المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 411886
يتصفح الموقع حاليا : 259

البحث

البحث

عرض المادة

الزعم أن أبناء الدم الآري يتميزون على غيرهم من الأجناس

                                   الزعم أن أبناء الدم الآري يتميزون على غيرهم من الأجناس(*) [1]

مضمون الشبهة:

يدعي بعض المفترين أن أبناء الدم الآري أرقى من غيرهم، وأن الجنس الأوربي عامة والألماني خاصة يفضل بطبيعته غيره من الشعوب الأخرى السامية،[2] وتبع هذا الزعم شعور عند القوم بالاستعلاء والكبرياء والتعالي.

وجوه إبطال الشبهة:

1)   البشر جميعا يستوون في كونهم نفخة من روح الله، وكلهم لآدم، وآدم من تراب.

2)   الأجناس الأوربية والآريون كذلك عانت كثيرا من التردي والانحطاط، والعصور الوسطى خير شاهد.

3)   تفوق الغرب الأوربي في بعض جوانب الحياة المادية لا يعني بلوغه ذروة الكمال للإنسان في الحياة كلها.

التفصيل:

أولا. البشر جميعا يستوون في كونهم نفخة من روح الله، وكلهم لآدم، وآدم من تراب:

البشر جميعهم أبناء آدم، يجمعهم نسب مشترك، وهم في الأصل نفخة من روح الله في آدم، وآدم من تراب، فهم متساوون في أصل الخلقة.

إن الإسلام يحترم الإنسان ويكرمه من حيث هو إنسان، لا من أي حيثية أخرى، الإنسان من أي سلالة كان ومن أي لون كان، من غير تفرقة بين عنصر وعنصر، وبين قوم وقوم، ولون ولون، مسقطا كل أنواع التفرقة القبلية والعنصرية والقومية واللونية، يقول القرآن: )يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير (13)( (الحجرات).

وقد أرسى النبي - صلى الله عليه وسلم - في خطبة الوداع حين قال: «يا أيها الناس، إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى، إن أكرمكم عند الله أتقاكم»[3].

وفي الحديث الآخر: «والناس بنو آدم، وآدم خلق من تراب»[4].

وبهذا تسقط الاعتبارات الطبقية التي قامت عليها كثير من المجتمعات قديما وحديثا، والتي أقام عليها بعض الناس فلسفتهم الحاقدة السوداء التي تبني طبقة واحدة بهدم كل الطبقات.

قد يختلف الناس في أجناسهم وعناصرهم، فيكون منهم الآري والسامي والحامي والعربي والعجمي، وقد يختلفون في أنسابهم وأحسابهم، فيكون منهم من ينتمي إلى أسرة عريقة في المجد، ومن ينتهي إلى أسرة صغيرة مغمورة في الناس.

لكن القيمة الإنسانية واحدة للجميع، فالعربي إنسان والعجمي إنسان، والأبيض إنسان والأسود إنسان، والحاكم إنسان والمحكوم إنسان، والغني إنسان والفقير إنسان، ورب العمل إنسان والعامل إنسان، والرجل إنسان والمرأة إنسان، والحر إنسان والعبد إنسان، وما دام الكل إنسانا، فهم إذن سواسية كأسنان المشط[5].

لا فرق بين جلد أبيض أو أسود أو أصفر أو أحمر، إن هذه الألوان المختلفة تشابه ما تراه العيون من اختلاف الألوان في الأزهار والورود لا دلالة على عراقة أو تفاهة. إن الوراثة لا تنشئ عظمة، ولا تكسب خصوصية، فهناك أنبياء من أصلاب كافرة، وهناك فجار من أصلاب أنبياء، وقد كان أبو الطيب شاعرا مفلقا من أب لا يعرف شعرا ولا نثرا.

ثم إن روافد الوراثة غامضة المنبع والكنه في أبناء الجيل الواحد، فكيف إذا تكاثرت الأجيال؟ ونحن نعرف بعد هذا أن القول بأن جنسا آخر استأثر بأصل الخلقة قول فيه ادعاء ظاهر؛ إذ إن ظروف البيئة هي التي تصنع الأعاجيب، وهي التي تنمي المواهب أو تقتلها، بل هي التي تحيي الفطرة أو تميتها.

إن أساس الخليقة يرجع إلى أصل إنساني واحد، وإلى أب واحد وأم واحدة، بل إن رب العزة - سبحانه وتعالى - خلق الناس من أصل واحد، ومن ذكر وأنثى، وجعلهم شعوبا وقبائل لحكمة ربانية عليا، ألا وهي التعارف والتضامن والتكامل، كما قال تعالى: )يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير (13)( (الحجرات).

وما دام الأصل الإنساني واحدا، فلا يصح لأحد أن يستعلي على غيره، لا من أجل المال، ولا من أجل الأشكال، فالإسلام لا يقر استعلاء بحسب أو نسب، أو تفاخرا بالآباء أو الأجداد؛ فأساس التفاضل إنما هو تقوى الله: )إن أكرمكم عند الله أتقاكم( (الحجرات:13) [6].

إن هذه النظرة الاستعلائية غير المنصفة ليس لها أساس من الصحة، ولا دليل من الواقع، بل هي محض افئتات على الحركة الإنسانية جميعا.

ومن نافلة القول أن نذكر أن هذه النظرة تتناقض تماما ما يدعونه من ضرورة المساواة والإخاء والحرية لجميع الشعوب، وعلى ذلك فما كلامهم إلا هراء ليس له نصيب من الواقعية والتحقق على أرض الواقع.

ثانيا. العنصر الأوربي اشتهر بالغباوة وعانى من الانحطاط أعواما طوالا، والعصور الوسطى خير شاهد:

كان سقوط روما على أيدي البرابرة الجرمان سنة 476م إيذانا بانهيار الحضارة اليونانية، وساد أوربا دمار حضاري وانهيار فكري وتأخر اقتصادي، فعمها ظلام الجهل والتعصب، والجمود والتخلف، واستمر ذلك حوالي ألف عام، واعتبروا سقوط القسطنطينية نهاية لهذه العصور المظلمة، وذلك عام 1453م؛ إذ بدأ عصر النهضة يشع نوره في أوربا، وفي هذه الحقبة نفسها من التاريخ - أي خلال ما سمته أوربا "عصور الظلام" - ازدهرت حضارة الإسلام، فتقدمت العلوم وكثر العلماء، وانتشرت في المشرق والمغرب المؤسسات العلمية من مدارس ومكتبات، فكانت هذه الأعصر بالنسبة للمشرق العربي الإسلامي - مغربه وأندلسه - أعصر العلم والتقدم، والتسامح والرقي الحضاري. وكانت في أوربا عصور موات، وحرق للعلماء ومحاربة للمعرفة؛ حيث عاشت أوربا قرونا طويلة من القرن الخامس الميلادي وحتى القرن الرابع عشر الميلادي تحت رحمة المثلين القائلين: "الجهل رأس العبادة" و "القذارة من الإيمان" [7].

وقد سلم العلماء الأوربيون بغلبة المادية في حضارتهم، ونوهوا بها في كتبهم وبحوثهم العلمية، وقد ألقى العالم الألماني هاس " HaaS" ثلاث محاضرات في جنيف عنوانها: "ما هي المدنية الأوربية؟". يقول هاس: "كان المثل الكامل عندهم الجسم الجميل المتناسب، وليس هذا إلا اعتدادا بالمحسوسات، وكان الدين خلوا من الروحانية المعنوية... أما اللون الروحي فمستعار من المشرق"[8].

ألم يكن الجنس الأوربي الأبيض في غرب أوربا وشمالها، والذي يفرض وصايته على العالم كله، يشتهر بالغباوة والانحطاط أياما طوالا؟! وقد نقل كلام عن المستشرق فيليب حتي يؤكد فيه تأخر الأوربيين الحضاري وتفوق عرب الأندلس عليهم.. إذ يقول: "في الوقت الذي كانت فيه جامعة أكسفورد ترى الاستحمام عادة وثنية، كانت الأجيال من علماء قرطبة تتمتع بالاستحمام في مؤسسات فاخرة".

ويدلنا على موقف العرب حيال برابرة الشمال، ما ورد في كلام عالم طليطلة "صاعد القاضي" المتوفى سنة 1070م، فقد كتب عنهم أن إفراط بعد الشمس عن مساحة رءوسهم برد هواءهم وكشف وجوههم، فصارت لذلك أمزجتهم باردة وأخلاطهم فجة! فعظمت أبدانهم، وابيضت ألوانهم، وانسدلت شعورهم، وانعدمت دقة أفهامهم، وغلب عليهم الجهل والبلادة، وفشت فيهم العلل والغباوة!

أرأيتم هذا الوصف؟ إنه للأوربيين الذين يقودون العالم الآن، وليس للهنود ولا الزنوج ولا العرب أو بقية العالم الثالث.

إذن لم يكن الاستعلاء باللون يوما من الأيام مصدرا من مصادر التقدم أو الامتياز، فإن الجنس الآري الذي يوصف بأنه الإنسان الأبيض قد وصل إلى أوربا قادما من قلب آسيا من فارس والهند. ومع ذلك فإن شأنه في هذا يختلف عن شأنه هناك؛ وذلك لأن عوامل كثيرة ومختلفة هي التي أعطت الأوربيين قيادة الحضارة في هذه المرحلة حين بلغ العرب والمسلمون في مرحلة الضعف، والرجل الأبيض الذي ورث التراث الإسلامي للعلم والحضارة قد استعلى في غطرسة وغرور عن أن يعترف بالفضل، وتنكر لحضارات الأمم والشعوب المختلفة التي سبقت وأثرت في مسير الحضارات البشرية، ولم تكن من نتاج الرجل الأبيض أصلا.

وقد كان الرجل الأبيض يدعي أنه معدن البشرية، وأن سلطانه ونفوذه ليس إلا عملا إنسانيا يستهدف تحضير الشعوب وتعميرها (واشتق اسم الاستعمار من التعمير)، ولكن الشعوب رأت كيف كان الرجل الأبيض قاسما وظالما وعنيفا، وأنه لم يكن ممدنا بقدر ما كان محتلا جشعا، يحرص على أن يمتلك كل شيء، وأن يسيطر على مختلف الخامات والثروات وينقلها لبلاده، وأنه كان حريصا على ألا يقدم لهذه الشعوب من حضارته إلا الجوانب السلبية والبراقة، التي تحمل جراثيم قتل الكيان والشخصية وتذويب القيم وتحطيم المعنويات، وذلك بقصد استدامة السيطرة وإبقاء النفوذ وإطالة أجل الاحتلال. وقد كشفت الأبحاث العلمية المنصفة خطأ نظرية الرجل الأبيض، وتميزه عقليا أو جسميا، وتأكد أن ما حصل عليه من التقدم العلمي، إنما هو تطور البشرية الطبيعي، والجهد المشترك الذي ساهمت فيه مختلف العقول والقوى.

إن نظرية الجنس الأبيض لم تكن في الحقيقة إلا أسلوبا من أساليب السيطرة عن طريق بعض الأفكار الاستعمارية، ومظهر يخفي وراءه أهواء الاستعمار، ويحاول أن يصورها بصورة الواقع المفروض، وينقض هذه النظرية تاريخيا أن أوربا ظلت أكثر من ألف عام تعيش ظلمات القرون الوسطى، بينما كانت أجناس أخرى ليست بيضاء تتولى مقاليد الحضارة الإنسانية، وتذيعها في كل مكان، ومن هنا، فإن فكرة الجنس الأبيض نفسها لم تكن هي مصدر الحضارة [9].

ثالثا. تفوق الغرب الأوربي في بعض المجالات المادية لا يعني بلوغه ذروة الكمال:

فالفقر الروحي في أوربا أظهر من أن ندلل عليه، ولسنا في حاجة إلى إبراز تفوق الإسلام والمسلمين في جانب الأخلاق والإنسانية في التعاملات وإقامة العلاقات، كما أن تفوق المسلمين ونبوغهم في جوانب الحضارة المادية والعلوم التطبيقية قديما وحديثا لا يمكن تجاهله، ومن ثم فلا وجه لما يدعيه هؤلاء من تفوق الجنس الأوربي وتميزه على أهل الديانات الأخرى، ولا سيما الإسلام، فالإسلام بتميزه الروحي والمادي في آن واحد يرد بقوة مثل هذا الادعاء.

وبشيء من التفصيل نقول: "إن الأوربيين قد فقدوا تعادل القوة والأخلاق والتوازن بين العلم - بظاهر من الحياة الدنيا - والدين منذ قرون، فلم تزل القوة والعلم في أوربا بعد النهضة الجديدة ينموان على حساب الدين والأخلاق، ولم يزل الأولان في ارتفاع وارتقاء، والآخران في انخفاض وانحطاط، حتى بعدت النسبة بينهما، ونشأ جيل كأنه ميزان لصقت إحدى كفتيه بالأرض (وهي كفة القوة والعلم)، وخفت الثانية (وهي كفة الدين والأخلاق) حتى ارتفعت جدا.

وبينما يتراءى هذا الجيل للناظر في خوارقه الصناعية وعجائبه الكونية، وتسخيره للمادة والقوى الطبيعية لمصالحه وأغراضه كأنه فوق البشر، إذ هو لا يتميز في أخلاقه وأعماله، وفي شرهه وطمعه، وفي طيشه ونزقه - خفة عقله - وفي قسوته وظلمه عن البهائم والسباع، وبينما هو قد ملك جميع وسائل الحياة، إذا هو لا يدري كيف يعيش! وبينما هو بلغ الغايات ووراء الغايات في الكماليات وفضول الحياة، إذا هو لم يعرف المبادئ الأولية والبدهيات للحياة الإنسانية والمدنية والأخلاق، فتراه يصعد إلى السماء ويريد أن يناطح الجوزاء، وهو لم يتقن شئون الأرض ولم يصلح ما تحت قدميه، وقد خولته العلوم الطبيعية قوة قاهرة وهو لا يحسن استعمالها، كطفل صغير أو سفيه أو مجنون يملك أزمة الأمور ويؤتى مفاتيح الخزائن، فهو لا يزيد على أن يبعث بالجواهر الغالية والنفائس المخزونة، ويعيث في دماء الناس ونفوسهم"[10].

إن القيم الأخلاقية تمثل ولا ريب مراكز الثقل في حضارات الأمم، وشحنات الدفع في مسيراتها، وتكاد علاقاتها المؤكدة بالنمو الحضاري تبدو طردية باستمرار على مستوى الكيف والكم، فكلما التزمت جماعة ما بمزيد من القيم وسعت إلى صقلها وتأصيلها في أعماق البنية الاجتماعية، تمكنت من حماية وحدتها ومد عمرها الحضاري، وإبعاد شبح التدهور والسقوط عنها، وكلما بدأت جماعة بالتخلي عن هذه الالتزمات واطراحها جانبا، وعدم السعي لبلورتها وتعميقها في الممارسة الاجتماعية، عرضت وحدتها للتفتت، وآذنت نشاطها ومعطياتها الحضارية بسوء المصير.

ولا شك أن الحالة الأخلاقية ومفردات السلوك يرتبطان أشد الارتباط بالوضع الحضاري؛ فهي تعينه على التماسك والنمو في بعدها الإيجابي، وتقوده إلى التفكك والانهيار في بعدها السياسي[11].

" وكم من أمة غنية ولكنها تعيش في شقوة، مهددة في أمنها، مقطعة الأواصر بينها، يسود الناس فيها القلق وينتظرها الانحلال، فهي قوة بلا أمن، ومتاع بلا رقي، وهي وفرة بلا إصلاح، وحاضر زاه يترقبه مستقبل نكد، وهو الابتلاء الذي يعقبه النكال" [12].

"إن العذاب النفسي والشقاء الجنسي والانحلال الخلقي... الذي تقاسي منه هذه الأمم اليوم يكاد يغطي على الإنتاج والرخاء والمتاع، ويكاد يصبغ الحياة كلها بالنكد والقلق والشقاء! ذلك إلى جانب الطلائع التي تشير إليها القضايا الأخلاقية السياسية، التي تباع فيها أسرار الدولة، وتقع فيها الخيانة للأمة، في مقابل شهوة أو شذوذ... وهي طلائع لا تخطئ على نهاية المطاف.

وليس هذا كله إلا بداية الطريق... وصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ يقول: «إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا - على معاصيه - ما يحب، فإنما هو استدراج، ثم تلا: )فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون (44)( (الأنعام)»[13] [14].

إن الفساد الأخلاقي والانحلال الروحي الذي يسود المجتمعات الأوربية التي تظن أنها فوق الأجناس وأنها بلغت ذروة الكمال - بدءا بالممارسات المنحرفة التي تمس السلوك كالجنس والفجور والانغماس في الملذات، وتفشي الخمر والميسر والغناء والرقص، وانتشار ظاهرة القيان[15] والغلمان... وانتهاء بمنظومة القيم التي تمس العمل والسلوك، كالغش والكذب والمنفعة والأثرة والكبر والرياء والغدر والنفاق والخيانة وشهادة الزور، وتضاؤل الإحساس بالمسئولية، وغياب رقابة الضمير، والتدليس، وعدم الالتزام بالعهود وانعدام الأمانة.. إلخ - كل هذا يشير إلى لحوق الدمار بهذا النشاط الحضاري، وخوائه من المقومات الأساسية له، ألا وهي الأخلاق، وما تلبث هذه الممارسات غير الأخلاقية أن تتكاثر حتى تقود الحركة الحضارية إلى الانهيار[16].

ومجمل القول في هذا الصدد، " أن هذا التميز العلمي وحده ليس هو كل شيء في الحضارة، وإنما الحضارة قوى روحية ومادية، وأن العمل المادي الصرف منفصلا عن الأخلاق والدين لم يحقق إلا أزمة العصر، أزمة العالم الذي كبر عقله وتوقف قلبه عن النمو، فبان ما بين قوتيه الصانعتين لحياته "[17].

الخلاصة:

  • البشر جميعا يستوون في كونهم نفخة من روح الله في آدم - عليه السلام - فهم جميعا ينتمون لأصل واحد ويجمعهم نسب مشترك، أليسوا كلهم أبناء آدم؟! وقد أرست الديانات السماوية - وعلى رأسها الإسلام - دعائم المساواة والعدالة بين بني الإنسان، ولا فرق بينهم لعرق أو جنس، فهم سواسية كأسنان المشط، وهم إخوة في الإنسانية والعقل والمنطق، وهذا يقتضي المساواة في التعامل بينهم.
  • الجنس الأوربي عانى من التردي والانحطاط قرونا طويلة، والعصور الوسطى خير شاهد، ففي حين كانت المدنية الإسلامية تشع بنورها وتتلألأ أضواؤها، لتعلم أرجاء المعمورة، كان الغرب بعد سقوط روما يترنح في سبات من الجهل والظلام الفكري والروحي؛ فليس الاستعلاء باللون - إذن - مصدرا من مصادر التقدم والامتياز.
  • تفوق الغرب في بعض المجالات المادية لا يعني تفوقه في جميع مناحي الحياة، وحسبك هنا أن تشاهد ما يعانيه القوم من خواء عاطفي روحي - رغم التقدم المادي - وقد أعلن كثير منهم ذلك الفقر والعوز الخلقي، فمنهم من هداه الله إلى الإسلام، وكثير منهم لا يزال يتخبط في ظلام الشك والحيرة، وأنت تعلم أن نسبة الانتحار في أغنى بلاد أوربا هي الأعلى، وهذا يكفيك في دحض هذه الفرية إن أردت. وإذا كانت الحالة الأخلاقية والسلوك يرتبطان أشد الارتباط بالوضع الحضاري، فإن المجتمعات الغربية تفتقد كثيرا من مقومات الحضارة الحقة، حتى ما تلبث هذه الممارسات غير الأخلاقية أن تتكاثر حتى تقودها إلى الانهيار والتخلف المبين )ولتعلمن نبأه بعد حين (88)( (ص).

 

 

 

(*) تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية، مصطفى عبد الرازق، مكتبة الثقافة الدينية. الشبهات والأخطاء الشائعة في الفكر الإسلامي، أنور الجندي، دار الاعتصام، القاهرة. ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين، أبو الحسن الندوي، مكتبة نزار مصطفى الباز، مكة المكرمة، ط1، 1418هـ/ 1997م. التبشير والاستشراق: أحقاد وحملات على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبلاد الإسلام، محمد عزت إسماعيل الطهطاوي، المكتبة العصرية، بيروت.

[1]. الآرية: لغة يقال إنها أصل اللغات الهندأوربية. أو فكرة تقول بتفوق الجنس الآري، وقد استندت إليها النازية الألمانية.

[2]. السامية: مجموعة من الشعوب ترجع بأصولها إلى سام بن نوح، وتضم: العرب والأكاديين والبابليين والآشوريين والكنعانيين والفينيقيين والعبرانيين. ودعوى معاداة السامية تعني : سياسة مناصرة لليهود.

[3]. صحيح: أخرجه أحمد في مسنده، باقي مسند الأنصار، حديث رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم (23536)، والبيهقي في شعب الإيمان، باب في حفظ اللسان، فصل ومما يجب حفظ اللسان منه بالآباء وخصوصا بالجاهلية والتعظيم (5137)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (2700).

[4]. حسن: أخرجه أحمد في مسنده، مسند المكثرين من الصحابة، مسند أبي هريرة رضي الله عنه (8721)، والترمذي في سننه، كتاب المناقب، باب في فضل الشام واليمن (3956)، وحسنه الألباني في صحيح وضعيف سنن الترمذي (3101).

[5]. الخصائص العامة للإسلام، د. يوسف القرضاوي، مكتبة وهبة، القاهرة، ط6، 1423هـ/ 2003م، ص85: 87 بتصرف.

[6]. وحدة الأصل الإنساني، مقال د. أحمد عمر هاشم، ضمن أبحاث ووقائع المؤتمر السابع عشر للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، القاهرة، 1426هـ/ 2005م، ص98:96 بتصرف.

[7]. أضواء على مواقف المستشرقين والمبشرين، د. شوقي أبو خليل، منشورات جمعية الدعوة الإسلامية، ليبيا، ط2، 1428هـ/ 1999م، ص236، 237 بتصرف.

[8]. ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين، أبو الحسن الندوي، مكتبة نزار مصطفى الباز، مكة المكرمة، ط1، 1418هـ/ 1997م، ص119.

[9]. الشبهات والأخطاء الشائعة في الفكر الإسلامي، أنور الجندي، دار الاعتصام، القاهرة، ص361، 360 بتصرف.

[10]. ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين، أبو الحسن الندوي، مكتبة نزار مصطفى الباز، مكة المكرمة، ط1، 1418هـ/ 1997م، ص162.

[11]. في ظلال القرآن، سيد قطب، دار الشروق، القاهرة، ط13، 1407هـ/ 1987م، ج3، ص1339.

[12]. مدخل إلى الحضارة الإسلامية، د. عماد الدين خليل، المركز الثقافي العربي، المغرب، الدار العربية للعلوم، بيروت، ط1، 1426هـ/ 2005م، ج1، ص169، 170 بتصرف.

[13]. مدخل إلى الحضارة الإسلامية، د. عماد الدين خليل، المركز الثقافي العربي، المغرب، الدار العربية للعلوم، بيروت، ط1، 1426هـ/ 2005م، ج3، ص1091.

[14]. صحيح: أخرجه أحمد في مسنده، مسند الشاميين، حديث عقبة بن عماد الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم (17349)، والروياني في مسنده، عقبة بن مسلم التجيبي، إذا رأيت الله يعطي العبد بالمنى وهو مقيم على معصية (259) بنحوه، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (413).

[15]. القين والتقين: التزين بألوان الزينة، والقينة الأمة المغنية، وقيل: القينة: الأمة مغنية كانت أو غير مغنية، وإنما قيل للمغنية قينة إذا كان الغناء صناعة لها، وذلك من عمل الإماء دون الحرائر، والقينة: الجارية تخدم، والقين: العبد، والجمع قيان.

[16]. مدخل إلى الحضارة الإسلامية، د. عماد الدين خليل، المركز الثقافي العربي، المغرب، الدار العربية للعلوم، بيروت، ط1، 1426هـ/ 2005م، ص170، 169 بتصرف.

[17]. الشبهات والأخطاء الشائعة في الفكر الإسلامي، أنور الجندي، دار الاعتصام، القاهرة، ص361.

  • الاحد AM 03:25
    2020-11-22
  • 1141
Powered by: GateGold