمة أو غيرهم ـ فإنا بلا ريب لا يمكن أن نأخذ بها .

 على أن الشيعة أنفسهم منهم من ذهب إلى تحريم القراءة مطلقاً كالمذاهب الأربعة ، ومنهم من حرم ما زاد على سبع آيات ([5][156]) .

 وبالنسبة لمس المصحف فقد فرق الشيعة بين مسه ومس الكتابة ، ورأوا أن المقصود من الضمير في قوله تعالى : "" لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ "" وهو القرآن الكريم ، وهو غير المصحف ، فالقرآن عبارة عن المقروء وهو نفس الكتابة ، والمصحف إنما هو الكتاب الذى جعلت فيه الصحف ([6][157])  .

 ونلاحظ أن المصحف ما استمد قدسيته إلا بما فيه من الكتابة ، وإذا كان بعض الشيعة الرافضة يرون حرمة مس أسماء الأئمة ، فهل يرى هؤلاء أن المصحف لا يصل إلى هذه المرتبة ؟"" أَفَلَا يَعْقِلُونَ "" ؟

  وقد ورد عن طريقهم : " لا يجوز لك أن تمس المصحف وأنت جنب ، ولا بأس أن يقلب لك الورق غيرك " ([7][158]) .

 وقد استدل أحمد بحديث ابن عمر : " لا يمس المصحـف إلا علـى طــهارة " ([8][159]) .

 ففي هاتين الروايتين ذكر صريح للمصحف ، والله أعلم بالصواب .

 وبعد هذا النقاش نأتى إلى رأي لا يحتاج إلى مناقشة ، فهو يتصل بغلوهم في عقيدة الإمامة ، حيث يجعلون بيوت أئمتهم تقترب من المساجد في الحكم فيمنع الجنب من دخولها ، كما يجعلونها بيوت أنبياء : ونذكر هنا ما جاء في وسائل الشيعة (1/489-490) تحت باب " كراهة دخول الجنب بيوت النبى ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ والأئمة عليهم السلام " .

 نجد هنا خمس روايات :

 أربعة منها تذكر أن أبا بصير دخل ـ وهو جنب ـ على أبى عبد الله ، أي الإمام الصادق ، فقال له : " أما تعلم أنه لا ينبغى لجنب أن يدخل بيوت الأنبياء ؟ "

 وفي رواية : " أما علمت أن بيوت الأنبياء وأولاد الأنبياء لا يدخلها الجنب ".

 وفي رواية أنه فعل ذلك عمداً ليعطيه من دلالة الإمامة مثل ما أعطاه أبوجعفر ، أي الإمام الباقر . والكذاب يقصد هنا نسبة علم الغيب للأئمة ، حيث عرف أنه جنب بمجرد أن رآه .

 وفي الرواية الأخيرة : " هكذا تدخل بيوت الأنبياء وأنت جنب " ؟

 وغير الأربعة رواية عن الحسين  u، أن أعرابياً دخل عليه فقال له :  " أما تستحي يا أعرابي تدخل على إمامك وأنت جنب " ؟!

 

 

 ([1][152]) وقع الخلاف بين المذاهب في حكم السجود ، وفي عدد السجدات التى هي عزائم ، انظر ذلك مثلا في : بداية المجتهد جـ 1 ص 226 وما بعدها ، وفي كتب المذاهب المختلفة.

 ([2][153]) انظر حاشية ابن عابدين 1/278-279 ، والمبسوط 3/152 ، وحاشية الدسوقى 1/125-126 ، ص 138-139 ، وص 174-175 ، وحاشية البجيرمى 1/52-54 ، ص 102-103 والمغنى 1/135-136 وص 136-141 وانظر كذلك بداية المجتهد 1/42-43 وص 50 ونيل الأوطار 1/259-261 وسبل السلام 1/69-70 .

 ([3][154]) انظر جميع الروايات في الوسائل 2/296-298 .

 ([4][155]) انظر ذلك في الصفحة الأولى من الموضع السابق .

 ([5][156]) انظر مفتاح الكرامة – كتاب الطهارة ص 327 .

 ([6][157]) انظر الحقائق 2/12 .

 ([7][158]) الوسائل – المستدرك 2/295 .

 ([8][159]) انظر نيل الأوطار 1/259 .

  • الاربعاء AM 07:28
    2021-04-28
  • 935
Powered by: GateGold