المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413142
يتصفح الموقع حاليا : 281

البحث

البحث

عرض المادة

الآثار المترتِّبة على الإلحاد

لقدِ اعتنقتِ الشيوعية الإلْحاد، وقام عليه أكبرُ الدول في الشَّرْق وهي روسيا، حيث حملتْ في بنودها رفْضَ الغيب، والنظر إلى الحياة كلها مِن منظور مادي بحْت.

 

ولقدْ أصبح الإلْحاد ظاهرةً عالمية؛ فالعالَم الغربي في أوروبا وأمريكا - وإن كان وارثًا في الظاهِر للعقيدة النصرانية - إلا أنَّه ترَك هذه العقيدة تقريبًا، وأصبح إيمانُ الناس هناك بالحياة الدُّنيا، وأصبحتِ الكنيسة مجرَّدَ تراث تافِه، وأصبح الإلْحاد هو الدينَ الرسمي المنصوص عليه في دساتير البلدان الأوروبية والأمريكيَّة، ويُعبَّر عن ذلك بالعلمانية تارَة، وباللاَّدِينيَّة تارةً أخرى.

 

والإلْحاد له آثارُه السيئة، وثمراته المنتِنة، سواء على مستوى الأفْراد أو الجماعات؛ فالأُمم الكافِرة تعيش حياة صعْبة معقَّدة لا يجدون حلاًّ لأكثرِ مشكلاتهم؛ نظرًا لغياب المنهج الصحيح، وهو دِين الإسلام، فهم يُعاقَبون في هذه الدنيا بأشدِّ أنواع العقوبات، وإن ماتوا على كُفرهم وإلْحادهم، فالخلود في النار بانتظارهم، ولقد مرَّ بنا في الصفحات الماضية ذِكْرٌ لما تُعانيه تلك الأُمم بسبب كُفْرها وإلْحادها، وبُعْدها عن الله، وفيما يلي إجمال للآثار المترتِّبة على الإلْحاد، زيادة على ما مضى:

1- القلق والاضطراب: فالملاحِدة مَحْرومون من طمأنينة القلْب، وسكون النفْس، قال الله - تعالى -: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾ [طه: 124].

 

كيف لا يُصيب الملاحدةَ القلقُ، والهمُّ والغمُّ، وفي داخل كلِّ إنسان أسئِلة محيِّرة: مَن خلَق الإنسان؟ ومَن خَلَق الحياة؟ وما نهايتها؟ وما بدايتها؟ وما سرُّ هذه الرُّوح التي لو خرجَتْ لأصبح الإنسان جمادًا؟!

 

من يجيب عن تلك التساؤلات؟ الشيوعيَّة؟! أنَّى لها؟!

ثم إنَّ هذه الأسئلة قد تهْدَأ في بعض الأحيان بسبب مشاغِل الحياة، إلا أنَّها ما تلْبَث أن تعود، ملحَّة على صاحبها، وما نراه اليوم مِن كثرة الانتحار، وإدْمان المخدِّرات ما هو إلا هروبٌ مِن ذلك الواقِع المؤلِم.

 

2- الأثرة والأنانية: فلا رَحْمةَ ولا شفَقة، ولا برَّ بالوالدين، ولا صِلةَ للأرحام، ولا إحسانَ إلى الجيران وسائر الناس؛ فكلُّ فرْد معنِيٌّ بنفسه فحسْبُ، فالإلحاد لا يعير هذه الروابط أدْنى اهتمام.

 

3- حب الجريمة: فالملحِد يجد في نفسه حبًّا للجريمة، وإرادة الانتقام، ورغْبة في التشفِّي من كل موجود.

 

4- الانطلاق في الإباحية: فالملحِد لا يُحافظ على عِرْض أحد، ولا يُؤتَمن على مال، أو حُرْمة، إلا أن يعجز عن الوصولِ إلى شيءٍ من ذلك.

 

5- الإجرام السياسي: وهذا مِن أعظم آثار الإلْحاد؛ ذلك أنَّ الأخلاق المادية الإلحادية ملأتْ قلوبَ أصحابها بالقسوة والجبروت، ممَّا دفَعَهم إلى تطبيق ذلك عمليًّا؛ ولذلك ترَى الدول الكبرى، كيف تفعل بالدول المستعمرة مِن الإهانة والقتْل، والإذلال والتشريد

  • الاربعاء PM 10:32
    2021-02-10
  • 1292
Powered by: GateGold