المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413681
يتصفح الموقع حاليا : 206

البحث

البحث

عرض المادة

كتب المسانيد

المسند لغة: ما ارتقع عن الأرض وعلا عن السطح.

 

في الأصطلاح: أطلقه المحدثون على معنيين:

الأول: الحديث المسند: قال الخطيب البغدادي: وصفهم الحديث بأنه مسند يريدون أن إسناده متصل بين راويه وبين من أسند عنه، إلا أن أكثر استعمالهم هذه العبارة هو فيما أسند عن النبي صلى الله عليه وسلم خاصة، واتصال الإسناد فيه يكون كل واحد من روائه سمعه ممن فوقه حتى ينتهي ذلك إلى آخره، وإن لم يبين فيه السماع بل اقتصر على العنعنة. أ هـ.

 

وعلى هذا المعنى أطلق بعض المصنفين على كتابه "مسند" مثل [الجامع الصحيح المسند] لأبي عبد الله البخاري، وكذلك مسند الدارمي وصحيحاً ابن خزيمة وابن حبان وغيرها.

 

الثاني: كتب المسانيد: وهي التي تخرج الأحاديث على أسماء الصحابة، وضم أحاديث كل واحد من الصحابة بعضها إلى بعض مثل مسند الإمام أحمد وأبي يعلى الموصلي وغيرهما.

 

2- طريقة ترتيب كتب المسانيد:

للعلماء في ذلك ثلاث طرق:

الأولى: ترتيب أسماء الصحابة على حروف المعجم من أوائل الأسماء فيبدأ – مثلاً – بأبي بن كعب، ثم أسامة بن زيد، ثم أنس بن مالك... وهكذا، إلى آخر الحروف.

 

الثانية: الترتيب على القبائل فيبدأ ببني هاشم ثم الأقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النسب ثم من يليهم...

 

الثالثة: الترتيب على قدر سوابق الصحابة في الإسلام ومحله في الدين، فيبدأ بالعشرة – رضوان الله عليهم – ثم المقدمين من أهل بدر ثم يلونهم أهل بيعة الرضوان بالحديبية... وهكذا.

 

قال الخطيب البغدادي: وهذه الطريقة – الأخيرة – أحب إلينا في تخريج المسند.

 

3- أهم كتب المسانيد:

1- مسند أبي داود سليمان بن داود الطيالسي ت 204هـ وقد رد الحافظ السيوطي على من نسب هذا المسند إلى الطيالسي وجعله أول مصنف في المسند باعتبار تقدم وفاته، فقال: (.. إنما هو من جمع بعض الحفاظ الخرسانيين جمع فيه ما رواه يونس بن حبيب الأصبهاني خاصة عنه، وشذ عنه كثير منه، ويشبه هذا مسند الشافعي، فإنه ليس تصنيفه، وإنما لقطه بعض الحفاظ النيساربوريين من مسموع الأصم من كتاب الأم فإنه كان سمع الأم أو غالبها على الربيع عن الشافعي) أهـ.

 

وقد رتب هذا المسند على أبواب الفقه الشيخ أحمد بن عبد الرحمن البنا الساعاتي – رحمه الله – وسماه [منحة المعبود بترتيب مسند أبي داود] وهو مطبوع في مجلدين بتحقيق حبيب الرحمن الأعظمى.

 

2- مسند أبي بكر بن أبي شيبة ت 235هـ وهو غير المصنف المطبوع، ويوجد منه نسختان خطيتان، أحدهما في مكتبة (أحمد الثالث بتركيا والأخرى في المكتبة الوطنية بتونس)، ومصورة هذه الأخيرة في مكتبة المخطوطات بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية.

 

3- مسند إسحاق بن إبراهيم الحنظلي المعروف بابن راهوية المتوفي سنة 238هـ.

 

قام الدكتور عبد الغفور بن عبد الحق البلوشي بتحقيق جزء منه – من مسند عائشة – لنيل درجة الدكتوراه من شعبة السنة بالدراسات العليا بالجامعة الإسلامية وأغلبه فيما أعلم مفقود.

 

4- مسند الإمام أحمد بن محمد بن حنبل المتوفي سنة – هو أكبر المسانيد الموجودة فيما أعلم، وقد طبع في ستة مجلدات كبيرة، 241هـ وسيأتي الحديث عنه في الفقرة الرابعة بإذن الله.

 

5- مسند أحمد بن إبراهيم الدورقي ت 246هـ يوجد منه قطعة فيه مسند سعد بن أبي وقاص في المكتبة الظاهرية مجموع (37).

 

6- المنتخب من مسند عبد بن حميد الكشي المتوفي سنة 249هـ، وقد طبع في ثلاثة أجزاء بتحقيق مصطفى العدوي.

 

7- مسند يعقوب بن شيبة أبو يوسف السدوسي البصري المتوفي سنة 262هـ.

 

قال الذهبي: (... صاحب المسند الكبير العديم النظير المعلل، الذي تم في مسانيده نحو من ثلاثين مجلداً، ولو كمل لجاء في مائة مجلد).

 

وقد طبع جزء منه يمثل الجزء العاشر من مسند عمر بن الخطاب – رضي الله   عنه - .

 

8- مسند أحمد بن إبراهيم الطرسوسي الخزاعي ت 273هـ, والموجود منه جزء يسير من مسند عبد الله بن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وهو مطبوع.

 

9- مسند بن أبي غرزة أحمد بن حازم الغفاري الكوفي ت 257هـ، يوجد منه مسند عابس الغفاري وجماعة من الصحابة في المكتبة الظاهرية بدمشق.

 

10- مسند الحارث بن محمد بن أبي أسامة التميمي البغدادي ت 282هـ وهو مفقود فيما أعلم إلا بعض أوراق وجدت باسم المنتقي أو العوالي المستخرجة من مسند الحارث.

 

11- مسند أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار 292هـ قام بتحقيقه الدكتور محفوظ الرحمن الهندي، وهو ناقص من أوله.

12- مسند أبي يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي ت 307هـ وقد طبع أكثر من طبعة وفيه نقص.

 

13- مسند أبي سعيد الهيثم بن كليب الشاشي ت 335هـ طبع بعضه والباقي تحت الطبع فيما أعلم.

 

14- مسند المقلين لدعلج بن أحمد السحستاني ت 351هـ وهو مطبوع في جزء صغير.

 

وهناك مسانيد أخرى في عداد المفقودات من تراثنا العلمي منها: مسند مسدد مسرهد – ت 228هـ ومسند محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني – ت 243هـ - ومسند أحمد بن منيع أبو جعفر البغوي – ت 244هـ وكذلك المسند المصنف الذي لم يصنف مثله للحافظ بقي بن مخلد القرطبي – ت 276هـ - وقد رتبه مؤلفه – رحمه الله – على الأبواب داخل كل مسند صحابي ليسهل بذلك على طلبة العلم الوقوف على الحديث في مسنده، وقد كتب عنه الأستاذ الدكتور أكرم العُمري دراسة جيدة في كتابه: [بقي بن مخلد ومقدمة مسنده] دراسة وتحقيق.

 

تنبيه:

1- هناك كتب مرتبة على أسماء الصحابة على طريقة المسانيد، ولم يسمها أصحابها مسانيد من ذلك مثلاً:

أ) المعجم الكبير للطبراني.

ب) العلل للدارقطني وغيرهما.

 

2- وهناك كتب ذكرت في عداد كتب المسانيد وهي ليست مرتبة على المسانيد ولا على الأبواب، مثل: مسند علي بن الجعد المطبوع في مجلدين، ومسند يحيى بن معين، ومسند السراج ونحوهما.

 

4- دراسة موجزة عن نموذج من كتب المسانيد:

- النموذج: مسند الإمام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل.

- مؤلفه: شيخ الإسلام وسيد المسلمين في عصره الحافظ الحجة والإمام القدوة المجمع على جلالة قدره وعلو شأنه من الموافق والمخالف، أبو عبد الله أحمد بن محمد الذهلي الشيباني المولود سنة 164هـ والمتوفي سنة 241هـ.

 

- كتاب المسند:

طريقة ترتيبه: رتبه – رحمه الله – على قدر سابقة الصحابي في الإسلام ومحله من الدين، فبدأ بالعشرة الخلفاء على غيرهم ثم أهل بدر ثم أهل الحديبة... وهكذا.

 

مكانة هذا السند: (قال حنبل: جمعنا أحمد بن حنبل أنا وصالح وعبد الله وقرأ علينا المسند – وما سمعه غيرنا – وقال: هذا الكتاب جمعته وانتقيته من أكثر من سبعمائة ألف حديث وخمسين ألف، وما اختلف فيه المسلمون من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فارجعوا إليه، فإن وجدتموه وإلا فليس بحجة. أهـ.

 

قال الإمام الذهبي: هذا القول منه على الأمر وإلا فلنا أحاديث قوية في الصحاح والسنن والأجزاء وما هي في المسند وقبل وفاته بثلاث عشرة سنة، فتجد في الكتاب أشياء مكرره ودخول مسند، وسند في سند وهو نادر. أهـ.

 

وقال أبو موسى محمد بن أبي بكر المديني:... وهذا الكتاب أصل كبير، ومرجع وثيق لأصحاب الحديث انتقى من حديث كثير ومسموعات وافرة، فجعله إماماً ومعتمداً وعند التنازع ملجئاً ومستنداً).

 

عدد أحاديث المسند:

قال الحافظ أبو موسى المديني: (... فأما عدد أحاديثه فلم أزل أسمع من أفواه الناس أنها أربعون ألفاً، إلى أن قرأت على أبي منصور بن زريق القزاز – بزايين – ببغداد قال: حدثنا أبو بكر الخطيب قال: حدثنا ابن المنادي قال: لم يكن أحد في الدنيا أروى عن أبيه منه – يعني عبد الله بن أحمد بن حنبل – لأنه سمع المسند وهو ثلاثون ألفاً، والتفسير وهو مائة وعشرون ألفاً... إلخ.

 

فلا أدري هل الذي ابن المنادي أراد به مالاً مكرر فيه، أو أراد غيره مع المكرر، فيصلح القولان جميعاً...إلخ) ويذكر أبو موسى – أيضاً – عن أبي عبد الله الحسين بن أحمد الأسدي في كتابه: (مناقب الإمام أحمد) أنه سمع أبا بكر بن مالك يذكر أن جملة ما وعاه المسند أربعون ألف حديث غير ثلاثين أو أربعين.

 

عدد الصحابة المخرجة مسانيدهم في المسند:

قال أبو موسى: (...فأما عدد الصحابة فنحو سبعمائة رجل ومن النساء مائة ونيف...).

 

وقال ابن الجزري: قد عددتهم فبلغوا ستمائة ونيفاً وتسعين سوى النساء، وعددت النساء فبلغن ستاً وتسعين، واشتمل المسند على نحو ثمانمائة من الصحابة، سوى ما فيه ممن لم يسم من الأبناء والمبهمات وغيرهم).

 

شرط الإمام أحمد:

قال الحافظ أبو موسى المديني: (... لم يخرج أحمد في مسنده إلا عمن ثبت عنده صدقه وديانته دون من طعن في أمانته).

 

وقال شيخ الإسلام بن تيمية: (...شرط المسند أقوى من شرط أبي داود في سننه، وقد روى أبو داود في سننه عن رجال أعرض عنهم أحمد في المسند، ولهذا كان الإمام أحمد لا يروي في المسند عمن يعرف أنه يكذب مثل محمد بن سعيد المصلوب ونحوه، ولكن قد يروي عمن يضعف لسوء حفظه، فإنه يكتب حديثه ليعتضد به ويعتبر به).

 

درجة أحاديث المسند:

قال الحافظ أبو القاسم التميمي – رحمه الله-:

(... لا يجوز أن يقال فيه السقيم، بل فيه الصحيح والمشهور والحسن والغريب...).

 

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (...وقد تنازع الناس هل في مسند الإمام أحمد حديث موضوع، فقال طائفة من الحفاظ كأبي العلاء الهمداني وغيره: ليس فيه موضوع، وقال بعض العلماء كأبي الفرج ابن الجوزي: فيه موضوع).

 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (... ولا خلاف بين القولين عند التحقيق، فإن لفظ (الموضوع) قد يراد به: المختلق المصنوع الذي يتعمد صاحبه الكذب، وهذا مما لا يعلم أن في صاحبه لم يتعمد الكذب، بل أخطأ فيه وهذا الضرب في المسند منه بل وفي سنن أبي داود والنسائي...).

 

وقال الحافظ في مقدمة تعجيل المنفعة: (ليس في مسند أحمد حديثاً لا أصل له إلا ثلاثة أحاديث أو أربعة منها حديث عبد الرحمن بن عوف: أنه يدخل الجنة زحفاً، والاعتذار عنه مما أمر الإمام أحمد بالضرب عليه فترك سهواً).

 

أقسام أحاديث المسند المطبوع:

قال الشيخ أحمد بن عبد الرحمن الساعاتي: (... بتتبعي لأحاديث المسند وجدتها تنقسم إلى ستة أقسام:

الأول: ما رواه عبد الله بن أحمد عن أبيه سماعاً منه، وهو المسمى مسند الإمام أحمد وهو كبير جداً يزيد على ثلاثة أرباع الكتاب.

 

الثاني: ما رواه عبد الله عن أبيه وغيره، وهو قليل جداً.

 

الثالث: ما رواه عبد الله عن غير أبيه، وهو المسمى عند المحدثين بزوائد عبد الله وهو كثير بالنسبة للأقسام كلها عدا الأول.

 

الرابع: ما قرأه عبد الله على أبيه ولم يسمعه منه، وهو قليل.

 

الخامس: ما وجده عبد الله في كتاب أبيه بخط يده، ولم يقرأه ولم يسمعه، وهو قليل أيضاً.

 

السادس: ما رواه الحافظ أبو بكر القطيعي عن غير عبد الله وأبيه – رحمهما الله تعالى – وهو أقل الجميع).

 

عناية العلماء بالمسند:

1- رتبه على معجم الصحابة والرواة عنهم كترتيب كتب الأطراف للحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله بن المحب الصامت.

 

2- أخذ الحافظ أبو الفداء عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير – رحمه الله تعالى – كتاب المسند بترتيب ابن المحب الصامت، وضم إليه الكتب الستة ومسند البزار، ومسند أبي يعلى الموصلي، ومعجم الطبراني الكبير، ورتبها جميعاً على نفس ترتيب ابن المحب للمسند، وسماه: [جامع المسانيد والسنن].

 

قال ابن الجزري:... وجهد نفسه كثيراً وتعب فيه تعباً عظيماً، فجاء لا نظير له في العالم، وأكلمه إلا بعض مسند أبي هريرة، فإنه مات قبل أن يكمله لأنه عوجل يكف بصره، وقال لي: رحمه الله تعالى لا زلت أكتب فيه في الليل والسراج ينونص حتى ذهب بصري معه ولعل الله أن يقيض له من يكمله مع أنه سهل، فإن معجم الطبراني الكبير لم يكن فيه شيء من مسند أبي هريرة – رضي الله تعالى عنه.

 

3- رتبه الحافظ ابن حجر أيضاً على الأطراف وسماه: [إطراف المسند – بكسر النون وضم الميم- المعتلي بأطراف المسند الحنبلي] ثم ضمه أيضاً مع الكتب العشرة في كتابه [إتحاف السادة المهرة الخيرة بأطراف الكتب العشرة].

 

4- ترجم لرجاله الحافظ شمس الدين الحسيني في كتابه [الإكمال بمن في مسند أحمد من الرجال ممن ليس في تهذيب الكمال للمزي] ثم ترجم لرجاله أيضاً ضمن كتابه [التذكرة برجال العشرة] وهي الكتب الستة، وموطأ مالك ومسند أحمد ومسند الشافعي ومسند أبي حنيفة، وقد اختصره الحافظ في تعجيل المنفعة، مقتصراً على رجال الأربعة.

 

5- رتبه الشيخ أحمد بن عبد الرحمن الساعاتي على الكتب والأبواب ليسهل بذلك على طلبة العلم الاستفادة من المسند وسماه [الفتح الرباني بترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني] ثم عاد وشرحه وخرج أحاديثه في كتاب سماه [بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني] وكلاهما مطبوع.

 

6- اعتنى بهذا المسند أيضاً الشيخ أحمد بن محمد شاكر – رحمه الله تعالى – فشرح غريبه وحكم على أحاديثه صحة وضعفاً بما أوصله إليه اجتهاده، ثم صنع له فهارس قسمها – رحمه الله تعالى إلى قسمين: فهارس لطيفة كفهارس الأعلام ونحوها، وفهارس علمية كتلك التي صنعها في الرسالة للشافعي، وقد توفي – رحمه الله تعالى – قبل أن يكمله إذ بلغ الربع تقريباً.

 

هذه أهم الجهود التي وقفت عليها، وهناك جهود أخرى اعتنت بالمسند من حيث مكانته وأهميته وبيان درجة أحاديثه من أهمها:

[1] خصائص المسند لأبي موسى المديني.

[2] المصعد الأحمد.

[3] المسند الأحمد كلاهما لشمس الدين ابن الجزري.

[4] القول المسدد في الذب عن مسند أحمد للحافظ ابن حجر – رحمه الله – وغير ذلك.

  • السبت AM 02:27
    2020-11-14
  • 10393
Powered by: GateGold