المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 409001
يتصفح الموقع حاليا : 255

البحث

البحث

عرض المادة

ادعاء اقتباس الإسلام من بعض النساطرة

                                        ادعاء اقتباس الإسلام من بعض النساطرة (*)

 

 مضمون الشبهة:

 

يدعي بعض الجاهلين أن العقيدة الإسلامية قد استوحاها الرسول - صلى الله عليه - من النساطرة الذين كانوا مقيمين بشبه الجزيرة العربية قبل الإسلام، وأن الراهب بحيرا النسطوري الذي قابل محمدا - صلى الله عليه وسلم - في إحدى الرحلات هو الذي لقنه القرآن الكريم، وتعاليم الإسلام التي لم يلبث محمد - صلى الله عليه وسلم - أن زعمها وحيا يوحى إليه من السماء.

 

 وجوه إبطال الشبهة:

 

1) النسطورية - في بدايتها - كانت دعوة للرجوع إلى المسيحية الحقة التي جاء بهاالمسيح، ثم انحرفت النسطورية بعد ذلك عن تعاليم مؤسسها نسطور.

 

2) كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أميا، لا يقرأ ولايكتب، كما أنه لم يكن يخالط أهل الكتاب، وكان ينهى عن مشابهتهم أو سؤالهم.

 

3)  القرآن الكريم بما اشتمل عليه من وجوه الإعجاز يسمو عن أن يكون من قول البشر.

 

4) قصة لقاء النبي - صلى الله عليه وسلم - ببحيرا الراهب في رحلته إلى الشام ليس فيه ما يشير إلى أخذه - صلى الله عليه وسلم - عنه شيئا يمس دعوته.

 

5) ليس ما عرفه بحيرا من أمر النبوة في محمد - صلى الله عليه وسلم - إلا جانبا مما كان يردده أهل الكتاب في جزيرة العرب عن قرب النبي الخاتم.

 

6) إن ظهور النبي - صلى الله عليه وسلم - تصديق للأنبياء السابقين وشهادة لنبواتهم بالصدق، ولو لم يظهر محمد بن عبدالله بالنبوة والرسالة ما وصلتنا أخبار غيره من الأنبياء.

 

التفصيل:

 

أولا. انحراف النسطورية عن تعاليم المسيح:

 

تعزى النسطورية إلى بطريرك[1] القسطنطينية نسطور الذي يعتقد أن المسيح الذي ظهر بين الناس لم يكن إلها بحال من الأحوال، ولكنه مبارك بما وهبه الله من آيات وتقديس؛ ولذلك جاء في تاريخ الأمة القبطية عن نحلته ما نصه: "أما هرطقة نسطور هذه فلم تكن كغيرها نشأت عن اختلاف في عقائد وضعها الآباء والأحبار، بل هي جوهرية تختص بأعظم موضوعات الإيمان والأركان في الدين المسيحى؛ ذلك أن نسطور ذهب إلى أن ربنا يسوع المسيح لم يكن إلها في حد ذاته، بل هو إنسان مملوء من البركة والنعمة، أو هو ملهم من الله، فلم يرتكب خطيئة، وما أتى أمرا إدا".

 

على هذا التخريج يكون نسطور لا يعتقد بألوهية المسيح، وإن كان يعتقد أنه فوق الناس وليس مثلهم، ولقد جهر بهذا الرأي ونادى به، وهو رئيس لكنيسة القسطنطينية، ولها مكانتها، ولكن خالفه غيره من الأساقفة، فكان أسقف روما يلعنه برأيه المخالف له، مع ماعند نسطور فيما رآه من بينات وأدلة. ولقد بلغت مقالة نسطور بطريرك الإسكندرية وجرت المراسلات بين أسقف الإسكندرية وأساقفة أنطاكية ورومة وبيت المقدس، فاتفقوا على عقد مجمع أفسس للنظر في هذا الرأي، وإعلام صاحبه بالتبرؤ منه ولعنه إن أصر على رأيه، ودعوه ليسمع حكمهم في رأيه، ويظهر أنه عرفه قبل أن يجتمع المجمع، وأنهم مصرون على ما أعلنوه، كما أنه مصر على رأيه، فلم يجد كبير فائدة في المجمع فلم يحضر لا هو ولا بطريرك أنطاكية.

 

وبهذا يتبين أن النسطورية تعتبر محاولة للرجوع إلى أصل النصرانية الحقة التي جاء بها المسيح، بعد أن ضلت عنها أغلب طوائف النصارى، ولا عجب فالنصرانية ملة تباينت واختلفت في ربها ومعبودها

 

يقول الإمام ابن القيم: وأما خبر ما عندكم أنتم فلا نعلم عن أمة أشد اختلافا في معبودها ونبيها ودينها منكم، فلو سألت الرجل وامرأته وابنته وأمه وأباه عن دينهم لأجابك كل منهم بغير جواب الآخر، ولو اجتمع عشرة منهم يتذاكرون الدين لتفرقوا على أحد عشر مذهبا[2].

 

لكن النسطوريين قد انحرفوا عن مبادئ نسطور؛ لأن نسطور - كما قررت صاحبة كتاب "تاريخ الأمة القبطية"، وكما قرر ابن البطريق - لا يرى أن الأقنوم[3] الثاني مازج المسيح قط، بل يرى أن بنوة المسيح بالموهبة والمحبة لا بالحقيقة، واستنبطنا كما استنبط غيرنا أنه يرى أن المسيح خال من العنصر الإلهي خلوا تاما، وهو يصرح بأن مريم ولدت الإنسان فقط، بينما غيره يقرر أنها ولدت الإله والإنسان، وهذا اختلاف جوهري في الحقيقة والمعنى لا في الشكل واللفظ، وإذا كان النسطوريون في هذا الزمان قد قالوا بامتزاج اللاهوت في الناسوت[4] كما يقول غيرهم، فقد انحرفوا عن مقالة نسطور[5]، وصاروا مثل الملكية[6] واليعقوبية[7]، إلا أنهم اختلفوا في كيفية الاتحاد، وفي الذي وقع عليه الاتحاد.

 

وقد انتشرت هذه النسطورية المحرفة في بلاد المشرق، وكانت أرض العرب مأوى لأصحاب الديانات الذين فروا من الاضطهاد، فاتخذوها مستقرا ومقاما، فهي مأوى الديانات التي نبتت في غير أرض العرب عندما اضطهدوا في ديارهم ونزل بهم البلاء، فكما أوت اليهودية إلى أرض العرب أوت النصرانية إليها عندما كانت مضطهدة من الرومان، وقد لجأت النصرانية إلى أرض نجران، ويظهر أنهم كانوا من النصارى الذين فروا من حكم القياصرة الذين اضطهدوهم، ويظهر كذلك أنهم كانوا في ابتداء أمرهم موحدين حتى غشيت الوثنية تلك الديانات السماوية بالتثليث وادعاء الألوهية لعيسى ابن مريم وأمه والروح القدس[8].

 

ثانيا. أمية النبي - صلى الله عليه وسلم - وموقفه من الأخذ عن أهل الكتاب:

 

لقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أميا لم يقرأ كتابا، ولا اكتسب علما، وقد وردت كلمة "أمى" بلفظها المفرد مرتين في القرآن الكريم، وكلتاهما وصف للرسول بالأمية التي تعني عدم القراءة والكتابة، قال تعالى: )الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون (157)( (الأعراف)، وجاء في السورة ذاتها: )قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون (158)( (الأعراف). ففي هذه الآية توجه الخطاب إلى النبي الأمي ليأمره بإعلان الدعوة إلى الناس جميعا... وهي الرسالة الأخيرة، ومن ثم حملها النبي الأمي الذي لم يدخل على فطرته الصافية إلا تعليم الله، فلم تشب هذه الفطرة شائبة من تعليم الأرض، ومن أفكار الناس، ليحمل رسالة الفطرة إلى فطرة الناس جميعا[9].

 

قال محمد بن جرير الطبرى: إن الأمي عند العرب هو الذي لا يكتب نسبة إلى أمه؛ لأن الكتابة كانت في الرجال دون النساء، فنسب من لا يكتب ولا يخط من الرجال إلى أمه في جهله بالكتابة دون أبيه كما ذكرنا عن النبي من قوله: «إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب»[10] وقد فسر هذا الوصف في سورة العنكبوت: )وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون (48)( (العنكبوت).

 

أى: ما كنت يا محمد تقرأ قبل القرآن كتابا ولا تقدر على ذلك؛ لأنك أمي لا تقرأ ولا تكتب، )ولا تخطه بيمينك(؛ أي: ولا تكتبه؛ لأنك لا تقدر على الكتابة. قال مجاهد: كان أهل الكتاب يجدون في كتبهم أن محمدا - صلى الله عليه وسلم - لا يخط ولا يقرأ، فنزلت هذه الآية. قال النحاس: وذلك دليل على نبوته؛ لأنه لا يكتب ولا يخالط أهل الكتاب، ولم يكن بمكة أهل كتاب، فجاءهم بأخبار الأنبياء والأمم، )إذا لارتاب المبطلون(؛ أي: لو كنت تقدر على التلاوة والخط لقالوا: لعله وجد ما يتلوه علينا من كتب الله السابقة أو من الكتب المدونة في أخبار الأمم، فلما كنت أميا لا تقرأ ولا تكتب لم يكن هناك موضع للريبة ولا محل للشك أبدا، وسماهم "مبطلين"؛ لأن ارتيابهم - على تقدير أنه - صلى الله عليه وسلم - يقرأ ويكتب - ظلم منهم؛ لظهور نزاهته ووضوح معجزاته[11].

 

إن سياق النص يتحدث عن إيمان بعض أهل الكتاب بالقرآن، على حين يكفر به المشركون الذين أنزل الله الكتاب على نبيهم، غير مقدرين لهذه المنة الضخمة، ولا مكتفين بهذا الفضل المتمثل في تنزيل الكتاب على رسول منهم يخاطبهم به، ولم يكن يتلو من قبله كتابا، ولا يخطه بيمينه، فتكون هناك أدنى شبهة في أنه من عمله وتأليفه[12]. فرسول الله علم الأولين والآخرين من غير تعلم ولا اكتساب، فكان ذلك أبلغ في معجزاته وأعظم في فضائله صلى الله عليه وسلم.

 

نهيه - صلى الله عليه وسلم - عن مخالطة أهل الكتاب والأخذ عنهم:

 

ذكرنا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما كان يخالط أهل الكتاب، فضلا عن أنه لم يكن بمكة أهل كتاب، وكان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى أصحابه عن مشابهة أهل الكتاب في المدينة أو التأسي بهم أو حتى سؤالهم، وكان حريصا على أن يظهر المسلم بشخصية متميزة مستقلة بعيدة عن مشابهة أهل الكتاب، قال صلى الله عليه وسلم: «لا تسألوا أهل الكتاب عن شىء؛ فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا، فإنكم إما أن تصدقوا بباطل أو تكذبوا بحق. والله، لو كان موسى حيا بين أظهركم ما حل له إلا أن يتبعنى»[13].

 

وقال ابن مسعود رضي الله عنه: «لا تسألوا أهل الكتاب عن شىء؛ فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا، فتكذبوا بحق وتصدقوا بباطل، وإنه ليس من أحد من أهل الكتاب إلا في قلبه تالية تدعوه إلى الله وكتابه»[14].

 

وقال صلى الله عليه وسلم: «لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم، وقولوا: آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إليكم»[15].

 

وعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - «أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بكتاب أصابه من بعض أهل الكتب، فقرأه على النبي - صلى الله عليه وسلم - فغضب فقال: أمتهوكون[16] فيها يا ابن الخطاب، والذي نفسي بيده، لقد جئتكم بها بيضاء نقية، لا تسألوهم عن شىء فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به، والذي نفسي بيده، لو أن موسى كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعنى»[17].

 

فالثابت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما كان يخالط أهل الكتاب، وكان يأمر أصحابه بعدم التشبه بهم أو الأخذ عنهم؛ لأنهم حرفوا الكتب التي أنزلت عليهم، فكيف يزعم هؤلاء أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ عنهم وتعلم منهم وهو الذي يأمر أصحابه بتجنبهم؟!

 

ثم كيف يزعمون ذلك وما جاء به رسول الله كان يختلف تماما عما هو بين أيديهم من الكتب السماوية التي تلحق صفات النقص بالله والأنبياء، وتقول بإله مع الله وهو المسيح كما يزعم النصارى؟ وثبت أيضا - كما ذكرنا - أن رسول الله كان أميا، كيف يأخذ عنهم - أي النصارى - عقيدته وهو أمي على فرض أن هناك فئة نسطورية باقية على دين المسيح؟!

 

"إن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يعرف أنه كانت له عناية خاصة بتاريخ النصارى ولا بأخبار اليهود ولا بشىء من ذلك، بل عنايته في مطلع حياته بكسب الرزق، وفي شبابه الأول بالتجارة، ثم بعد أن توفر له الرزق انصرف إلى العبادة والتحنث[18] الليالي والشهور، وفي كل أحواله كان كثير التأمل، يتعرف الخالق من خلقه والمنشئ مما أنشأه"[19].

 

ولكن كتاب الغرب يدعون أن محمدا صلى الله عليه وسلم كان قبل البعثة يتتبع أخبار اليهود، ويستمع إلى ما يحدث به أحبار اليهود، ورهبان النصارى، وهم يرمون بهذا الرأي إلى أمرين:

 

أحدهما: إثبات أن محمدا - صلى الله عليه وسلم - ما وصل إلى ترك الأوثان إلا بتعاليم اليهود والنصارى وأنه ما وصل إليها بمنطقه وفطرته وبقايا ديانة إبراهيم - عليه السلام - وكأنهم يلمحون إلى ما كان من شأن زيد بن نفيل وورقة بن نوفل، غافلين عن أنه كان يكره اللات والعزى وهو في الثانية عشرة من عمره، وقد ثبت ذلك في أخبار بحيرى الراهب، كما سيأتي بيانه.

 

وثانيهما: ادعاء أن القرآن أخذ أخبار النبيين وقصصهم من التوراة والإنجيل، وأن العلم بهذا تلق، وليس بوحي من الله تعالى، مع أنه من الثابت أن قصص الأنبياء في القرآن هو الصدق الذي لا يمترى فيه، وغيره فيه الفساد والضلال؛ كخبر سكر لوط ومواقعته ابنتيه، وكزنا داود بامرأة قائد جيشه، فهي أكاذيب ليست في القرآن الكريم[20].

 

ثالثا. إعجاز القرآن الكريم وسموه عن أن يكون قول بشر:

 

أنزل الله على نبيه القرآن الكريم، وهو نبي أمي لا يقرأ ولا يكتب، فسمعه كل من قرأ وكتب، ومن قال الشعر من أصحاب المعلقات أو غيرهم ممن اشتهر وعرف بالشعر والفصاحة والبلاغة، فأطرق وأدرك أن هذا الكلام ليس من صنع البشر، وليس بمقدور أحد أن يأتي بمثله مهما أوتي من قوة الكلم[21].

 

فقد سمعوا عنه ما أدهشهم وسلب لبهم، ما هو بالسحر ولا بالشعر ولا بالكهانة، وهو ما عبر عنه الوليد بن المغيرة يوم قال لقومه من بني مخزوم: "والله لقد سمعت من محمد آنفا كلاما ما هو من كلام الإنس، ولا من كلام الجن، وإن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه يعلو ولا يعلى عليه". فمن أين جاء به محمد صلى الله عليه وسلم.

 

وقد تحداهم القرآن أن يأتوا بسورة من مثله فما استطاعوا وفشلوا جميعا، وهم أمة البيان والفصاحة، وحول إعجاز القرآن يقول الماوردى: "والقرآن أول معجز دعا به محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى نبوته فصدع فيه برسالته، وخص بإعجازه من جميع رسله، وإن كان كلاما ملفوظا وقولا محفوظا، لثلاثة أسباب صار بهن من أخص إعجازه وأظهر آياته:

 

الأول: أن معجز كل رسول موافق للأغلب من أحوال عصره، والشائع المنتشر في ناس دهره؛ لأن موسى - عليه السلام - حين بعث في عصر السحرة خص من فلق البحر[22] يبسا، وقلب العصا حية، ما بهر كل ساحر، وأذل كل كافر، وبعث عيسى - عليه السلام - في زمن الطب، فخص من إبراء الزمني - أصحاب العاهات المستديمة - وإحياء الموتى ما أدهش كل طبيب، وأذهل كل لبيب، ولما بعث محمد - صلى الله عليه وسلم - في عصر الفصاحة والبلاغة خص بالقرآن في إيجازه وإعجازه بما عجز عنه الفصحاء، وأذعن له البلغاء، وتبلد فيه الشعراء؛ ليكون العجز فيه أقهر، والتقصير فيه أظهر.

 

الثانى: أن المعجز في كل قوم بحسب أفهامهم، وعلى قدر عقولهم وأذهانهم، وكان من قوم موسى وعيسى بلادة وغباوة.... قالوا لنبيهم حين مروا بقوم يعكفون على أصنام لهم: "اجعل لنا إلها كما لهم آلهة" فخصوا من الإعجاز بما يصلون إليه ببداية حواسهم، والعرب أصح الناس أفهاما وأحدهم أذهانا..... فخصوا من معجزة القرآن بما تجول فيه أفهامهم، وتصل إليه أذهانهم، فيدركونه بالفطنة دون البديهة، وبالروية دون المبادرة، لتكون كل أمة مخصوصة بما يشاكل طبعها، ويوافق فهمه.

 

الثالث: أن معجز القرآن أبقى على الأعصار، وأنشر في الأقطار من معجز يختص بحاضره ويندرس بانقراض عصره، ومادام إعجازه فهو أحج، وبالاختصاص أحق[23].

 

والقرآن الكريم معجز من وجوه كثيرة نسوق هنا طائفة منها:

 

  • تأليفه العجيب وأسلوبه الغريب في المطالع والمقاطع والفواصل، مع اشتماله على دقائق البيان وحقائق العرفان وحسن العبارة ولطف الإشارة، وسلامة التركيب وسلاسة الترتيب.

 

  • ما أخبر به عن القرون السالفة والأمم الهالكة، وقد علم أنه كان أميا لا يقرأ ولا يكتب ولا اشتغل بمدارسة مع العلماء ولا مجالسة مع الفضلاء، بل تربى بين قوم كانوا يعبدون الأصنام ولا يعرفون الكتاب، وكانوا عارين عن العلوم العقلية أيضا، ولم يغب عن قومه غيبة يمكن له التعلم فيها من غيرهم. والمواضع التي خالف فيها القرآن كتب أهل الكتاب كقصة صلب المسيح عليه السلام وغيرها، فهذه المخالفة قصرية، إما لعدم كون بعض هذه الكتب أصلية كالتوراة والإنجيل المشهورين، وإما لعدم كونها إلهامية. ويدل على ما ذكرت قوله تعالى: )إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون (76)( (النمل).

 

  • ما فيه من كشف أسرار المنافقين حيث كانوا يتواطئون في السر على أنواع كثيرة من المكر والكيد، وكان الله يطلع رسوله على تلك الأحوال حالا فحالا ويخبره عنها على سبيل التفصيل، وكذا ما فيه من كشف حال اليهود وضمائرهم.

 

  • جمعه لمعارف جزئية وعلوم كلية لم تعهدها العرب عامة ولا محمد - صلى الله عليه وسلم - خاصة، من علم الشرائع، والتنبيه على طرق الحجج العقلية، والسير والمواعظ والحكم، وأخبار الدار الآخرة ومحاسن الآداب والشيم وتحقيق الكلام.

 

  • كونه بريئا عن الاختلاف والتفاوت مع أنه كتاب كبير مشتمل على أنواع كثيرة من العلوم.

 

  • كونه معجزة باقية متلوة في كل مكان مع تكفل الله بحفظه، بخلاف معجزات الأنبياء التي انقضت بانقضاء أوقاتها، وهذه المعجزة باقية على ما كانت عليه من وقت النزول إلى زماننا هذا.

 

  • أن قارئه لا يسأمه، وسامعه لا يمجه[24]، بل تكراره يوجب زيادة محبته، وغيره من الكلام يمل مع التكرار والترديد.

 

  • كونه جامعا بين الدليل ومدلوله.

 

  • سهولة حفظه لمتعلميه.

 

  • الخشية التي تلحق قلوب سامعيه وأسماعهم عند سماع القرآن والهيبة التي تعتري تاليه[25].

 

رابعا. تهافت المزاعم حول بشرية القرآن:

 

إنه لما أدهش القرآن عقول هؤلاء، ولما كانت لديهم الرغبة لنفيه ونفي إعجازه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حاولوا أن يذهبوا به بعيدا عن وحي السماء، فدارت الافتراضات حول هذا القرآن، من أين استقاه محمد صلى الله عليه وسلم؟

 

فقد افترض بعضهم أن يكون أحد من الناس قد علم النبي صلى الله عليه وسلم القرآن، فقالوا: لقد علمه غلام رومي أعجمي يشتغل في مكة حدادا، فرد عليهم القرآن الكريم ففند أقوالهم: )ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين (103)( (النحل)، وحين أسقط في أيديهم قالوا: )وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا (5)( (الفرقان).

 

إن محمدا علمه ورقة بن نوفل، فجاء القرآن يضرب بأقوالهم عرض الحائط، ويسفه أحلامهم بتحديه لهم أن يأتوا بمثله، ولو اجتمعوا له، وتساهل معهم لعلمه بعجزهم، فتحداهم بعشر سور مثله، ولو كانت مفتريات فعجزوا عنها، فتحداهم أن يأتوا بسورة واحدة فقال تعالى: )وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسـورة مـن مثلـه وادعـوا شهداءكــم مـن دون الله إن كنتــم صادقيـن (23) فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين (24)( (البقرة)، فعجزوا وفشلوا جميعا، خطباؤهم وشعراؤهم، وهم أمة البيان والفصاحة، وحين تم عجزهم أعلن القرآن الكريم هذه الحقيقة النهائية، )قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا (88)( (الإسراء) [26].

 

ومن مزاعمهم أيضا أن بحيرى الراهب النسطوري هو الذي أملاه عليه، وهو الذي أقنعه بنبوته، وعلمه أكثر ما كان يعلم من القصص والأخبار وغيرها، وهذا بالطبع زعم باطل لا يقوم على تصور واضح لرحلة النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الشام.

 

وأصل ذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين بلغ سن المراهقة وشب عن الطوق[27]، كان لا بد أن يتجه إلى مرتزق قومه وهو التجارة، فخرج محمد - صلى الله عليه وسلم - مع عمه للتجارة بالشام، فحلت القافلة بأرض مدينة بصرى، وبصرى كانت موطنا لصوامع الرهبان، يقيمون بها، منصرفين إلى عبادتهم، فكان لهم مع الرهبنة والزهادة علم بالكتاب وإشاراته وتبشيراته. وقد كان ببصرى راهب في صومعة اسمه بحيرى، وكان على علم بالكتاب، وكان نزلاء هذه الصومعة ذوي علم بالتوراة والإنجيل، يتوارثون ذلك العلم كابرا عن كابر[28].

 

خرج بحيرى من صومعته للقاء القافلة التي كان فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع عمه، وكان لا يخرج من صومعته، وما خرج إلا لما رأى الأمارات والبشارات التي تلوح بوجود نبي من بين هؤلاء؛ أي: في تلك القافلة، فقد رأى غمامة تظلهم تسير حيث يسيرون وتقف حيث يقفون، وأنهم إذا آوو إلى فيء شجرة، رأى أغصانها تتهصر[29] وتميل حتى تظل واحدا منهم.

 

ورأى غير ذلك من الأمارات الدالة على أنه المذكور في الإنجيل، فأعد للقوم وليمة ودعاهم إليها واشترط على ألا يتخلف منهم أحد فأجابوه، وتخلف رسول الله لحداثة سنه، فلم رآهم لم ير العلامات والأمارات التي دعاهم ليتثبت منها فطلب منهم أن يحضروا هذا الغلام فأحضروه، فأخذ بحيرى يلحظه لحظا شديدا، وينظر إلى أشياء من جسده، وقد كان يجدها عنده من صفته، حتى إذا فرغ القوم من طعامهم وتفرقوا، سأله بحيرى بحق اللات والعزى أن يجيبه عما يسأله، فكره النبي - صلى الله عليه وسلم - سؤاله باللات والعزى وأنكر عليه ذلك؛ لأنه ما أبغض شيئا قط بغضهما، وجعل بحيرى يسأله عن رحلته وهيئته وأموره ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخبره، ويقول ابن اسحاق: فوافق ذلك ما عند بحيرى من صفته. ثم نظر إلى ظهره، فرأى خاتم النبوة بين كتفيه، فلما فرغ أقبل على عمه أبي طالب، فقال: ما هذا الغلام منك؟ قال: ابنى!! قال بحيرى: ما هو ابنك وما ينبغي لهذا الغلام أن يكون أبوه حيا. قال أبو طالب: هو ابن أخي. قال: فما فعل أبوه؟ قال: مات وأمه حبلى به، قال: صدقت. ارجع بابن أخيك إلى بلده، واحذر من اليهود، فوالله، لئن رأوه وعرفوا ما عرفت ليبغنه شرا، فإنه كائن لابن أخيك شأن عظيم فأسرع به إلى بلاده[30].

 

وزعم المستشرقون أن بحيرى قد علم النبي - صلى الله عليه وسلم - الديانة، وأنه هو الذي كان يلقن الرسول السور الواردة في القرآن!

 

وهو زعم - لا شك - باطل؛ فإن الرسول - صلى الله عليه وسلم - عندما قابل الراهب بحيرى في بصرى بجوار الشام كان ذلك عام 582م، وهذه كانت أول مرة في حياته وآخر مرة. ولكن بداية نزول الوحي بالقرآن كان عام 610م؛ أي: بعد أربعين عاما من ولادة الرسول - صلى الله عليه وسلم - أي: إن الوحي نزل على الرسول بسور القرآن بعد ثمانية وعشرين عاما من مقابلة الراهب بحيرى النصراني.

 

فلا سبيل - إذن - إلى أن يلقن الراهب بحيرى القرآن للنبي وهو يبعد عنه مئات الأميال، ولم يقابله إلا مرة واحدة في حياته، وبعد هذه الرحلة عاد الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى مكة ومضى بها من 582م حتى 621م، ثم بعد ذلك هاجر إلى المدينة ومكث بها حتى 632م وهو العام الذي توفي فيه.

 

إذن فالنبي - صلى الله عليه وسلم - لم يلتق الراهب بحيرى إلا مرة واحدة وعمره اثنا عشر عاما، فكيف يصل الخيال بالمستشرقين - وخاصة المستشرق هوارت - إلى هذا الحد ليقولوا: إن بحيرى علم الديانة للرسول، وذكر له بعض السور القرآنية، إنه كلام لا يصدقه عاقل وبدون أي سند من التاريخ، ولا دليل عليه[31].

 

والمعروف أن النبي صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك كله - لم يغب عن قومه غيبة يمكن له التعلم فيها من غيرهم، فكيف يأخذ عن بحيرى وهو بعيد عنه آلاف الأميال، ولم يلتق به ثانية؟! كما أن المرة التي التقاه فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت في صغره، وهو طفل، ولمدة لا تتجاوز استراحة المسافر! فهذه هي حقيقة المقابلة بين الرسول - صلى الله عليه وسلم - وبين الراهب بحيرى، كما تذكرها كتب السيرة النبوية فمن أين لهم الزعم بأن بحيرى كان يلقن النبي القرآن؟!

 

ولو فرضنا جدلا صحة ما ذهبوا إليه، فلماذا سكت عنه اليهود والنصارى. وقد بين القرآن زيفهم وضلالهم وكفرهم، وكذلك تحريفهم للكتب المنزلة من عند الله؟!، لو كان الأمر كذلك لكان لهم مع رسول الله وقفة أخرى، ولأعلنوا على الملأ تكذيبه في الوحي، ولأذاعوا أن بحيرى هو الذي كان يعلمه القرآن والقصص، وهذا ما لم يحدث منهم.

 

ثم كيف يلقن بحيرى الراهب النصراني تلك النصوص التي تقلع العقيدة النصرانية من جذورها وتثبت كفرهم وضلالهم، فهل يعينه على بني قومه ودينه؟ ولـم؟

 

خامسا. شيوع بشارات أهل الكتاب بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في جزيرة العرب:

 

إن التبشير بالنبي محمد - صلى الله عليه وسلم - أمر ثابت بين لا ينكره إلا جاحد، وقد نصت الأنبياء - عليهم السلام - على نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - ورسالته، وأنه أفضل النبيين والمرسلين، ونصوا على اسمه ونعته وحليته، وأرضه وبلده، وجميل سيرته وصلاح أمته وسعادة ملته، وأنه من ولد إسماعيل عليه السلام وأن دعوته تدوم إلى قيام الساعة، فمن لم يعتقد وقوع هذا كله لزم الطعن على هؤلاء الأنبياء كلهم، صلى الله عليهم أجمعين[32].

 

وقد راجت في البلاد العربية، وخصوصا حول مكة المكرمة والمدينة المنورة، أقوال تذكر أن نبيا يبعث في هذا الزمان، وروج ذلك النصارى الذين كانوا منبثين في الجزيرة العربية، ويقيم كثير منهم في أطرافها وكانوا يتناقلونها من الشام في رحلتهم إليها تجارا؛ إذ يرون الرهبان منبثين في الأديرة ويلتقون بهم الفينة بعد الفينة[33]. واليهود في المدينة كانوا يذكرون ذلك متحدين به الوثنيين الذين يجاورونهم، وكانوا يستفتحون به على المشركين زاعمين أنه سينصرهم على هؤلاء المشركين ويؤيد دينهم، ويأخذون ذلك من إشارات كتبهم التي كانت مفسرة عندهم، حتى صارت علما توارثوه عن أسلافهم، وهو في مطوى التركة التي أخذوها عنهم، مع أن اليهود عرفوا بأنهم يكتمون ما أنزل الله تعالى عليهم ليكون العلم حكرا عليهم، ويمكنهم من أن يكذبوا على الناس مدعين أنهم أبناء الله - عز وجل - وأحباؤه، مع هذا يتناثر من أقوالهم ما يدل على أن نبيا من أبناء عمهم إسماعيل - عليه السلام - سيبعث في ذلك الزمان.

 

وإذا كانت الأثرة هي التي حملتهم على كتمان ما أنزل الله عز وجل عن غيرهم، فالأثرة أيضا هي التي حملتهم على التحدث بخبر النبي المنتظر المكتوب عندهم في التوراة؛ لأنهم كانوا في حرب مع الأوس والخزرج الذين يجاورونهم فكانوا يذكرون أمر النبي لهم، لا ليعلنوا الحقائق، ولكن ليتغلبوا عليهم، بما يسمى في عصرنا "الحرب النفسية"[34] التي تقارن الحرب المادية، لينالوا الفوز والغلب، وليتم لهم التعالي عليهم، وإعلان الاستهانة بهم ولإنذارهم بأن المستقبل معهم، وفي ذلك إلقاء بالرعب في قلوبهم، ولقد كانت نجران مملوءة بالنصارى الذين. كان ينبعث من بينهم صوت قوي يخبر بأن نبيا قد آن أوانه، والناس يعيشون في زمانه... ولقد سرت فكرة التنبؤ برسول قريب زمانه إلى قريش وما حول مكة المكرمة[35].

 

فالبشائر بأن نبيا سيبعث كانت تتردد - إذن - في البلاد العربية، وكان هذا الأمر يجري على ألسنة بعض العرب، كما يروى عن قس بن ساعدة الإيادي أنه ذكر في إحدى خطبه أن نبيا قد أدركهم زمانه، وآن أوانه، والبلاد العربية، وخصوصا الحجاز، كانت يتجاوب فيها ذكر احتمال رسول مبعوث، تذاكره كثيرون ممن كانت لهم دراسات للديانات.

 

الخلاصة:

 

  • زعم الحاقدون أن محمدا - صلى الله عليه وسلم - قد أخذ عقيدته عن النساطرة وهي فرقة مسيحية رحلت إلى شبه جزيرة العرب قبل مبعثه، وعلى رأس من تلقى منهم محمد هو الراهب النسطوري بحيرى، والحقيقة أن هذا زعم باطل؛ لأن النسطورية في أواخرها قد انحرفت عن تعاليم المسيحية وآل أمرها إلى ما آل إليه غيرها من الفرق الأخرى التي قالت بألوهية المسيح، ومعلوم أن محمدا - صلى الله عليه وسلم - قد أتى بعقيدة تهدم عقيدة النصارى؛ من: صلب وتثليث وألوهية غير الله، فكيف تلقى عنهم؟!

 

  • ومعلوم أيضا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان أميا ما قرأ كتابا، ولم يثبت أنه غاب عن قومه غيبة يمكن له التعلم فيها من غيرهم، فضلا عن أنه ما كان يخالط أهل الكتاب؛ لأن مكة لم يكن بها أهل الكتاب، ونهى أصحابه عن التشبه بهم أو التأسي أو السؤال والأخذ عنهم، لما جاورهم بالمدينة.

 

  • قد أتى رسول الله بأعظم معجزة هي القرآن، وتحداهم أن يأتوا بسورة من مثله فما استطاعوا، وفيه من وجوه الإعجاز التي لم تزل تتجدد إلى اليوم ما يقطع بأنه ليس من قول البشر.

 

  • إن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يلتق الراهب بحيرى إلا مرة واحدة في صغره وطفولته وهو في الثانية عشرة من عمره ولمدة لا تتجاوز استراحة المسافر، فكيف يتلقى منه القرآن والعقيدة؟!

 

 

 

 

(*) شبهات المعترضين ومفترياتهم حول صدق نبوة محمد ورسالته، ماهر عبد الوهاب محمد حجاج، الاتحاد الأخوي، القاهرة، 1998م. دفاع عن السنة، د. محمد بن محمد أبو شهبة، مكتبة السنة، القاهرة، 1409هـ/ 1989م.

 

[1]. البطريرك أو البطريك: لقب يطلق ـ في المسيحية ـ على رئيس رؤساء الأساقفة على أقطار معينة أو في طائفة من الطوائف.

 

[2]. انظر: هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى، ابن القيم الجوزية، تحقيق: د. أحمد حجازي السقا، دار الريان للتراث، القاهرة، 1399هـ/ 1979م.

 

[3]. الأقنوم: الأصل، وهو ركن من أركان الثالوث الأقدس عند النصارى الذي يجمع: الآب والابن وروح القدس، والجمع أقانيم.

 

[4]. اللاهوت والناسوت: اللاهوت: الألوهية في مقابل الناسوت لطبيعة الإنسان، وعلم اللاهوت علم يبحث عن العقائد المتعلقة بالله، وربما أطلق الأول على الروح، والثاني على البدن، أو أطلق الأول على العالم العلوي، والثاني على العالم السفلي.

 

[5]. انظر: محاضرات في النصرانية، محمد أبو زهرة، دار الفكر العربي، القاهرة، ط3، د. ت.

 

[6]. الملكية: طائفة من النصارى لقبوا بذلك لاتباعهم الملك.

 

[7]. اليعقوبية: فرقة من النصارى، وهم أتباع يعقوب البراذعي، يقولون باتحاد اللاهوت والناسوت، ويعرفون بأصحاب الطبيعة الواحدة.

 

[8]. خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم، محمد أبو زهرة، دار الفكر العربي، القاهرة، 1425هـ/ 2004م، ج1، ص40 بتصرف.

 

[9]. دعوة أهل الكتاب إلى دين رب العباد، د. سعيد عبد العظيم، دار العقيدة، القاهرة، د. ت.

 

[10]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الصوم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا نكتب ولا نحسب" (1814)، ومسلم في صحيحه، كتاب الصيام، باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال (2563).

 

[11]. فتح القدير، الشوكاني، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، 1983م، ج4، ص295.

 

[12]. في ظلال القرآن، سيد قطب، دار الشروق، القاهرة، ط13، 1407هـ/ 1987م، ج5، ص2746.

 

[13]. حسن: أخرجه أحمد في مسنده، مسند المكثرين من الصحابة، مسند جابر بن عبد الله رضي الله عنه (14672)، وحسنه الألباني في الإرواء (1589).

 

[14]. أخرجـه عبــد الـرزاق في مصنفـه، كتـاب أهـل الكتــاب، بـاب مسألـة أهـل الكتــاب (10163).

 

[15]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التفسير، باب سورة البقرة (4215)، وفي مواضع أخرى.

 

[16]. المتهوك: المتحير أو المتردد أو الساقط.

 

[17]. حسن: أخرجه أحمد في مسنده، مسند المكثرين من الصحابة، مسند جابر بن عبد الله رضي الله عنه (15195)، وحسنه الألباني في إرواء الغليل (1589).

 

[18]. التحنث: التعبد.

 

[19]. خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم، محمد أبو زهرة، دار الفكر العربي، القاهرة، 1425هـ/ 2004م، ج1، ص262 بتصرف.

 

[20]. خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم، محمد أبو زهرة، دار الفكر العربي، القاهرة، 1425هـ/ 2004م ، ص262 بتصرف.

 

[21]. انظر: دعوة أهل الكتاب إلى دين رب العباد، د. سعيد عبد العظيم، دار العقيدة، القاهرة، د. ت.

 

[22]. فلق البحر: شقه.

 

[23]. أعلام النبوة، المارودي، دار الكتاب العربي، بيروت، ط1، 1407هـ/ 1987م، ص97: 99.

 

[24]. يمجه: يستكرهه ويرفضه ويستقبحه.

 

[25]. انظر: إظهار الحق، رحمة الله بن خليل الهندي، دار الحرمين للطباعة، مصر، ط2، 1413هـ/ 1992م، ج3، ص755: 821.

 

[26]. انظر: دعوة أهل الكتاب إلى دين رب العباد، د. سعيد عبد العظيم، دار العقيدة، القاهرة، د. ت.

 

[27]. شب عن الطوق: كبر واعتمد على نفسه، أو بلغ مبلغ الرجال.

 

[28]. كابرا عن كابر: أبا عن جد.

 

[29]. تتهصر: تتدلى.

 

[30]. خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم، محمد أبو زهرة، دار الفكر العربي، القاهرة، 1425هـ/ 2004م، ج1، ص128.

 

[31]. محمد والخناجر المسمومة الموجهة إليه، د. نبيل لوقا بباوي، دار البباوي للنشر، القاهرة، 2006م، ص23: 51 بتصرف.

 

[32]. انظر: الأجوبة الفاخرة عن الأسئلة الفاجرة، القرافي، تحقيق: د. بكر زكي عوض، دار ابن الجوزي، القاهرة، 2004م.

 

[33]. الفينة بعد الفنية: من حين لآخر.

 

[34]. الحرب النفسية: محاولة التأثير على معنويات العدو في أوقات الحرب.

 

[35]. خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم، محمد أبو زهرة، دار الفكر العربي، القاهرة، 1425هـ/ 2004م، ج1، ص248: 261.

  • الاثنين AM 04:00
    2020-11-23
  • 1382
Powered by: GateGold