المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 412608
يتصفح الموقع حاليا : 284

البحث

البحث

عرض المادة

وصْفُ النّارِ ب{دار الخلد}.

قال تعالى: {ذَٰلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ ۖ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ ۖ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ} [فصلت: 28].

 

قال الطبري (310 ھ) في تفسيره «جامع البيان»: "ثم قال: {لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ} يعني: لهؤلاء المشركين بالله في النارِ دارُ الخلد، يعني دارُ المكث واللبث، إلى غير نهاية ولا أمد؛ والدار التي أخبر جلّ ثناؤه أنها لهم في النار هي النار."

 

وقال مكي بن أبي طالب (437 ھ) في تفسيره «الهداية إلى بلوغ النهاية»: "ثُمّ قال تعالى: {ذَلِكَ جَزَآءُ أَعْدَآءِ ٱللَّهِ ٱلنَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الخُلْدِ} أي: جزاء المشركين في الآخرة النار، لهم فيها دار المكث أبداً."

 

وقال السمعاني (489 ھ) في «تفسير القرآن»: "قَوْله تَعَالَى: {ذَلِك جَزَاء أَعدَاء الله النَّار لَهُم فِيهَا دَار الْخلد} أَي: دَار الخلود."

 

وقال الزمخشري (538 ھ) في «تفسير الكشاف»: "فإن قلتَ: ما معنى قوله تعالى: {لهم فيها دار الخلد}؟ قلتُ: معناه أن النار في نفسها دار الخلد."

 

وقال البيضاوي (685 ھ) في «أنوار التنزيل»: "{لَهم فِيها} في النّارِ. {دارُ الخُلْدِ} فَإنَّها دارُ إقامَتِهِمْ، وهو كَقَوْلِكَ: في هَذِهِ الدّارِ دارُ سُرُورٍ، وتَعْنِي بِالدّارِ عَيْنَها عَلى أنَّ المَقْصُودَ هو الصِّفَةُ."

 

وقال الطاهر بن عاشور (1393 ھ) في تفسيره «التحرير والتنوير»: "ودارُ الخُلْدِ: النّارُ. فَقَوْلُهُ {لَهم فِيها دارُ الخُلْد} جاءَ بِالظَّرْفِيَّةِ بِتَنْزِيلِ النّارِ مَنزِلَةَ ظَرْفٍ لِدارِ الخُلْدِ، وما دارُ الخُلْدِ إلّا عَيْنُ النّارِ. وهَذا مِن أُسْلُوبِ التَّجْرِيدِ؛ لِيُفِيدَ مُبالَغَةَ مَعْنى الخُلْدِ في النّارِ. وهو مَعْدُودٌ مِنَ المُحَسِّناتِ البَدِيعِيَّةِ... والخُلْدُ: طُولُ البَقاءِ، وأُطْلِقَ في اصْطِلاحِ القُرْآنِ عَلى البَقاءِ المُؤَبَّدِ الَّذِي لا نِهايَةَ لَهُ."

 

* النتيجة: إنّ معنى {دار الخلد}: دار الإقامة المستمرة التي لا انقطاع لها، ووَصْفُ النّارِ بِدار الخُلد، دليلٌ على أنّها أبدِيّةٌ لا تفنى.

  • الاربعاء PM 04:56
    2020-11-04
  • 1274
Powered by: GateGold