المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 409065
يتصفح الموقع حاليا : 240

البحث

البحث

عرض المادة

أعمال الشيوعيين ضد المسلمين

    بعد نجاح الثورة الماركسية البلشفية في روسيا، وقبل أن يستتب الأمر تماما للشيوعيين _ أرادوا استمالة المسلمين في البلاد، واستثارتهم ضد الحكم القيصري الذي كان يضطهدهم ويعتدي على حرماتهم؛ وذلك من أجل أن يساند المسلمون الشيوعيون الثائرين ضد المعارضة النصرانية الموالية للحكم السابق؛ فأصدر مجلس فوميسيري البلشفي نداء موجها للمسلمين سنة 1917م جاء فيه: "إن امبراطورية السلب، والعنف، والرأسمالية توشك أن تنهار، والأرض التي تستند عليها أقدام اللصوص الاستعماريين تشتعل نارا.

   وفي وجه هذه الأحداث الجسام نتجه بأنظارنا إليكم أنتم يا مسلمي روسيا، والشرق، أنتم من تشقون وتكدحون، وعلى الرغم من ذلك تحرمون من كل حق أنتم أهل له.

    أيها المسلمون في روسيا، أيها التتر على شواطئ الفولجا وفي القرم، أيها الكرغيز والسارتيون في سيبيريا والتركمستان، أيها التتر والأتراك في القوقاز، أيها التشيشيين، أيها الجبليون في أنحاء القوقاز، أنتم يا من أنتهكت حرمات مساجدكم، وقبوركم، واعتدي على عقائدكم وعاداتكم، وداس القياصرة والطغاة الروس على مقدساتكم.

    ستكون حرية عقائدكم، وعاداتكم، وحرية نظمكم القومية، ومنظماتكم الثقافية _ مكفولة لكم منذ اليوم، لا يطغى عليها طاغ، ولا يعتدي عليها معتد.

    هبوا إذا فابنوا حياتكم القومية كيف شئتم فأنتم أحرار لا يحول بينكم وبين ما تشتهون حائل، إن ذلك من حقكم إن كنتم فاعلين.

    واعلموا أن حقوقكم شأنها شأن حقوق سائر أفراد الشعب الروسي، تحميها الثورة بكل ما أوتيت من عزم وقوة، وبكل ما يتوافر لها من وسائل: جند أشداد، ومجالس للعمال، ومندوبين عن الفلاحين.

    وإذا فشدوا أزر هذه الثورة، وخذوا بساعد حكومتها الشرعية"(1) .

    إلى آخر ما جاء في ذلك النداء الخادع.

    وما كان المسلمين حين سمعوا ذلك النداء إلا أن أسرعوا يجمعون قواهم؛ فبادرت شعوب إسلامية كانت مستعمرة مضطهدة تحت الحكم الروسي القيصري فأعلنت استقلالها، واستعادت سيادتها على أرضها.

    وقامت جمهوريات إسلامية عديدة، لكنها لم تكن شيوعية، ولم تكن خاضعة خضوعا كليا للشيوعيين الذين أقاموا الثورة في روسيا، وكان باستطاعة هذه الدول _ وهي ملتزمة بإسلامها وعقائدها ومفاهيمها الإسلامية _ أن تتحول إلى الشيوعية؛ لأنها تتناقض مع الإسلام تناقضا كليا في جذورها الاعتقادية، وفي تطبيقاتها ونظمها.

    ولم تمض فترة وجيزة حتى ثبت الشيوعيون أقدامهم، وأحكموا قبضتهم.

    ولما تمكنوا، واستتب لهم الأمر، قلبوا ظهر المجن، وأسفروا

(1) الكيد الأحمر، ص251-252 .

 

عن حقيقتهم الكالحة، حيث توجهوا بجيشهم المعروف بالجيش الأحمر، فأعملوا أسلحتهم بالمسلمين، وحصدوا الجمهوريات الإسلامية حصدا.

    وكان هجوم الجيش الأحمر لها مباغتة لم تعد لها بعد عدتها؛ فهي دول فتية مازالت في طور نشأتها.

    وفي مدة ثلال سنين استولى الشيوعيون على هذه الجمهوريات الإسلامية بعد أن قدم المسلمون تضحيات جسيمة، ولكن قواهم كانت أضعف من أن تقاوم جيشا مدربا مزودا بأحدث الأسلحة من طائرات، ودبابات، وسيارات مصفحة، ومدافع بعيدة المدى، في حين أنها لا تملك شيئا من مثل هذه الأسلحة؛ فلقد كانت شعوبا مستعمرة للحكم القيصري النصراني وما إن تخلصت من نيره حتى عاد المستعمرون السابقون بوجه شيوعي أكثر شراسة وعنفا لفرض سلطانهم الأحمر(1) .

    ولقد قام الشيوعيون إبان فترة حكمهم بأعمال وحشية، ومذابح رهيبة لم يشهد لها التاريخ مثيلا في أحقابه المتطاولة، وسيتضح شئ من ذلك من خلال ما يلي:

أولا نكبات المسلمين ومذابحهم على أيدي الشيوعيين(2).

    1 – الإبادة الجماعية، أو نفي جزء من الشعب، أو الشعب كله من وطن آبائه وأجداده إلى سيبيريا، أو إلى مناطق أخرى حيث يفقدون الصلة بوطنهم الأصلي، ويضيعون بمرور السنين.

(1) انظر الكيد الأحمر، ص 252-253 .

(2) انظر الكيد الأحمر، ص 253-268 ، والسرطان الأحمر ص47-50 .

 

    وإليك هذه الوقائع دليلا على أفعالهم:

    أ – أعمالهم في التركستان: قتل الشيوعيون في التركستان وحده سنة 1934م مائة ألف مسلم من أعضاء الحكومة المحلية، والعلماء، والمثقفين، والتجار، والمزارعين.

    وفي ما بين سنة 1937-1939م ألقت روسيا القبض على 500 ألف مسلم، وعدد من الذين استخدمتهم في الوظائف الحكومية، ثم أعدمت فريقا، وأرسلت فريقا آخر إلى مجاهل سيبيريا.

    وقتلوا سنة 1950م سبعة آلالف مسلم، ونفوا من التركستان سنة 1934م ثلاثمائة ألف مسلم.

    وقد هرب من التركستان منذ سنة 1919م حتى اليوم مليونان ونصف مليون من المسلمين.

    وفي سنة 1949م هرب ألفان من التركستان الشرقية، ولاقى 1200 من هذا الفريق حتفه، وهم في الطريق إلى الهند.

    وفي سنة 1950م هرب من التركستان 20000 من المسلمين والتجأوا إلى البلاد الإسلامية في الشرق الأدنى.

    ومن سنة 1932م إلى 1934م مات ثلاثة ملايين تركستاني جوعا؛ نتيجة استيلاء الروس على محاصيل البلاد، وتقديمها إلى الصينيين الذين أدخلوهم إلى تركستان.

    ونتيجة لقانون مزج الشعوب في الاتحاد السوفياتي نفت روسيا 40000 مسلم تركستاني إلى أوكرانيا، وأواسط روسيا، فاندمجوا في تلك الشعوب، وفقدوا وطنهم الأصلي.

    وفي سنة 1951م ألقي القبض على 13565 مسلم في التركستان وأودعوا المعتقلات.

    ب – في القرم: أبادوا في القرم سنة 1921م مائة ألف مسلم بالجوع، وأرغموا خمسين ألف مسلم على الهجرة في عهد بلاكون الشيوعي الهنغاري الذي نصبوه رئيسا للجمهورية القرمية الإسلامية.

    وفي سنة 1946م نفوا شعبين إسلاميين كاملين، وهم  شعب جمهوريتي القرم وتشيس إلى مجاهل سيبيريا، وأحلوا محلهم الروس.

2 – هدم المساجد وتحويلها إلى دور للهو، واستخدامها في غايات أخرى، وإقفال المدارس الدينية:

    أ – بلغ مجموع المساجد التي هدمت أو حولت إلى غايات أخرى في التركستان وحدها 6682 جامعا ومسجدا، منها أعظم المساجد الأثرية مثل (منارة مسجد مالان) في مدينة بخاري، و(كته جامع) في مدينة قوقان، و(جامع ابن قتيبة)، و(جامع الأمير فضل بن يحيى)، و(جامع خوجه أحرار) في مدينة طشقند.

    ومجموع عدد المدارس والكتاتيب التي أقفلوها في التركستان يبلغ 7052 مدرسة، منها (ديوان بيكي مدرسة) في مدينة بخاري، و(بكلريك مدرسة)، و(بران حان مدرسة) في مدينة طشقند، وغيرهامن المدارس التاريخية التي كانت منهلا من مناهل العلم والعرفان.

    ب – وفي القرم طمسوا معالم الإسلام بما فيها الجوامع الأثرية في مدينة (باغجة سراي) عاصمة القرم الجميلة، مثل (جامع حان) وجامع (طوزيازرا) وجامع (أصماقويو) وغيرها.

    ج – وهدموا في مدينة (زغرب) في يوغسلافيا جامعا عظيما شيد رمزا لوحدة عنصري الشعب الكرواتي.

    وأغلقوا في مدينة سراييفوا) الأكاديمية الإسلامية العليا للشريعة الإسلامية، وجميع المدارس الدينية باستثناء واحدة فقط، أبقوها للدعاية! .

    3 – قتل علماء الدين و نفيهم، أو الحكم عليهم بالأشغال الشاقة، أو منعهم من الحقوق السياسية، بل والحقوق الإنسانية، وإيجاد أية عقبة أخرى تحول بينهم وبين مزاولتهم لمهنتهم.

    وممن قتل من العلماء في تركستان الشيخ برهان البخاري قاضي القضاة، والشيخ خان مفتي بخاري، والشيخ عبدالمطلب واملا، والشيخ محسوب متولي، والسيخ عبد الأحد وادخان، والشيخ ملا يعقوب، والشيخ ملا عبدالكريم، وغيرهم كثيرون.

    وكذلك عملوا في القرم، وأضافوا إلى ذلك حرق المصاحف الكريمة في الميادين العامة.

    وفي يوغسلافيا قتلوا مفتي كرواتيا الشيخ عصمت مفتيش، والعالم الفاضل مصطفى يوصلولاجيتش.

    وحكموا بالأشغال الشاقة مددا مختلفة على 12 عالما بعد محاكمة صورية في مدينة سراييفوا، منهم الشيخ قاسم دوراجا شيخ علماء البوسنة والهرسك، والشيخ عبدالله دروبسيوفتش، وكلاهما من علماء الأزهر الشريف.

    4 - قتل الزعماء السياسيين أو نفيهم: ومن أمثلة ذلك أن الشيوعيين قتلوا في التركستان الشرقية سنة 1934م الحاج خوجه نياز رئيس الجمهورية،ومولانا ثابت رئيس مجلس الوزراء، وشريف حاج قائد مقاطعة (ألتاء) وعثمان أوراز قائد مقاطعة (كاشفر) ويونس بك وزير الدولة، والحاج أبو الحسن وزير التجارة، وطاهر بك رئيس مجلس النواب، وعبدالله داملا وزير الأشغال، وغيرهم كثير ممن لا يتسع المقام لذكرهم.

    وكلما أحس الشيوعيون ببوادر أي حركة قومية أو إسلامية بين التركستان قاموا بحملة التصفية، وهي يراد بها القضاء على كل من تحدثه نفسه بما قد يخالف تعاليم آلها الشيوعيين: (ماركس) و (لينين) و (ستالين) .

     5 – منع المسلمين من التمتع بالنظم الإسلامية في دائرة الأحوال الشخصية: فقد ألغيت المحاكم الشرعية في جميع أنحاء الاتحاد السوفياتي ويوغسلافيا.

    ومنعنى ذلك خروج الأسرة من دائرة توجيه الشريعة الإسلامية إلى دائرة القوانين الشيوعية، التي تنادي بالإباحية التامة، وبانحلال جميع الروابط الطبيعية بين أعضاء الأسرة الواحدة.

    هذا إلى جانب نهب الثروات، ونقلها إلى مقاطعات أخرى، وتمزيق أوصال كل بلد إسلامي واحد، وخلق قوميات مستقلة على أساس لهجات لغة واحدة؛ بقصد تشتيت المسلمين في نفس الجنس واللغة، وخلق منازعات مصطنعة بينهم، كما قسموا تركستان إلى ست جمهوريات على هذا الأساس الواهي.

    كما أنهم يقومون بشتى أنواع الدعاية اللادينية من غير أن يسمحوا بالدعاية الدينية.

    ومن أمثال ذلك قيام الشبيبة الشيوعية، وجماعة من الملحدين الرواد بمظاهرات لا دينية صاخبة في مواسم الأعياد، وإهانة كل ما يقدسه المسلمون.

    وإن ينس المسلمون فلن ينسوا ما حل بأفغانستان وأهلها من مآس، وحروب، وتشريد، وكذلك ما حل أخيرا بالشيشان وأهلها إلى حين كتابة هذه السطور.

ثانيا: نماذج من صور التعذيب للمسلمين:

    ومن جرائم الشيوعيين التي أنزلوها بالمسلمين صور التعذيب، وأفانينه العجيبة، فمن ذلك ما حل بمسلمي تركستان الشرقية عندما رفضوا إلحادية ماركس.

    وفيما يذكر لبعض صور التعذيب التي تقشعر منها الجلود، ويقف لهولها شعر الرأس(1) .

1 – دق مسامير طويلة في رأس المعذب حتى تصل مخه.

2 – صب البترول على المعذب، ثم إشعال النار فيه حتى يحترق.

3 – جعل المسجون المعذب هدفا لرصاص الجنود الذين يتدربون على تسديد الأهداف.

(1) انظر الكيد الأحمر، ص264-266 ، وتعليق الشيخ محمد بن إبراهيم الشيباني على كتاب الإلحاد للشيخ محمد الخضر حسين ص30-32 .

 

4 – حبس المعتقلين في سجون لا تدخل الشمس إليها، ولا ينفذ منها هواء، وتجويعهم حتى الموت.

5 – وضع خوذات معدنية على رأس المعذب، وإمرار تيار كهربائي فيها؛ لاقتلاع العيون.

6 – ربط رأس المعذب في طرف آلة ميكانيكية، وربط باقي الجسم في آلة أخرى، ثم تحريك كل من الآلتين في تباعد وتقارب شدا وضغطا على المعذب، حتى يعترف على نفسه وغيره، أو يموت.

7 – كي كل عضو من الجسم بقطعة من الحديد المحمي إلى درجة الاحمرار.

8 – صب زيت مغلي على الجسم.

9 – دق مسامير حديدية، أو إبر في أجسام المعذبين.

10 – إجلاس المعذبين جلسات خاصة فيها ألم شديد؛ إذ يستطيع المشرفون على التعذيب الضرب على الأعضاء التناسلية.

11 – إدخال شعر الخنزير في الإحليل _ فتحة العضو التناسلي _.

12 – إدخال قضيب من الحديد المحمي في مكان شديد الحساسية من الجسم.

13 – دق المسامير في رؤوس الأصابع حتى تخرج من الجانب الآخر.

14 – ربط المسجون المعذب على سرير حديدي ربطا محكما لا يستطيع معه التحرك، وذلك لعدة أيام قد يتفطر بها جسمه.

15 – إجبار المسجون المعذب على أن يمد جسمه عاريا على قطع من الثلج أيام الشتاء والبرد القارس.

16 – وضع لوح من الخشب فوق رقبة المعذب وكتفيه؛ ليظل منحنيا لا يستطيع حركة.

17 – نتف خصل من شعر الرأس بعنف يسبب اقتلاع جزء من جلد الرأس.

18 – تمشيط جسم المعذب بأمشاط حديدية حادة.

19 – صب المواد الكيماوية الكاوية في أنوف المسجونين وفي أعينهم بعد ربطهم ربطا محكما.

 20 – وضع صخرة ثقيلة على ظهر المسجون بعد ربط يديه وراء ظهره.

21 – ربط يدي المسجون وشدهما إلى أعلى، وتعليقه منهما حتى يكون متدليا في الهواء بثقل جسمه، وتركه كذلك ليلة كاملة أو أكثر.

22 – ضرب المتهم بعصا بها مسامير حادة.

23 – سجن المتهم في سجن انفرادي ضيق.

24 – ضرب المعذب بالكرباج، وهو شئ يشبه أذناب البقر حتى يتفطر جسمه، وتسيل الدماء منه.

25 – تقطيع جسم المعذب إلى قطع صغرى بالسكاكين.

26 – إحداث ثقب في مكان ما من الجسم، وإدخال حبل ذي عقد فيه، ثم استعمال هذا الحبل بعد يومين كمنشار لقطع أطراف الجلد المتآكل.

27 – تثبيت المعذب واقفا إلى جدار بمسامير تدق في أذنيه على الجدار؛ ليظل واقفا معذبا أطول مدة.

28 – وضع المسجون المعذب في برميل مملوء بالماء في فصل الشتاء.

29 – خياطة أصابع اليدين، والقدمين، ووصل بعضهما ببعض.

    إلى غير ذلك من فنون التعذيب المستحدثة التي لا تخطر على بال أخبث المجرمين.

    وعلى هذا قام نظام الشيوعيين في روسيا، خلافا لما يعتقده كثير ممن انخرطوا في سلكها من بهائم العرب، إذ يعتقدون أنها قامت على الحق، والخير، وأنها قامت ضد المستعمرين، أو الغزاة، أو الملكية القيصرية.

    والحق أنها قامت على المكر، والخديعة، والخيانة، والإرهاب، والظلم، والاستبداد، والتسلط.

  • الجمعة PM 06:07
    2021-02-12
  • 1734
Powered by: GateGold