المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 411850
يتصفح الموقع حاليا : 247

البحث

البحث

عرض المادة

ادعاء أن الإسلام أخمد النشاط العلمي في الشعوب التي فتحها

                                     ادعاء أن الإسلام أخمد النشاط العلمي في الشعوب التي فتحها(*)

مضمون الشبهة:

يزعم بعض المغالطين أن الإسلام قد أخمد جذوة الفكر والتحضر وقوة الإدراك وروح الابتكار لدى شعوب البلاد التي فتحها - على عكس اليونان والرومان من قبله - وأن الجمود الذي أصاب العالم الإسلامي في الآونة الأخيرة سببه الإسلام. ويرمون من وراء ذلك إلى اتهام الإسلام بالتخلف والرجعية، وأنه لا يصلح لمواكبة هذا التطور العصري؛ إذ هو سبب تخلف المسلمين عن ركب الحضارة.

وجوه إبطال الشبهة:

1) إنها دعوى مناقضة للحقيقة تخفي القهر الروماني في الحكم، فإن حقبة الإدراك العقلي وروح الابتكار كانت في ظل الإسلام، هذا في الوقت الذي عانى فيه أهل المستعمرات الرومانية واليونانية الاضطهاد الشديد، ومص دماء هذه المستعمرات.

2) التقدم الحضاري والثقافي الذي ساد العالم كله - في ظل الحكم الإسلامي - خير شاهد على مدى اهتمام الإسلام بكافة مجالات الحياة الإنسانية.

3) حال الأمة الإسلامية في جمودها يختلف في أسبابه عن حال أوربا في العصور الوسطى، فالإسلام هو الذي بعثها وصنع حضارتها، فلا يمكن أن يكون هو سبب جمودها.

4)   تجمد الفكر عند المسلمين في الآونة الأخيرة ليس سببه الدين، بل السبب هو البعد عن الدين.

التفصيل:

أولا. دعوى مناقضة للحقيقة:

هذه دعوى مناقضة للبدهيات مناقضة صريحة صارخة؛ إذ من المعروف أن البلاد التي فتحها المسلمون، وقد كانت تسودها آثار المدنية اليونانية والرومانية، هي سوريا ومصر، وشمال إفريقيا كله والأندلس، وهي بلاد نالت الكثير من جراء هذا الاحتلال فكانت تعاني مثلا من تعنت الرومانيين في الحكم، ومن اضطهادهم لها في الدين، وهو ما أفردت له صحف سوداء في التاريخ.

أليس من غرائب التعصب أن ينكر المدعون كل هذه الآثار الناطقة، ويدعون أن سيادة المسلمين قد أخمدت نشاط الشعوب في البلاد التي فتحوها؟! ألم يروا أن الشرق الإسلامي لبث متفوقا على الغرب في كل مجال ردحا كبيرا من الزمن، بلغوا خلاله قمة المجد، وصارت إليهم زعامة الأرض في السياسة والعلم والفنون والأدب، أيظن هؤلاء أن المسلمين كانوا يبلغون هذه المكانة، وهم يخمدون نشاط الشعوب وروح الابتكار عندهم؟!

إن مؤدى هذا القول أنه كان للشعوب التي أخضعها اليونانيون والرومانيون نشاط وقوة إدراك وروح ابتكار جردتها منها السيادة الإسلامية، فكيف يعقل هذا الكلام وهذه الصفات لم تكن لليونانيين والرومانيين أنفسهم في العهد الذي ظهر فيه الإسلام؟

فهل يعقل أن يكون شيء منها لمستعمراتهم التي امتصوا دمها وتركوها جثة هامدة، ولا سيما أن إجماع المؤرخين منعقد على أن أوربا كانت تعيش في ظلام هالك من القرن الرابع إلى القرن الخامس عشر، حتى لم ينبغ فيها على مدى هذه القرون العشرة عالم واحد؟

فليدلنا المدعون على النشاط وقوة الإدراك وروح الابتكار التي ينسبونها كذبا إلى الرومان واليونان؛ لنرى أين كانت ثاوية من ثنايا هذه الغياهب المتلبدة.

ويكفي هؤلاء تدليلا على أن الإسلام قد شجع أتباعه على النشاط وقوة الإدراك وروح الابتكار أن يرجعوا - إن أرادوا الإنصاف - إلى القرآن الكريم ليعلموا إلى أي مدى كان هذا الدين حريصا على هذه المبادئ السامية[1].

وهذه بعض شهادات من تاريخ العلم تنطق بفضل المسلمين على البلاد التي فتحوها، وبفضل حضارتهم على العالم وأثرها في التقدم العلمي، قال المؤرخ الإنجليزي الكبير جيبون: " كان من أثر تنشيط الأمراء المسلمين للعلم أن انتشر الذوق العلمي في المسافة الشاسعة التي بين سمرقند وبخارى إلى فارس وقرطبة".

وقال الأستاذ الكبير دريبر Draper المدرس بجامعة نيويورك في كتابه "المنازعة بين العلم والدين": "لقد كتب العرب في كل فن وفي كل علم، كالتاريخ والشريعة والسياسة والفلسفة، وتراجم الرجال وتراجم الخيول والإبل، وكل هذه المؤلفات كانت تنشر بدون رقابة ولا حجر، وما يعلم من المراقبة على الكتب اللاهوتية، فقد حدث فيما بعد هذا التاريخ، وقد كانت الكتب الزاخرة بالمعلومات التي تصلح لأن تتخذ مادة كثيرة جدا في الجغرافيا، والإحصاءات، والطب، والتاريخ، وقواميس اللغة، وكانت لديهم دائرة معارف علمية".

إلى أن قال: "كان الملك الإسلامي يغص بالمدارس والمكتبات، وكانت بلاد المغول والتتار ومراكش والأندلس حاصلة على عديد منها... ولو أردنا أن نستقصي كل نتائج هذه الحركة العلمية العظمى، لخرجنا عن حدود هذا الكتاب (يقصد كتابه المشار إليه) فإنهم (أي العرب) قد رقوا العلوم القديمة ترقية كبيرة جدا وأوجدوا علوما جديدة لم تكن معروفة قبلهم... وإننا لندهش حين نرى في مؤلفات العرب من الآراء العلمية ما كنا نظنه من ثمرات العلم في هذا العصر..." [2].

ثانيا. التقدم الحضاري والثقافي الذي ساد العالم - في ظل الحكم الإسلامي - خير شاهد على مدى اهتمام الإسلام بكافة مجالات الحياة الإنسانية:

لقد ضرب النموذج الإسلامي الرائع للحضارة المتوازنة خير مثال تؤيده تجارب الخبرة الإنسانية، وحقائق الواقع المعيش، على أن المجتمع القادر على تحقيق التوافق والانسجام بين حركة الحياة الواقعية وبين التنسيق الفكري السليم الذي يوجه هذه الحركة في الوقت نفسه مجتمع قادر على احتضان الفكرة الصائبة، واستثمارها حضاريا، بما يحقق التقدم والنماء، سواء كانت هذه الفكرة علمية، أو تقنية، أو اجتماعية، أو اقتصادية، أو غير ذلك مما يتعلق بمختلف مجالات النشاط الإنساني.

ولقد حققت الحضارة الإسلامية انتشارا ودواما متلازمين لم تحققهما أي حضارة أخرى بفضل الترابط الوثيق بين حركة الواقع والفكر الذي يغذيها، ومن المؤسف أن الغرب أخذ من هذا الأصل الحضاري جانبه المادي فقط بمعزل عن القيم الإيمانية الهادية، ففشل في إدارة حضارته إلى الحد الذي أصبحت فيه هذه الحضارة نفسها مصدر تهديد لحياته.

وكان هذا المنهج العملي السليم - الذي يحمل فكرة التقدم العلمي والحضاري على أساس الملاحظة والتجربة والاستقراء - هو خير هدية قدمتها الحضارة الإسلامية للفكر الغربي باعتراف العديد من المؤرخين والمفكرين المنصفين للدور الإسلامي، ويكفي هنا أن نشير إلى ما كتبه حديثا "ريتشارد باورز" حول أحسن فكرة خلال الألفية الماضية" موضحا أن أفكار العظماء أمثال أينشتين ونيوتن، وماكسويل، وديكارت، وبيكون، وغيرهم لم تكن لتولد لولا العالم العربي الحسن بن الهيثم، الذي أرشد إلى كلمة السر ومفتاح التقدم بتأسيس المنهج العلمي السليم للبحث في العلوم الطبيعية.

وكان المسلمون أينما حلوا ينشرون معالم هذا المنتج العلمي، وعنهم انتقل إلى أوربا فحولها من عصورها الوسطى إلى العصر الحديث، وما يعنينا هنا على أية حال، هو ثمرة اختلاط العرب بالأمم اللاتينية في القرون الوسطى، واللقاء بين ثقافة يانعة براقة، وثقافة ناشئة اجتذبها البريق الاخاذ، وكان الإخصاب الذي أسفر عنه هذا اللقاء فذا رائعا لا ينضب معينه ولا ينقطع مدده. ولولاه لتأخرت مسيرة المدنية عدة قرون، ولما وصلنا إلى حضارة اليوم بكل شمولها وأبعادها وآثارها.

وقد تمت عملية الإخصاب هذه - في جانبها الفكري والعلمي - بصورة رئيسة عن طريق ترجمة العلوم العربية إلى اللاتينية في:

  1. صقلية وجنوب إيطاليا من ناحية.
  2. في الأندلس ومدينة طليطلة من ناحية أخرى.

وكان المترجمون غالبا من اليهود أو المستعربين وفي بعض الأحيان من العرب الذين كانت لديهم معرفة واسعة، ومباشرة بالعالم الإسلامي.

أما صقلية: التي فتحت سنة 827م، فقد شهدت تأسيس أول مدرسة في الطب في عاصمتها "بالرمو"، وأدخل العرب في الجزيرة صناعات وزراعات لم تكن معروفة لأهلها، منها صناعة الورق والمنسوجات الحريرية، وأساليب الفن المعمارية، والصناعات الدقيقة، وكان "أوجين" البالرمي من أشهر المترجمين عن العربية، حيث ترجم كتابي "المجسطي" و "أوبتيكا" و(البصريات)، وكذلك اشتهر الجغرافي العربي الشريف الإدريسي "استرابون العرب" بكتابه "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق" عام 1145م، والذي جمع فيه بين الجغرافيا الوصفية والجغرافيا الرياضية الفلكية.

وفي مجال الرياضيات والفلك أخذ الراهب "جيربرت الأوريلاكي" عن العلماء المسلمين الأرقام العربية والأسطرلاب ونشرها في أوربا، وبعد ذلك انتشرت الأرقام العربية وإجراء العلميات الحسابية وفقا لطريقة المعداد الذي أخذه عن العرب.

وعلى غرار ما حدث في الرياضيات والفلك، كانت بداية دخول الطب العربي إلى أوربا عن طريق مدرسة "سالرنو". وكان الراهب العربي قسطنطين الإفريقي (ت 1087م) رائدا لفريق الترجمة في هذه المدرسة، وقد ترجم أربعة وعشرين كتابا عن العلماء العرب في مجال الطب منها: "الكتاب الملكي" أو "كامل الصناعة الطبية" لعلي بن عباس المجوسي، وألف قسطنطين على منواله "كتاب الكليات"، ومنها كتاب "زاد المسافرين" لابن الجزار القيرواني، و "طب العيون" لحنين بن إسحق، وعدة رسائل أخرى لإسحق الإسرائيلي في البول والحميات والأدوية.

وكانت هذه الكتب التي ترجمها قسطنطين تدرس في مدرسة "سالرنو" وامتد تأثيرها إلى أنحاء أوربا بأكملها.

ومن صقلية وإيطاليا تدفق سيل الترجمة تدفقا متواصلا، وظلت حركة الترجمة على أشدها حتى القرن السادس عشر الميلادي.

وأما إسبانيا: فقد أصبحت المركز الثقافي المتميز الذي يأتيه مثقفو أوربا كلها طلبا للعلم من المصادر العربية، وكان "آديلار الباثي" من رواد هذه النهضة، وكتب "المسائل الطبيعية" في مختلف المسائل البيولوجية والمسائل المتعلقة بالطبيعيات، وحاول من خلال ذلك أن يرسم بداية منهج علمي يؤكد على أهمية البحث عن الأسباب الطبيعية.

ومن أهم ترجمات "آديلار الباثي" كتاب الخوارزمي في الحساب بعنوان "الجمع والتفريق بحساب الهند"، وهو أول كتاب من نوعه من حيث الترتيب والتبويب والمادة العلمية، كما أنه أول كتاب دخل أوربا وبقي المصدر المعتمد في البحوث الحسابية، وبقي علم الحساب عدة قرون معروفا باسم"الجورتمي" نسبة إلى الخوارزمي وكذلك ترجم "زيج الخوارزمي".

ولا بد هنا من التنويه بالدور الذي أداه "ريموند" وأسقف طليطلة وكبير مستشاري ملوك قشتالة آنذاك في تشجيع حركة الترجمة، وكذلك خلفاؤه من بعده ومنهم الأسقف "دومينكوس جونديسالفي" من كبار المترجمين الذي شاركه يوحنا ابن داود، فنقلا بعض مؤلفات ابن سينا مثل: "النفس" و "الطبيعة" و "ما وراء الطبيعة" وبعض آثار الغزالي مثل كتاب "مقاصد الفلاسفة".

كما اشتهر في حركة الترجمة من العربية إلى اللاتينية "جيرار الكريموني" الذي ترجم نحو سبعة وثمانين كتابا عن العربية في الفلسفة والمنطق والرياضيات، وفي الفلك والطبيعيات والميكانيكا (علم الحيل)، مع شرح الكندي وثابت بن قرة، وابن ماسويه، وأبي بكر الرازي، وأبي القاسم الزهراوي، وابن سينا وغيرهم.

وهناك أيضا روبرت الشستري الذي يؤثر عنه اهتمامه الكبير بمآثر الشرق في الرياضيات، حيث ذهب إلى أسبانيا ودرس في برشلونة، وكانت ترجمته لكتاب الخوارزمي "الجبر والمقابلة" أساسا لدراسة كبار العلماء فيما بعد أمثال "ليونارد البيزي" و "كردان" و "تارتا جليا" و"فيراري" وغيرهم من الذين تقدمت على بحوثهم موضوعات الجبر العالي.

ونذكر من أمثلة الكتب العربية ذات التأثير الواضح في النهضة العلمية الأوربية، كتاب "الزيج الصابي" للبتاني، الذي ترجمه أفلاطون التيفولي في القرن السادس عشر الميلادي بعنوان "علم النجوم". وكتاب "غاية الحكيم" للمجريطي، وكتاب "الحاوي" و "المنصوري" في الطب للرازي، وكتاب "القانون" و "الشفاء" و "النجاة" لابن سينا، وكتاب "المناظر" لابن الهيثم، وكتاب "التيسير" لابن زهر، وكتاب "التصريف" للزهراوي، وكتاب "الكليات" لابن رشد، وكتاب "الأقاربازين" لابن الجزار.

ومهما يكن من أمر، فقد نشطت حركة الترجمة والنقل في صقلية وإيطاليا وأسبانيا، وتسابق الرجال من ذوي العقول النيرة إلى "بالرمو" و "سالرنو" و "طليطلة" لتعلم اللغة العربية، ودراسة العلوم العربية، ولم يظهر في أوربا آنذاك كتاب واحد تقريبا إلا وقد ارتوت صفحاته بالينابيع العربية، وظهرت فيه بصمات الفكر العربي واضحة جلية، سواء من حيث اللفظ والكلم، أو من حيث المعنى والمضمون[3].

وبعد هذا العرض الموجز للتأثير الفعال الذي كانت تحدثه حركات الفتوحات الإسلامية في البلاد التي يفتحها المسلمون من النشاط العلمي، والتقدم الفكري والرقي الحضاري، هل بعد هذا ينكر الجاحدون أثر تلك الحضارة العظيمة في تقدم الإنسانية والتي لولاها لتأخرت الحضارة الأوربية قرونا عديدة؟!

وهل بعد هذا الفضل العظيم والمآثر الجليلة للمسلمين يتطاول الجاحدون ويفترون الكذب ويغالطون في الحقائق التاريخية والعلمية الناطقة بفضل المسلمين وحضارتهم في تقدم الإنسانية، ويقولون زورا: إن المسلمين أخمدوا النشاط العلمي وروح البحث في البلاد التي فتحوها؟! إذا كان هذا يصح في حق ديانات أخرى كانت رجالاتها تقتل العلماء وتحرق كتب العلم، فلا يصح في حق الإسلام دين العلم والحضارة.

ثالثا. حال الأمة الإسلامية في جمودها يختلف في أسبابه عن حال أوربا في العصور الوسطى، فالإسلام هو الذي بعثها وصنع حضارتها فلا يمكن أن يكون هو سبب جمودها:

لما زحف التغيير على العالم الإسلامي زحفا عنيفا مع الموجة الاستعمارية الحديثة، التي تحمل - بالنسبة للعالم الإسلامي - جديدا في كل شيء: جديدا في العلم، جديدا في أدوات الحرب، جديدا في عمارة الأرض، جديدا في أحوال المرأة، وجديدا في عالم الفكر - كان أمرا طبيعيا أن يحدث الصدام.

وكان متوقعا كذلك أن ينهزم الجمود أمام الحركة الموارة، وينهزم الانحسار أمام المد الجارف، ورأى المنهزمون - في رؤيتهم الانهزامية - أن الذي انهزم هو (الدين)! وأن الذي انتصر هو (الفكر الحر) وأن الدين جدير بأن ينهزم، بينما الفكر الحر جدير بالانتصار.

ليست هذه كتلك:

ثم قالوا - أو قيل لهم -: إنه هكذا كان حال أوربا في عصورها الوسطى المظلمة، أيام أن كان الدين هو المسيطر على فكر الناس، فكان جمودا أو ظلاما وانغلاقا وتقليدا ورجعية... ثم لما حطم الناس نفوذ الكنيسة وتمردوا على سلطانها تحرروا وانطلقوا، وجددوا وأبدعوا، وصارت لهم القوة والسلطان.

ومن ثم قالوا - أو قيل لهم -: اصنعوا مثل ما صنعت أوربا.. حطموا الدين وأغلاله، لكي تتحرروا وتنطلقوا، وتجددوا وتبدعوا، وتصير لكم القوة والسلطان، ونسي المنهزمون - في غمرة انبهارهم - حقائق كثيرة.

نسوا أن الذي أخرج أوربا من جمودها وانغلاقها كان هو الإسلام! فإن احتكاك أوربا بالإسلام، سواء في الحروب الصليبية أو العلاقات التجارية أو التأثير الثقافي، هو الذي جعلها تشعر بما في حياتها من ظلام وجمود وتأخر، وتسعى إلى الخروج منه.

ونسوا أن الجمود الذي أصاب الأمة في عهدها الأخير - لم يكن سببه الإسلام؛ إذ لا يمكن - بداهة - أن يكون الإسلام هو الذي بعث هذه الأمة ذات يوم، وحثها على التفكير في كل اتجاه، فأنتجت فكرا متفتحا صنع حضارة فائقة، عاشت عدة قرون تنمو وتزدهر، وتبدع في كل مجال، ثم يكون هو ذاته السبب في الجمود والركود الحضاري، والقعود عن التفكير والقعود عن الإبداع، إنما لا بد أن يكون شيء آخر هو الذي أفضى إلى ذلك الجمود.

لا بد أن يكون هذا السبب هو البعد عن مصدر الطاقة المشعة في هذا الدين، وإن حافظ الناس عليه تقاليد خاوية من الروح، ونسوا أن حال الأمة الإسلامية في جمودها يختلف في أسبابه عن حال أوربا في عصورها الوسطى المظلمة، وإن تشابهت الصورة في بعض جوانبها.

فقد كان السبب في الجمود الفكري في أوربا أن الكنيسة حجرت على العقل أن يفكر، ورفعت ذلك الشعار الذي يقول: "آمن ولا تناقش"، وأن السبب في موقف الكنيسة هذا كان كامنا في طبيعة الدين الذي آمنت به الكنيسة الأوربية وقامت على نشره، وهو الدين المحرف الذي أقر بعض مؤرخيهم ومفكريهم بمخالفته الصريحة لدين عيسى - عليه السلام - والذي يحوي أمورا يعجز العقل عن إدراكها، فزعمت الكنيسة أنها أسرار، وادعت أنه لا يعلم تأويل هذه الأسرار إلا آباء الكنيسة، وهم وحدهم المفوضون بتفسيرها، ولا يحق لأحد أن يناقشهم فيما يقولون، وإلا اعتبر مهرطقا، وحكم عليه بالحرمان (أي الحرمان من رحمة الله)، إن لم يحكم عليه بإهدار دمه، أو حرقه حيا في النار.. هذا هو الذي أشاع الجمود والظلام في الفكر الأوربي في العصور الوسطى، وليس الدين من حيث هو.

فالدين الحقيقي الذي ارتضاه الله للناس، وقال فيه سبحانه: )اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا( (المائدة: ٣) بسيط غاية البساطة، واضح غاية الوضوح، إله واحد لا شريك له، الكل مخلوقاته، والكل عبيده، وهو المتفرد بالألوهية وحده، ومن ثم لم يكن محتاجا إلى الحجر على العقول ليؤمن به الناس بلا نقاش، بل دعا الناس إلى التفكير، بل إلى إمعان التفكير، وندد بالذين لا يفكرون، ولا يعقلون، ولا يتذكرون، ولا يتدبرون، واعتبرهم معطلين لقواهم العقلية، التي وهبها الله لهم لتعمل لا لتكف عن العمل: )لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون (179)( (الأعراف).

رابعا. السبب هو البعد عن الدين:

أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور (46) (الحج)، ومن ثم فإنه لما تجمد الفكر عند المسلمين، لم يكن الدين هو سبب الجمود، بل كان السبب هو البعد عن حقيقة الدين، وإن ظل الناس متمسكين بقشور أو بتقاليد يحسبونها حقيقة الدين.

كذلك فإن الحل الأوربي للقضية لم يكن ليحل قضية المسلمين، ولا ينبغي لهم أن يتخذوه؛ لأن طريقهم غير طريقهم، وظروفهم غير ظروفهم، ودينهم غير دينهم، فالحل الأوربي أولا لم يكن حلا سليما حتى لمشكلتهم الخاصة، فهم بدلا من تصحيح الدين نبذوا الدين كله وخاصموه، وهذا الحل الأعوج هو الذي أدى إلى ما نراه اليوم في عالم الغرب من انتشار الأمراض النفسية والعصبية، والخمر، والمخدرات، والجريمة، والانحلال الخلقي البالغ حد البشاعة، والشذوذ، وزنا المحارم، وغيره من الموبقات التي تشمئز منها كل فطرة سليمة، والتي تؤذن بانهيار تلك المجتمعات حسب سنة الله.

ثم إنهم لم يكتفوا بنبذ الدين، بل هاجموه بضراوة انتقاما من قرون الظلام التي كبلهم فيها دين الكنيسة، ومنعهم من الانطلاق والبناء والتعمير، وكان جزءا من هجومهم عليه توجيه النقد إلى النص الديني ذاته لتوهينه أو بيان عوجه وضعفه، أو نفي حجيته، أو عدم أخذه مأخذ الجد.

وقال التنويريون: هذا هو التحرر الحق، فلنصنع نحن فيما بيننا ما فعلوه هم في دينهم لكي نكون متحررين مثلهم! ولنضع النصوص المقدسة على محك النقد، كما فعلوا هم بنصوصهم المقدسة!

يخطر في بالي دائما صورة رجل يعرج؛ لأن في قدمه شوكة تؤلمه إذا ضغط عليها، فيجيء رجل آخر سليم القدمين، فيقول: إنني أحب أن أعرج مثل هذا الرجل؛ لأن عرجته تعجبني!

إن النص الذي كان مقدسا عندهم ظهر لهم - حين أعملوا عقولهم - أنه من أقوال البشر وليس من كلام الله، فزادهم ذلك حقدا على كنيستهم التي كانت تستذلهم وتحجر على عقولهم بنصوص تزعم أنها مقدسة، وهي غير مقدسة، وتزعم أنها من عند الله، وهي ليست من عند الله، وتزعم أنها وحدها هي الحق، بينما الزيف فيها أكثر من الحق: )وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون (78)( (آل عمران).

ولم يجعلهم ذلك يزدادون حقدا على الكنيسة ورجالها فحسب، بل دفعهم الغيظ والحنق أن ينبذوا دينهم كله، ما كان فيه من حق وما كان فيه من باطل، ويستبدلوا بالدين العقل، على أنه الأداة التي لا تخطئ، ولا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، وأن العقل هو الذي يجب أن يكون محكما في كل شيء، وأول شيء يحكم فيه هو الدين! ولا يحكم فيه ليقره، ولكن ليثبت زيفه وعدم معقوليته!

ولتقل أوربا في دينها ما تشاء، ولكن ما بال التنويريين المسلمين؟!

إن النص الذي أرادوا وضعه على محك النقد، ليس كذلك النص الذي تبين زيفه، إنه النص المحفوظ بحفظ الله، الثابت المتواتر، الذي لم يتغير منه حرف واحد خلال القرون: )إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون (9)( (الحجر)، فهل يستويان مثلا؟!

وإن النص الذي أرادوا وضعه على محك النقد ليزيفوه، أو يوهنوه، أو ينفوا حجيته، أو يسوغوا الانصراف عنه وعدم أخذه مأخذ الجد، مفتوح للعقل منذ أربعة عشر قرنا ونيفا، فما وجد العقل السليم سبيلا إلى تزييفه: )أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا (82)( (النساء)، )أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها (24)( (محمد).

وكان عند نزوله مفتوحا لمعارضة عنيفة من قريش - وغيرها من القبائل المشركة - فما استطاعوا أن يقفوا له، أو يوقفوا تأثيره في سامعيه، أو يأتوا بمثله، أو يزعموا أن في طوق بشر أن يأتي بمثله.

فماذا تملك إزاءه عقلانية الغرب، غير ما قاله المعارضون الأولون؟

ساحر أو مجنون! بل افتراه! بل هو شاعر، إنما يعلمه بشر، إن هي إلا أساطير الأولين اكتتبها، إن تتبعون إلا رجلا مسحورا!

ولكن مشركي الأمس غلبوا على أمرهم وانقلبوا صاغرين وباءوا بالخزي والخذلان فصمتوا، أما تنويريو اليوم فقد وجدوا (خواجات) - من المستشرقين - يبسطون ألسنتهم في الإسلام وفي كتاب الله، فنقلوا عنهم أفكارهم، وظنوا أنهم قد أتوا بما لم يأت به الأولون! ولو تدبروا بعقولهم ما يقوله هؤلاء وهؤلاء لأدركوا ما فيه من أباطيل. ولكنها شهوة التقليد وفقدان الموقف الذاتي وأصالة التفكير.

وحين بدأت أوربا تتمرد على دينها وعلى كنيستها، كان الشعور الشعبي في مبدأ الأمر مع الكنيسة، بتأثير النزعة الدينية الفطرية عند الناس، التي ترى في الدين شيئا مقدسا لا يجوز مهاجمته في ذاته ولا التمرد عليه.

فسمت الكنيسة الخارجين عليها ملاحدة ومهرطقين، وسموا هم أنفسهم (أحرار الفكر) وكان موقف الجماهير من (أحرار الفكر) هو المعارضة والاستنكار والرفض، فأصبحت لهم قضية.. قضية السماح (للآخر) أن يعبر عن رأيه، ولو كان مخالفا لرأي المجموع.

وتدخلت عوامل كثيرة في تقرير هذا الحق، المعارضة المتنامية للكنيسة.. الثورة الفرنسية.. الديموقراطية.. وبصرف النظر عن دور الماسونية[4] في ذلك كله، لتحقيق أهدافها الخاصة من وراء التنظيمات والأنظمة، فإننا سنفترض أن الأمور سارت سيرا طبيعيا لا دخل فيه لأحد من شياطين الأرض.

لقد كانت القضية في أوربا واضحة المعالم، مفهومة الأدوار، منطقية التسلسل، كانت الكنيسة في الموقف الخاطئ، سواء بعقيدتها المحرفة وحجرها على العقل لمنع الناس من كشف ما في عقيدتها من تحريف، أو بطغيانها في جميع المجالات طغيانا روحيا وماليا وسياسيا وعلميا، أو بما وقع من الفساد بين رجال الدين، أو بفضائح الأديرة، أو بمهزلة صكوك الغفران، أو بمحاكم التفتيش، أو بوقوف الكنيسة ضد حركات الإصلاح التي تطالب برفع الظلم السياسي والاجتماعي عن كاهل الناس. وكان (أحرار الفكر) أقرب إلى الصواب في معارضتهم للكنيسة ومقولاتها على الأقل، وإن لم يكونوا على صواب في محاربة الدين كله من حيث المبدأ، والمناداة باستخدام العقل بديلا عن الدين، وقد منح الله الناس العقل ليعرفوه به، لا لينكروه ويتمردوا عليه! وكانت المطالبة بحق (الآخر) في إبداء رأيه، ولو كان مخالفا للمجموع، تستند في الحقيقة إلى ذلك الواقع، وهو أن المجموع المتبع للكنيسة هو المخطئ، وهو الذي يجب أن يستمع إلى (الآخر) ليصحح فكره، وكان منع هذا (الآخر) من إبداء رأيه معناه الاستمرار في الخطأ، ورفض الاستماع إلى حركة التصحيح. وأخيرا بعد جهاد طويل تقرر عندهم هذا الحق، وصار جزءا من ديموقراطيتهم، لا في السياسة وحدها، ولكن في الفكر من حيث هو فكر، وفي السلوك من حيث هو سلوك.

وبصرف النظر مرة أخرى عن دور الماسونية العالمية في توصيل القضية إلى هذه الصورة، التي يختلط فيها الحابل بالنابل، والحق بالباطل، تحقيقا لأهداف الرأسمالية اليهودية في حرية استغلال رأس المال بجميع الوسائل من أجل الحصول على أكبر قدر من الربح، تحت شعار: دعه يفعل ما يشاء. دعه يعبر من حيث يشاء، وهو الشعارالذي رفعته الثورة الفرنسية.

بصرف النظر عن ذلك، فقد كان الموقف منطقيا حيث يكون كل من القولين، وكل من وجهتي النظر بشريا بحتا،أي فكر بشر مقابل فكر بشر، وقول بشر مقابل قول بشر. ولكن كيف إذا كان الأمر قول بشر مقابل قول الله، ووجهة نظر بشرية إزاء أمر رباني؟! ماذا يقول التنويريون في هذا المنكر الذي لا يوجد منكر أكبر منه؟ )تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا (90)( (مريم).

إن من حق أي بشر - ابتداء - أن يبدي رأيه حين يكون المعروض أمامه رأيا بشريا، وليس من حق بشر أن يقول من عند نفسه: أنا وحدي على صواب، ومن خالفني فهو مخطئ. وكان علماؤنا يقولون - بتواضع العلم الحق -: قولنا صواب يحتمل الخطأ، وقول غيرنا خطأ يحتمل الصواب.

ولكن حين يكون المعروض أمرا منزلا في الكتاب أو موحى به في السنة، فمن ذا الذي يحق له أن يقول: أنا على صواب، وما يقوله الله خطأ؟ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. من الذي يبلغ به التبجح أن يدعي أنه أعلم من الله، وأحكم من الله وأحق أن يتبع من الله؟

إن الله - عز وجل - جعل الحكم لنفسه في الأمور كلها على إطلاقها، سواء في الكون المادي أو في حياة البشر: )إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه( (يوسف:٤٠)، )كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون (88)( (القصص). وجعل الله - عز وجل - هذا الأمر - أمر حاكميته سبحانه في الأمور كلها على إطلاقها - مبنيا على حقيقتين، الأولى: أن الله هو الخالق، والثاني: أن الله هو العليم الحكيم: )ألا له الخلق والأمر( (الأعراف: ٥٤)، )قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم (32)( (البقرة)، )وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون (216)( (البقرة)، فمن ذا الذي يبلغ به التبجح أن يزعم أنه خالق، فضلا عن أن يكون هو الخالق؟ ومن ذا الذي يبلغ به التبجح أن يزعم أن علمه أكثر إحاطة من علم الله، وحكمته أعمق من حكمة الله؟

وبناء على هذين الأصلين الكبيرين: أن الله هو الخلاق الرزاق، ذو القوة المتين، وأن الله هو العليم الحكيم - أمر الله البشر بعبادته وحده، وطاعته فيما أمر به، وأنه لا خيار للبشر حين يقضي الله ورسوله بأمر: )وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم( (الأحزاب:36)، فماذا يقول التنويريون في هذا كله؟!

إن "أحرار الفكر" في أوربا لما تناولوا النصوص الدينية عندهم وفندوها، وأباحوا لأنفسهم نقدها، كانت ركيزتهم في ذلك أنها نصوص بشرية لا قداسة لها في واقع الأمر، وإنما رجال الدين هم الذين أحاطوها بالقداسة على زعم أنها من كلام الله، وكان تفنيد تلك النصوص أمرا محمودا بالنسبة لأقوال الكنيسة، ولو عرفوا ما أنتج الفكر الإسلامي لاراحهم من طغيان الكنيسة، وحجرها على العقول، ولوفروا على أنفسهم حملتهم - مدفوعين بالغل الذي كان في قلوبهم تجاه الكنيسة ورجالها - فهاجموا الدين في ذاته، والنص الديني على إطلاقه، ولو كان صحيحا، ونفوا عالم الغيب كله، ونفوا الوحي والنبوة، وكانوا في ذلك شاطحين لا يرتكزون على شيء من الحق، وأصبح موقفهم لا يقل سوءا عن الموقف الذي تمردوا عليه أول مرة، وإن كانوا يقفون في الطرف المقابل.

جناية أحرار الفكر على الفكر السليم في الغرب:

فإن كانت جريمة الكنيسة أنها جعلت الدين عدوا للعقل، فقد كانت جريمة هؤلاء أنهم جعلوا العقل عدوا للدين، وكلا الموقفين انحراف لا يؤدي إلى خير، وتشطير للإنسان إلى شطرين متعاديين، بدلا من حقيقته المتكاملة المتوازنة التي خلقه الله عليها، والتي يؤدي بها مهمة الخلافة الراشدة في الأرض. وكانت النهاية التي انتهت إليها حرية الفكر هي الانسلاخ من الدين - صحيحا كان أو غير صحيح - وإزالة قداسته من النفوس، وما ترتب على ذلك من انصراف الناس عن اليوم الآخر، وانكبابهم على متاع الأرض، والانغماس في الشهوات، وما تلا ذلك من شيوع الجنون والانتحار والأمراض النفسية والعصبية والمخدرات والخمر والجريمة. فماذا يريد التنويريون في بلادنا على وجه التحديد، وهم لا يملكون، حتى المسوغ الأول الذي سوغ به "أحرار الفكر" في أوربا هجومهم على الدين [5].

الخلاصة:

  • دعوى أن الإسلام أخمد النشاط العلمي في الشعوب التي افتتحها لا تقوم على علم صحيح بأحوال هذه الشعوب أيام الفتح؛ فلم يكن لها ولا لليونان أو الرومان الذين يسيطرون عليها وقتذاك شيء من دلائل النشاط العلمي، وهذا واقع تاريخي لا سبيل إلى جحده أو التشكيك فيه.
  • ظل المسلمون مدى قرون رواد المنهج العلمي ينشرون معالمه أينما وجدوا، وعنهم انتقل إلى أوربا فأخرجها من تدهور عصورها الوسطى إلى نهضة عصرها الحديث، وهذه آثار العلم الإسلامي لا تزال قائمة إلى اليوم في صورة الأسماء العربية لبعض الأدوات والعلوم، أو الحقائق العلمية التي توصلت إليها العقول العربية.
  • إن ما شهدته أوربا في ختام عصرها الوسيط من معاداة للدين ورجاله، لا يعدو أن يكون حالة خاصة بها؛ فقد لابستها أوضاع زمنية وثقافية تمنع تحاكمه إلى تراث النصرانية ومشكلاتها التي لا يعرفها المسلمون.
  • إن الدعوة إلى الإصلاح الإسلامي تعدت اليوم أن تكون دعوة إلى منهج صالح، فصارت ضرورة بعد أن أخفقت المناهج الأخرى حين أعطيت فرصة القيادة، سيما والتراث الإسلامي هو تراث حافز لا عبء، ولم يتخلف المسلمون عن الريادة العلمية إلا بعد أن تحولوا عن مبادئه وتعاليمه.

 

 

 

(*) قضية التنوير في العالم الإسلامي، محمد قطب، دار الشروق، القاهرة، ط1، 1420هـ/ 1990م. مناقشات وردود، محمد فريد وجدي، دار المصرية اللبنانية، القاهرة، ط1، 1415هـ/ 1995م.

[1]. مناقشات وردود، محمد فريد وجدي، دار المصرية اللبنانية، القاهرة، ط1، 1415هـ/ 1995م، ص117: 120 بتصرف.

[2]. مناقشات وردود، محمد فريد وجدي، دار المصرية اللبنانية، القاهرة، ط1، 1415هـ/ 1995م، ص130، 131.

[3]. أثر الحضارة الإسلامية في الحضارة الغربية، مقال د. أحمد فؤاد باشا، ضمن أبحاث ووقائع المؤتمر السابع عشر للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، تحت عنوان "إنسانية الحضارة الإسلامية" القاهرة، 1426هـ/ 2005م، ص369: 377 بتصرف.

[4]. الماسونية: التعاليم والممارسات الخاصة بالطريقة الأخوية السرية للبنائين الأحرار والمقبولين من غير الماسون، وهي أكبر جمعية سرية في العالم، ولها علاقة بالصهيونية العالمية وتنقسم إلى محافل، وقد تأسس أول محفل كبير لها عام 1717، وقد انضم لها عدد كبير من مشاهير وزعماء العالم، ويتعارفون فيما بينهم بإرشادات وشعارات رمزية.

[5]. قضية التنوير في العالم الإسلامي، محمد قطب، دار الشروق، القاهرة، ط1، 1990م.

  • الاحد AM 03:47
    2020-11-22
  • 1214
Powered by: GateGold