ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ
شٌبهات وردود
المكتبة المرئية
خَــيْـرُ جَــلـيـسٌ
المتواجدون الآن
حرس الحدود
مجتمع المبدعين
البحث
عرض المادة
التوقيت في الغسل
التوقيت في الغسل
لم يوقت الإمام مالك في الوضوء مرة ولا ثلاثاً ، وإنما قال بإسباغه ، والمشهور في المذهب استحباب الثلاث ، وباقى المذاهب الأربعة على إجزاء المرة، واستحباب الثلاث ([1][128]).
أما الشيعة فيرون إجزاء المرة ، واستحباب المرتين ، وأن الثالثة بدعة .
والخلاف هنا يمكن أن يكون هيناً لو اكتفوا بالقول باستحباب المرتين فقد يكون الإسباغ بهما ، بل بالمرة الواحدة ، وهنا يتفقون مع الإمام مالك ، ولكن القول بأن الثالثة بدعة يجعل الخلاف واضحاً ، فغسل أعضاء الوضوء ثلاثاً روى عن الرسول r ، كرواية عثمان الصحيحة ، وقد روى عن على نفسه أنه حكى وضوء رسول الله r وقال بالثلاث ([2][129]) .
وقد استدل الشيعة بروايات عن أئمتهم بالغسل مرة ومرتين وحملوا ما عداها على التقية ([3][130]) .
مثال ذلك ما روى عن داود الرقى قال : " دخلت على أبى عبد الله u ، فقلت له : جعلت فداك كم عدة الطهارة ؟ فقال : ما أوجبه الله فواحدة ، وأضاف إليها الرسول r واحدة لضعف الناس ، ومن توضأ ثلاثاً ثلاثاً فلا صلاة له . أنا معه في ذا حتى جاءه داود بن زربى ، فسأله عن عدة الطهارة ، فقال له : ثلاثاً ثلاثاً . من نقص عنه لا صلاة له " ([4][131]) .
فقوله لابن زربى إذن للتقية ، ولكن لا أحد من المسلمين يقول ببطلان الصلاة لمن ينقص عن الثلاث ، فمن الذى يتقيهم بقوله هذا ؟ وبطلان الصلاة لمن يتوضأ ثلاثاً ثلاثاً ينافي ما ثبت عن الرسول r .
وقيل : إن خبر الثلاث مدنى ، وقد اطرحه مالك ولم يصححه ، وهو أمارة الضعف . ثم هو معارض بما روى([5][132]) .
ونلاحظ أنه لا تعارض بين روايات أهل السنة . فمجموعها يدل على جواز المرة والمرتين والثلاث . وتعارضها مع بعض روايات الشيعة يسقط هذا البعض ، والاستشهاد على الضعف بموقف الإمام مالك يجاب عنه بما جاء في المدونة ([6][133]) بعد ذكر رواية عثمان بن عفان ، قال ابن شهاب : " وكان علماؤنا بالمدينة يقولون هذا الوضوء أسبغ ما توضأ به أحد للصلاة " .
فالإمام مالك لم يضعف هذه الرواية ، وإنما نظر إلى الروايات المختلفة ورأي أن المقصود هو الإسباغ ، فقال به . وإن كان بالمرة أو المرتين أو الثلاث ([7][134]) والله أعلم .
([1][128]) انظر : المبسوط 1/9 ، والمدونة 1/ 2 وحاشية الدسوقى 1/101 ، والأم 1/27 ، والمغنى 1/130.
([2][129]) ارجع إلى هذه الروايات في نيل الأوطار 1/213-216 ، وانظر الوضوء في الكتب والسنة.
([3][130]) انظر : الاستبصار 1/69-72 ، والوسائل 3/38-46 .
([4][131]) المرجع الأخير ص 44 .
-
الاربعاء AM 07:19
2021-04-28 - 871