المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 412475
يتصفح الموقع حاليا : 388

البحث

البحث

عرض المادة

دعوى ظلم الإسلام للعلماء والمفكرين غير المسلمين في الجزاء الأخروي

                      دعوى ظلم الإسلام للعلماء والمفكرين غير المسلمين في الجزاء الأخروي (*)

مضمون الشبهة:

يدعي بعض المغرضين أن الإسلام ظلم العلماء غير المسلمين الذين ابتكروا الأشياء النافعة للحياة والبشرية، إذ قرر أنه لا نصيب لهم ولا جزاء عند الله على علومهم وابتكاراتهم، ويرمون من وراء ذلك إلى اتهام الإسلام بالظلم والتجني على العلماء.

وجوه إبطال الشبهة:

1) غير المسلم لا يؤمن بمبدأ الجزاء الأخروي ولا يقصد الله بعمله، فكيف يطلب له جزاء لا يؤمن هو به؟! وكيف يعطيه الله أجرا عليه؟!

2) إن غير المسلم أراد الدنيا فجزاؤه دنيوي، فهو حين يخدم البشرية يتقاضى مالا على ذلك تقديرا وتكريما له، وهذا جزاؤه. فماذا أدى لخالق البشرية من شروط هذا الجزاء الأخروي لكي يناله، إذا كان لا يؤمن بهذا الجزاء أصلا؟

3) هناك فرق بين المؤمن والكافر حتى على مستوى العمل في حد ذاته، فالكافر بالله يعمل لذاته، والمؤمن يعمل ابتغاء وجه الله تعالى.

التفصيل:

أولا. غير المسلم لا يؤمن بمبدأ الجزاء الأخروي، فكيف يطلب له جزاء لا يؤمن هو به؟!

إن الذي يكفر بالله لا يعمل - حينما يعمل - لله، بل يعمل لماله وشهوته، وجاهه وعلوه، فهل يستحق ثواب الله له، وهو لم يكن يريده ولا يقصده في عمله؟! والله تعالى اشترط ألا يثيب إلا من أخلص العمل له، أي: عمل عملا صالحا ابتغاء مرضاة الله - عز وجل - وليس لأي غرض آخر.

ويوضح ذلك الشيخ الشعراوي في معرض رده على زعم التعارض بين قوله تعالى: )إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا (30)( (الكهف)، والآيات التي أبانت عن مصير أعمال الكافرين بالله، وتشبيهها مرة بالرماد الذي اشتدت به الريح في يوم عاصف، ومرة بالسراب[1] الذي هو بقيعة[2] يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا، فهذا في نظرهم يتعارض مع كون غير المسلم قد يخدم البشرية بعلم أو غيره.

يقال: إن أحدا لا يكافئ أحدا من غيره إلا بموافقة من ستؤخذ المكافأة منه، ولا بد من سؤاله عن شرطه لقبول إعطاء المكافأة لمن تحققت الشروط فيه، فلا تعطى جائزة إلا إذا تحققت شروطه فيمن يرشح.

فالله - عز وجل - قد اشترط الإخلاص في العمل له فلا بد من نية، واشترط أن يأتي العمل على طريقة النبي - صلى الله عليه وسلم - فهذان شرطا قبول العمل لتحدث المكافأة عليه.

والغريب الذي ينبغي أن يفطن إليه أن من لم يحقق شروط القبول فلن يكافأ أو يجازى ولوكان مسلما. أبعد هذا يسأل عن مجازاة كافر قد يعمد إلى معاندة الله ورسوله؟

إن غير المسلم ليس له في الآخرة مطلب، بل هو ناس لها، منكر إياها، غافل عنها، فلا يفكر إلا في أغراضه الدنيوية، وليست له همة إلا بأن يحصل أسبابها كلها[3]، دون التقيد بأوامر الله وحدوده، أو مراعاة لما يحبه ويرضاه مما يبغضه ويكرهه، فهو لا يؤمن به، بل هو كافر أو شاك أو تارك لأوامر ربه وراء ظهره. ولو كان يظن أنه محتاج إلى خالقه ويريد رضاه لأطاع أوامره، فهو مستغن عن الله لا يريد منه جزاء ولا شكورا، فلم يأسى هؤلاء عليه وهو لا يأسى على نفسه أصلا، أهؤلاء أرحم به من نفسه، لو كانوا فعلا به رحماء لأرشدوه إلى الإيمان؛ حتى ينال الجزاء الأخروي، أما وإنه لا يؤمن أصلا بمبدأ الجزاء الأخروي، فهل من حقه أن يحزن أو يغضب إن فاته هذا الجزاء؟! وهل القضية كلها تهمه؟! ولو كانت تشغل أدنى حيز من عقله، فلماذا لم يفكر فيها، ويوليها اهتمامه كما أولى العلوم التي برع فيها حتى صار من النافعين للبشرية المفيدين للحياة بعلمه؟

إن العلم الحقيقي هو الذي يوصل إلى الإيمان بالله كما حدث مع كثير من العلماء قديما وحديثا.

قد يقول قائل: وما ذنب هذا العالم الكافر وقد نشأ في بيئة لا يوجد فيها إلا الأديان الباطلة، فآمن بها كما آمن الناس جميعا حوله؟! نقول له: وأين كان عقله الذي اخترع للعالم به أشياء نافعة، ألم يتفكر ويتدبر هل هذا الدين حق أم باطل؟ ولماذا لم يفعل ذلك ويعمل عقله حتى يصل إلى الصواب كما فعل في العلوم الدنيوية ووصل إلى ما نفع به البشرية؟!

والجواب: لأن الأمر لم يكن يهمه؟! ولا يؤرق له مضجعا، فهل كان يهمه ويقلق منامه أمر الناس حين اخترع لهم المفيد، ولم يكن يهمه أمر نفسه؟!

وقد يقول قائل: وما ذنب إنسان نشأ في مكان وزمان لم يسمع فيه عن دين، ولم يعلم عن المرسلين شيئا؟!

نقول له: فهذا يعذر بجهله وفطرته، ولكنه يمتحن يوم القيامة؛ إذ إرسال الرسل وإنزال الكتب شرط للحساب والجزاء، فمن لم تبلغه دعوة نبي فسوف يعرض للامتحان في الآخرة، وهو أيسر وأسهل؛ لأن الأمور أمامه واضحة، وكل ميسر لما خلق له، وإن الله لا يظلم أحدا شيئا ولا يحابي أحدا، فميزانه العدل والقسط.

على أن هناك حقيقة ينبغي ألا تغفل وإن كانت معلومة من بدهيات هذا الدين - دين الإسلام - وهي أن كون غير المسلم ليس له ثواب عند الله يوم القيامة، لا يعني ظلمه أو اضطهاده، فهذا مناف لمبادئ الإسلام وتعاليمه.

ويضيف الشيخ الشعراوي قائلا: "ومع ذلك يبقى لغير المسلم حقه، فلا يجوز لأحد من المؤمنين أن يظلمه أو يعتدي عليه، وفي الحديث: «إن الله ينادي يوم القيامة: أنا الملك، أنا الديان، ولا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وله عند أحد من أهل الجنة حق حتى أقصه منه، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة لأحد من أهل النار عنده حق حتى أقصه منه، حتى اللطمة»[4] [5].

ثانيا. الكافر أراد الدنيا، فجزاؤه دنيوي، فهو حين يخدم البشرية يتقاضى مالا على ذلك؛ تقديرا وتكريما له، وهذا جزاؤه، فأين ما قدمه لينال الجزاء الأخروي:

في البداية نقرر أنه إذا كان التفكير هو أساس الرقي الحضاري، وناتجه العمران والتقدم؛ فإن الإسلام قد حرص على الاهتمام بالإنسان ككائن مفكر، وقد دعا الإسلام إلى تفكير الإنسان في أمر نفسه وتكوينه وتركيبه، كما دعا إلى التفكير في الكون أجمع، لأن ناتج الفكر المجرد هو الاهتداء إلى خالق لهذا الكون: )سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق( (فصلت:٥٣).

وقد حرك الإسلام العقل نحو التفكير بطرح الأسئلة والإجابة عليها، وأحيانا يطرح الأسئلة ولا يجيب عنها تاركا للعقل الإجابة، وقد يذكر المقدمات دون النتائج، وأحيانا يذكر النتائج دون المقدمات، كل ذلك لتحريك العقل نحو التفكير.

بل إن الإسلام قد حرم كل شيء يضر بآلة التفكير "العقل"؛ كالمسكرات والخمور والمفترات، قل المشروب أو كثر.

وقد حرر الإسلام الفكر من كافة المؤثرات الخارجية مثل الهوى والظن وموروثات الآباء؛ لأن هذه المؤثرات تصرف العقل عن النتيجة الصحيحة[6].

وإذا كان هذا هو التفكير في الإسلام؛ فإن من رحمة الله - عز وجل - أنه لم يحرم أحدا من التفكير، ولم يجعله حكرا وحجرا وقسرا على أحد، وكان من عدل الله أنه لم يضع أجر من أحسن عملا، ولم يضع مجهود أحد. وعلى ذلك فإنه لما تفكر كثير من غير المسلمين وابتكروا أشياء، جعلهم الله متفوقين في مجالهم، وعليه أثنى عليهم الناس، وهذا جزاء ما صنعوا، ومن هنا نجد أن الله لم يمنعهم من التفكير، ولم يضع أجرهم في الدنيا ولا يظلم ربك أحدا.

أما الجزاء الأخروي فإنه لم يستخدم عقله ليتعرف على خالقه، مع أن ذلك هو الأصل، فالأصل هو الاهتداء لخالق الكون ومن ثم عبادته والاعتراف بألوهيته، وتنفيذ أوامره، فلما لم يكن ذلك كذلك من هؤلاء الكافرين لم يستحقوا ثوابا أخرويا لعدم تحقق شروط هذا الثواب، فأين الظلم هنا؟!

ولذا فأعمال الكفار النافعة تنفعهم في الدنيا فقط، ويأخذون جزاءهم عليها في الدنيا، أما في الآخرة فلا، على اعتبار أنها لم تنبع كأثر عن الاعتراف بالله ورسوله؛ وذلك شرط أعمال الإسلام؛ إذ الإسلام والإيمان تصديق واستسلام، وهذه ليس فيها طابع التصديق ولا الاستسلام، ولذلك فلا قيمة لها عند الله - عز وجل - في الآخرة، قال تعالى: )وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا (23)( (الفرقان) [7].أي: وكأنه لا شيء، أو مثل السراب كما صورهم الحق سبحانه بقوله: )والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب (39)( (النور).

وهؤلاء لا يبخسهم الله حقوقهم، ولا يمنعهم الأجر؛ لأنهم أحسنوا الأسباب، لكن هذا الجزاء يكون في الدنيا؛ لأنهم لما عملوا وأحسنوا الأسباب عملوا للدنيا ولا نصيب لهم في الآخرة.

إن علوم الدنيا كلها لا تفيد صاحبها شيئا في الآخرة إذا لم يستشعر قلبه في تعظيم وخشية رقابة قيوم السموات والأرض، وما العلوم التي نتعلمها، والأفكار التي ندرسها، والمناهج التي نبدعها أو ننظمها، بدون تحقيق هذا الأساس - إلا كمفاتيح لأبواب مغلقة، لم تجد من يستعملها على وجهها الصحيح، فبقيت الأبواب موصدة، وبقيت المفاتيح أدوات عبث.

ولو كانت العلوم والأبحاث الفكرية وحدها حلا لمشكلة الفضيلة والسلوك، إذن لبطل أن تكون هذه الدنيا دار ابتلاء كما قضى الله.

إن العلم - بعد استكمال أسبابه ووسائله - عملية اضطرارية لا خيرة لعاقل فيها. أما السلوك فيظل عملية إرادية مهما تهيأت من حوله دلائل الحق وأسباب الوضوح.

والعلم في ذاته أقدس حقيقة في الوجود، ولكنه يفقد قداسته كلها، وينقلب وبالا على صاحبه والآخرين، عندما يحمل أثقالا من شهوات النفس وأهوائها[8]. وقد أوضح الحق - سبحانه وتعالى - هذه المسألة في قوله تعالى: )من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب (20)( (الشورى).

وفي تفسير قوله تعالى: )وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا (23)( (الفرقان) يوضح الشيخ الشعراوي هذه المسألة توضيحا شافيا؛ إذ يقول: "حين ننظر إلى غير المؤمنين نجد من بينهم أهلا للخير عمل المعروف، ومنهم أصحاب ملكات طيبة، كالذين اجتمعوا في حلف الفضول[9] لنصرة المظلوم، وكأهل الكرم وإطعام الطعام، ومنهم من كانت له مكانة عظيمة استظل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ظلها في يوم حر قائظ، وهذا يعني أنها كانت كبيرة واسعة منصوبة وثابتة كالبناء، كان يطعم منها الفقراء والمساكين، وحتى الطير والوحوش، وما زلنا حتى الآن نضرب المثل في الكرم بحاتم الطائي، وكان منهم من يصل الرحم ويغيث الملهوف... إلخ.

لكن هؤلاء وأمثالهم عملوا لجاه الدنيا، ولم يكن في بالهم إله يبتغون مرضاته، والعامل يأخذ أجره ممن عمل له، كما جاء في الحديث القدسي: «فعلت ليقال، وقد قيل»[10].

والحق - عز وجل - يوضح هذه المسألة في قوله تعالى: )والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب (39)( (النور)، وقال تعالى أيضا: )أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف( (إبراهيم: 18).

فقد عمل هؤلاء أعمال خير كثيرة، ولكن لم يكن في بالهم الله، إنما عملوا للإنسانية وللشهرة، لذلك نراهم في رفاهية من العيش وسعة ممتعين بألوان النعيم، لماذا؟ لأنهم أخذوا الأسباب المخلوقة لله تعالى ونفذوها بدقة، والله - عز وجل - لا يحرم عبده ثمرة مجهوده وإن كان كافرا، فإن ترك العبد الأسباب وتكاسل حرمه الله وإن كان مؤمنا، وفرق بين عطاءات الربوبية التي تشمل المؤمن والكافر، والطائع والعاصي، وبين عطاءات الألوهية.

فمن الكفار من أحسن الأخذ بالأسباب، فاخترعوا أشياء نفعت الإنسانية، وأدوية عالجت كثيرا من الأمراض، ولا بد من أن يكون لهم جزاء على هذا الخير، وجزاؤهم أخذوه في الدنيا ذكرا وتكريما وتخليدا لذكراهم، وصنعت لهم التماثيل، وأعطوا النياشين وألفت في سيرتهم الكتب، كأن الله - عز وجل - لم يجحدهم عملهم، ولم يبخسهم حقهم.

ومن العجيب أن هؤلاء يقفون عند صناعات البشر التي لا تعدو أن تكون ترفا في الحياة، فيؤرخون لها ولأصحابها، وينسون خالق الضروريات التي أعانتهم على الرقي في كماليات الحياة وترفها"[11].

وهذه هي العدالة، فهو اجتهد من أجل شيء ما: شهرة، مال، علو، علم... إلخ، فنال هذا الجزاء على اجتهاده، ولكنه لم يجتهد من أجل الله؛ لكفره به أولا، ولم يرد منه الجزاء ولم يقدمه على نفسه، بل ولا يؤمن به أصلا، فجزاه الله بنفس عمله، فالكفر بالله يمحو كل الأعمال الخيرة، ولا يجعل لها أثرا، ويقاس الكافر بالله بالمرائي الذي عمل من أجل كذا وكذا، فلم ينل أيضا شيئا. فلا تعارض - هنا - بين هذا وبين الآية: )إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا (30)( (الكهف). وإذا كان الجزاء من جنس العمل؛ فعمل هذا دنيوي؛ وعليه فجزاؤه دنيوي، ولم يعمل عملا أخرويا فلا يستحق جزاء أخرويا.

ثالثا. هناك فرق بين المؤمن والكافر حتى على مستوى العمل في حد ذاته، فالكافر بالله يعمل لذاته، والمؤمن يعمل ابتغاء وجه الله تعالى:

إن المسلم الحق إنسان متميز تميزا تاما عن غيره في كل شيء، فهو متميز منذ البداية في عقائده وعبادته ومناهج حياته، وفي هدفه النهائي وهدفه القريب، فإذا كان هدف غير المسلم النهائي هو الحياة الدنيا في لهوها ولعبها وزينتها وتفاخرها وتكاثرها وذهبها وفضتها ولذاتها؛ فإن هدف المسلم النهائي هو الآخرة، وهو من الدنيا على حذر.

وإذا كان هدف الكافر في الحياة الدنيا من عمله الاجتماعي أو السياسي أو الإصلاحي - في زعمه - هو تحقيق تقدم مادي، أو تعميم شهوة، فإن الهدف العام للمسلم في عمله العام أن تخضع الدنيا كلها لكلمة الله.

وإذا كان هدف الكافر الشخصي هو تحقيق أكبر قدر ممكن من اللذة والمنفعة؛ فهدف المسلم الشخصي أن يكون الله راضيا عنه، وهذا مفترق الطريق بين سعادة المسلم وسعادة الكافر. إن سعادة المسلم في قيامه بأمر الله، وألمه في انحرافه عن ذلك، وسعادة الكافر في التفلت من كل قيد[12].

الخلاصة:

  • النية مطلوبة في كل عمل في الإسلام، فإنما الأعمال بالنيات.
  • هل غير المسلم يريد جزاء أخرويا من الله وهو لا يؤمن بمبدأ الجزاء الأخروي أصلا؟! وإذا كان لا يريد، فلماذا يأسى هؤلاء عليه وهو لا يأسى على نفسه؟!
  • هل كان غير المسلم يقصد وجه الله بعمله وقت عمله؟ بالطبع لا، وعليه فلا يستحق أجرا أو ثوابا أخرويا من الله - عز وجل - إذ الجزاء في الآخرة مشروط بشروط لم يحققها غير المسلم.
  • غير المسلم حين يخدم أحدا من الأفراد أو البشرية، إنما يتقاضى مالا على ذلك تقديرا وتكريما له من الذي حقق له هذه الخدمة، فكيف يعطيه الله أجرا ولم يكن في باله؟ وهناك فرق بين المؤمن والكافر حتى في العمل ذاته، فغير المؤمن يعمل لذاته، والمؤمن يعمل ابتغاء مرضاة الله عز وجل.
  • إذا كان المسلم إذا لم يعمل لله مخلصا العمل له فلا يستحق الجزاء عليه، فما بالنا بغير المسلم الذي لا يعمل إلا لشهرته وجاهه، وقد كافأه الله على ذلك بما جعل من ثناء البشر عليه، فكيف يطلب جزاء في الآخرة، وإذا كان قد حقق شروط ما نال به جزاء الدنيا فنال مكافأتها، فإنه لم يقدم شروط جزاء الآخرة فليس له فيها جزاء. وصدق الله إذ يقول: )من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب (20)( (الشورى). وصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قال: «ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة»[13].

 

 

(*) شبهات وأباطيل حول الإسلام والرد عليها، الشيخ محمد متولي الشعراوي، مكتبة التراث الإسلامي، القاهرة.

[1]. السراب: بريق يجري على وجه الأرض يخيل للناظر من بعيد أنه الماء.

[2]. القيعة: ما انبسط من الأرض وفيها يكون السراب نصف النهار.

[3]. الإسلام، سعيد حوى، مكتبة وهبة، القاهرة، ط2، 1425هـ/ 2004م، ص40 بتصرف.

[4]. تفسير الشعراوي، الشيخ محمد متولي الشعراوي، أخبار اليوم، القاهرة، ج15، ص9001 بتصرف.

[5]. حسن لغيره: أخرجه أحمد في مسنده، مسند المكيين، حديث عبد الله بن أنيس رضي الله عنه (16085)، والحاكم في مستدركه، كتاب التفسير، تفسير سورة حم المؤمن (3638)، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (3608).

[6]. الإنسان: منزلته ومدى الاهتمام به في الإسلام، مقال د. بكر زكي إبراهيم عوض، ضمن أبحاث ووقائع المؤتمر السابع عشر للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، 1426هـ/ 2005م ، ص183، 182 بتصرف .

[7]. الإسلام، سعيد حوى، مكتبة وهبة، القاهرة، ط2، 1425هـ/ 2004م، ص38 بتصرف.

[8]. الإسلام ملاذ كل المجتمعات الإنسانية: لماذا. . ؟ وكيف. . ؟، د. محمد سعيد رمضان البوطي ، دار الفكر المعاصر، بيروت، ط3، 1425هـ/ 2004م، ص250: 253 بتصرف.

[9]. حلف الفضول: هو حلف عقد بمكة قبل الإسلام على التناصف والأخذ للضعيف من القوي والغريب من القاطن، وسمي حلف الفضول لأنه قام به رجال من جرهم كلهم يسمى الفضل بن الحارث والفضل بن وداعة والفضل بن فضالة، فقيل: حلف الفضول جمعا لأسماء هؤلاء.

[10]. أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإمارة، باب من قاتل للرياء والسمعة استحق النار (5032).

[11]. تفسير الشعراوي، الشيخ محمد متولي الشعراوي، أخبار اليوم، القاهرة، ط1، 1991م، ج15، ص10413: 10415 بتصرف.

[12]. الإسلام، سعيد حوى، مكتبة وهبة، القاهرة، ط2، 1425هـ/ 2004م، ص42 بتصرف.

[13]. صحيح: أخرجه عبد بن حميد في مسنده، من مسند أبي هريرة رضي الله عنه (1460)، والترمذي في سننه، كتاب صفة القيامة والرقائق والورع، باب منه (2450)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (2335).

  • الاحد AM 03:43
    2020-11-22
  • 1029
Powered by: GateGold