المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 412327
يتصفح الموقع حاليا : 267

البحث

البحث

عرض المادة

الزعم أن الأخلاق الإسلامية لا تكفي لبناء مجتمع فاضل

                               الزعم أن الأخلاق الإسلامية لا تكفي لبناء مجتمع فاضل(*)

 

مضمون الشبهة:

 

يزعم بعض المغالطين أن الأخلاق التي جاء بها الإسلام لا تكفي لبناء مجتمع فاضل، ويعتقدون أن هذه الأخلاق تقوم على الكراهية لا الحب للآخرين، وينظرون إلى الحرب في الإسلام على أنها حرب مقدسة هدفها إراقة الدماء وإكراه الناس على أن يكونوا مسلمين.

 

وجوه إبطال الشبهة:

 

1)  الحضارة التي أقامها المسلمون هي بذاتها دليل على أصالة الأخلاق الإسلامية وسمو مبادئها، ودليل كذلك على زيف ادعاء أنها تدعو إلى الكراهية والعداء.

 

2)  تختلف الأخلاق الإسلامية عن الأخلاق الوضعية اختلافا واسعا من جهتي المصدر والغاية جميعا، وقد أقرت طائفة من الغربيين بسبق الأخلاق الإسلامية وتميزها بهذا الشأن.

 

3)  اختلاف الأخلاق الإسلامية عن الأخلاق الوضعية من ناحية المصدر والهدف يعطي لأخلاق الإسلام خصوصية وتميز يضمن لها البقاء والدوام.

 

4)    اعترافات الغربيين بتميز الحضارة الإسلامية في جانب الأخلاق أوضح دليل على صلاحيتها لكل زمان ومكان.

 

5)  هناك نماذج عدة من الأخلاق التي عمل الإسلام على نشرها بين المسلمين وبعضهم خاصة، وبين المسلمين وغيرهم عامة تؤكد سمو أخلاق هذا الدين ونبل مقاصده.

 

6)  حقيقة الحرب في الإسلام من خلال نصوص القرآن الكريم والحديث الشريف تبرهن على أنها لا تحتمل أبدا هذا الادعاء.

 

التفصيل:

 

إن الأخلاق بناء شيده الأنبياء عن طريق التعاليم الإلهية والتكاليف الربانية، وبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - ليتم هذا البناء ويكمل ما كان ناقصا منه؛ لأن الدين من غير خلق كمحكمة من غير قاض، والأخلاق من غير دين عبث، فكل منهما يكمل الآخر، وجاءت أخلاق الإسلام لتكون للناس كافة في كل زمان ومكان، لا أساس ما يثار حولها من شبهات باطلة.

 

أولا. سمو الأخلاق الإسلامية وأصالتها يؤكدان جدراتها ببناء مجتمع فاضل:

 

إذا كانت الأخلاق الإسلامية - كما يدعي هؤلاء - لا تصلح لبناء مجتمع فاضل أساسه الحب والتعاون والتقوى... إلخ، فأي أخلاق يمكن الاعتماد عليها لبناء هذا المجتمع، وكيف استطاع المسلمون في وقت قصير أن يشيدوا هذا البناء الشامخ الذي يطلق عليه حضارة الإسلام، ألم يعتمدوا على الأخلاق التي نزل القرآن الكريم لكي يؤكدها ويحث الناس عليها، ألم يعتمدوا على أقوال الرسول - صلى الله عليه وسلم - التي تبين لهم الطريق الصحيح؟!

 

إن تاريخ الفتوحات الإسلامية حافل بالعديد من قصص التمدن الأخلاقي والديني التي لا تستطيع أي حضارة - مهما كان قدرها - أن تجاريه في ذلك، كل هذا تم لأن هذه الفتوحات إنما اعتمدت على أخلاق ثابتة وواضحة يؤمن بها الفاتحون ولا يحيدون عنها مهما كانت الظروف المحيطة بهم.

 

ويروج البعض لفكرة أن الأخلاق الإسلامية تعتمد على الكراهية وبغض الآخرين، ولا مجال فيها للحب والسماحة، وهذا ادعاء باطل يرد عليه ما دونه التاريخ عن سلوك المسلمين مع غيرهم عندما تكون لهم الغلبة، عكس ما نشاهد اليوم من غير المسلمين تجاه المسلمين عندما انتقلت مقاليد الأمور إليهم.

 

ومن يقرأ آيات القرآن يجد فيها العديد من الآيات التي ترفض الكراهية، قال تعالى: )لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي( (البقرة: 256)، فالآية واضحة الدلالة ولا تخفى على أحد، وقال تعالى: )وجادلهم بالتي هي أحسن( (النحل: 125)، وقال تعالى: )ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن( (العنكبوت: 46)، أليست هذه معاني خلقية تبين طريقة معاملة غير المسلمين وقت الحرب؟!

 

وسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - حافلة بالأحاديث التي ترفض معاداة غير المسلمين والتنكيل بهم ما داموا على عهدهم مع المسلمين، وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يوصي المسلمين في كل غزوة وفي كل مجلس من مجالسه بالعديد من القيم الخلفية، التي يسيرون عليها تجاه أهل الكتاب، فكان مما قاله صلى الله عليه وسلم: «ألا من ظلم معاهدا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفسه فأنا حجيجه يوم القيامة»[1].

 

وكان يأمر الجنود بعدم قتل الشيخ الكبير أو المرأة أو الطفل، وعدم قطع الشجر، وأن يعرضوا على أعدائهم الدخول في الإسلام، فإن رفضوا فالجزية، فإن رفضوا فالحرب، وإن جنح الأعداء للسلم فعلى القائد المسلم أن ينزل على رغبتهم؛ حفظا للدماء من الإراقة، وغير هذا العديد من الأخلاق في جانب الحرب فقط، فأين الكراهية، التي اعتمد عليها المسلمين لنشر دينهم، وأين حب إراقة الدماء؟!

 

ثانيا. الاختلاف بين الأخلاق الإسلامية والوضعية، وشهادة الغربيين للأولى بالسبق والتميز:

 

من ينظر في الأخلاق الإسلامية والأخلاق الوضعية يجد فرقا كبيرا بينهما؛ ذلك لأن أخلاق الإسلام تعتمد على أسس غير التي تعتمد عليها الأخلاق الوضعية، ويمكن أن نرصد الفرق بينهما فيما يلى:

 

  1. الأخلاق الإسلامية أخلاق عملية هدفها التطبيق الواقعي، وبيان طرق التحلي بها، أما الأخلاق الوضعية فهي تركز على الجانب النظري فقط.

 

  1. مصدر الأخلاق الإسلامية هو الوحي، ولذلك فهي قيم ثابتة، ومثل عليا تصلح لكل إنسان بصرف النظر عن نوعه وجنسه وزمانه ومكانه، أما مصدر الأخلاق الوضعية فهو العقل البشري المحدود، أو ما يتفق عليه الناس فيما يسمى "العرف"، ولذلك فهي متغيرة من مجتمع لآخر ومن مفكر لآخر.

 

  1. مصدر الإلزام في الأخلاق الإسلامية هو شعور الإنسان بمراقبة الله - عز وجل - له، أما مصدر الإلزام في الأخلاق الوضعية فهو الضمير المجرد أو الإحساس بالواجب أو القوانين الملزمة.

 

ويمكن أن نرصد بعض الخصائص المتعلقة بالأخلاق الإسلامية، ونذكر منها ما يلى:

 

  • واقعية التواؤم بين الروح والجسد، فلا تصادر حاجة الجسد من الشهوات والرغبات بل تضعها في إطارها الشرعي، فرغبة البدن لا بد من إشباعها بضوابط شرعية، ولذلك فالقرآن عبر عن مصادرة رغبة البدن بأنها رهبانية مبتدعة: )ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم( (الحديد: ٢٧)، )ولا تنس نصيبك من الدنيا( (القصص:77)، )وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين (31)( (الأعراف)، )قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق( (الأعراف: 32)، فالآيات توضح حق الإنسان في إشباع رغباته بالضوابط الشرعية مع إشباع الروح بالذكر، والطاعة، والعبادة، )ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم( (الحشر: 19).

 

  • عامة صالحة لكل إنسان، ولكل زمان ومكان، مع اتصافها بالسهولة واليسر، ورفع الحرج يقول سبحانه: )وما جعل عليكم في الدين من حرج( (الحج: 78)، )لا يكلف الله نفسا إلا وسعها( (البقرة: 286).

 

لا تحكم على الأفعال بظاهرها فقط ولكن تمتد إلى النيات، والمقاصد والبواعث التي تحرك هذه الأفعال الظاهرة، يقول صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات»[2].

 

  • مبادئها تقنع العقل وترضي القلب والوجدان، فما من نهي شرعي إلا معه مسوغات ودوافع تحريمه يقول سبحانه: )ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا (32)( (الإسراء)، )يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون (90) إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون (91)( (المائدة)، وكذلك الأخلاق الإسلامية تقبلها الفطرة السليمة، ولا يرفضها العقل الصحيح.

 

غاية الأخلاق الإسلامية:

 

نقصد بالغاية الهدف الأقصى للأخلاق الإسلامية، فلكل سلوك إنساني غاية، إلا أن الغاية العظمى للمؤمن هي تحقيق السعادة في الدنيا والآخرة، ولا تتحقق السعادة في الدنيا إلا بالإيمان وفعل الواجبات وترك المحرمات، عند ذلك يشعر العبد برضا ربه عليه، فليست السعادة في كثرة المال، ولا في الملك أو الشهرة والمكانة الاجتماعية أو الحالة الصحية، وإنما السعادة الحقيقية في رضا الله عن العبد.

 

 أما في الآخرة فتتحقق السعادة للعبد في أسمى درجاتها بدخول الجنة )كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز( (آل عمران: 185)، )فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى (123)( (طه)، )للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين (30)( (النحل).

 

وهكذا تتضافر الآيات لتوضح الغاية للمؤمن في الدنيا والآخرة، أما أصحاب الغايات الدنيوية فحالهم كحال من يسعى وراء السراب حتى إذا جاءه لم يجده شيئا، ووجد الله عنده فوفاه حسابه.

 

يقول عز وجل: )ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى (124() (طه). والسعادة هي الشعور بالارتياح، والأمن والسكينة، والطمأنينة والنعيم والرضا، وهذه السعادة تتفاوت في أصحابها على حسب ما يتوفر لهم من أسبابها.

 

شهادات غربية:

 

نحن لا نعتمد على نصوص القرآن الكريم والسنة الشريفة وسير الصحابة والتابعين فقط؛ لكي نؤكد فكرة أن الأخلاق الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان، بل نعتمد على أقوال بعض العلماء الغربيين الذين شهدوا لأخلاق الإسلام بالتميز والخصوصية، وهذا أصدق دليل على صدق ما نقوله من صلاحية الأخلاق الإسلامية لبناء مجتمع فاضل كامل الأركان، ونقتصر في هذا الجانب على شهادة عالمين فقط من العلماء الغربيين، هما: ول ديورانت، وغوستاف لوبون.

 

يقول وول ديورانت: "والقرآن يشمل قواعد الآداب وصحة الجسم، والزواج والطلاق ومعاملة الأبناء والعبيد والحيوان، والتجارة والسياسة والربا والدين" والعقود والوصايا وشئون الصناعة والمال، والجريمة والعقاب والسلم والحرب ويمضي ديورانت في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أن يقول: "ولسنا نجد في التاريخ كله مصلحا فرض على الأغنياء من الضرائب ما فرضه عليهم محمد لإعانة الفقراء (وقد كان هذا وحي الله الذي أوحاه لنبيه).

 

ثم يقول: تلك بلا مراء عقيدة نبيلة سامية ألفت بين الأمم المتباينة المنتشرة في قارات الأرض فجعلت منها شعبا واحدا، وهي لعمري أعظم معجزة للمسيحية، والإسلام" وهو وإن تعصب هنا لمسيحيته يخص الإسلام بقوله: "ويلوح لي أن الثغرة التي لا بد من وجودها بين النظريات المجردة والأفعال الواقعية كانت أضيق في الإسلام منها في سائر الأديان" ويقول: والذين يجهلون الإسلام هم وحدهم الذين يظنون أنه دين سهل من الوجهة الأخلاقية[3].

 

ويقول غوستاف لوبون: تأثير دين محمد في النفوس أعظم من تأثير أي دين آخر، ولا تزال العروق المختلفة التي اتخذت القرآن مرشدا لها تعمل بأحكامه كما كانت تفعل منذ ثلاثة عشر قرنا، ثم يقول: "وعلى من يرغب في فهم حقيقة أمم الشرق التي لم يدرك الأوربيون أمرها إلا قليلا، أن يتمثل سلطان الدين الكبير على أبنائها، والدين ذو التأثير الضئيل فينا له نفوذ عظيم فيهم، وبالدين يؤثر في نفوسهم"[4].

 

ويختم لوبون كتابه "حضارة العرب" بنتيجة النتائج كلها فيقول: لقد تم الكتاب، ولنلخصه في بضع كلمات فنقول:

 

إن الأمم التي فاقت العرب تمدنا قليلة إلى الغاية، وإننا لا نذكر أمة كالعرب حققت من المبتكرات العظيمة في وقت قصير مثل ما حققوا، وإن العرب أقاموا دينا من أقوى الأديان التي سادت العالم، أقاموا دينا لا يزال تأثيره أشد حيوية مما لأي دين آخر، وإنهم أنشأوا من الناحية السياسية دولة من أعظم الدول التي عرفها التاريخ، وإنهم مدنوا أوربا ثقافة وأخلاقا، فالعروق التي سمت سمو العرب، وهبطت هبوطهم نادرة، ولم يظهر كالعرب عرق يصلح أن يكون مثالا بارزا لتأثير العوامل التي تهيمن على قيام الدول وعظمتها وانحطاطها[5].

 

ولو أننا أحصينا كل أقوال العلماء الغربيين في هذا الجانب، لما اتسع المجال لذلك، ولكننا اكتفينا فقط بشهادة هذين العالمين المعتدلين في فكرهم.

 

ثالثا. نماذج من الأخلاق التي عني الإسلام بنشرها:

 

لكي يكون الأمر أكثر وضوحا، كان يجب علينا أن نرصد بعض الأخلاق الإسلامية في هذا الموضع لكي نبين ما اشتملت عليه حضارة الإسلام من أخلاقيات ربانية سامية، لا تستطيع أي حضارة وضعية أن تأتي بمثلها، ويمكن أن نمثل لذلك بما يلى:

 

  1. العدل:

 

 أقام الإسلام المجتمع على دعائم قوية ثابتة، منها العدل بين الناس على اختلاف أجناسهم وطبقاتهم. والعدل صفة خلقية كريمة تعني التزام الحق والإنصاف في كل أمر من أمور الحياة، والبعد عن الظلم والبغي والعدوان، والعدل في الإسلام هو مما يكمل أخلاق المسلم لما فيه من اعتدال واستقامة وحب للحق، وهو كذلك صفة خلقية محمودة تدل على شهامة ومروءة من يتحلى بها، وعلى كرامته واستقامته، ورحمته وصفاء قلبه.

 

قال تعالى: )إن الله يأمر بالعدل والإحسان( (النحل: 90)، وقال تعالى: )إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا (58)( (النساء).

 

والإسلام يربأ بالمسلم عن الوقوع في أي لون من ألوان الظلم؛ فالظالم مطرود من رحمة الله، ولقد أوعد الله - سبحانه وتعالى - الظالمين بأشد العقوبات. قال تعالى: )ألا لعنة الله على الظالمين (18)( (هود)، وقال تعالى: )ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار (42)( (إبراهيم)، كما تضمنت السنة النبوية الشريفة مجموعة من الأحاديث التي تقر العدل وتحرم الظلم منها:

 

  • قوله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه رضوان الله عليهم: «الظلم ظلمات يوم القيامة»[6].

 

  • وروى أبو ذر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال: «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا»[7].

 

  • ومن أجل إزالة الظلم وتوطيد العدل الكامل بين الناس، قيد الله - سبحانه وتعالى - حرية بني البشر ببعض القيود وهي الحدود الشرعية التي جعلها واجبة التنفيذ. قال تعالى: )تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون (229)( (البقرة).

 

وقد طبق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مضمون هذه الآية، وذلك لترسيخ مفهوم العدل، كما ثبت في المرأة المخزومية القرشية التي سرقت، وقرر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تنفيذ الحد عليها، فعظم ذلك على رجال من قريش، فطلبوا من أسامة بن زيد - رضي الله عنه - أن يشفع لها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما تحدث أسامة إليه صلى الله عليه وسلم في أمرها، غضب - صلى الله عليه وسلم - وقال لأسامة مستنكرا: «أتشفع في حد من حدود الله، إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد»، ثم ختم حديثه بقوله صلى الله عليه وسلم«وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها»[8].

 

وقد أعلن الإسلام مبدأ العدل في العقيدة والشريعة والأسرة، والعهود والقضاء وفي كل شئون الحياة. ومن هنا صار العدل التزاما للمسلم في كل ميادين حياته الروحية والمادية، ومناطا للثواب على صالح الأعمال، فالعدل الحقيقي لا يكتمل بعيدا عن شريعة الله؛ لأن شريعة الله هي العدل، وبناء على هذا فقد حذر النبي - صلى الله عليه وسلم - كل مسلم يحتكم إلى قاض، وهو يعلم أنه ظالم لا مظلوم؛ فإن جزاءه النار.

 

ومن مجالات العدل في الإسلام العدل مع الأهل، وهو أن يحسن المسلم معاملة زوجته وأولاده، ويساوي بينهم في المعاملة والعطية، ولا يفضل بعضهم على بعض، فلقد جاء في الحديث عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: «سألت أمي أبي بعض الموهبة لي من ماله، ثم بدا له فوهبها لي، فقالت: لا أرضى حتى تشهد النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخذ بيدي وأنا غلام فأتى بي النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن أمه بنت رواحة سألتني بعض الموهبة لهذا، قال: ألك ولد سواه؟ قال: نعم. قال: فأراه قال: لا تشهدني على جور»[9].

 

إن في توطيد العدل ومحاربة الظلم والحيلولة دون وقوعه إقرار للأمن وتحقيق للمساواة بين أفراد المجتمع، الأمر الذي يمكن كل فرد من الوصول إلى حقه دون مشقة وعناء، وإذا فقد العدل أكل الناس بعضهم بعضا، وسادت الفتن، وكثرت الـجرائم والمنكرات وأصبح كل فرد من أفراد المجتمع عرضة لاعتداء الأشرار وضعاف النفوس؛ فتفقد الحياة بهجتها وجمالها.

 

  1. الحياء:

 

الحياء خلق نبيل يحول بين من يتمتع به وبين فعل المحرمات وإتيان المنكرات، ويصونه من الوقوع في الأوزار والآثام، وهو كذلك الامتناع عن فعل كل ما يستقبحه العقل، ولا يقبله الذوق السليم، والكف عن كل ما لا يرضى به الخالق والمخلوق، فإذا تحلى المسلم بهذا الخلق صحت سريرته وعلانيته، وعامل الخلق بما يرضاه مولاه، وكذلك فإن المسلم الحيي لا يقبل إلا الحلال من كل شىء في المطعم والمشرب والملبس وغير ذلك، كما يعد الحياء دليلا صادقا على مقدار ما يتمتع به المرء من أدب وإيمان، وقد روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «الحياء من الإيمان»[10].

 

ولقد حثت الشريعة الإسلامية المسلمين على التحلي بفضيلة الحياء، وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - أن هذا الخلق الشريف هو أبرز ما يتميز به الإسلام من فضائل فقال - صلى الله عليه وسلم: «إن لكل دين خلقا، وخلق الإسلام الحياء»[11]، وإذا استحكم خلق الحياء في نفس المسلم، صده عن كل قبيح وقاده إلى كل أمر حسن طيب، والحياء لا يأتي إلا بخير، أما إذا ضعف هذا الخلق فلن يحل محله إلا السفه والوقاحة والفحش، ويجد الإنسان نفسه أمام أبواب مفتوحة من السوء والمنكر فينزلق إليها لذا قال صلى الله عليه وسلم: «إذا لم تستح فاصنع ما شئت»[12].

 

ولنا في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسوة حسنة في التمسك بخلق الحياء، فقد قال الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه - واصفا رسول الله: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أشد حياء من العذراء في خدرها، فإذا رأى شيئا يكرهه عرفناه في وجهه»[13].

 

وإذا كان الحياء من الناس حسنا، فإن الأحسن منه كثيرا أن يكون الحياء من الله تعالى؛ لأنه يمنع الإنسان من المعاصي دائما، وقد روى عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه قال لأصحابه: «استحيوا من الله حق الحياء، قال: قلنا يا رسول الله إنا نستحي والحمد لله "قال:ليس ذاك ولكن الاستحياء من الله حق الحياء، أن تحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، ولتذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء»[14].

 

 وقد نقل عن أبي بكر الصديق: استحيوا من الله، فإني لأدخل الخلاء فأقنع رأسي حياء من الله عز وجل[15].

 

  1. الحلم:

 

الحلم هو ضبط النفس عند الغضب، والصبر على الأذى، من غير ضعف ولا عجز ابتغاء وجه الله تعالى، وتتفاوت قدرات الناس في ضبط النفس والصبر على الأذى، فمنهم من يكون سريع الانفعال ويقابل الأذى دون النظر في العواقب، ومنهم من يتمالك نفسه، ويكبح جماح غضبه، ويتحلى بالصبر والحلم، ويتلمس الأعذار والمبررات لمن أساء إليه، وهذا هو الرجل الحليم، وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوصي أصحابه - رضي الله عنهم - بالتحلي بالحلم في تعاملهم، ويحثهم عليه بنفس القدر الذي يحثهم على طلب العلم، وكان مع ما أعطاه الله من خلق عظيم وصفات حميدة يدعو الله بأن يجعل الحلم زينة له فيقول: "اللهم أغنني بالعلم، وزيني بالحلم، وأكرمني بالتقوى، وجملني بالعافية" كما يرفع الله تعالى منزلة الرجل الحليم، فإنه يناصره ويقف إلى جواره أمام من يعاديه، فقد روى أن رجلا جاء إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقال: «يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلمهم عنهم ويجهلون علي، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك»[16].

 

يعد الحلم وسيلة إلى تبوء المراكز الهامة في المجتمع، وكانت العرب تقول في أمثالها: "من حلم ساد" ومن هؤلاء الذين تزعموا أقوامهم بسبب حلمهم عرابة بن أوس، والأحنف بن قيس، وروى أن معاوية بن أبي سفيان قال لعرابة بن أوس: بم سدت قومك يا عرابة؟ فقال عرابة: يا أمير المؤمنين كنت أحلم عند جهلهم، وأعطى سائلهم، وأسعى في حوائجهم، فمن فعل منهم فعلى فهو مثلي، ومن جاوزني فهو أفضل مني، ومن قصر على فأنا خير منه".

 

وإن الحلم فضيلة تقع بين رذيلتين متباعدتين، فمن وراء يمين الحلم، يأتي التباطؤ والكسل، والتواني والإهمال، وتتبلد الطبع عند مثيرات الغضب، ومن وراء يسار الحلم يأتي التسرع في الأمور واستعجال الأشياء قبل أوانها، والذي جعل الحلم فضيلة خلقية هو اعتداله، ومسايرته لمقتضى العقل السليم، والآثار النافعة المفيدة الخيرة التي تترتب عليه، ولقد ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أروع المثل للمسلمين في الحلم فقد روى البخاري عن أبي هريرة قال: «بال أعرابي في المسجد، فقام الناس ليقعوا فيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دعوه وأريقوا على بوله سجلا من ماء أو ذنوب من ماء، فإنما بعثتم ميسرين، ولم تبعثوا معسرين»[17].

 

فقد علم الرسول - صلى الله عليه وسلم - في هذا أصحابه كيف يكون الحلم بالجاهلين، وكيف يكون الرفق بهم، ومن حلم الرسول - صلى الله عليه وسلم - عدم دعائه على الذين آذوه من قومه، وقد كان باستطاعته أن يدعو عليهم فيهلكهم الله، ولحلمه بهم غاية يهدف إليها فهو يرحمهم لعلهم بعد مدة يؤمنون فينجون من عذاب النار، فيحلم بهم رجاء إصلاحهم.

 

وعن عبد الله بن مسعود قال: «كأني أنظر إلى يحكي نبيا من الأنبياء صلوات الله عليهم، ضربه قومه فأدموه، وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون»[18].

 

والغضب هو مفتاح الشر، فالشخص الذي يغضب سريعا كثيرا ما تصدر عنه تصرفات خاطئة، لذا روي أن أبا الدرداء قال: «يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تغضب ولك الجنة»[19]. وقد مدح صلى الله عليه وسلم شيخ عبد القيس فقال: «إن فيك خصلتين يحبهما الله الحلم والأناة»[20].

 

 ويروى أن عمر بن عبد العزيز دخل المسجد في إحدى الليالي، وكان مظلما لا نور فيه فعثر برجل نائم، فرفع الرجل رأسه إليه وقال: أمجنون أنت؟ فقال عمر بن عبد العزيز: لا، فهم الشرطي الذي كان يصحبه بضرب الرجل، فقال له عمر: "لا تفعل إنما سألني أمجنون أنا؟ فقلت: لا" وكما رغب الإسلام بالحلم وحث عليه، حذر من الأخلاق المنافية له، وعمل على تربية المسلمين تربية عملية تأخذ بأيديهم حتى يكونوا حلماء.

 

وإن الحلم لفضيلة حيوية للمسلمين، فهو يصون علاقاته مع أهله وجيرانه، وزملائه وشركائه، وكل من يتعامل معه، وكلما زادت سلطاته وقدراته ونفوذه، كان حلمه أنفع له ولمن يحلم.

 

رابعا. حقيقة الحرب في الإسلام من خلال نصوص القرآن والحديث:

 

تعتبر قضية الحرب في الإسلام من أكثر القضايا التي اعتمد عليها أعداء الإسلام لإثبات عدم صلاحية الأخلاق الإسلامية لبناء مجتمع فاضل، وهذا الادعاء لا يثبت أمام النصوص القرآنية والأحاديث النبوية، وأعمال الصحابة والتابعين، التي تدور حول الحروب الإسلامية، أو الفتوحات الإسلامية بالمعنى الدقيق.

 

إن آيات كثيرة من القرآن الكريم تدعو إلى إرساء السلام، ولا تسمح بالحرب إلا إذا كانت حربا دفاعية، قال تعالى: )أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير (39)( (الحج)، فالظلم واقع على المسلمين من قبل أعدائهم، وليس صادرا من المسلمين لمجرد إرهاب الناس، وإن وقعت الحرب بين المسلمين وغيرهم، فيجب ألا يعتدي المسلمون لقوله تعالى: )وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين (190)( (البقرة).

 

وتنهى الآيات القرآنية عن حرب المسالمين من غير المسلمين، قال تعالى: )فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا (90)( (النساء)، وقال أيضا: )لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين (8)( (الممتحنة)، فالسلام فرض أساسي في القرآن.

 

لا أحد ينكر الحروب البربرية لقهر العالم في التاريخ المسيحي، أما حروب الرسول فكانت دفاعية أو وقائية لمنع هجوم عليه أو على الإسلام، فلا خلاف على أن مكة بدأت بمعاداته واضطهاده ومحاولة استئصاله، وتبعتها قبائل الجزيرة العربية، ويمكن تلخيص قانون الإسلام الدفاعي فيما يأتى:

 

واجب الأمة الإسلامية أن تسلح نفسها في أوقات السلم لتردع أي هجوم عليها، وفي الآية الستين من سورة الأنفال، إذا دخلت دولة حليفة في حرب فعلى الدولة الإسلامية الالتزام بمعاهداتها حتى لو كانت مع دولة غير مسلمة، الآية: )إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير (72)( (الأنفال)، وهذا بمثابة تحول ثوري جاء به القرآن في العلاقات الدولية.

 

يجب على المسلمين الذكور الاشتراك في الحروب الدفاعية، )وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين (190) واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتـى يقاتلوكـم فيـه فـإن قاتلوكـم فاقتلوهـم كـذلك جـزاء الكافريـن (191) فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم (192) وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين (193)( (البقرة). )كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون (216)( (البقرة). )أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير (39)( (الحج)، ومن ثم فهم مطلوبون للخدمة العسكرية بصفة عامة.

 

الحرب محرمة تماما بين المسلمين؛ فذلك ما يخالف تماما الغرض الذي شرعت الحرب لأجله، )وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين (193)( (البقرة)، )ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله إن الله لعفو غفور (60)( (الحج).

 

ومن المعلوم أن الإسلام هو دين السلام، لا يأمر بالحرب إلا في الضرورة القصوى التي تستدعي الدفاع والجهاد في سبيل الله، ومع مشروعية الجهاد في سبيل الله دفاعا عن الدين والعقيدة والأرض والعرض، فإن الحرب في الإسلام لها حدود وضوابط، وللمسلمين أخلاقهم التي يتخلقون بها حتى في حربهم مع من يحاربهم من غير المسلمين، فأمر الإسلام بالحفاظ على أموال المخالفين، وبترك الرهبان في صوامعهم دون التعرض لهم، ونهى عن الخيانة والغدر والغلول، كما نهى عن التمثيل بالقتلى، وعن قتل الأطفال والنساء والشيوخ، وعن حرق النخيل والزروع وقطع الأشجار المثمرة، وأوصى أبو بكر - رضي الله عنه - أسامة بن زيد عندما وجهه إلى الشام بالوفاء بالعهد وعدم الغدر أو التمثيل، وعاهد خالد بن الوليد أهل الحيرة ألا يهدم لهم بيعة، ولا كنيسة، ولا قصرا، ولا يمنعهم من أن يدقوا نواقيسهم أو أن يخرجوا صلبانهم في أيام أعيادهم.

 

وكان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - رحيما بغير المسلمين من أهل الكتاب، وكان ينصح سعد بن أبي وقاص، عندما أرسله في حرب الفرس، بأن يكون في حربه بعيدا عن أهل الذمة، وأوصاه ألا يأخذ منهم شيئا لأن لهم ذمة وعهدا، كما أعطى عمر - رضي الله عنه - أهل إيلياء أمانا في أموالهم وكنائسهم وصلبانهم، وحذر من هدم كنائسهم.

 

 وأمر الإسلام بحسن معاملة الأسرى وإطعامهم، قال تعالى: )ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا (8)( (الإنسان)، ذلك بينما يعامل غير المسلمين أسرى المسلمين معاملة سيئة، فقد يقتلونهم، وقد يسترقونهم، أو يكلفونهم أشق الأعباء والأعمال، ولم يقبل أن يمثل بالأعداء في الحروب مهما كان أمره، وعندما حقق الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم أمنيته بفتح مكة المكرمة ودخلها فاتحا منتصرا ظافرا لم ينتقم منهم واختار العفو عنهم.

 

الخلاصة:

 

  • لو كانت الأخلاق الإسلامية لا تكفي لبناء مجتمع فاضل، فكيف استطاع المسلمون - في وقت قصير في عمر الحضارات - بناء حضارة هي أعظم حضارة عرفها البشر على مر العصور؟‍

 

  • ادعاء أن الأخلاق الإسلامية تقوم على الكراهية والبغض ادعاء فاسد ينافي الحقائق الواقعية في التاريخ، وينم عن جهل مدعيه بنصوص القرآن والسنة، وسيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين من بعده.

 

  • تتميز الأخلاق الإسلامية عن الأخلاق الوضعية بمصدرها الإلهي، وبقيامها على الخوف من الله ومراقبته، وهذا ما يضمن لها البقاء والدوام.

 

  • اعترافات الغربيين بتميز الحضارة الإسلامية في جانب الأخلاق، أوضح دليل على صلاحيتها لكل زمان ومكان.

 

  • النصوص القرآنية والأحاديث النبوية تؤكد أن الحرب في الإسلام لها أخلاق وضوابط، تنأى بها عن التعدي والجور.

 

 

 

 

(*) قضايا قرآنية في الموسوعة البريطانية: نقد مطاعن ورد شبهات، د. فضل حسن عباس، دار البشير، عمان، الأردن، ط2، 1410هـ/ 1989م.

 

[1]. صحيح: أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الخراج، باب في تعشير أهل الذمة إذا اختلفوا بالتجارات (3054)، والبيهقي في السنن الكبرى، كتاب الجزية، باب لا يأخذ المسلمون من ثمار أهل الذمة ولا أموالهم شيئا بغير أمرهم (18511)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2655).

 

[2]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب بدء الوحي، باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (1)، وفي مواضع أخرى، ومسلم في صحيحه، كتاب الإمارة، باب قوله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنية" (1907).

 

[3]. قصة الحضارة، ول ديورانت، ترجمة: محمد بدران، دار الجيل، بيروت، 1418هـ/ 1998م، ج13، ص95، 96 بتصرف.

 

[4]. حضارة العرب، جوستاف لوبون، ترجمة: عادل زعيتر، مطبعة عيسى البابي الحلبي، القاهرة، د. ت، ص417، 418 بتصرف.

 

[5]. حضارة العرب، جوستاف لوبون، ترجمة: عادل زعيتر، مطبعة عيسى البابي الحلبي، القاهرة، د. ت، ص417، 418 بتصرف.

 

[6]. أخرجـه البخـاري في صحيحــه، كتـاب المظالـم، بـاب الظلـم ظلمـات يـوم القيامـة (2315)، ومسلم في صحيحه، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الظلم (6742).

 

[7]. أخرجـه مسلـم في صحيحـه، كتـاب البـر والصـلـة والأداب، بـاب تحريـم الظلــم ( 6737).

 

[8]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الحدود، باب كراهية الشفاعة في الحد إذا رفع إلى السلطان ( 6406)، وفي مواضع أخرى، ومسلم في صحيحه، كتاب الحدود، باب قطع السارق الشريف وغيره (4505).

 

[9]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الشهادات، باب لا يشهد على شهادة جور إذا أشهد (2507)، ومسلم في صحيحه، كتاب الهبات، باب كراهة تفضيل بعض الأولاد في الهبة (4269).

 

[10]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الإيمان، باب الحياء من الإيمان (24)، ومسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب شعب الإيمان (163).

 

[11]. حسن: أخرجه ابن ماجه في سننه، كتاب الزهد، باب الحياء (4182)، والطبراني في المعجم الكبير (10/ 220) برقم (10780)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2149).

 

[12]. أخرجـه البخـاري في صحيحـه، كتـاب الأدب، بـاب إذا لـم تستـح فاصنـع مـا شئـت (5769).

 

[13]. أخرجـه البخـاري في صحيحـه، كتـاب الأدب، بـاب مـن لـم يواجـه النـاس بالعتـاب (5751)، ومسلم في صحيحه، كتاب الفضائل، باب كثرة حيائه (6176).

 

[14]. حسن: أخرجه أحمد في مسنده، مسند المكثرين من الصحابة، مسند عبد الله بن مسعود رضي الله عنه (3671)، والترمذي في سننه، كتاب صفة القيامة والرقائق والورع (2458)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (935).

 

[15]. أخرجه هناد بن السري في الزهد (2/ 627) برقم (1356).

 

[16]. أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب البر والصلة والأداب، باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها (6689).

 

[17]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الوضوء، باب صب الماء على البول في المسجد (217)

 

[18]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأنبياء، باب ) أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم ( (الكهف: ٩) (3290)، ومسلم في صحيحه، كتاب الجهاد والسير، باب غزوة أحد (4747).

 

[19]. صحيح: أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (3/ 25) برقم (2353)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2749).

 

[20]. أخرجـه مسلـم في صحيحـه، كتـاب الإيمـان، بـاب الأمـر بالإيمــان بالله تعالـى (127).

  • الاحد PM 10:03
    2020-11-22
  • 1099
Powered by: GateGold