المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 409175
يتصفح الموقع حاليا : 381

البحث

البحث

عرض المادة

خطر الشيوعية على الإسلام

وبالرغم مِن وضوحِ انتماء الشيوعية لليهود، وافتخارهم وتباهيهم بها، إلاَّ أنَّ العالَم - وخاصَّة المسلمين - لا يزالون في غفْلة عن هذا الخطر المحدِق بهم، وكأنهم لا يسمعون ولا يُبصرون، ولا يعلمون شيئًا مما يحدُث، وما أحداث أفغانستان عنا ببعيد.

 

وتكْمن خطورةُ الشيوعية على المسلمين من جميع النواحي، إلا أنَّ الأخلاق والثقافة الإسلامية أهمُّها على الإطلاق؛ لأنَّ الضعف الحقيقي - في رأيي - في الأمَّة لا يتأتَّى إلا مِن خلالها.

 أثر الشيوعية على الأخلاق:

لا ريبَ أنَّ عقيدة الإنسان ترسم له طريقَه، وتحدِّد له معالِم سلوكه ومعاملاته، فالناس توجِّههم عقائدهم وأفكارهم، والانحراف في السلوك إنما هو ناتج عن خَلَل في الاعتقاد.

 

ولهذا فلا غروَ أن تفسدَ أخلاق الشيوعيِّين؛ لأنَّ الأصل لديها منْهار، وإذا انهار الأصْل تداعتِ الأركان والفروع.

 

بل إنَّ عقائدهم أحطُّ العقائد، فلا تسَلْ - إذًا - عن فساد أخلاقهم، وما يتبع ذلك مِن انحطاط سلوكهم، فالشيوعيُّون على أتمِّ الاستعداد لعمل أيِّ شيء منافٍ للأخلاق، من غشٍّ وكذب وخِداع، في سبيل تحقيق مكاسبهم، والوصول إلى غاياتهم؛ فهم يأخذون بالمبدأ الميكافيلي: "الغاية تسوِّغ الوسيلة".

 

يقول إنجلز: إذا لم يكن المناضِل الشيوعي قادرًا على أن يغيِّر أخلاقه وسلوكه وَفقًا للظروف مهما تطلَّب منه ذلك من كذِب، وتضليل، وخداع - فإنَّه لن يكون مناضلاً ثوريًّا حقيقيًّا.

 

ولهذا؛ فالشيوعيون لا يُحجمون عن أيِّ عمل مهما كانتْ بشاعته في سبيل غايتهم، وهي أن يُصبح العالَم شيوعيًّا تحت سيطرتهم، مُتَخَلِّقًا بأخلاقهم، مؤمنًا بها، يقول "لينين" في رسالة بعَث بها إلى الأديب الروسي مكسيم جوركي: إنَّ هلاك ثلاثة أرباع العالَم ليس بشيء، إنما الشيء المهمُّ هو أن يصبح الربع الباقي شيوعيًّا.

 

ولقد طبَّقوا هذه القاعدة في روسيا أيامَ الثورة، وكذلك في الصين، حيث أبيدت ملايين مِن البشر، كما أنَّ اكتساحهم للجمهوريات الإسلامية كبُخارى وغيرها، واكتساحهم لأفغانستان، ينضوي تحتَ هذه القاعدة.

 

وممَّا تؤمن به الشيوعية من أخلاق، العُنفُ والسعيُ في إثارة الحِقد والضغينة في نفوس العمَّال.

 

ولذلك ما لبِثوا أن ينشروا سمومَهم في المجتمع الإسلامي، على جميعِ المستويات الاجتماعية، وخطَّطوا ودبَّروا لكلِّ فرد ما يناسبه:

فقد استغلُّوا الشباب باللهو والإغراق في الملذَّات، والدعوة للرذائل بكافَّة السُّبل التي يستطيعون، خاصَّة الإعلامية منها.

 

وقد خطَّطوا للمرأة، واستطاعوا أن يجعلوا مِن البعض منهنَّ أُلعوبةً في أيديهم، رائدات للشيوعية في العالَم الإسلامي، داعيات إليها بطُرق مباشرة أو غير مباشرة، وتشربها الكثير من الغافلات والمغترَّات بتلك الدعوات باسمِ الحرية، فانسقْنَ خلفها، وضاعتْ هُويَّة المرأة المسلمة.

 

والحال ينطبِق على ناشئة الأمَّة، وما يبثونه من عقائدَ منحرِفة فيما يشاهدون.

 

2- الثقافة الإسلامية:

حينما نتكلَّم عن خطر الشيوعية على الهُويَّة والثقافة الإسلامية، فإنَّ هذا لا يَعني أنَّها هي العدوُّ الوحيد للإسلام والمسلمين، بل غالِب الملل إنْ لم تكن كلها، لها موقِف واحد من الإسلام، وإني لأعجَبُ كيف اجتمعتِ الأحقاد من الملَل والمذاهب المتعدِّدة على الإسلام خاصَّة حِقدًا لا يوازيه حقد!

 

إذًا فالشيوعيَّة بحِقدها على الأدْيان والأخلاق تَسْعى جادَّةً لسحْق المسلمين والقضاء على دِينهم؛ لأنَّ هذا من أهدافها الأساسية كما مرَّ معنا، وها هي الآن تزحف على البلاد الإسلامية يومًا بعدَ يوم، كما هي الحال في أفغانستان، واليمن الجنوبي والصومال، وغيرها، هذا بالإضافةِ إلى مُحاولة الشيوعيِّين إثارة الفتَن والشُّبهات، وتأسيس الأحزاب والاتجاهات الثوريَّة الموالية للشيوعية تحتَ شعارات اليسارية والاشتراكية، والبعثية والتقدمية والتحرير... إلخ، مِن الشعارات والألْقاب التي فرَّقتِ المسلمين ومزَّقت وحدتهم، ولا تزال إلى أن ينتبهَ المسلمون مِن غفلتهم، ويعودوا إلى ربِّهم، ويستمسكوا بدِينهم الذي فيه وحدتُهم، وعِصمة أمرهم.

ومِن مظاهر هذا التأثير على الثقافة الإسلامية:

1- أنَّ شباب المغْرب العربي، قد انجذب بسبب قرْبه من أوربا للتحلُّل الأوربي مِن الأخلاق وتقاليده المستمدَّة من الدِّين.

2- كما يخْضع العالَم الإسلامي تحتَ ألوان مختلفة مِن أنظمة الحُكم، وجميعها يقِف من الإسلام موقفًا واحدًا، وهي توجه بأيدٍ خفيَّة متحالِفة، ومِن ضمنها الشيوعيَّة.

  • الاربعاء PM 10:18
    2021-02-10
  • 2154
Powered by: GateGold