المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 409172
يتصفح الموقع حاليا : 361

البحث

البحث

عرض المادة

حجية السنة

السّنّة المطهرة شقيقة القرآن، ومثيلته في الحجية والاعتبار، فهما مصدر الدين وأساسه المتين، وكلاهما وحي من عند الله تعالى، كما تقدم تقريره في مبحث أقسام السنة، حيث تظاهرت به الأدلة من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة وسائر سلف الأمة.

ومن السنة ما جاء مؤكدا لأحكام دل عليها القرآن الكريم.

ومنها ما جاء مبينا للقرآن: تفصيلا لمجمله، وتوضيحا لمشكله، وتخصيصا لعامه، وتقييدا لمطلقه، وتبيينا لمبهمه، ورداً لما تشابه منه إلى محكمه.

ومنها ما جاء بتشريعات مستقلة لم ينص عليها القرآن ، وهذا قسم واسع تناول كثيرا من أصول الدين وفروعه.

والسنة جميعها حجة شرعية ، يستوي في ذلك المتواتر منها والآحاد ، ما دام الجميع ثابتا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، إذ العبرة في ذلك بثقه النقلة وليس بكثرة عددهم.

كما أن مجال الاحتجاج بالسنة يشمل مسائل العقيدة وفروع الشريعة من عبادات ومعاملات.

ومسألة حجية السنة من أصول الدين وأسس الاعتقاد، وليست من الفروع والجزئيات ، وهي مرتبطة ارتباطا مباشرا بالإيمان برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، ومن خالف فيها بعد تبين أدلتها فقد أنكر معلوما من الدين بالضرورة، وخالف في أصل من الإسلام يخرج منكره من الملة.

على هذه الجمل الثابتة في شأن السنة أجمعت الأمة، وكان ذلك عند السلف ومن سار على نهجهم من قطعيات الدين ومسلماته، لم يخالف في ذلك إلا زنديق أو متهم في دينه.

وقد حاول أعداء الإسلام من أهل الأمم المقهورة قديما وحديثا أن يشوهوا هذه الحقيقة العظمى، ليفتنوا المسلمين عن دينهم، ويصدوهم عن سبيله القويم، ولكن الله حفظ دينه،ورد كيد الأعداء في نحورهم فكانوا كالذي يصرخ في واد أو ينفخ في رماد، وما كان زيفهم لينطلي على مؤمن معتز بدينه، عارف بأسس معتقده، آخذ بأسباب الحصانة الإيمانية والعلمية اللازمة لرد شبهات الأعداء ودحضها، قال تعالى: {يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلاّ أن يتم نوره ولو كره الكافرون}([1]).

وفي عصرنا الحاضر شاع الجهل بالدين، واختلطت الأمور على كثير من المنتسبين للإسلام، الذين لا يملكون من قوة الإيمان ونور العلم ما يدفعون به تلك الشبهات وظلماتها فوجب البيان لهم، ومساعدتهم على تصحيح معتقداتهم، وتسليحهم بالحجج والبراهين التي تمكنهم بإذن الله تعالى من الثبات في هذا المعترك الفكري الخطير الذي يجتاح الأمة، وهذه مسؤولية عامة سوف يسأل عنها بين يدي الله تعالى كل مقصر في شأنها.

 

 

 

([1]) التوبة : (32) .

  • الاحد PM 01:13
    2020-11-29
  • 1576
Powered by: GateGold