المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413869
يتصفح الموقع حاليا : 305

البحث

البحث

عرض المادة

طرق الشيوعيين في محاربة الإسلام

    لقد أدرك الشيوعيون أن للإسلام أثرا عجيبا في نفوس أهله؛ وأنه من الصعوبة بمكان أن يتخلوا عنه، أو أن يرضوا به بدلا.

    كما أدركوا أن قوة الإسلام كامنة فيه، وفي ملاءمته للفطر القويمة، والعقول السليمة.

    تقول إحدى الوثائق الصادرة من جهات رسمية في الاتحاد السوفيتس (1):

"برغم مرور خمسين سنة تقريبا على الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي، وبرغم الضربات العنيفة التي وجهتها أضخم قوة اشتراكية في العالم إلى الإسلام _ فإن الرفاق الذين يراقبون حركة الدين في الاتحاد السوفيتي صرحوا _ كما تذكر مجلة (العلم والدين) الروسية في عددها الصادر في أول كانون الثاني من سنة 1961م _ بما نصه:

    إننا نواجه في الاتحاد السوفيتي تحديات داخلية في المناطق الإسلامية، وكأن مبادئ لينين لم تتشربها دماء المسلمين.

    وبرغم القوى اليقظة التي تحارب الدين _ فإن الإسلام ما يزال يرسل إشعاعا، وما يزال يتفجر قوة، بدليل أن ملايين من الجيل الجديد في المناطق الإسلامية يعتنقون الإسلام، ويجاهرون بتعاليمه" .

(1) نشرتها مجلة (كلمة الحق) في العدد الصادر في شهر المحرم سنة 1387ه، وانظر الكيد الأحمر، ص52-55 والمذاهب المعاصرة، ص159-164 .

 

ولهذا جاء في الوثيقة المذكورة بيان للبنود التي يجب على الشيوعيين محاربة الإسلام من خلالها،مع ما حورب به الإسلام من ذي قبل، ومع الحرب الضروس بالحديد والنار التي اصطلى بها المسلمون منذ قيام الشيوعية، مما سيأتي الحديث عنه في المبحث الثاني.

    ومما جاء في تلك الوثيقة ما يلي(1):

1 – مهادنة الإسلام؛ لتتم الغلبة عليه، والمهادنة لأجل؛ حتى نضمن السيطرة، ونجتذب الشعوب العربية للاشتراكية.

2 – تشويه سمعة رجال الدين، والحكام المتدينين، واتهامهم بالعمالة للاستعمار والصهيونية.

3 – تعميم دراسة الاشتراكية في جميع المعاهد، والكليات، والمدارس في جميع المراحل، ومزاحمة الإسلام ومحاصرته؛ حتى لايصبح قوة تهدد الاشتراكية.

 4 – الحيلولة دون قيام حركات دينية في البلاد مهما كان شأنها ضعيفا، والعمل الدائم بيقظة لمحو أي انبعاث ديني، والضرب بعنف لا رحمة فيه لكل من يدعو إلى الدين ولو أدى إلى الموت.

 5 – ومع هذا لا يغيب عنا أن للدين دوره الخطير في بناء المجتمعات؛ ولذا وجب أن نحاصره من كل الجهات، وفي كل مكان، وإلصاق التهم به، وتنفير الناس منه بالأسلوب الذي لا ينم عن معاداة الإسلام.

(1) المرجع السابق نفسه.

 

6 – تشجيع الكتاب الملحدين، وإعطاؤهم الحرية كلها في مواجهة الدين، والشعور الديني، والضمير الديني، والعبقرية الدينية، والتركيز في الأذهان على أن الإسلام انتهى عصره _ وهذا هو الواقع _ ولم يبق منه اليوم إلا العبادات الشكلية التي هي الصوم، والصلاة، والحج، وعقود الزواج، والطلاق، وستخضع هذه العقود للنظم الاشتراكية.

أما الصوم والصلاة فلا أثر لهما في الحياة الواقعية، ولا خطر منهما.

وأما الحج فمقيد بظروف الدولة، ويمكن استخدام الحج في نشر الدعوة إلى الاشتراكية بين الحجاج القادمين من جميع الأقطار الإسلامية، والحصول على معلومات دقيقة عن تحركات الإسلام؛ لنستعد للقضاء عليه.

7 – قطع الروابط الدينية بين الشعوب قطعا تاما وإحلا الرابطة الاشتراكية محل الرابطة الإسلامية التي هي أكبر خطر على اشتراكيتنا العلمية.

8 – إن فصم روابط الدين ومحو الدين لا يتمان بهدم المساجد والكنائس؛ لأن الدين يكمن في الضمير، والمعابد مظهر من مظاهر الدين الخارجية، والمطلوب هو هدم الضمير الديني.

ولم يصبح صعبا هدم الدين في ضمير المؤمنين به بعد أن نجحنا في جعل السيطرة والحكم والسيادة للاشتراكية، ونجحنا في تعميم ما يهدم الدين من القصص، والمسرحيات، والمحاضرات، والصحف، والأخبار والمؤلفات التي تروج للإلحاد، وتدعو إليه، وتهزأ بالدين ورجاله، وتدعو للعلم وحده، وجعله الإله المسيطر.

9 – مزاحمة الوعي الديني بالوعي العلمي، وطرد العوي الديني بالوعي العلمي.

10 – خداع الجماهير بأن نزعم لهم أن المسيح اشتراكي، وإمام الاشتراكية؛ فهو فقير، ومن أسرة فقيرة، وأتباعه فقراء كادحون، ودعا إلى محاربة الأغنياء

وهذا يمكننا من استخدام المسيح نفسه لتثبيت الاشتراكية لدى المسيحيين.

ونقول عن محمد: إنه إمام الاشتراكيين؛ فهو فقير، وتبعه فقراء، وحارب الأغنياء المحتكرين، والإقطاعيين، والمرابين، والرأسماليين وثار عليهم.

وعلى هذا النحو يجب أن نصور الأنبياء والرسل، ونبعد عنهم القداسات الروحية، والوحي، والمعجزات عنهم بقدر الإمكان؛ لنجعلهم بشرا عاديين؛ حتى يسهل علينا القضاء على الهالة التي أوجدوها لأنفسهم، وأوجدها لهم أتباعهم المهووسون.

11 – إخضاع القصص القرآني لخدمة الشيوعية وذلك بتفسيرها تفسيرا ماديا تاريخيا.

فقصة يوسف _ على سبيل المثال _ وما فيها من جزئيات يمكن أن نفيد منها في تعبءة الشعور العام ضد الرأسماليين، والإقطاعيين، والنساء الشريفات، والحكام الرجعيين.

12 – إخضاع جميع القوى الدينية للنظام الاشتراكي، وتجريد هذه القوى تدريجيا من موجداتها.

13 – إشغال الجماهير بالشعارات الاشتراكية.

14 – تحطيم القيم الدينية والروحية، واصطناع الخلل والعيوب لها.

15 – الهتاف الدائم ليل نهار، وصباح مساء بالثورة، وأنها هي المنقذ الأول والأخير للشعوب من حكامها الرجعيين، والهتاف للاشتراكية بأنها هي الجنة الموعود بها جماهير الشعوب الكادحة.

16 – هدم الدين باسم الدين، وذلك باتخاذ الإسلام أداة لهدم الإسلام نفسه:

ولا بأس من أداء الزعماء الاشتراكيين بعض الفرائض الدينية الجماعية؛ للتضليل والخداع على ألا يطول زمن ذلك؛ لأن القوى الثورية يجب ألا تظهر غير ما تبطن إلا بقدر، ويجب أن تختصر الوقت والطريق؛ لتضرب ضربتها؛ فالثورة قبل كل شئ هدم للقيم والمواريث الدينية جميعها.

17 – الإعلان بأن الاشتراكيين يؤمنون بالدين الصحيح لا الدين الزائف الذي يعتنقه الناس لجهلهم.

والدين الصحيح هو الاشتراكية.

18 – إلصاق كل عيوب الدراويش، وخطايا المنتسبين للدين بالدين نفسه؛ لإثبات أن الدين خرافة.

19 – تسمية الإسلام الذي تؤيده الاشتراكية لبلوغ مآربها وتحقيق غاياتها _ بالدين الصحيح، والدين الثوري، والدين المتطور، ودين المستقبل؛ حتى يتم تجريد الإسلام الذي جاء به محمد من خصائصه ومعالمه، والاحتفاظ منه بالأسم فقط؛ لأن العرب إلا القليل منهم مسلمون بطبيعته؛ فليكونوا الآن مسلمين اسما، اشتراكيين فعلا؛ حتى يذوب الدين لفظا كما ذاب معنى.

20 – باسم تصحيح المفاهيم الإسلامية، وتنقية الدين من الشوائب، وتحت ستار الإسلام يتم القضاء عليه بأن نستبدل به الاشتراكية.

    هذا بعض ما جاء في تلك الوثيقة، وهو يمثل شيئا من أساليب الشيوعية في محاربة الإسلام.

    ومما قاموا به من أساليب في حرب الإسلام _ دعايتهم ضد الإسلام عبر المحاضرات والكتب؛ فلقد أنشأ الشيوعيون اتحادا سموه (اتحاد من لا إله لهم)، وبعد الحرب (جمعية نشر المعلومات السياسية) ومعظم عملها محاربة الإسلام.

    ففي الفرع القازاني نظمت الجمعية سنة 1946-1948م ما يقارب 30528 محاضرة، منها 23000 محاضرة ضد الإسلام.

    وفي أوزبكستان سنة 1951م نظمت أكثر من 10000 محاضرة ضد الإسلام.

وفي تركمانستان سنة 1963م أكثر من 5000 محاضرة ضد الإسلام.

    وطبعت من الكتب ما بين سنة 1955-1957م 84 كتابا في 800000 نسخة ضد الإسلام.

    وطبعت من الكتب ما بين سنة 1962-1964م 219 كتابا ونشرة ضد الإسلام، وموجهة للمسلمين(1) .

(1) انظر السرطان الأحمر، د. عبدالله عزام ص52

  • الجمعة PM 06:05
    2021-02-12
  • 1696
Powered by: GateGold