المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 412460
يتصفح الموقع حاليا : 358

البحث

البحث

عرض المادة

الزّعْمُ أنّ الأصلَ هو بقاءُ الصلاح والخير، وهذا يستلزمُ ذهاب الشر والفساد

قال بعضُهم: "والأصل في استمرار الشيء هو الخير والصلاح، وليس لِلشّرِّ والفساد".

 

ونُجيبه بما يأتي: الشّرورُ تزول وتنقضي بفناءِ العالم؛ أمّا يومُ القيامة فلا وجودَ إلاّ للجزاءِ: فمنْ كان مِن أهل السعادة فجزاؤُه الجَنّةُ فضْلاً من اللّهِ ونِعمةً، ومَن كان من أهل الشقاء فجزاؤُه جهنّمَ عدْلاً لا ظُلماً. قال الإمامُ الطحاوي (321 ھ) في العقيدة (الطحاوية) -التي اتفق عليها علماءُ الأمة-: "والجَنَّةُ والنَّارُ مخلوقتان، لا تفنيان أبداً ولا تبيدان، فإن الله تعالى: خلق الجنة والنار قبْل الخَلْق، وخلق لهما أهلاً؛ فمن شاء منهم إلى الجنة فَضلْاً منه، ومن شاء منهم إلى النّارِ عَدْلاً منه".

 

إضاءة: قَال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًاعَمَلُهُ الْجَنَّةَ. قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لا وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِفَضْلٍ وَرَحْمَةٍ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَلَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ؛ إِمَّا مُحْسِنًا فَلَعَلَّهُ أَنْ يَزْدَادَ خَيْرًا، وَإِمَّا مُسِيئًا فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعْتِبَ.[رواه البخاري].

 

قال الدكتور محمد بن عبد الله القناص: "وهذا الحديث يدل على أن دخول الجنة لا يكون بِمُجرَّد العمل، بل لولا رحمةُ اللَّهِ وفضْلُه لمَا دخل الجنة أحد؛ لأن الأعمال مهما بلغت لا تُقاوِم نِعَمَ اللهِ التي أنعم بها على عباده؛ حيث أوجدهم من العدم، ورزقهم من الطيبات، وأسبغ عليهم نعمه ظاهرة وباطنة، وهداهم إلى الإيمان، ووفقهم للأعمال الصالحة، وفي الحديث: "لَوْ أَنَّ اللَّهَ عَذَّبَ أَهْلَ سَمَوَاتِهِ وَأَهْلَ أَرْضِهِ لَعَذَّبَهُمْ وَهُوَ غَيْرُ ظَالِمٍ لَهُمْ وَلَوْ رَحِمَهُمْ كَانَتْ رَحْمَتُهُ لَهُمْ خَيْرًا مِنْ أَعْمَالِهِمْ...". [أخرجه أحمد وأبو داود.[

  • الاربعاء PM 05:53
    2020-11-04
  • 984
Powered by: GateGold