المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 412183
يتصفح الموقع حاليا : 277

البحث

البحث

عرض المادة

ادعاء أن الإسلام وباء مهلك وداء خطير على البشرية كافة

                            ادعاء أن الإسلام وباء مهلك وداء خطير على البشرية كافة (*)

مضمون الشبهة:

يزعم بعض المتوهمين أن الإسلام وباء قاتل وداء موجع للبشرية كافة، وأنه لكي يتم التخفيف من هذا الداء، فإنه يجب عمل إعادة صياغة لأصول الإسلام من قرآن وسنة وتراث تشريعي، وحذف ما لا يتناسب منه مع أمزجة الآخرين، ولا يتماشى مع أهوائهم. وهم بهذا يرمون إلى إسقاط النظم الإسلامية التي جاء بها النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ربه عز وجل.

وجوه إبطال الشبهة:

1) هذه فرية واضحة البطلان، لا ظل لها من الحقيقة ولا أثر لها من تعاليم الإسلام ولا من تاريخ المسلمين، وهي تأتي في سياق المنهج الاستشراقي الطاعن في الإسلام بغير حق؛ لتشويه صورته أمام غير المسلمين، وخلخلة عقيدته في نفوس المسلمين.

2) لا مشكلة للإسلام مع الأديان السماوية السابقة عليه، فهو يعترف بأصلها الصحيح قبل تحريفها، بل إن المشكلة تكمن لدى الطرف الآخر،أي أتباع هذه الديانات المنكرين لنبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - غير المعترفين برسالة الإسلام.

3) بناء على هذا الإنكار وعلى النزعة الاستعلائية العنصرية لدى الصهاينة الزاعمين أنهم شعب الله المختار، وأنه يسوغ لهم فعل المنكرات في حق الأغيار، فقد ارتكب الآخرون في حق المسلمين - وما يزالون - ما يستحق الاعتذار عنه، وحذف كل ما يحرض عليه ويؤدي إليه من مرجعياتهم الدينية.

التفصيل:

أولا. المنهج الاستشراقي هو صاحب هذه الدعوى، وهدفه من ذلك تشويه صورة الإسلام لدى غير المسلمين، وخلخلة العقيدة الثابتة لدى المسلمين:

هذه فرية واضحة البطلان، فالإسلام دين كامل ودوره التاريخي والحضاري الصحي غير المرضى - كما يزعمون - أمر واضح للعيان، وقد أقر به المنصفون من المستشرقين أنفسهم في شهادات مسجلة في مراجعهم المتداولة.

ما ينبغي الإشارة إليه هو أصل هذه المسألة وشبيهاتها التي لا يفتأ يثيرها تيار الاستشراق المغالط الغالب على الحركة الاستشراقية بعامة، الموجه لأهدافها ومراميها، وهو ما يصوره د. محمد خليفة حسن بقوله:

"يمثل الفكر الاستشراقي في معظمه حركة فكرية غربية مضادة للإسلام والمسلمين، وقد ترك هذا الفكر آثارا سلبية كثيرة في الفكر الإسلامي، تظهر بصماتها واضحة في المجتمعات الإسلامية وفي أنشطتها المختلفة، ويعتبر الاستشراق مسئولا مسئولية مباشرة عن عملية الغزو الفكري المتواصل للثقافة الإسلامية، إذ لا يكاد يخلو مجال من مجالات الحياة الإسلامية من أثر للفكر الاستشراقي، وعن طريق الاستشراق يحاول الغرب المحافظة على مكاسبه الثقافية التي جناها في المرحلة الاستعمارية، وتوسيع دائرة نفوذه الثقافي، وتوجيه الحياة - الشرقية عامة، والإسلامية خاصة - وجهة غربية، وعلى الرغم من وجود بعض الإيجابيات للفكر الاستشراقي، فإن حجم الآثار السلبية وعمق هذه الآثار في المجتمع الإسلامي لا يمكن مقارنته بالفائدة التي تحققت من خلال الآثار الإيجابية، فالاستشراق أهدافه غربية خالصة، ونتائجه بالنسبة للمجتمع الإسلامي نتائج خطيرة، تسعى إلى محو الصفة الإسلامية وطبع المجتمع الإسلامي بطابع الثقافة الغربية"([1]).

وحول أثر هذا الفكر الاستشراقي في تشويه صورة الإسلام والمسلمين يقول المؤلف نفسه: "ومن الآثار السلبية للفكر الاستشراقي تشويه صورة الإسلام والمجتمع الإسلامي في الغرب، ويعتبر هذا الأمر من أخطر الآثار السلبية للاستشراق، فالمسلمون في بلادهم ثابتون على عقيدتهم، عاملون بها ومطمئنون إليها، بينما صورة الإسلام خارج العالم الإسلامي يتم تشويهها وتقديمها في صورة مزيفة غير حقيقية بواسطة الاستشراق.

وهي صورة تعطي انطباعا سلبيا للإسلام دينا وحضارة في ذهن الإنسان الذي تلقى معرفة عن الإسلام من خلال المستشرقين، الذين يمثلون المصدر المعرفي الأساسي للمعلومات الخاصة بالإسلام وبالمجتمعات الإسلامية، ولا يوجد مصدر آخر للمعلومات يمكن الاعتماد عليه في تحسين الصورة الإسلامية، أو إحداث التوازن المطلوب وإعطاء البديل المعرفي للاستشراق.

وهنا يجب الإشارة إلى تقصير المسلمين في هذا الجانب؛ إذ إنهم حيث تركوا الاستشراق يسيطر على المعرفة الخاصة بالإسلام في الغرب، والواجب تكثيف المجهود العلمي في دائرة الكتابة عن الإسلام وحضارته ومجتمعاته باللغات الأوربية الحديثة، والاهتمام بترجمة الكتب الإسلامية الجيدة، التي تعطي صورة حقيقية عن الإسلام؛ حتى يجد القارئ والمثقف والمتخصص الغربي المادة الإسلامية التي نطمئن إلى أنها ستقدم المعرفة الصحيحة والجيدة عن الإسلام ومجتمعاته إلى الغرب.

ولا يخفى أن أحد أهداف الاستشراق الأساسية حجب المعرفة الصحيحة عن الإسلام، حتى لا يؤثر هذا الدين الكامل في أهل الغرب، وهي حرب فكرية موجهة لمنع انتشار الإسلام في العالم الغربي، والتعتيم على المثقف الغربي، وإعطائه معلومات خاطئة ومضللة عن الإسلام، وتنفير الغرب منه دينا وحضارة، ولا شك أن كلمة المستشرقين مسموعة في الغرب؛ لأنهم علماء وتخصصوا في الإسلام وأصبحوا خبراء في شئون المجتمعات الإسلامية، وما يصدرونه من أحكام وآراء عن الإسلام، والمجتمع الإسلامي يتقبله المجتمع الغربي دون أن يشك في صحته، فالمستشرقون الحجة في تخصصهم، وعادة ما يؤخذ برأيهم في كل المسائل التي تخص العالم الإسلامي.

وقد اكتسبوا ثقة الإنسان الغربي بما يمثلونه من علم وخبرة نادرة يستعين بها المسئولون الغربيون في الشئون السياسية والاقتصادية والفكرية الخاصة بالبلاد الإسلامية"([2]). هذا هو مكمن الداء وبيت القصيد في القسط الأعظم مما يثار حول الإسلام ونبيه وأهله من شبهات، وتلك هي بواعثه وأهدافه ومراميه من قبل الاستشراق المغالط ومن دار في فلكه.

ثانيا. الإسلام يعترف بغيره من الديانات الصحيحة السابقة عليه قبل تحريفها، لكن المشكلة تكمن لدى غير المسلمين الذين يرفضون الاعتراف بالإسلام أو نبي الإسلام:

في الأصل، لا مشكلة للإسلام مع الأديان السماوية السابقة عليه التي جاء خاتما لها ومهيمنا عليها؛ فجميعها صدرت عن مصدر واحد، فلا مجال للتناقض أو الخلاف أو الاختلاف بينها، وعن هذا يقول المستشرق الألماني المسلم مراد هوفمان: "إذا سمع مسلم اسم النبي محمد أو قرأه في أي نص كما في هذا الكتاب مثلا، فإنه يدعو للنبي مصليا عليه - صلى الله عليه وسلم - كذلك يصلي المسلم على عيسى - عليه السلام - إن تلفظ باسمه أو سمعه.

قد يبدو هذا غريبا مفاجئا للقراء الذين ليسوا على علم كاف بطبيعة الإسلام وفهمه لذاته، ذلك أن الإسلام لا يعد نفسه دينا جديدا في مقابل المسيحية؛ لمجرد أنه جاء بعدها تاريخيا، بل إنه يرى نفسه إكمالا وتصحيحا للدين الداعي إلى الوحدانية المطلقة، التي وصى بها إبراهيم ومن بعده من الأنبياء كما نصت على ذلك آيات كثيرة بينة، منها قوله عز وجل: )شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه( (الشورى:13).

من هذه الزاوية يمكن النظر إلى الإسلام بصفته أقدم الديانات الداعية إلى التوحيد، وإن كان في الوقت ذاته أحدثها تاريخيا. إنه إذا غضضنا الطرف عن أخلاقياته ومبادئه التي تدعو للتسامح، لا يزعم لنفسه الأحقية المطلقة التي تشجب غيرها من الأديان كما تفعل الكاثوليكية بموقفها من الديانات الأخرى، بل إن الأمر أبعد من هذا، فالإسلام يبني صرحه على أساس الديانتين السماويتين اللتين سبقتاه، مشيدا بأنبياء الله، معترفا ومؤكدا لجوهرهما الذي لم ينسخ بالوحي. إن الإسلام رسالة الوحي إلى الناس كافة في المعمورة كلها، ولنتدبر معا قوله تعالى: )قل آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون (84)( (آل عمران).

ليست صلاحية الإسلام ومشروعيته إذن ناتجة عن رفضه لليهودية والمسيحية، وإنما من المقارنة الموضوعية بين الأديان الثلاثة، والواقع أن تلك الديانات تربطها وشائج القربى، بحيث ترى الفروق التي تفصل فيما بينها أقل بكثير من التي تفصلها عن البوذية([3]) والهندوسية([4]) مثلا، ومن خلال ذلك نتفهم موقف الإسلام في اعتباره عيسى - عليه السلام - نبيا من أنبياء الإسلام، فقد أسلم لله كما يدل على ذلك المعنى الحرفي اللغوي للفظة "مسلم"، بيد أنه ليس بحال من الأحوال خاتم النبيين.

ومنطلق علم الأصول أو الدين الإسلامي أن محمدا - صلى الله عليه وسلم - لم يرد ذكره في التوراة فحسب، وإنما الإنجيل كذلك، أي في العهدين القديم والجديد، وقد بشر عيسى نفسه بمقدم الرسول الذي تعني ترجمة اسمه أحمد مشتقا من الحمد: قال عز وجل: )وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين (6)( (الصف)، وقد نص في ذلك نصا على أنه آخر الأنبياء وخاتم المرسلين".

فليست لدى الإسلام - ومن ثم المسلمين - مشكلة مع غيره من الأديان السماوية السابقة عليه، وإنما مشكلته مع ما نتج عن تحريف هذه الأديان ذات الأصل السماوي التوحيدي الصحيح، وما تمخض عنه من مثل عقيدة التثليث والصلب وغيرهما - قال سبحانه وتعالى: )لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم (73) أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم (74) ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون (75)( (المائدة). قال تعالى: )وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا (157) بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما (158)( (النساء).

لكن المشكلة تكمن في أتباع الديانات السابقة على الإسلام، فهم منكرون لنبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - وغير معترفين برسالة الإسلام، وقد ترتب على هذا نتائج يعبر عنها هوفمان بقوله: "وعلى الجانب المسيحي أن يكف عن الزعم قولا وعملا بأن لا نجاة أو خلاص خارج الكنيسة، وذلك كما يزعم بابا الفاتيكان الثاني - أعلى سلطة للكنيسة الرومية الكاثوليكية - هنا نخشى ألا يمتثل القوم طالما أن الكنيسة الكاثوليكية متمسكة بمبدأ رئيس لديها وهو: لا نبي إلا الأنبياء الذين تعترف الكنيسة بنبوتهم، أي أنها قد ترتضي أن يكون الإسلام دينا يهدي للخلاص، لكنها ترفض رفضا تاما أن تعترف بنبوة محمد، وكونه داعيا إلى الله على ذلك الصراط المستقيم. الواقع أن الفاتيكان قد وقع في تناقض يدمغه المنطق ويعوزه الصدق، ذلك إذ قرر أن المسلمين يجب معاملتهم بالاحترام الكامل، لكنه أغفل - عن عمد - الإشارة للقرآن والذي بلغ القرآن، وذلك بشكل مخجل مخز"([5]).

المشكلة إذن واقعة عند الطرف الآخر، وعليها تنبني كثير من مواقفه العدائية المبدئية من الإسلام والمسلمين، وما أكثر ما يموج به العهدان القديم والجديد - المحرفين - لدى اليهود والنصارى من أقوال تحض على نفي الآخر وكراهيته، وتحرض ضده، والأمر نفسه ينسحب - بصورة أشد وضوحا وتطرفا - على مناهج التعليم - خصوصا لدى الكيان الصهيوني - وهذا هو ما يحتاج حقا إلى إعادة نظر بصورة جذرية لتنقية شوائبه وإزالة كدره، وليس القرآن - كما يزعم المبطلون - هو ما يحتاج إلى تصفية وتكرير وتصويب وتصحيح.

ويتصل بهذا وجوب اعتذار الآخرين للمسلمين - لا العكس - عن الأخطاء، بل الفظائع التاريخية الفادحة من طرفهم في حق المسلمين، والتي انبنت - أساسا - على هذا الفكر التحريضي وهذه المرجعية ذات الطابع العدواني لدى الآخر تجاه المسلمين، وذلك مثل حركة العدوان الصليبي في العصور الوسطى على الشرق الإسلامي، وهو ما تزال ترفضه الكنيسة الكاثوليكية الغربية حتى الآن، رغم أنها اعتذرت لكثير من شعوب العالم عن أخطائها.

ويجب تصحيح ما هو قائم من أوضاع مشابهة، كالاغتصاب الصهيوني لفلسطين والاحتلال الأمريكي للعراق وأفغانستان، تحت زعم محاربة الإرهاب، ألم ينطلق اللسان بصريح مكنون الجنان، ووصف هذا العدوان الأخير على لسان بعض ساسة الغرب بأنه حملة صليبية جديدة؟!

فمن إذن الذي يتوجب عليه الاعتذار وتصويب أفكاره وتغيير مواقفه؟! تلك الأفكار المغالطة وهذه المواقف المشينة دون مسوغ! ولا يقولن قائل: إننا - حين واتتنا القوة - فتحنا بلاد الآخرين وتوسعنا على حسابهم، ففرق هائل بين الاحتلال والغزو من ناحية، وبين الفتح الإسلامي من ناحية أخرى، على مستوى الدوافع والممارسات والنتائج.

فالفتح الإسلامي دعوة تنتشر، وعقيدة تتغلغل، وحضارة تبنى، فكم بعث الإسلام أمما من مرقدها وانتشلها من وهدة التاريخ حين فتحها المسلمون، والأندلس خير شاهد على ظلام أوربا على العصور الوسطى باعتراف المنصفين من الغربيين أنفسهم، أما الاحتلال والغزو فأرض تحتل، وشعوب تستعبد، وثروات تنهب.

والحق أنه إن وجدت حضارة في التاريخ قبلت الآخر وتفاعلت معه - فهي الحضارة الإسلامية، فالعثمانيون - مثلا - في عنفوان مجدهم وذروة توسعاتهم في قلب أوربا، استحدثوا - أو قل: سلكوا - في حكم رعيتهم غير المسلمة في البلقان وغيرها ما يسمى بـ" نظام الملل "، وهو ترك كل طائفة غير مسلمة تدير شئونها الخاصة، وأحوالها الأسرية والشخصية وفق معتقداتها، وهذا أمر أصيل لدى المسلمين عبر تاريخهم، فانظر ما الذي حل بالمسلمين في شرقي أوربا، حين انحسرت عنه قوة العثمانيين من أهوال وفواجع، آخر تجليات هذه الأهوال كارثة البوسنة، ومأساة كوسوفا، فمن - مرة أخرى - من واجبه الاعتذار لمن والتكفير عن سيئاته في حقه؟!

يقول د. محمد خليفة حسن في دراسته عن آثار الفكر الاستشراقي في المجتمعات الإسلامية: "يعتبر مجال العقيدة الإسلامية من أهم المجالات التي اهتم بها المستشرقون ووجهوا لها النصيب الأكبر من دراساتهم، فقد نشأ الاستشراق([6]) في مجال الدراسات الإسلامية أصلا لدراسة العقيدة الإسلامية، والبحث عن الوسائل والعوامل التي يمكن تطويرها لهدم هذه العقيدة، وتخريبها وتشويه أصولها، ويعتبر الدافع الديني من أهم الدوافع التي وجهت المستشرقين لدراسة العقيدة الإسلامية.

فمنذ ظهور الإسلام وانتشاره في العالم النصراني القديم اكتشف الغرب أن الإسلام خطر عظيم يهدد النصرانية في عقر دارها، وعندما فشل الغرب في المواجهة السياسية والعسكرية مع المسلمين، ولم يتمكن من وقف الإسلام وانتشاره السريع في البلاد النصرانية وغيرها من بلاد العالم القديم، اتجه إلى دراسة الدين الإسلامي دراسة دينية عقدية متعمقة؛ من أجل وضع الخطط الدينية والفكرية للدفاع عن النصرانية بالوسائل الفكرية بعد فشل المواجهة العسكرية.

وهكذا تفرغ عدد من علماء النصرانية واليهودية للتخصص في العقيدة الإسلامية، والبحث عن أنجح الوسائل الفكرية لنقد الدين الإسلامي وتجريحه وتحريفه وتشويه صورته؛ عملا على منع انتشاره بين النصارى واليهود من ناحية، ولتشكيك المسلمين أنفسهم في أمور دينهم وعقيدتهم من ناحية أخرى.

ومع تطور الدراسات الاستشراقية في العقيدة الإسلامية، جمع المستشرقون بين الهدف الدفاعي عن اليهودية والنصرانية ضد الإسلام، وبين الهجوم على الإسلام في محاولة يائسة لوقف تقدمه ومنع انتشاره، وفي هذا يقول د. حسن المعايرجي: "وقد نما هذا الهجوم الفكري والعقدي وشب حتى وصل إلى مرحلة متطورة في عصرنا الحاضر، وهو هجوم من شعبتين:

الأولى: شعبة موجهة إلى الشعوب المسيحية لتحصينها ضد الإسلام، الذي انتشر واتسع نفوذه، وذلك بتشويه صورته وتجريحه والقدح فيه ونقده والتطاول عليه وعلى القرآن وعلى نبي المسلمين، مما كون ما يشبه الجدار السميك من الأفكار السوداء عن هذا الدين الحنيف.

أما الشعبة الثانية: فهي الشعبة الموجهة إلى المسلمين فيما نراه من هجمات تبشيرية بشعة على أمة الإسلام، إن هذا الهجوم العقدي الفكري أخذ يتطور مع السنين حتى أصبح علما، أو علوما لها مدارس ومناهج، وما الاستشراق ومقارنة الأديان ومعاهد الدراسات الشرقية في الجامعات الغربية إلا من ثمار هذا الهجوم الفكري".

وعلى الرغم من أن الاستشراق لم يتمكن عبر تاريخه الطويل من تحريف العقيدة الإسلامية، وفشل في تحقيق هدف تشويه الإسلام، فقد نجح في إثارة العديد من المشاكل الدينية، والقضايا العقدية التي شغلت المسلمين من ناحية في الرد على شبهات الاستشراق في مجال العقيدة، ودفعت المسلمين إلى اتخاذ موقف الدفاع ضد الاستشراق، وهو الأمر الذي كان له تأثيره على الفكر الإسلامي الحديث، وصبغه بالصبغة الدفاعية، وإبعاد العلماء المسلمين عن الدراسة العلمية المتعمقة في أمور دينهم، والسعي إلى حل القضايا الإسلامية المعاصرة من خلال التأمل العميق في تراثهم الإسلامي، وإيجاد الحلول المناسبة لدينهم وحضارتهم لمشاكل الحياة الإسلامية الحديثة، وقضايا التنمية التي تواجهها البلاد الإسلامية في هذه الأيام.

لقد نجح الاستشراق في جذب الفكر الإسلامي الحديث إلى النظر في المشاكل والشبهات التي يثيرها المستشرقون، ووضع المسلمين في موقف الدفاع، وصرف نظرهم عن التعمق في دينهم، وأجبرهم على متابعة القضايا الكيدية والشبهات والتحريفات والأباطيل التي امتلأت بها الكتابات الاستشراقية"([7]).

ثالثا. الأولى أن يعتذر أصحاب الديانات الأخرى عما بدر منهم في حق الإسلام والمسلمين لا العكس، ولكن النزعة الاستعلائية العنصرية من قبل هؤلاء تحول دون ذلك:

من المناسب هنا أن نورد مقارنة أجراها د. "محمد عمارة" بين المنهج الإسلامي في معاملة الآخر والنزعة العنصرية الدموية لعقيدة شعب الله المختار عند اليهود، يقول: في مقابل المنهاج الإسلامي الذي يخضع الخيرية في الأمم والشعوب والحضارات للسببية والأسباب، ويجعلها ثمرة للصفات المكتسبة المتاحة للأفراد والجماعات، نجد النزعة العنصرية في التراث اليهودي وفي تاريخ الجماعات اليهودية، وفي الممارسات الصهيونية القائمة في واقعنا المعاصر الذي نعيش فيه.

لقد حولت هذه النزعة العنصرية شريعة اليهودية التي جاء بها موسى - عليه السلام - عن جوهر التوحيد، الذي يجعل الله - عز وجل - واحدا أحدا وربا لكل العالمين، إلى حيث احتكرته لذاتها - على قلة عدد أصحابها - جاعلة للشعوب الأخرى آلهتها، وحولت هذه النزعة العنصرية معايير التدين باليهودية عن أصولها الطبيعية والمنطقية، فبدلا من أن يكون الإيمان الديني والالتزام بمنظومة القيم والأخلاق وعبادة الله وفق ما جاءت به الشريعة اليهودية الصحيحة جعلوها معايير عرقية وعنصرية بيولوجية، فاليهودي - في هذه النزعة العنصرية - هو المولود من أم يهودية حتى ولو انقطعت علاقاته بجوهر الدين، وبعبارة المفكر اليهودي "إسرائيل شاحاك": "فإن كون الإنسان يهوديا يعتمد على الانحدار من سلالة الأم، وليس على الإيمان الفعلي للشخص".

وحولت هذه النزعة العنصرية تعابير الخيرية من الأسباب والصفات الموضوعية والمكتسبة، إلى حيث جعلوها احتكارا موروثا في نطاق هذه القلة التي تدعي الانتساب إلى العبرانيين القدماء، فقالوا: )أبناء الله وأحباؤه( (المائدة:18)، وزعموا أنهم وحدهم - وبصرف النظر عن المؤهلات والصفات - هم شعب الله المختار الذين اصطفاهم واختارهم، بل قدسهم دون العالمين، وفوق جميع العالمين.

وانطلاقا من هذه النزعة العنصرية التي احتكرت الخيرية وارتفعت بها إلى مستوى القداسة والعصمة، عصمة الذين يفعلون ما يريدون، ولا يسألون عما يفعلون! كان العداء والاحتقار والكراهية والاستباحة لكل الأغيار الذين يبلغون اليوم أكثر من ستة مليارات نسمة في مقابل ثلاثة عشر مليونا من اليهود! فكل هؤلاء الأغيار - أي كل خلق الله تقريبا - مستباحة حرماتهم وأعراضهم ودماؤهم وأموالهم وأوطانهم؛ لأنهم ليسوا من "شعب الله المختار" المقدس دون جميع الشعوب.

ولقد أشار القرآن الكريم إلى هذه النزعة العنصرية فقال: )وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون (113)( (البقرة)، وقال: )وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين (111)( (البقرة)، وقال: )ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون (75)( (آل عمران)، وقال تعالى: )أوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون (100)( (البقرة).

لقد فتح القرآن الكريم أبواب النجاة أمام كل الذين يؤمنون بوحدانية الله، ويؤمنون بالغيب، ويعملون الصالحات على تنوع الشرائع الإلهية التي اتخذوها سبيلا للتعبير عن أصول هذا الإيمان فقال: )إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون (62) وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون (63) ثم توليتم من بعد ذلك فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين (64)( (البقرة)، ودعا القرآن الكريم كل أمم الرسالات السماوية إلى كلمة سواء فقال: )قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون (64)( (آل عمران).

وقررت السنة النبوية - في الممارسات الحياتية والاجتماعية وحقوق المواطنة - كامل المساواة لكل البشر على اختلاف الأجناس والألوان والمعتقدات: "لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين حتى يكونوا للمسلمين شركاء فيما لهم وفيما عليهم"، ولقد نهض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - احتراما لحرمة جنازة يهودي، فلما تساءل بعض أصحابه: «يا رسول الله، إنها جنازة يهودي؟ قال صلى الله عليه وسلم: أليست نفسا»([8])؟

وصنع ذلك صحابته مع جنازات مجوسية إبان التحرير الإسلامي للعراق، وكتب الإمام علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - في عهد تولية واليه على مصر الأشتر النخعي (37هـ/657م) يعلمه هذه القيم الإسلامية، فقال له: "الناس صنفان؛ إما أخ لك في الدين، وإما نظير لك في الخلق".

لكن النزعة العنصرية لعقيدة شعب الله المختار، قد جعلت اليهود - بنص الأسفار التي كتبوها بأيديهم، ثم قالوا: هي من عند الله، وبنص شروحها المرجعية في التلمود - يقولون: إن كلمة "نفس" تعني: اليهودية، ويستثنى منها غير اليهود والكلاب! وانطلاقا من هذه النزعة العنصرية في احتكار الخيرية، بل احتكار الإنسانية، أفاض التلمود في الحض على: لعن الأغيار، وإسقاط الأهلية عن كل الأغيار، وإباحة النصب على الأغيار والخداع لهم، وإباحة سرقة الأغيار، والحض على الربا في التعامل مع الأغيار، بل إباحة الزنا بنسائهم؛ لأن كل النساء غير اليهوديات عاهرات.

وإذا كانت مجلدات التلمود هي الشريعة المعتمدة التي شرحت أسفار العهد القديم، فإن هذه الأسفار هي المرجعية العليا المعتمدة، لا عند اليهود فقط، بل عند النصارى أيضا، وهي الينبوع الطافح بهذه العنصرية الدموية، المكونة لثقافة الكراهية السوداء ضد سائر الأغيار من مختلف الأمم والشعوب والديانات والحضارات، أي ضد سائر خلق الله.

ولو أن هذه العقيدة العنصرية الدموية قد وقفت عند اليهود، لهان الأمر بعض الشيء، ولجاز أن نقول: إنها شذوذ فكري تقف حدوده وتأثيراته الكارثية عند أقلية لا يتعدى عددها ثلاثة عشر مليونا من الناس، لكن الطامة الكبرى أن أصبحت هذه العقيدة العنصرية الدموية عقيدة دينية للصليبية الغربية، التي تلعب الدور الأكبر في توجيه السياسة الدولية الحديثة والمعاصرة، فمنذ التحول العقدي الذي أحدثه "مارتن لوثر" (1483 - 1556م) في النصرانية الغربية، أصبح العهد القديم مرجعية مقدسة في هذه النصرانية - وخاصة البروتستانتية منها - وأصبحت هذه المسيحية الغربية - في جملتها - مسيحية صهيونية ومن ضمن الإعلانات المفصحة عن هذه العقيدة السائدة لدى هؤلاء ما يأتي:

فالرئيس الأمريكي " ليندون جونسون " يخطب أمام إحدى المنظمات اليهودية الأمريكية - في العاشر من سبتمبر سنة 1968م، أي عقب انتصار إسرائيل في حرب الأيام الستة - فيقول لهم: إن لأكثركم - إن لم يكن لجميعكم - روابط عميقة مع أرض ومع شعب إسرائيل، كما هو الأمر بالنسبة إلى، ذلك لأن إيماني المسيحي انطلق من إيمانكم، إن القصص التوراتية محبوكة مع ذكريات طفولتي.

 أما الرئيس الأمريكي جيمي كارتر - فإنه يضع كل النقاط على جميع الحروف، عندما يعلن - في خطاب أول مايو 1978م -: "إن العودة إلى أرض التوراة التي أخرج منها اليهود منذ مئات السنين، وإن إقامة الأمة الإسرائيلية في أرضها، هو تحقيق لنبوءة توراتية، وهي تشكل جوهر هذه النبوءة"..

 أما قساوسة اليمين الديني والمسيحية الصهيونية فإنهم يعلنون بلسان رئيس التحالف المسيحي المسيطر على الكونجرس الأمريكي، والمتحكم في معركة الرئاسة الأمريكية القس "بات روبرتسون": إن هذه الأرض - أرض إسرائيل من النيل إلى الفرات - هي أرض الله، وإن لله كلمات قوية تجلب الغضب على من يقسم أرضه.

ثم يأتي القس "كلارنس واجنر" ليعلنها صريحة:"إن إسرائيل هي كيان إلهي مقدس، لا تطبق عليها القوانين البشرية؛ لأنها قانون توراتي لشعب الله المقدس والمختار والمعصوم.. علينا أن نشجع الآخرين على فهم الخطط الإلهية، وليس الخطط التي هي من صنع الإنسان في الأمم المتحدة، أو الاتحاد الأوربي، أو في أوسلو أو وأي ريفير... إلخ، إن الله بعيد عن أي مخطط يعرض مدينة القدس للصراع، بما في ذلك منطقة جبل الهيكل وجبل الزيتون - حيث المسجد الأقصى - وهو - الله - أبعد ما يكون عن إعطاء القدس للعالم الإسلامي، إن المسيح لن يعود لمدينة إسلامية تدعى "القدس"، ولكنه سيعود إلى مدينة يهودية موحدة تدعى "جروزالم".

تلك هي النزعة العنصرية الدموية لعقيدة شعب الله المختار، كما تجلت في نصوص العهد القديم والتلمود والسياسة والثقافة التي تحكم الكيان الصهيوني على أرض فلسطين، وتلك هي الأبعاد التي اتخذتها هذه العقيدة في المسيحية الصهيونية الغربية، وفي الفكر الحاكم والموجه لمشروع الهيمنة الغربية.

فأين هذه النزعة العنصرية الدموية الخرافية من النزعة الإنسانية التي تجلت فيها العدالة الإلهية، التي حكمت المنهاج الإسلامي في تحديد الصفات والشروط والمعايير الحاكمة لخيرية الأمة الإسلامية، وصدق الله العظيم إذ يقول: )كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله( (آل عمران:110)، والحمد لله على نعمة الإسلام، وإنسانية الإسلام، وعدالة المنهاج الإسلامي في العلاقات بين الأمم والشعوب والديانات والحضارات([9]).

وبهذا يتبين لنا أن الداء الحقيقي الذي لا بدأن يمحى نهائيا هو ذلك الداء المتأصل في نفوس أعداء الإسلام من المسيحيين واليهود، الذين يحملون كل أنواع الكيد والحقد والغل للإسلام والمسلمين، لا لشيء إلا لأنهم يعتقدون أنهم شعب الله المختار، لذلك فهم الأسياد وغيرهم العبيد، أما منهج الإسلام الواضح الجلي، فإنه لا يفرق بين دين وآخر، ولا بين إنسان وآخر، فهو دين الفطرة السمحة الذي ختم الله به الرسالات، فالناس في الإسلام سواسية لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى والعمل الصالح. إذن فالذي يجب إعادة صياغته هو تشريعهم المفرق والمغاير لتعاليم الله الصحيحة.

الخلاصة:

  • الهدف الرئيس المستقر لحركة الاستشراق - بأكثريتها المغالطة - من البداية هي إثارة البلبلة حول الإسلام وتاريخ المسلمين واختلاق الشبهات لغرضين:

o   الإساءة لصورة هذا الدين وتشويهها أمام غير المسلمين، حتى لا يحقق مزيدا من المد والانتشار بينهم، أو للتخفيف - على الأقل - من انتشاره اللامحدود وقبوله المتزايد لديهم.

o       هز صورته في نفوس معتنقيه وخلخلة اعتقادهم الراسخ فيه.

  • لا مشكلة لدى الإسلام ولا المسلمين تجاه الأديان السابقة التي يعترف الإسلام بأصلها السماوي الصحيح غير المحرف، والمسلمون مأمورن بإحسان معاملة غير المسلمين، بدافع من مبادئ دينهم السمح ما سالموهم، في حين أن المشكلة تكمن لدى الطرف الآخر غير المسلم، المنكر لنبوة رسول الإسلام - صلى الله عليه وسلم - غير المعترف برسالته، وبالتالي يستحلون في حقه وحق أهله كل محرم ويستحسنون كل قبيح.
  • بناء على هذا الإنكار من طرف الآخرين لرسالة الإسلام ونبوة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وبالإضافة إلى النزعة الاستعلائية العنصرية لدى الصهاينة، الزاعمين أنهم شعب الله المختار الذي سوغ لهم اقتراف كل منكر في حق غير اليهود دون حرج، بناء على هذا فقد ارتكب الآخرون الكثير من الجرائم في حق المسلمين، ولعل أبرز محطاتها أفعال الصليبيين المنكرة، ومذابحهم الشنيعة إبان العصور الوسطى في الشرق الإسلامي والأندلس، وما ارتكبوه بحق شعوب مستعمراتهم الإسلامية خلال حركة تطويق العالم الإسلامي - المعروف بالكشوف الجغرافية - في مطلع العصر الحديث وما بعده، وصولا إلى ما يرتكبه الصليبيون والصهاينة وغيرهم في حق المسلمين، مما لا يكفي ولا يليق في حقه مجرد الاعتذار من الآخرين، وحذف ما يحرض على ارتكابه - دون حرج - من مرجعياتهم الدينية وأصولهم الاعتقادية، لا أن يطالبوا المسلمين بذلك.

 

 

(*) قادة الغرب يقولون: دمروا الإسلام أبيدوا أهله، عبد الودود يوسف، دار السلام، القاهرة، 1988م.

[1]. آثار الفكر الاستشراقي في المجتمعات الإسلامية، د. محمد خليفة حسن، عين للدراسات والبحوث، الإمارات، ط1، 1997م، ص9.

[2]. آثار الفكر الاستشراقي في المجتمعات الإسلامية، د. محمد خليفة حسن، عين للدراسات والبحوث، الإمارات، ط1، 1997م، ص19، 20.

[3]. البوذية: هي ديانة أسسها أحد حكماء الهند (بوذا (564 ـ 483) قبل الميلاد)، وهي أقرب إلى فلسفة الحياة منها إلى الدين، حيث لا تؤمن بإله، وتقوم على التجرد والزهد تخلصا من الشهوات والألم وطريقا إلى الفناء التام، وتقول بالتناسخ ومبدأ السبيبة، وتنكر الروحية والبعث والحساب، وهي من أكثر الديانات انتشارا في الهند والشرق الأقصى.

[4]. الهندوسية: مذهب ديني في الهند.

[5]. آثار الفكر الاستشراقي في المجتمعات الإسلامية، د. محمد خليفة حسن، عين للدراسات والبحوث، الإمارات، ط1، 1997م، ص61.

[6]. الاستشراق: عناية واهتمام بشئون الشرق وثقافته ولغاته، أو هو أسلوب غربي للسيطرة على الشرق وإعادة بنائه وبسط النفوذ عليه.

[7]. آثار الفكر الاستشراقي في المجتمعات الإسلامية، د. محمد خليفة حسن، عين للدراسات والبحوث، الإمارات، ط1، 1997م، ص11: 13.

[8]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الجنائز، باب من قام لجنازة يهودي (1250)، ومسلم في صحيحه، كتاب الجنائز، باب القيام للجنازة (2269).

[9]. النزعة العنصرية لعقيدة شعب الله المختار، مقال د. محمد عمارة، مجلة الرسالة، العدد 40، محرم 1418هـ/ يونيه 1997م.

  • الاحد AM 03:28
    2020-11-22
  • 1082
Powered by: GateGold