المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 415323
يتصفح الموقع حاليا : 197

البحث

البحث

عرض المادة

تفسير الصحابة رضي الله عنهم

أعلم الناس بالقرآن :

      بعد تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم يأتى تفسير الصحابة رضي الله تعالى عنهم ، فهم ـ كما أشرنا من قبل ـ كانوا أعلم الناس بالقرآن الكريم ؛ فبلغتهم نزل ، وهم أفصح العرب ، وعاشوا أسباب النزول ، فعرفوا ظاهر القرآن الكريم ، وتعلموا الأحكام وطبقوها .

الموقوف والمرفوع :

      وكثير من التفسير المأثور عن الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ يعتبر في حكم المرفوع وإن لم يكن مرفوعاً . وسبق من قبل كلام ابن حجر في اشتمال كتاب التفسير من صحيح البخاري على خمسمائة حديث وثمانية وأربعين حديثاً من الأحاديث المرفوعة وما في حكمها ، وعلى خمسمائة وثمانين أثراً من آثار الصحابة التي لا تأخذ حكم الرفع . فما ينتهى إلى الصحابة إذن قد يأخذ حكم المرفوع وقد يعتبر موقوفاً عليهم . على أن الإمام مسلماً لم يوافق الإمام البخاري على تخريج أكثر أحاديثه لكونها ليست ظاهرة في الرفع . واتفق الشيخان على أن تفسير الصحابى يأخذ حكم المرفوع إذا كان التفسير يتعلق بسبب نزول آية أو نحوه مما لا يمكن أن يؤخذ إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم  ، ولا مدخل للرأى فيه : ومشى على هذا الحاكم في علوم الحديث ، وابن الصلاح وغيرهمـا ([1][30]) .

بعض ما صح من تفسيرهم :

      وكى نأخذ صورة واضحة لتفسير الصحابة رضي الله عنهم ، ننقل هنا بعض ما جاء في كتاب التفسير من صحيح البخاري .

      1 ـ " 4495 " - حدثنا عبد الله بن يوسف ، أخبرنا مالك ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ـ رضي الله عنهما ـ أنه قال : قلت لعائشة ـ رضي الله عنهاـ زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنا يومئذ حديث السن :

      أرأيت قول الله تبارك وتعالى : ]  إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا    [ فما أرى على أحد شيئاً أن لا يطوف بهما .

      فقالت عائشة : كلا ، لو كانت كما تقول كانت فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما ، إنما أنزلت هذه الآية في الأنصار : كانوا يهلون لمناة ، وكانت مناة حذو قديد ، وكانوا يتحرجون أن يطوفوا بين الصفا والمروة ، فلما جاء الإسلام سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك ، فأنزل الله :  ]  إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا    [ ([2][31]).

      2 ـ " 4498 " حدثنا الحميدى ، حدثنا سفيان ، حدثنا عمرو ، قال : سمعت مجاهداً قال : سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول : " كان في بنى إسرائيل القصاص ، ولم تكن فيهم الدية ، فقال الله تعالى لهذه الأمة

 

  ] كُتِبَ عَليْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ [  فالعفو أن يقبل الدية في العمد                         ]  فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ   [  يتبع بالمعروف ويؤدى بإحسان      ]  ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ    وَرَحْمَةٌ [   مما كتب على من كان قبلكم  ]  فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ[   قتل بعد قبول الدية " .

      3 ـ " 4505 " حدثنى إسحاق ، أخبرنا روح ، حدثنا زكريا بن إسحاق ، حدثنا عمرو بن دينار ، عن عطاء ، سمع ابن عباس يقـــرأ :                ] وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ   [  قال ابن عباس : ليست بمنسوخة ، هو الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما فليطعمان مكان كل يوم مسكيناً .

      4 ـ " 4506 " حدثنا عياش بن الوليد ، حدثنا عبد الأعلى ، حدثنا عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أنه قرأ  ]  فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ  [  قال : هي منسوخة .

      5 ـ " 4507 " حدثنا قتيبة ، حدثنا بكر بن معز ، عن عمرو بن الحارث ، عن بكير بن عبد الله ، عن يزيد مولى سلمة بن الأكوع ، عن سلمة قال : " لما نزلت  ]   وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ    [  كان من أراد أن يفطر ويفتدى ، حتى نزلت الآية التي بعدها فنسختها " .

      6 ـ " 4512 " حدثنا عبيد الله بن موسى ، عن إسرائيل ، عن أبى إسحاق ، عن البراء قال : كانوا إذا أحرموا في الجاهلية أتو البيت من ظهره فأنزل الله       ]وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ   أَبْوَابِهَا  [.

      7 ـ " 4521 " حدثنى محمد بن أبى بكر ، حدثنا فضيل بن سليمان ، حدثنا موسى بن عقبة ، أخبرنى كريب ، عن ابن عباس قال : " يطوف الرجل بالبيت ما كان حلالا حتى يهل بالحج ، فإذا ركب إلى عرفة فمن تيسر له هديه من الإبل أو البقر أو الغنم ما تيسر له من ذلك أي ذلك شاء ، غير إن لم يتيسر له فعليه ثلاثة أيام في الحج وذلك قبل يوم عرفة ، فإن كان آخر يوم من الأيام الثلاثة يوم عرفة فلا جناح عليه ، ثم لينطلق حتى يقف بعرفات من صلاة العصر إلى أن يكون الظلام ثم ليدفعوا من عرفات ، فإذا أفاضوا منها يبلغوا جمعاً الذي يتبرز فيه ، ثم ليذكروا الله كثيراً ، أو أكثروا التكبير والتهليل قبل أن تصبحوا ، ثم أفيضوا فإن الناس كانوا يفيضون ، وقال الله تعالى :]  ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [  حتى ترموا الجمرة " .

      8 ـ " 4528 " حدثنا أبو نعيم ، حدثنا سفيان ، عن ابن المنكدر ، سمعت جابراً رضي الله عنه ، قال : " كانت اليهود تقول إذا جامعها من ورائها جاء الولد أحول فنزلت   ]  نسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ إني شِئْتُمْ  [ .

      9 ـ " 4568 " حدثنى إبراهيم بن موسى ، أخبرنا هشام ، أن ابن جريج أخبرهم ، عن ابن أبى مليكة ، أن علقمة بن وقاص خبره ، أن مروان قال لبوا به : اذهب يا رافع إلى ابن عباس فقل : لئن كان امرئ فرح بما أوتى وأحب أن يحمد بما لم يعمل معذباً لنعذبن أجمعون . فقال ابن عباس : ما لكم ولهذه ؟ إنما دعا النبي صلى الله عليه وسلم يهود فسألهم عن شئ فكتموه إياه ، وأخبروه بغيره فأروه أن قد استحمدوا إليه بما أخبروه عنه فيما سألهم ، وفرحوا بما أتوا من كتمانهم . ثم قرأ ابن عبــاس  ] وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ    [كذلك حتى قوله :  ]  يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَواْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ   [ .

      10 ـ " 4573 " حدثنا إبراهيم بن موسى ، أخبرنا هشام ، عن ابن جريج قال : أخبرنى هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنها : " أن رجلاً كانت له يتيمة فأنكحها ، وكان لها عذق ، وكان يمسكها عليه ولم يكن لها من نفسه شئ ، فنزلت فيه ]  وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى   [  أحسبه قال : كانت شريكته في ذلك العذق وفى ماله " .

      11 ـ " 4574 " حدثنى عبد العزيز بن عبد الله ، حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن صالح بن كيسان ، عن ابن شهاب قال : " أخبرنى عروة بن الزبير أنه سأل عائشة عن قول الله تعالى  ] وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى   [   فقالت : يا بن أختى ، هذه اليتيمة تكون في حجر وليها تشركه في ماله ويعجبه مالها وجمالها ، فيريد وليها أن يتزوجها بغير أن يقسط في صداقها فيعطيها مثل ما يعطيها غيره ، فنهوا عن أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا لهن ويبلغوا لهن أعلى سنتهن في الصداق ، فأمروا أن ينكحوا ما طاب لهم من النساء سواهن . قال عروة : قالت عائشة : وإن الناس استفتوا رسول الله بعد هذه الآية فأنزل الله ]وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء  [   قالت عائشة : وقول الله تعالى في آية أخرى]وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ  [  رغبة أحدكم عن يتيمته حين تكون قليلة المال والجمال ، قالت : فنهوا أن ينكحوا عن من رغبوا في ماله وجماله في يتامى النساء إلا بالقسط ، من أجل رغبتهم عنهن إذا كن قليلات المال والجمال "

      12 ـ " 4590 " حدثنا آدم بن أبى إياس ، حدثنا شعبة ، حدثنا مغيرة بن النعمان قال : سمعت سعيد بن جبير قال : " آية اختلف فيها أهل الكوفة ، فرحلت فيها إلى ابن عباس فسألته عنها فقال : نزلت هذه الآية ]  وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ   [  هي آخر ما نزل وما نسخها شئ " .

      13 ـ " 4600 " حدثنا عبيد بن اسماعيل ، حدثنا أبو أسامة قال : حدثنا  هشام  بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنها  ] وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ   [  إلى قوله  ]  وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ  [  قالت عائشة : " هو الرجل تكون عنده اليتيمة هو وليها ووارثها  فأشركته في ماله حتى في العذق فيرغب أن ينكحها ويكره أن يزوجها رجلا فيشركه في ماله بما شركته فيعضلها فنزلت هذه الآية " .

      14 ـ " 4601 " حدثنا محمد بن مقاتل ، أخبرنا هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنها ]  وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا  [        قالت : الرجل تكون عنده المرأة ليس بمستكثر منها يريد أن يفارقها فتقول : أجعلك من شأنى في حل ، فنزلت هذه الآية في ذلك " .

      15 ـ " 4613 " حدثنا على بن سلمة ، حدثنا مالك بن سعير ، حدثنا هشام ، عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنها : " أنزلت هذه الآية] لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِيَ أَيْمَانِكُمْ    [  في قول الرجل : لا والله وبلى والله " .

      16 ـ " 4682" حدثنى إبراهيم بن موسى ، أخبرنا هشام ، عن ابن جريج ، وأخبرنى محمد بن عباد بن جعفر أن ابن عباس قرأ : ] أَلا إِنَّهُمْ تَثْنُونىَ صُدُورَهُمْ[ قلت : يا أبا العباس ما تثنونى صدورهم ؟ قال : كان الرجل يجامع امرأته فيستحى أو يتخلى فيستحى فنزلت  ] أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ  [ .

       ] تثنونى : بفوقانية ، وسكون المثلثة ، وفتح النون ، وسكون الواو ، وكسر النون بعدها ياء ، على وزن تفعو عل ، وهو بناء مبالغة كاعشوشب ، لكن جعل الفعل للصدور ـ قاله ابن حجر في الفتح [ .

      17 ـ " 4683 " حدثنا الحميدى حدثنا سفيان حدثنا عمرو قال : " قرأ ابن عباس ]  أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ   [   وقال غيره عن ابن عباس " يستغشون " يغطون رءوسهم " سىء بهم " ساء ظنه بقومه " وضاق بهم " بأضيافه " بقطع من الليل " بسواد " إليه أنيب " أرجع " .

      18 ـ " 4695 " حدثنا عبد العزيز بن عبد الله ، حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن صالح ، عن ابن شهاب قال : " أخبرنى عروة بن الزبير ، عن عائشة رضي الله عنها قالت له وهو يسألها عن قول الله تعالى :  ]  حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ  [   قال : قلت : أكذبوا أم كذّبوا ؟ قالت عائشة : كذبوا . قلت : فقد استيقنوا بذلك أن قومهم كذبوهم ، فما هو بالظن . قالت : أجل لعمرى ، لقد استيقنوا بذلك . فقلت  لها : وظنوا أنهم قد كذبوا ؟ قالت : معاذ الله ، لم تكن الرسل تظن ذلك بربها . قلت : فما هذه الآية ؟ قالت : هم أتباع الرسل الذين آمنوا بربهم وصدقوهم ، فطال عليهم البلاء واستأخر عنهم النصر ، حتى إذا استيأس الرسل ممن كذبهم من  قومهم ، وظنت الرسل أن أتباعهم قد كذبوهم ، جاءهم نصر الله عند ذلك " .

      19 ـ " 4700 " حدثنا على بن عبد الله ، حدثنا سفيان ، عن عمرو ، عن عطاء سمع ابن عباس :  ]  أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْرًا   [  قال : " هم كفار أهل مكة " .  

     20 ـ " 4705 " حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا هشيم ، أخبرنا أبو بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس رضي الله عنهما  ]  الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ[ قال : هم أهل الكتا ب جزءوه أجزاء فآمنوا ببعضه وكفروا ببعضه " .

      21 ـ " 4706 " حدثنى عبيد الله بن موسى ، عن الأعمش ، عن أبى ظبيان، " عن ابن عباس رضي الله عنهما :  ] كَمَا أَنزَلْنَا عَلَى المُقْتَسِمِينَ   [  قال : آمنوا ببعض وكفروا ببعض ، اليهود والنصارى " .

      22 ـ " 4714 " حدثنى عمرو بن على ، حدثنا يحيى ، حدثنا سفيان ، حدثنى سليمان ، عن إبراهيم ، عن أبى معمر ، عن عبد الله : " إلى ربهم الوسيلة " قال : " كان ناس من الإنس يعبدون ناسا من الجن ، فأسلم الجن ، وتمسك هؤلاء بدينهم " زاد الأشجعى ، عن سفيان ، عن الأعمش : ]  قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم   [.

      23 ـ " 4716 " حدثنا على بن عبد الله ، حدثنا سفيان عن عمرو ، عن عكرمة ، عن ابن عباس رضي الله عنهما  }  وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ   [   قال : هي رؤيا عين أريها رسـول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى به  ] وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ   [  قال : شجرة الزقوم .

      24 ـ " 4722 " حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا هشيم ، حدثنا أبو بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى           ]وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا   [    قال : نزلت ورسول الله  صلى الله عليه وسلم مختف  بمكة ، كان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن ، فإذا سمع المشركون سبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به ، فقال الله تعالى لنبيه  ] وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ  [   أي بقراءتك فيسمع المشركون فيسبوا القرآن  ] وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا  [  عن أصحابك فلا تسمعهم  ] وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً  [ .

      25 ـ " 4732 " حدثنا الحميدى ، حدثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن أبى الضحى ، عن مسروق ، قال : سمعت خبابا قال : جئت العاص بن وائل السهمى أتقاضاه حقاً لي عنده ، فقال : لا أعطيك حتى تكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم . فقلت : لا ، حتى تموت ثم تبعث . قال : وإنى لميت ثم مبعوث ؟ قلت : نعم . قال : إن لي هناك مالاً وولداً فأقضيك ،  فنزلت هذه الآية :   ]  أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا  [ . رواه الثورى وشعبة وحفص وأبو معاوية ووكيع عن الأعمش .

      26 ـ " 4753 " حدثنا محمد بن المثنى ، حدثنا يحيى ، عن عمر بن سعيد ابن أبى حسين قال : حدثنى ابن مليكة قال : استأذن ابن عباس ـ قبيل موتها ـ على عائشة وهى مغلوبة ، قالت : أخشى أن يثنى على ، فقيل : ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن وجوه المسلمين ، قالت : ائذنوا له . فقال : كيف تجدينك ؟ قال : بخير إن اتقيت . قال : فأنت بخير إن شاء الله تعالى ، زوجة رسول الله  صلى الله عليه وسلم ، ولم ينكح بكرا غيرك ، ونزل عذرك من السماء .

      ودخل ابن الزبير خلافه ، فقالت : دخل ابن عباس فأثنى على ، وددت إني كنت نسياً منسياً " .

      27 ـ " 4806 " حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا غندر ، حدثنا شعبة ، عن العوام قال : سألت مجاهداً عن السجدة في ص فقال : سئل ابن عباس فقال :     ] أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ     [ ، وكان ابن عباس يسجد فيها .

      28 ـ سورة حم السجدة . قال المنهال ، عن سعيد قال : قال رجل لابن عباس : إني أجد في القرآن أشياء تختلف على ، قال  ]   فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ  [ ، ]  وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ   [  ، ] وَلاَ يَكْتُمُونَ اللّهَ حَدِيثًا  ـ  رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ    [   فقد كتموا هذه الآية . وقال :   ]  أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا   [   إلى قوله  ]   دَحَاهَا   [  فذكر خلق السماء قبل خلق الأرض ، ثم قال            ]  أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ     [  إلى ]   طَائِعِينَ   [  فذكر في هذه خلق الأرض قبل السماء وقال تعالى : }  وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا  ـ عَزِيزًا حَكِيمًا ـ   سَمِيعًا بَصِيرًا    [   فكأنه كان ثم مضى ، فقال :  ]   فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ   [   في النفخة الأولى  ]  وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ  [ ]  فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ    [  ثم في النفخة الأخرى  ]  وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ   [ وأما قوله             ]   مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ    ـ    وَلاَ يَكْتُمُونَ اللّهَ [   فإن الله يغفر لأهل الإخلاص ذنوبهم. وقال المشركون : تعالوا نقول لم نكن مشركين ، فختم على أفواههم فتنطق أيديهم. فعند ذلك عرف أن الله لا يكتم حديثاً . وعنده  ]   يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ   [  الآية وخلق الأرض في يومين ثم خلق السماء ثم استوى إلى السماء فسواهن في يومين آخرين ثم دحا الأرض ، ودحوها أن أخرج منها الماء والمرعى وخلق الجبال والآكام وما بينهما في يومين آخرين فذلك قوله " دحاها " وقوله ]  خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ   [  فجعلت الأرض وما فيها من شئ في أربعة أيام وخلقت السماوات في يومين .

  ] وَكَانَ اللهُ غَفُورًا   [  سمى نفسه ذلك ، وذلك قوله ، أي لم يزل كذلك  فإن الله لم يرد شيئاً إلا أصاب به الذي أراد . فلا يختلف عليك القرآن ، فإن كلا من عند الله .

      29 ـ " 4818 " حدثنى محمد بن بشار ، حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن عبد الملك بن ميسرة قال : سمعت طاوساً عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن قوله  ]   إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى    [فقال سعيد بن جبير : قربى آل محمد صلى الله عليه وسلم ، فقال ابن عباس : عجلت ، إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن بطن من قريش إلا كان فيهم قرابة ، فقال : إلا أن تصلوا ما بينى وبينكم  من القرابة .

      30 ـ " 4822 " حدثنا يحيى ، حدثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن أبى الضحى ، عن مسروق قال : دخلت على عبد الله فقال : إن من العلم أن تقول لما لا يعلم : الله أعلم . إن الله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم :  ]  قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ    [ إن قريشاً لما غلبوا النبي صلى الله عليه وسلم واستعصوا عليه قال : اللهم أعنى عليهم بسبع كسبع يوسف ، فأخذتهم سنة أكلوا فيها العظام والميتة من الجهد حتى جعل أحدهم يرى ما بينه وبين السماء كهيئة الدخان من الجوع ]  قَالوا رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ    [  فقيل له : إن كشفنا عنهم عادوا ، فدعا ربه ، فكشف عنهم فعادوا ، فانتقم الله منهم يوم بدر ، فذلك قوله تعالى ] يَوْمَ تَأْتي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ[  إلى قوله جل ذكره  ]   إِنَّا مُنتَقِمُونَ   [  .

      31 ـ " 4933 " حدثنا عمرو بن على ، حدثنا يحيى ، أخبرنا سفيان ، حدثنى عبد الرحمن بن عابس : " سمعت ابن عباس رضي الله عنهــما :        ]   تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ   [  : كنا نعمد إلى الخشبة ثلاثة أذرع وفوق ذلك فنرفعه للشتاء فنسميه القصر  ]   كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ    [  حبال السفن ، تجمع حتى تكون كأوساط الرجال " .

      32 ـ 4940 " حدثنا سعيد بن النضر ، أخبرنا هشيم ، أخبرنا أبو بشر جعفر بن أياس ، عن مجاهد قال : قال ابن عباس : ]لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ    [: حالاً بعد حال ، قال هذا نبيكم صلى الله عليه وسلم .

      33 ـ " 4969 " حدثنا عبد الله بن أبى شيبة ، حدثنا عبد الرحمن ، عن سفيان ، عن حبيب بن أبى ثابت ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : " أن عمر رضي الله عنه ـ سألهم عن قوله تعالى  ]   إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ   [    قالوا : فتح المدائن والقصور ، قال : ما تقول يا بن عباس ؟ قال : أجل أو مثل ضرب لمحمد صلى الله عليه وسلم ، نعيت له نفسه " .

خصائص تفسيرهم :

      هذا بعض ما جاءنا من تفسير الصحابة رضي الله عنهم ، ونكتفى بهذا   القدر ؛ ففيه بيان لمعالم هذا التفسير .

      ونلاحظ هنا ما يأتى :

      1 ـ الصحابة الكرام لم يتعرضوا لتفسير القرآن الكريم كله آية آية ، وإنما فسروا القليل من الآيات الكريمة التي لم يدرك معناها بعض المسلمين .

      2 ـ وإذا كانوا ـ رضي الله عنهم ـ لم يفسروا إلا القليل من الآيات الكريمة، فإنهم فسروا كثيرا من الكلمات ، ويبدوا هذا واضحاً جلياً لمن يقرأ كتاب التفسير من صحيح البخاري .

      3 ـ تحدثوا عن أسباب النزول ، ونحن ندرك العلاقة بين سبب النزول والمعنى المراد .

      وأشرنا إلى أن مثل هذا التفسير يأخذ حكم المرفوع .

      4 ـ تكلموا كذلك عن الناسخ والمنسوخ .

      5 ـ الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ ليسوا سواء في فهم القرآن الكريم وإدراك معانيه ؛ وإنما برز منهم من اشتهر بالتفسير كالخلفاء الراشدين الأربعة ، وبن عباس ، وابن مسعود ، وأبى بن كعب ، وزيد بن ثابت ، وغيرهم ، وهؤلاء كما كان لهم دورهم في بيان بعض ما أنزل الله تعالى ، كان لهم كذلك دور آخر في تصحيح ما يظهر من فهم خاطئ لبعض الآيات الكريمة ، سواء أكان ذاك الخطأ فردياً أم جماعياً ، وإن كانت تلك الأخطاء قليلة . وهؤلاء الكرام البررة كانوا يستجيبون لكل من يطلب علمهم ، وكانت تشد إليهم الرحال . وقام بعضهم بدور كبير في عصر التابعين كما سنرى إن شاء الله سبحانه .

      6 ـ قد نجد شيئاً من الاختلاف أو التعارض في بعض ما ثبت من تفسير الصحابة رضي الله عنهم ، غير أن هذا قليل نادر .

التدوين :

      من المعلوم أن الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ لم يدونوا من التفسير إلا ما كان يكتبه بعضهم في مصاحفهم الخاصة ، وهو جد قليل ، حتى أخطأ بعض المتأخرين فظنوه من وجوه القرآن الكريم التي نزل بها من عند الله عز وجل .

      ويذكر أن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ له كتاب في التفسير([3][32]) ، وقد يكون هذا صحيحا ، إلا أن مثل هذا الكتاب لم يصلنا ، ولم نسمع عن كتاب آخر لأى أحد من الصحابة الكرام ، فكيف إذن وصلنا ما أثر عنهم من تفسير ؟

      تفسير الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ جاءنا عن طريق رجال الحديث ، وعن طريق أصحاب التفاسير الذين عنوا بالتفسير المأثور ؛ فعندما جاء عصر التدوين ، الذي يبدأ من القرن الثاني الهجرى ، أخذ علماء الحديث يجمعون ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وأخذوا كذلك يدونون ما أثر عن الصحابة الكرام . وفى بحثهم دونوا ما يتصل بأمور العقيدة ، وفروع الشريعة ، ودونوا كذلك ما يتصل بالتفسير، فقد اعتبروه باباً من أبواب السنة .

      وإلى جانب التسليم بأن الصحابة ـ رضي الله تعالى عنهم ـ أفهم الناس بكتاب الله تعالى ، فإن رجال الحديث يعتبرون بعض ما يثبت من التفسير عن الصحابة الكرام في حكم المرفوع إلى الرسول صلى الله عليه وسلم كما أشرنا في بداية الحديث عن تفسير الصحابة .

      أما رجال التفسير فإنهم يعلمون أن ما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم من التفسير قليل، فغاية ما يطمحون إليه أن يجدوا من الآثار ما يصل إلى الصحابة رضي الله عنهم. 

كتاب تنوير المقباس :

      وبين أيدينا كتاب " تنوير المقباس من تفسير ابن عباس " لأبى طاهر محمد ابن يعقوب الفيروز ابادى صاحب القاموس ، وهو يحتوى على تفسير القرآن الكريم كله ، أفحقاً وصلنا تفسير جميع أي القرآن الكريم عن ابن عباس رضي الله    عنهما ؟

      لنقرأ أولاً شيئاً مما جاء في هذا التفسير .

 

قراءة الكتاب :

      في سورة الفاتحة فسر البسملة كما يلى :

      " الباء " بهاء الله وبهجته وبلاؤه وبركته ، وابتداء اسمه بارئ.

      " السين " سناؤه وسموه أي ارتفاعه ، وابتداء اسمه سميع .

      " الميم " ملكه ومجده ومننه على عباده الذين هداهم الله تعالى للإيمان ، وابتداء اسمه مجيد .

      " الله " معناه الخلق يألهون ويتألهون إليه أي يتضرعون إليه عند الحوائج ونزول الشدائد .

      " الرحمن " العاطف على البر والفاجر بالرزق لهم ودفع الآفات عنهم .

      " الرحيم " خاصة على المؤمنين بالمغفرة وإدخالهم الجنة ، ومعناه الذي يستر عليهم الذنوب في الدنيا ، ويرحمهم في الآخرة فيدخلهم الجنة ([4][33]).

      وفى سورة البقرة قال بأنها مدنية ويقال مكية ، ثم بدأ تفسيرها بما يأتى :

       ] ألم  [ يقول : ألف الله ، لام جبريل ، ميم محمد ، ويقال : ألف آلاؤه ، لام لطفه ، ميم ملكه ، ويقال : ألف ابتداء اسمه الله ، لام ابتداء اسمه لطيف ، ميم ابتداء اسمه مجيد ، ويقال: أنا الله أعلم ، ويقال : قسم أقسم به .

  ]  ذَلِكَ الْكِتَابُ  [  : أي هذا الكتاب الذي يقرأ عليكم محمد  صلى الله عليه وسلم ]   لاَ رَيْبَ فِيهِ   [   لا شك فيه أنه من عندى ، فإن آمنتم به هديتم ، وإن لم تؤمنوا به عذبتم . ويقال ذلك الكتاب يعنى اللوح المحفوظ ، ويقال : ذلك الكتاب الذي وعدتك يوم الميثاق به أن أوحيه إليك ، ويقال : ذلك الكتاب : يعنى التوراة والإنجيل ، لا ريب فيه : لا شك فيه أن فيهما صفة محمد ونعته ([5][34]) .

نتيجة القراءة :

      هذا بعض ما جاء في هذا التفسير المنسوب لابن عباس ، ونلاحظ هنا ما يأتى :

      1 ـ بادئ ذى بدء نذكر بأن الثابت عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ في التفسير لا يكاد يزيد عن مائة حديث كما قال الإ مام الشافعى ([6][35]) ، وهذا الكتاب فيه تفسير لكل آيات القرآن الكريم !

      2 ـ في هذا التفسير ـ كما نرى ـ ما لا يصح عن ابن عباس أو غيره من مفسري الصحابة رضي الله تعالى عنهم ، أو أي أحد من الراسخين في العلم ، وإنما بعضه أقرب إلى التفسير الباطني والإشاري الذي لا يستند إلى أي أساس علمي صحيح . وبعضه الآخر غير مقبول : كاحتمال أن تكون سورة البقرة مكية ، وأن يكون المراد من  ]  ذَلِكَ الْكِتَابُ [  شيئاً غير القرآن الكريم .

      3 ـ قال الحافظ ابن كثير في فضل ] بسم الله الرحمن الرحيم [ : روى الحافظ ابن مردويه من طريقين عن إسماعيل بن عياش ، عن إسماعيل بن يحيى ، عن مسعر ، عن عطية ، عن أبى سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن عيسى بن مريم عليه السلام أسلمته أمه إلى الكتاب ليعلمه ، فقال له المعلم : اكتب . فقال : ما أكتب ؟ قال : بسم الله . قال له عيسى : وما باسم الله ؟ قال المعلم : وما أدرى . قال له عيسى : الباء : بهاء الله ، والسين : سناؤه ، والميم : مملكته ، والله إله الآلهة ، والرحمن رحمن الدنيا والآخرة ، والرحيم رحيم الآخرة " .

     وقد رواه ابن جرير من حديث إبراهيم بن العلاء الملقب بابن زبريق ، عن إسماعيل بن عياش ، عن إسماعيل بن يحيى ، عن ابن أبى مليكة ، عمن حدثه عن ابن مسعود ، ومسعر ، عن عطية ، عن أبى سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره.

      وقال ابن كثير بعد هذا : وهذا غريب جداً ، وقد يكون صحيحاً إلى من دون رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد يكون من الإسرائيليات لا من المرفوعات والله أعلم ([7][36]) .

     وفى سورة البقرة قال ابن كثير في تفسير ]  ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ…   [: قال ابن جريج قال ابن عباس : ذلك الكتاب أي هذا الكتاب ، وكذا قال مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير والسدى ومقاتل بن حيان وزيد بن أسلم وابن جريج .

      ثم قال : وقد ذهب بعض المفسرين فيما حكاه القرطبى وغيره أن " ذلك " إشارة إلى القرآن الذي وعد الرسول صلى الله عليه وسلم  بإنزاله عليه ، أو التوراة  أو الإنجيل ، أو نحو ذلك في أقوال عشرة ، وقد ضعف هذا المذهب كثيرون والله أعلم .

      والكتاب القرآن ، ومن قال : إن المراد بذلك الكتاب الإشارة إلى التوراة والإنجيل كما حكاه ابن جرير وغيره فقد أبعد النجعة وأغرق في النزع ، وتكلف ما لا علم له به ([8][37]) .

      وفى كتاب " الدر المنثور في التفسير بالمأثور " قال السيوطي : أخرج ابن جرير ، وابن عدى في الكامل ، وابن مردويه ، وأبو نعيم في الحلية ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ، والثعلبى ، بسند ضعيف جداً عن أبى سعيد الخدرى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن عيسى بن مريم  أسلمته أمه إلى الكتاب ليعلمه." وذكر ما نقلناه من قبل ([9][38]) .

      وهذا الخبر الذي رفضه ابن كثير والسيوطى يرويه عطية عن أبى سعيد الخدرى : وعطية هذا هو " عطية بن سعد بن جنادة العوفى " .

      تحدث عنه الإمام أحمد بن حنبل ، وعن روايته عن أبى سعيد ، فقال بأنه ضعيف الحديث ، وأن الثورى وهشيماً كانا يضعفان حديثه ، وقال : بلغنى أن عطية كان يأتى الكلبى فيأخذ عنه التفسير ، وكان يكنيه بأبى سعيد ، فيقول : قال أبو سعيد فيوهم أنه الخدرى .

      وقـال ابن حبان : سمع عطية من أبى سعيد الخدرى أحاديث ، فلما مات جعل يجالس الكلبى ، فإذا قال الكلبى : قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  كذا ، فيحفظه ، وكناه أبا سعيد ، وروى عنه ، فإذا قيل له : من حدثك بهذا ؟ فيقول : حدثنى أبو سعيد ، فيتوهمون أنه يريد أبا سعيد الخدرى ، وإنما أراد الكلبى .

      قــال : لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب ([10][39]) .

      وتفسير تنوير المقباس يرويه الكلبى ، مما يؤيد استبعاد أن يكون هذا الخبر لأبى سعيد الخدرى ، ويؤكد ما ذكر عن عطية من أنه أخذ التفسير عن الكلبى الذي كناه بأبى سعيد ليوهم أنه الخدرى .

      وفى تفسير الطبري . الذي حققه وعلق حواشيه أستاذنا العلامة محمود محمد شاكر ، وراجعه وخرج أحاديثه أخوه الأكبر الشيخ أحمد – رحمهما الله - ، نجد الخبر المتعلق بالبسملة المذكور آنفاً ، وفى الحاشية نجد في التخريج " هذا حديث موضوع ، لا أصل له " ، ثم تفصيلاً لبيان هذا الوضع ، وإشارة وتعليقاً على ما ذكره ابن كثير والسيوطى ([11][40]) .

      ونخرج من هذا إلى أن بعض ما جاء في كتاب تنوير المقباس ساقط بالمرة ، لا تصح نسبته إلى حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وبعضه ينقضه ويرده ما روى عن ابن عباس نفسه في التفسير من طرق مقبولة.

 

  ([1][30])  انظر : تدريب الراوى 1 / 192 ـ 194 ، والإتقان 1 / 31 .

   ([2][31]) نقلنا الأخبار بأرقامها التي وضعها المرحوم محمد فؤاد عبد الباقى كما جاءت في فتح البارى طبع المطبعة السلفية . وكتاب التفسير يقع في الجزء الثامن .

  ([3][32])  راجع ترجمة ابن عباس في طبقات المفسرين للداودى ، ومعجم المؤلفين 6 / 66 .

  ([4][33])  انظر الصفحة الثانية من التفسير المذكور .

  ([5][34])  انظر الصفحة الثالثة .

  ([6][35])  انظر الإتقان 2 / 189 .

  ([7][36])  انظر تفسير ابن كثير 1 / 17 .

  ([8][37])  انظر المرجع السابق 1 / 39 .

  ([9][38])  انظر الدر المنثور 1 / 8 .

  ([10][39])  انظر ترجمة عطية في تهذيب التهذيب ، وميزان الاعتدال . وراجع ما كتبته عن عطية في الفصل الثالث من الباب السابق عند مناقشة روايات التمسك بالكتاب والعترة.

  ([11][40])  انظر الكتاب المذكور 1 / 121 ـ 122 .

  • الاثنين AM 12:36
    2021-04-26
  • 827
Powered by: GateGold