المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 415311
يتصفح الموقع حاليا : 229

البحث

البحث

عرض المادة

التفسير وأصوله عند الشيعة الاثني عشرية

التفسير وأصوله عند الشيعة الاثني عشرية

ثلاثة وجوه :

      قال الإمام الشافعى رضي الله عنه : فلم أعلم من أهل العلم مخالفا في أن سنن النبي  صلى الله عليه وسلم من ثلاثة وجوه :

فأجمعوا منها على وجهين , والوجهان يجتمعان ويتفرقان . أحدهما ما أنزل الله فيه نص كتاب , فبين رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما نص الكتاب . والآخر مثل ما أنزل فيه جملة كتاب , فبين عن الله تعالى معنى ما أراده .

      وهذان الوجهان اللذان لم يختلفوا فيهما .

     والوجه الثالث : ماسن رسول الله صلى الله عليه وسلم  فيما ليس فيه نص كتاب . فمنهم من قال : جعل الله سبحانه له بما افترض من طاعته وسبق في علمه من توفيقه لرضاه، أن سن فيما ليس له فيه نص كتاب . ومنهم من قال : لم يسن سنة قط إلا ولها أصل في الكتاب ، كما كانت سنته لتبيين عدد الصلاة وعملها على أصل جملة فرض الصلاة ، وكذلك ما سن فيه من البيوع وغيرها من الشرائع لأن الله قال :   ]  وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ  [ ، وقال : ] وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحرَّمَ الرِّبَا[

وأورد الإمام الشافعى قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " ما تركت شيئاً مما أمركم الله به إلا وقد أمرتكم به ، ولا تركت شيئا مما نهاكم الله عنه إلا وقد نهيتكم عنه " ([1][26]) .

عدم كثرة ما يتصل بالتفسير من السنة :

       ومن المعلوم أن الرسول صلى الله عليه وسلم بين كثيرا من أحكام العبادات والمعاملات والأحوال الشخصية ، وغير ذلك مما لم يبين في القرآن الكريم ، ولا سبيل إلى معرفته إلا بهذا البيان النبوى ، غير أن هذا البيان من الأحاديث المتصلة بالتفسير ، والتى صحت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ليس كثيراً . وسبب هذا أن الصحابة الكرام كانوا أعلم الناس بالقرآن الكريم ؛ فبلغتهم نزل ، وهم أفصح العرب ، وعاشوا أسباب النزول ، فعرفوا ظواهر القرآن الكريم ، وتعلموا الأحكام وطبقوها :فعن ابن مسعود قال : كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن ، والعمل بهن .

 وعن أبى عبد الرحمن قال : حدثنا الذين كانوا يقرءوننا أنهم كانوا يستقرءون من النبي صلى الله عليه وسلم ، فكانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يخلفوها حتى يعملوا بما فيها من العمل ، فتعلمنا القرآن والعمل جميعا ([2][27]) .

 قال ابن خلدون : " أما التفسير فاعلم أن القرآن نزل بلغة العرب وعلى أساليب بلاغتهم ، فكانوا كلهم يفهمونه ويعلمون معانيه في مفرداته وتراكيبه . وكان ينزل جملا جملا ، وآيات آيات ، لبيان التوحيد والفروض الدينية بحسب الوقائع . ومنها ما هو في العقائد الإيمانية ، ومنها ما هو في  أحكام الجوارح ، ومنها ما يتقدم ومنها ما يتأخر ويكون ناسخاً لها . وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبين المجمل ، ويميز الناسخ من المنسوخ ، ويعرفه أصحابه فعرفوه ، وعرفوا سبب نزول الآيات ومقتضى الحال منها " ([3][28]) .

 

 ([1][26])   انظر الرسالة للإمام الشافعى : ص 28 ـ 29 .

    والآيتان الكريمتان المذكورتان هما : رقم 188 من سورة البقرة ، ورقم 275 من السورة نفسها .

[2][27])   )  انظر الخبرين في تفسير الطبري 1 / 80 تحقيق شاكر .

[3][28])   )  مقدمة ابن خلدون 3 / 996 .ونلحظ أن الدقة تنقصه في قوله " فكانوا كلهم يفهمونه ويعلمون معانيه في مفرداته وتراكيبه " ، وسنرى ـ على سبيل المثال ـ أن بعض الصحابة فهموا بعض الآيات فهما خاطئا ، وأن أشياء غابت عن االصحابه كلهم أو بعضهم .

  • الاثنين AM 12:29
    2021-04-26
  • 1031
Powered by: GateGold