المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 416191
يتصفح الموقع حاليا : 393

البحث

البحث

عرض المادة

التوحيد هو صرف العبادة لله وحده

كما سبق أن التوحيد ثلاثة أقسام توحيد ربوبية وهو الذي أقربه كفار قريش كما حكي الله عنهم في القرآن الكريم  " ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض  ليقولن الله " " وإذا ركبوا في الفلك دعوى الله  مخلصين "     وهذا في القرآن كثير فكفار قريش كانوا يقرون  بتوحيد  الربوبية لكنه لم دخلهم في الإسلام لأنهم لم يؤمنوا بتوحيد الألوهية وكذلك ألحدوا  في أسماء الله وصفاته ووقعوا في توحيد النسك أى العبادة وصرفها لغير الله وكذلك يجب علي المسلم أن يصرف العبادة كلها لله  ويعادى أعداء الله ويوالى أوليا الله ويتحاكم إلي شرع الله ويتبرأ من كل حكم يخالف حكم الله فلله الخلق والأمر  والملك فعلى المسلم أن يتعبد الله بما شرعه علي لسان رسله فإن التوحيد هو صرف العبادة لله وحده والشرك ضد ذلك فالشرك هو صرف العبادة التي هي حق لله لغير الله من ولى أو نبي  وعلي كل داعية صادق في دعوته محب لدينه محب الخير للناس أن يبدأ بما بدأ به الله وبدأت به رسل الله صلوات الله عليهم جميعاً . فإذا بدأ الداعية دعوته هكذا بنفس الترتيب والأهمية والجدية سيخرج جيل مسلم صحيح العقيدة صحيح العبادة محقق للتوحيد كما أمر الله تعالي بكل أنواعه السابقة  مجتنباً الشرك والكفر بجميع أنواعه وصوره .  فإذا رأى الداعية  أن الذين يدعوهم قد حققوا التوحيد وسلموا من الشرك والكفر والبدع وغيرها بدأ بعد ذلك في دعوتهم إلي باقي أركان الإسلام من صلاة وزكاة وصيام وحج ومكارم الأخلاق وبر الوالدين  وحسن المعاملة وجميع أركان الدين لأن الدين الإسلامي ليس عقيدة فقط ولا توحيد فقط ولا حاكميه فقط ولا نسك فقط ولا ولاية فقط بل الدين جامع كامل شامل فلا إله إلا الله عقيدة وشريعة وأخلاق ومعاملات وآداب ومناهج حياة . وهذا هو الدين كل لا يتجزأ ولكن علي الداعية أن يبدأ بما بدأ به الله ورسوله كما سبق .

الفرق بين الحاكمية والتشريع :فالحاكمية فيها قولان معتبران والتشريع قولاً واحداً ولا يجب الخلط بينهما .

  1. هذه القاعدة مع وضوحها وجلائها فقد وقع فيها الاختلاف والشقاق والجدال حولها وكثرت المؤلفات فيها وأولاها العلماء والدعاة من العناية مما جعل البعض يتحسس من الحاء أى ذكر الحاكمية بل جعلها البعض مناط الولاء والبراء وجعلها البعض الأكبر مناطاً للغلو فى التكفير وكثرت الاتهامات بين العاملين فى الحركة الإسلامية قديماً وحديثا فالذي لا يكفر الحاكم الذى لا يحكم بما أنزل الله ويقول إنه مسلم موحد فهو مرجئ ضال مفرط والذي يقول بتكفير الحاكم الذى يحكم بغير ماأنزل الله وخروجه من الإسلام خارجي وتكفير وقطبي ومن أهل الغلو فى التكفير .وكما قلت إن المسألة كثر فيها الجدال وتناولها العلماء بالبحث والتدقيق (1[1])ومن هذه المؤلفات والكتب والأبحاث التى تناولت هذه المسألة "الحكم بغير ما أنزل الله أحواله وأحكامه "للشيخ عبد الرحمن بن صالح المحمود "رسالة تحكيم القوانين للعلامة محمد بن إبراهيم ,جهود الشيخ بن إبراهيم فى مسألة الحاكمية  للشيخ عبد العزيز بن  عبد الطيف آل الشيخ "إن الله هو الحكم "للشيخ محمد شاكر الشريف ."وحكم الجاهلية وكلمة حق للعلامة أحمد محمد شاكر "أضواء على ركن من التوحيد لعبد العزيز الحامد وشريعة الغاب لمحمد المقدسي "وألف باء الحاكمية والإرجاء "وفصل الكلام فى الحاكمية والحكام "لعلى بن حاج,الحاكمية فى أضواء البيان لعبد العزيز السد يس , وغيرها كثير من المؤ لفات وإن كانت كثيرة ومفيدة ومعظم هذه المؤلفات مطبوع  ومنشور ومتداول فى المكتبات الإسلامية المنتشرة فى ربوع المعمورة أو على شبكة المعلومات الدولية –الإنترنت –أما مؤلفات الشيخ سيد قطب رحمة الله فهى مليئة بهذه المسائل وفى أكثر من موضوع من مؤلفاته ولا سيما الظلال الذى يظن القارئ ولأول وهلة من خلال قراءته للمجلدات الست أنه كتب خصيصاً لتجلية قضية التوحيد ومنها قضية الحاكمية لله رب العالمين فهو رحمه الله أفضل من تكلم عنها بأسلوبه الراقي فى هذا العصر وكل من أتى بعده عيال عليه وكل من أراد أن يكتب إلى هذه القضية لا بد أن يرجع إلى كلام الشيخ رحمه الله رحمةً واسعة فهو مرجع أساسي فى هذه القضية التى فجرها هذا الإمام وأحياها فى نفوس الأمة ولفت نظر الدعاة العاملين فى الإسلام إليها وهذه المسألة تدور على هذه النقاط التالية باختصار شديد وهى حلتان :حالة يكفر فيها الحاكم كفراً أكبر مخرجاً من الملة وهى إذا
  2. نحى شريعة الله بالكلية وبدلها بقوانين وضعية
  3. أتى بدلا منها بقوانين وضعيه من أفكار البشر "سن القانون
  4. ألزم الناس بالتحاكم إلى هذه القوانين

4 . عاقب كل من لم يتحاكم إلي القوانين ولم يلتزم بها وخالفها .

  1. عاقب كل مسلم يطالب بتحكيم شرع الله والتحاكم إلي حكم الله

6.حرس هذه القوانين وحماها بالدستور والجيش والشرطة

يكفر الحاكم كفراً أكبر مخرج من الملة إذا وقع في واحدة من هذه النواقض فما بالك إذا كان واقع فيهم جميعاً  وأضاف إليها غيرها من النواقض المكفرة من الصد عن سبيل الله ومحاربة أولياء  الله  ومما بجدر التنبيه عليه ولفت النظر إليه ألا وهو عدم التلازم بين تكفير الحاكم والخروج عليه فقضية كفر الحاكم قضية توافرت شروطها وانتفت موانعها فنزل الحكم علي وصف معين أما قضية الخروج علي الحاكم فهى قضية أخرى ومسألة أخرى منوطة بالقدرة والاستطاعة والمنعة كما بين ذلك الحسنى ومحمد شاكر الشريف في كتاب الطريق إلي الخلافة مختصر غياث الأمم في التباس الظلم للإمام الجو يني إمام الحرمين ونقل قول ابن حجر في الفتح أن الخروج لا يجوز في حالة الاستعطاف وعدم القدرة والمنعة لأن  في هذه الحالة   سيستأصل الطاغوت الفئة المسلمة وفي هذا مفسدة عظيمة ويجوز الخروج عليه وتغييره  ولو كان ظالماً ولم يكفر في حالة القدرة والمنعة فيجب في هذه الحالة علي أهل الحل والعقد تغيير الحاكم الظالم واستبداله بالذي هو أفضل منه أما في حالة الاستضعاف وعدم القدرة والمنعة لا يجوز ولو كفر. وهذه فائدة عظيمة لمن تدبرها وعمل فيها بالنصوص الشرعية مراعيناً المفاسد والمصالح محققاً بها مقاصد الشريعة وهناك فرق أيضاً بين الجهاد والإعداد فالإعداد لا يسقط بأي حال من الأحوال فالإعداد كالصلاة لا يسقط في كل الأحوال فالصلاة لا تسقط إلا في حالة النوم وغياب العقل والعجز بالنسبة للرجال فكذلك الإعداد لا يسقط إلا في حالة العجز وغياب العقل . فليس معنى حالة العجز أن يخلد الإنسان إلي الراحة والدعة والدنيا ويتذرع بالعجز والضعف وعدم القدرة وحالة الاستضعاف هذا لا يكون أبداً في دين مسلم يؤمن بالله رباً وبالإسلام دينا وبرسول الله محمد صلي الله عليه وسلم نبياً ورسولاً مجاهدا طوال حياته من يوم بعثته حتى مماته صلوات الله وسلامه عليه . فهو إمام المجاهدين وقدوة العاملين لدين  رب العالمين وقائد أهل الثغور ومحرض المؤمنين علي الكفار والمنافقين فيا فوز من صار علي دربه ولزم غرزه وكانت الشهادة آخر أمره . اللهم ارزقنا الشهادة في سبيلك  شهادة ترضي بها عنا مقبلين غير مدبرين شهادة تعز بها الإسلام وأهله نصرة لدينك وسنة نبيك وعبادك الموحدين . آمين ونعوذ بك يا ربنا من أن نكون من دعاة الانبطاح وفقه المراجعات المثبطين المخذلين لعزائم المجاهدين , المرجفين الناكصين على أعقابهم الراضين بالذل والهوان ومهانة الطواغيت اللئام المحاربين لدين الرحمن . ونسألك يا ربنا بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تربط على قلوبنا وأن تثبت أقدامنا على الحق وأن لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ونسألك يا ربنا أن تمنن علينا وترزقنا حسن الخاتمة بفضلك ومنك وكرمك ورحمتك يا أكرم الأكرمين ويا أرحم الراحمين يا رب العالمين . إن الحديث عن ذروة سنام الإسلام وعن طريق العزة وأهلها السائرين فى طريقه الذابين عن أعراض الأمة الحامين لحماها المرابطين على ثغورها وثراها لحديث تهفو النفوس إليه وتحبه وتشتاق إليه القلوب وتسر وتسكن إليه النفوس .ولم لا وهو تطهير لها وهو المزهد فى الدنيا المرغب فى الآخرة ولم لا وهو أقصر الطرق إلى الجنة ومنقذ من هلكات الدنيا الدنية , المجمع للأحبة محمد وصحبه والسائرين على دربه الرافعين لرايات الحق والنصرة فى أرض الوغى والملحمة المتشبهين بخالد والقعقاع والزبير وصلاح وأسامة والخطاب والوليد والعييرى والمقرن وباقي المأسدة ولم لا ؟ وهو الموصل لرؤية رب البرية والمجاورة فى الجنات العلية والأنهار الجارية والتمتع بالحور العين والنعيم المقيم مع الأنبياء والشهداء والصالحين . نسأل الله من فضله العظيم ونسأل الله العون والسداد لإتمام كتاب " طريق العزة " وسبحان الله كثير من الأخوة متعلق بالخروج وقد طالت عليه أيام السجن وضاقت عليه جدرانه مع ما يقوم به الطواغيت من حملات الاستمالة والاحتواء والترغيب فى متع الدنيا والخروج من المعتقل والعاقل يسأل نفسه .المشكلة ليست فى الخروج من هذا المعتقل سنخرج يوما ما إن شاء الله . المشكلة بعد الخروج نخشى عليك أيها الحبيب أن تخرج بغير الشيء الذى دخلت من أجله وهو دينك . أنت دخلت هذا المكان بقدر الله ولن تخرج إلا بقدر الله ولكن ما هو برنامجك بعد الخروج ؟ الدنيا والزوجة والعمل والأولاد وجمع المال والحرص على المتاع ؟ وتبتعد عن القرآن والتربية وطريق الجنات .فمن وفق لذلك فقد فاز الفوز المبين الذى لاخسارة بعده فإنك أيها الحبيب ميت مهما طال بك العمر ستموت ولكن شتان بين موت وموت شتان بين من يموت ناصرا لدين الله شهيدا فى سبيل الله وشتان بين من يموت صادا عن سبيل الله محاربا لأوليائه فالكل سيموت وكل منا يختار موتته وكل ميسر لما خلق له والله كريم ونسال الله من فضله العظيم , ولا يمنع فى حالة الاستضعاف وقلة المنعة من أن نفعل كما فعل أبو بصير رحمه الله وأبو جندل وهو ما يسمى اليوم بحرب العصابات نكاية فى العدو وبلا شك هناك فرق بين المواجهة والحرب النظامية المعروفة وهذه منوطة بأحكامها وبين العمليات الفردية بشرط النكاية الكبيرة وتحقيق المصلحة نسأل الله التوفيق والسداد والهدى والرشاد

 نرجع إلى موضوع الحاكمية والحالة الثانية التى لا يكفر فيها الحاكم ولا يخرج من الملة والتي يطلق عليها كفر دون كفر أي ليس كافرا مخرجا من الملة مفارقا للإسلام وهذه الحالة مختلفة تماما عن الحالة الأولى ومغايرة لها فى الصفة والمناط فصفتها كالآتي :

 حاكم ملتزم بالشريعة محكما لها فى كل شئ كما أمر الله سبحانه لكنه فى قضية ما يحكم فيها بغير ما أنزل الله إما لقرابة أو رشوة أو لهوى وهذه الحالة تنطبق على القاضى كما تنطبق على الحاكم .فحكم بغير ما أنزل الله لهذه الأسباب لكنه  ملتزم بحكم الله وبتطبيق شرعة فهو فى الأصل ملتزم بالشريعة,وهذا الجور والظلم لم يجعله قانونا عاما ملزما أى لم يسن لها قانونا ويجعلها عامة فى كل قضية بل هى لا تتكرر مع اعترافه أنه مخالف للشريعة مستحق للعقوبة وهذا الذى قال فيه بن عباس كفر دون كفر(إن صح الخبر عنه ) والذى قال فيه أبو مجلز فى أثناء حديثه للخوارج ليس الكفر الذى تذهبون إليه إنهم من الكفر فروا والمناط هو الوصف الذى يتنزل عليه الحكم والمناط الذى يتكلم عنه بن عباس والعلماء من بعده هو مناط خلفاء بنى أميه فى المخالفات التى وقعوا فيها مع التزامهم بالشريعة . وهذه المخالفات من باب الجور والظلم وهناك فرق كبير بين الجور والظلم وبين الكفر والشرك فالجور والظلم والأثرة كل هذه الأشياء موجودة فى كل عصر ومصر ولا يخلوا منها زمان ولا يسلم منها حاكم أو قاضى . لكن هل المناط هنا مطابق للوصف ؟ هل حال حكام بنى أمية وبني العباس وغيرهم مثل حال حكام هذا الزمان ؟ هل حكام بنى أمية الذين تكلم فيهم ابن عباس وقال كفر دون كفر ؟ هل حكام بنى أمية نحو الشريعة بالكلية ؟ هل حكام بنى أمية سنوا القوانين الوضعية المخالفة لشريعة رب البرية وألزموا بها البشر وعاقبوا كل من لم يتحاكم إلى هذه القوانين ؟ هل حكام بنى أمية حاربوا كل من طالب بتحكيم شرع الله ؟ هل حكام بنى أمية حاربوا أولياء الله وصدوا عن سبيل الله ؟ لا شك أن العاقل المنصف سيفرق بين الحالتين وشتان بينهما .شتان بين حاكم ملتزم بشرع الله بالكلية جاعل حكم الله هو الضابط والحكم على أفعال العباد والرعية وبين حاكم بدل وغير حكم الله بقوانين وضعية أما كتب التفسير فقد وضحت هذه المسألة بل المتأمل فى سبب نزول آيات المائدة يجد أن الله كفر اليهود لمجرد تغيير العقوبة من الرجم إلى الجلد والتحميم .الحكم ثابت عندهم ولم يغيروا الحكم لكنهم فقط غيروا العقوبة ومع ذلك كفرهم الله فكيف بمن غير الحكم والعقوبة ؟نسأل الله أن يبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعته ويذل فيه أهل معصيته ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر ويحكم فيه شرعة وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم , هذه الحاكمية وقسميها  باختصار شديد ومن أراد المزيد فليرجع إلى المراجع فقد التزمنا فى هذا البحث الاختصار واكتفينا بالإشارة إلى المختصر المفيد الذي يوضح الأمر فى أبسط عبارة حتى يكون في متناول فهم الناس .

أما التشريع فهو قول واحد . المشرع من دون الله كافرا كفرا أكبر مخرجا من الملة فإنه قد نصب نفسه ندا لله يشرع كشرعه ويحكم كحكمه وهذا يكون فى الحاكم أكثر منه فى القاضى عكس الأول والأمر بحمد الله واضح وبين لا يحتاج مزيدا من البيان والحمد لله . وقد فصلنا هذه المسألة فى " التنبيهات المختصرة على المسائل  الخلافية المنتشرة " المسألة الثانية الحاكمية والحكام وأحوال المتحاكمين وأنصار الطاغوت وجنوده من الجيش والداخلية وما يتفرغ عنهما فمن أراد التفصيل فعليه بها وهى تحتوى على رسالة الأعمال , والعذر , والحاكمية ,و تارك الصلاة.

 

[1] وقد فصلنا القول فى مسألة الحاكمية والحكام وأحوال المتحاكمين وحكم جنود الطاغوت وأعوانهم فى رسالتنا "التنبيهات المختصرة "المسألة الثانية .وألحقنا فى نهاية المسألة أهم المراجع فى موضوع الحاكمية

  • الجمعة AM 03:31
    2020-12-11
  • 1288
Powered by: GateGold