ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ
شٌبهات وردود
المكتبة المرئية
خَــيْـرُ جَــلـيـسٌ
المتواجدون الآن
حرس الحدود
مجتمع المبدعين
البحث
عرض المادة
الآخرةُ هي دار الإقامة الدائمة.
قال تعالى: {یَـٰقَوۡمِ إِنَّمَا هَـٰذِهِ ٱلۡحَیَوٰةُ ٱلدُّنۡیَا مَتَـٰعࣱ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِیَ دَارُ ٱلۡقَرَارِ} [غافر: 39].
- قال ابن جرير الطبري (310 ھ) في «جامع البيان»: "{وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ} يقول: {وإن الدار الآخرة}، وهي دار القرار التي تستقرّون فيها؛ فلا تموتون ولا تزول عنكم، يقول: فلها فاعملوا، وإياها فاطلبوا."
- وقال ابن كثير (774 ھ): "{وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ} أَيِ: الدَّارُ الَّتِي لَا زَوَالَ لَهَا، وَلَا انْتِقَالَ مِنْهَا وَلَا ظَعْنَ عَنْهَا إِلَى غَيْرِهَا، بَلْ إِمَّا نَعِيمٌ وَإِمَّا جَحِيمٌ."
- وقال القرطبي (671 ھ) في «الجامع لأحكام القرآن»: "{يَا قَوْمِ إِنَّما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا مَتاعٌ} أَيْ: يُتَمَتَّعُ بِهَا قَلِيلًا ثُمَّ تَنْقَطِعُ وَتَزُولُ. {وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دارُ الْقَرارِ} أي: الِاسْتِقْرَارُ وَالْخُلُودُ. وَمُرَادُهُ بِالدَّارِ الْآخِرَةِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ؛ لِأَنَّهُمَا لَا يَفْنَيَانِ."
*إضاءاتٌ:
-1الآخِرَةُ تعني -عند أهل اللغة-: دارُ البَقَاء، وهي صفةٌ غالبةٌ، كما نقله صاحب «تاج العروس» عن الزَّمخشريّ. [انظر مادة (أخر) في «تاج العروس» و«لسان العرب» و«القاموس المحيط»].
-2كلمةُ (الآخرة) لها عدة معانٍ في القرآن الكريم:
- قد تأتي بمعنى القبر، كما في قوله تعالى: {بِٱلۡقَوۡلِ ٱلثَّابِتِ فِی ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا وَفِی الآخِرَة} [إبراهيم: 27].
قال الواحدي (468 ھ) في «التفسير البسيط»: "معنى {وَفِي الْآخِرَةِ} قال ابن عباس: يريد في القبر، وهذا قول عامة المفسرين؛ قالوا: إن هذه الآية وردت في فتنة القبر وسؤال الملكين، وتلقين الله المؤمن كلمة الحق في القبر عند السؤال، وتثبيته إياه بها على الحق."
- وقد تأتي بمعنى يوم القيامة، كما في قوله تعالى: {وَإِنَّ ٱلَّذِینَ لَا یُؤۡمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ عَنِ ٱلصِّرَ ٰطِلَنَـٰكِبُونَ} [المؤمنون: 74].
قال الواحدي (468 ھ) في «التفسير البسيط»: "قوله: {وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ} قال ابن عباس، ومقاتل: بالبعث والثواب والعقاب."
- وقد تأتي بمعنى الجنَّة خاصّة، كما في قوله تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشتراه مَا لَهُ فِي الآخرة مِنْ خَلاَقٍ} [البقرة: 102].
قال الواحدي (468 ھ) في تفسيره «الوجيز»: "{مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ}: من نصيب في الجنة."
- وقد تأتي بمعنى الجحيم خاصّة، كما في قوله تعالى: {سَاجِداً وَقَآئِماً يَحْذَرُ الآخرة} [الزمر: 9].
قال ابن الجوزي (597 ھ) في تفسيره «زاد المسير»: "قَوْلُهُ تَعالى: {يَحْذَرُ الآخِرَةَ}أيْ: عَذاب الآَخِرَةِ."
]انظر هذه المعاني في: بصائر ذوي التمييز، مادة (الآخرة) للفيروزآبادي (817 ھ).[
-3لمّا جعل اللّهُ الآخرةَ دارَ البقاءِ، سمّاها في كتابه الكريم دارَ القرار؛ ولمّا جعل الأرضَ دارَ فناء، فإنّه تعالى أخبرَ آدمَ قبل نزوله إليها، أنّها {مُسۡتَقَرࣱّ وَمَتَـٰعٌ إِلَىٰ حِینࣲ}؛ قال تعالى: {وَقُلۡنَا ٱهۡبِطُوا۟ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوࣱّۖ وَلَكُمۡ فِی ٱلۡأَرۡضِ مُسۡتَقَرࣱّ وَمَتَـٰعٌ إِلَىٰ حِینࣲ} [البقرة: جزء من الآية 36].
قال ابن كثير (774 ھ) في تفسيره: "{وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} أَيْ: قَرَارٌ وَأَرْزَاقٌ وَآجَالٌ {إِلَى حِينٍ}، أَيْ: إِلَى وَقْتٍ مُؤَقَّتٍ وَمِقْدَارٍ مُعَيَّنٍ، ثُمَّ تَقُومُ الْقِيَامَةُ."
فالأرض (مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ) ومصيرُها الزوالُ والفناءُ، وأمّا الآخرةُ فإنّها (دَارُ الْقَرَارِ) ودار البقاء.
-
الاربعاء PM 04:52
2020-11-04 - 1268