ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ
شٌبهات وردود
المكتبة المرئية
خَــيْـرُ جَــلـيـسٌ
المتواجدون الآن
حرس الحدود
مجتمع المبدعين
البحث
عرض المادة
دعوى تقديم العقل على السنة
دعوى تقديم العقل على السنة(*)
مضمون الشبهة:
يدعي بعض المغرضين وجوب تقديم العقل على السنة، ويستدلون على ذلك بأن العقل أسبق من السنة في الوجود، زاعمين أن السنة نتاج لتفاعل العقل مع الواقع وهذا يؤكد هيمنة العقل وسيادته عليها.
مضيفين: أن الإنسان الذي يعطي السيادة للسنة يكون بهذا العمل قد ألغى سيادة عقله، وأسلم قيادته لعقل من سبقه؛ لأن السنة نتاج للعقل.
ويتساءلون: كيف يمكن للإنسان أن يعطي من سبقه في الوجود قيادة زمام أموره والتفكير عنه، لحل مشكلاته المعاصرة وتحقيق مصالحه؟!
وهم يرمون من وراء ذلك إلى الطعن في صلاحية السنة النبوية لهذا العصر.
وجوه إبطال الشبهة:
1) لقد أثبت الإسلام للعقل سيادة واستقلالا، لكنه لم يجعل هذا الاستقلال مطلقا، وإنما حدده وقيده بما يتلائم مع طبيعته غير الكاملة.
2) إن السنة ليست نتاجا لتفاعل العقل مع الواقع، وإنما هي شرع أوحي به إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - المعصوم من ربه عز وجل؛ إذ إنها ليست مقصورة على زمن محدد، وإنما هي ممتدة بامتداد الزمان، لعالمية رسالتها وخاتميتها، وكذا هيمنتها على الرسائل السابقة.
3) إن الصحابة والتابعين لم يكونوا يقدمون عقولهم وآراءهم على النقل، على الرغم من أنهم أسلم الأمة عقولا بعد النبي صلى الله عليه وسلم.
التفصيل:
أولا. قدرة العقل وسيادته ليست مطلقة:
إن للعقل منزلة كبيرة في عقيدة المسلمين، لهذا كان الخطاب الإلهي في القرآن يدعو الإنسان إلى التفكر والتأمل في خلق السماوات والأرض، فقال: )إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب( (آل عمران: ١٩٠)، وقال: )وفي أنفسكم أفلا تبصرون( (الذاريات: ٢١).
ولقد جاء الإسلام محررا العقل البشري من أسر الخرافة، وأساطير الجاهلية، معتقا له من منطق الآباء والأجداد، فأثبت للعقل سيادة، وجعل له منزلة ومكانة، لكنه لم يطلق له العنان, وإنما حدد الإسلام للعقل مجالاته التي يخوض فيها حتى لا يضل؛ لأنه لا يستطيع إدراك كل الحقائق مهما أوتي من قدرة وطاقة على الاستيعاب والإدراك، لذا أمر الإسلام العقل بالاستسلام والامتثال الشرعي الصريح حتى ولو لم يدرك الحكمة والسبب في ذلك.
وقد كانت أول معصية عصي الله بها سببها إعمال العقل في الأمر الإلهي، حينما استبد إبليس برأيه ورفض السجود لآدم، وقال: )قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين( (الأعراف: ١٢). فلما لم يدرك عقله المريض السبب، رفض الامتثال فكانت المعصية، وكانت العقوبة، لذا منع الإسلام العقل من الخوض فيما لا يدركه، كالذات الإلهية والروح والجنة ونعيمها والنار وجحيمها، وغيرها من الغيبيات التي ليست في متناول العقل ومداركه[1].
فالله - عز وجل - جعل للعقول في إدراكها حدا تنتهي إليه لا تتعداه، ولم يجعل لها سبيلا إلى الإدراك في كل مطلوب، ولو كانت كذلك لاستوت مع الباري - عز وجل - في إدراك ما كان وما يكون, وما لا يكون، ومعلومات الله لا تتناهى، ومعلومات العبد متناهية، والمتناهي لا يساوي ما لا يتناهى، فالعادة تحيل استقلال العقول في الدنيا بإدراك مصالحها، ومفاسدها على التفصيل؛ لأنها ناقصة[2].
فالشارع أعرف بمصالح ديننا وطرق سعادتنا؛ لاطلاعه على ما وراء الحس؛ إذ إن العقل يقف عاجزا عن إدراك عالم ما وراء الطبيعة, "ولا تثقن بما يزعم لك الفكر من أنه مقتدر على الإحاطة بالكائنات وأسبابها، والوقوف على تفصيل الوجود كله, وسفه رأيه في ذلك, واعلم أن الوجود عند كل مدرك في بادئ رأيه منحصر في مداركه لا يعدوها، والأمر في نفسه بخلاف ذلك، والحق من ورائه، ألا ترى الأصم كيف ينحصر الوجود عنده في المحسوسات الأربع والمعقولات ويسقط من الوجود عنده صنف المسموعات، وكذلك الأعمى أيضا يسقط عنده صنف المرئيات، ولولا ما يردهم إلى ذلك تقليد الآباء والمشيخة من أهل عصرهم والكافة لما أقروا به، لكنهم يتبعون الكافة في إثبات هذه الأصناف لا بمقتضى فطرتهم وطبيعة إدراكهم، ولو سئل الحيوان الأعجم ونطق لوجدناه منكرا للمعقولات وساقطة لديه بالكلية، فإذا علمت هذا فلعل هناك ضربا من الإدراك غير مدركاتنا؛ لأن إدراكاتنا مخلوقة محدثة وخلق الله أكبر من خلق الناس"[3].
فالعادة تحيل استقلال العقول في الدنيا بإدراك مصالحها ومفاسدها على التفصيل؛ لأنها ناقصة كما قلنا، فما بالنا بمصالح الدين وأمور الشرائع التي تصلح للحاضر والمستقبل؟!
ومن هنا وجب أن يقدم ما حقه التقديم - وهو السنة - ويؤخر ما حقه التأخير - وهو نظر العقل؛ لأنه لا يصح تقديم الناقص حاكما على الكامل, ومن قدم العقل على الشرع لزمه القدح في العقل نفسه, لأن العقل قد شهد للشرع والوحي بأنه أعلم منه, فلو قدم عليه,لكان ذلك قدحا في شهادته, وإذا بطلت شهادته بطل قبول قوله, بل إن من قدم العقل على الشرع لزم القدح في الشرع أيضا[4], وهذا لا يصح لا عقلا ولا نقلا.
ومما يؤكد ذلك أن الله - عز وجل - جعل المعجزات الخارقة لكل مألوف عقلي, أو علمي ليقهر بها غرور العقل وغرور العلم. وإلا فماذا يملك العقل من نجاة إبراهيم - عليه السلام - من النار التي أضرمها له أولياء الشيطان, ثم ألقوه فيها لم تمسه بسوء قط؟! وماذا يملك العقل في شأن عصا موسى - عليه السلام - في أوضاعها الثلاثة, فمرة تنقلب ثعبانا يبطل السحر, ومرة ينفلق بها البحر اثني عشر فلقا,كل فلق كالطود العظيم, ومرة يضرب بها الحجر فيتدفق منه الماء عيونا (اثنتي عشرة عينا) كالفلوق التي حدثت في الضربة الأولى؟!
وهل يستطيع العقل أن يدرك كيفية تسخير الجن والطير وجميع القوى الطبيعية, كالريح وإسالة الطاقة من الأرض, كما حدث من قدرة الله التي وهبها سليمان عليه السلام؟!
وهل يستطيع العقل أن يدرك كيفية إعادة الروح بعد مفارقتها لجسد الميت,كما أجرى الله ذلك على يد عبده ورسوله عيسى - عليه السلام - معجزة له أمام عناد بني إسرائيل وكفرهم؟!
وهل يستطيع العقل المعاصر بما أوتي من علم أن يقتلع عرشا بكل ما فيه وينقله من اليمن إلى الشام في لحظة,هي خارج نطاق الزمن,عبر آلاف الكيلو مترات دون أن يصيبه أدنى خلل في نظامه وديكوراته, كما صنع الله ذلك معجزة لنبيه سليمان عليه السلام؟!
وهل تستطيع التكنولوجيا الحديثة أن تقتلع قرية من أساسها, تعلو بها إلى طبقات الفضاء ثم تخسف بها الأرض رأسا على عقب كما صنعت القدرة الإلهية مع قوم لوط عليه السلام؟!!
فأين العقل هنا؟ وماذا يملك إلا التسليم العاجز الخذول؟
ونسأل منكري السنة - الذين يدعون تقديم العقل على السنة - هذه الوقائع المذهلة التي أيد الله بها رسله، بلا ريب تخالف العقل مخالفة صريحة، فهل أنتم مؤمنون بها؟!
إن كنتم مؤمنين بها فيلزمكم الإيمان بالأحاديث التي قصت علينا مثل ما قص القرآن، وإن أصررتم على تكذيبكم لهذه الأحاديث لزمكم أن تكذبوا القرآن؛ لأنه روى مثل ما روت هذه الأحاديث، فأنتم محجوبون من كل جهة، مقهورون أمام صولة الحق، فماذا أنتم فاعلون؟![5].
واستنادا إلى ما سبق نقول لهؤلاء: إنكم حين تعملون عقولكم في أي أمر وتقولون: هذا يجب، وهذا يستحيل، وكيف هذا، إنما هو اجتراء على الله - عز وجل - وعلى عظمته جل جلاله، واعتراض على حكمه وشرعه الحكيم، وتقديم بين يدي الله ورسوله، ومن آمن بالله تعالى وعظم حكمه وشرعه، لم يجترئ على ذلك، فلله الحجة البالغة والحكمة الكاملة، ولا معقب لحكمه، فوجب الوقوف مع قوله تعالى: )قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين (149)( (الأنعام). وقوله تعالى: )لا يسأل عما يفعل وهم يسألون (23)( (الأنبياء)، وقوله تعالى: )والله يحكم لا معقب لحكمه( (الرعد: ٤١).
فكيف نجعل العقل حاكما على شرعه، ونقدمه عليه بعد كل هذا، وكيف نتصور أن الشارع الحكيم يشرع شيئا يتناقض مع العقول المحكومة بشرعه الحنيف[6]؟!
إن الإسلام قد صحح الانحرافات التي مارسها كثير من رجال الدين من أهل الكتاب، حيث زعموا أن بيدهم صكوك الغفران والحرمان، فجاء القرآن وأبطل اختصاص هؤلاء بالتحريم والتحليل، فهل تعود هذه الانحرافات مرة أخرى تحت اسم جديد هو حكم العقل؟!
إذا كان الأمر كذلك فإن عقول الأوربيين تحسن الزنا، وتراه عاديا، وليس جريمة في حق المجتمع، فهل تصبح هذه العقول حكما على سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سواء أكان الناطق بهذا الحكم مسلما أم غير مسلم؟!
إن مشاعر ملايين من البشر في روسيا قد تقبل أن يقتل السارق، ولكنها لا تقبل أن تعاقب الزوجة الزانية بأدنى العقوبات، ومشاعر دعاة الحرية الجنسية ترى أن الرجم عقوبة شنيعة بينما رجم القرى والمدن الآهلة بالسكان بوابل من القنابل في لبنان، وفلسطين، وأفغانستان، وكشمير، والفلبين لا يعد أمرا شنيعا أو ماسا بمشاعر الناس، فكيف تتبع الشريعة مشاعرهم وعقولهم[7]؟!
واستنادا على ما سبق نقول:
إن تحكيم العقل في شرع الله - عز وجل - إيذان بفساد العالم، فطبائع الناس مختلفة، واستعدادهم الفكري متفاوت وعقولهم متباينة، وقد تتسلط عليهم الأهواء، ويشوب تفكيرهم الأغراض، فلا يكادون يتفقون على شيء، اللهم إلا ما كان من الحسيات والضروريات، فأي عقل من هذه العقول التي لا تتفق أبدا يصح أن نأخذ منه أصلا يحكم في نصوص الشريعة فترد أو تنزل على مقتضاه، فهما وتأويلا[8]؟!
ومن أين للعقل البشري القاصر أن يأتي بشرع سليم عادل صالح لكل زمان ومكان كشرع الإسلام، وهو يتخبط في كل هذه النواقص وذاك القصور، إن العقل الذي يراد تحكيمه في الشرع هو نفسه الذي تنهار أمام حكمه هذه الترهات.
ثانيا. السنة ليست نتاجا لتفاعل العقل مع الواقع، وإنما هي شرع أوحى الله به إلى نبيه المعصوم صلى الله عليه وسلم؛ لذا صلحت لكل زمان ومكان:
إن السنة وحي من الله - عز وجل - أنزلها على نبيه تماما كما أنزل القرآن، وليست - كما يدعي المغرضون - نتاجا لتفاعل العقل مع الواقع إذ لو كانت كذلك لاقتصرت أحاديثها على المرحلة التي وجد فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - فقط، وهذا ما أثبت الواقع خطأه؛ لأن السنة تناولت أحداثا خارج زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - كالفتن والملاحم، وما يستقبل من الزمان، ولو كانت نتاجا للعقل كما يزعمون لما خرجت قيد أنملة عما لا يقبله عقول الصحابة في عصر النبي صلى الله عليه وسلم. وما علاقة العقل البشري بالأحداث التي سوف تحدث في آخر الزمان من أشراط الساعة وغيرها؟ هل كان أحد يستطيع مهما أوتي من قوة خارقة في ذكائه وإدراكه أن يتنبأ بما سيحدث في المستقبل القريب أو البعيد أو يخبر بأمور القبر من عذاب ونعيم وأحداث اليوم الآخر، وما أعده الله تعالى للمؤمنين في الجنة، وما أعده الله تعالى للكافرين في النار؟! وإذا كان هؤلاء المدعون لا يؤمنون بأمور الغيب فهذا أمر آخر، ومع ذلك نقول لهم: فماذا أنتم قائلون في النبوءات التي أخبر عنها المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ووقعت في التاريخ وما أكثرها؟!
وكذلك الأحاديث التي بها إشارات علمية، وقالها النبي - صلى الله عليه وسلم - في زمن لم يكن له صلة بالعلم التجريبي ولم يكتشفها العلم إلا بعد قرون وما زال العلم كل يوم يطالعنا باكتشافات كثيرة نجد أن الحديث النبوي قد سبق إليها، فكانت هذه الأحاديث بمثابة المعجزات الدالة على صدقه - صلى الله عليه وسلم - وعلى أن السنة وحي من عند الله تعالى، ما كان لمحمد - صلى الله عليه وسلم - وهو الأمي الذي نشأ في البادية أن يعرف شيئا مثل ذلك، ثم تتطاول القرون ويتقدم العلم ويثبت صدق هذه الإشارات العلمية وصحتها، وقد كثرت الدراسات العلمية والطبية حول الإعجاز العلمي في السنة المطهرة، وأثبتت أنها بالفعل ليست من كلام بشر، وإنما هي وحي من الله تعالى، وهذه الدراسات منشورة في موسوعات عظيمة لمن شاء أن يتأملها.
لذلك كانت رسالته - صلى الله عليه وسلم - خاتمة ليس بعدها رسالة إلى يوم الدين، وعامة إلى كل الأمم والأجناس بل إلى الثقلين الأنس والجن، قال سبحانه وتعالى: )قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا( في رسالة تعم الزمان والمكان، وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، وأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس كافة، وأعطيت الشفاعة»[9].
ثم بعد ذلك أراد الحق - عز وجل - أن يثبت عمومية رسالته - صلى الله عليه وسلم - بعمومية تسخير الكون للخلق، لذا كان الحديث موجها إلى كافة الناس: )قل يا أيها الناس(، فكل من يطلق عليهم ناس فالرسول - صلى الله عليه وسلم - مرسل إليهم )إني رسول الله إليكم جميعا([10].
هذه هي الدلائل العقلية على أن السنة وحي من الله تعالى وليست نتاجا للعقل البشري وتفاعله مع الواقع، أما القرآن الكريم الذي يزعم هؤلاء المدعون أنهم يؤمنون به - وكذبوا في دعواهم؛ إذ لو كانوا يؤمنون به لما أنكروا السنة - ففيه العديد من الأدلة على أن السنة وحي من عند الله، ووجوب طاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يأمر به وينهى عنه كثيرة جدا، وقد فصلنا منها الكثير سابقا، ولكن نستأنس هنا بذكر بعضها:
- قال الله عز وجل: )وما ينطق عن الهوى (3) إن هو إلا وحي يوحى (4)( (النجم).
فأعلمنا ربنا - عز وجل - أن رسوله - صلى الله عليه وسلم - لا ينطق عن هوى وغرض في نفسه، وإنما ينطق حسبما جاء به الوحي من الله عز وجل.
- وقال سبحانه وتعالى: )قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي( (الأنعام: ٥٠).
فهنا وحي منه - عز وجل - لرسوله صلى الله عليه وسلم: قل لبني البشر ليس عندي خزائن الله، فلست أملكها، ولا أتصرف فيها، وإنما ذلك لله وحده، ولا أقول لكم إني ملك من الملائكة، وإنما أنا بشر، وما أتبع إلا ما يوحيه إلي ربي، لا أتبع غير ذلك ولا أتجاوزه, إلى غير ذلك من الآيات القرآنية التي يطول المقام بحصرها.
وبناء عليه، فالسنة النبوية وحي الله إلى رسوله، كالقرآن الكريم، وليس كما ادعى بعض المغرضين أنها نتاج لتفاعل العقل البشري مع الواقع، ولقد بلغها - صلى الله عليه وسلم - كالقرآن الكريم، وإن الأمة مكلفة بالأخذ بهما معا، والسير على نهجهما[11].
وهو - صلى الله عليه وسلم - معصوم في كل ما بلغه، فقد حفظه الله في نطقه فلا يقول إلا حقا، وحفظه في فعله فلا يفعل إلا صوابا، وصانه في إقراره فلا يقرر إلا ما وافق شرع الله تعالى، وهو في خلقه أجمل ما خلق الله، وفي خلقه أكمل مخلوق، وكل ذلك نابع من عقيدة صحيحة جمله الله - عز وجل - بها[12].
ولقد أمر الله - عز وجل - نبينا محمدا - صلى الله عليه وسلم - أن يبلغ جميع ما أنزل إليه، وبين تعالى أنه إن قصر في شيء منه لم يكن مبلغا رسالته، وبين أنه تعالى قد عصمه من جميع خلقه، قال تعالى: )يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس( (المائدة: ٦٧).
وبين - عز وجل - أنه قد عصمه من أن يقوم أحد بإضلاله، أو يمنعه من أداء رسالته، قال تعالى: )ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شيء وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما (113)( (النساء).
وبين - عز وجل - أيضا أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لو اختلق شيئا عليه لأنزل أشد العقاب به وأهلكه، قال عز وجل: )ولو تقول علينا بعض الأقاويل (44) لأخذنا منه باليمين (45) ثم لقطعنا منه الوتين (46) فما منكم من أحد عنه حاجزين (47)( (الحاقة).
ثم إن الله - عز وجل - مع ذلك قد شهد له بالبلاغ والصدق، وأنه مستمسك بما أمر به؛ لأنه يهدي إلى الحق وإلى صراط مستقيم، قال تعالى: )وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم (52)( (الشورى).
فهل لنا أن نقول بعد ذلك إن السنة النبوية نتاج لتفاعل العقل مع الواقع؟!
ثالثا. لم يكن الصحابة والتابعون يقدمون عقولهم وآراءهم على السنة:
لم يكن لأحد من الصحابة أو التابعين أن يتجرأ على سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - برأيه، بل كان أحدهم يتهم عقله على الرغم من قربه من النبي - صلى الله عليه وسلم - وتحصيله لأدوات الاجتهاد، وما ذلك إلا لأن الصحابة يعلمون تمام العلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مأمور من قبل ربه، ولا اعتراض على أمر الله، حتى وإن بدا مخالفا لما تدركه عقولهم من العلل والحكم، لأنهم يوقنون أن وراء ذلك حكمة سواء علموها أم لم يعلموها، وما حدث في صلح الحديبية ما هو إلا نوع من ذلك، فقد ورد أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - راجع النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر عن أمر الصلح، فقال أبو بكر لعمر رضي الله عنهما: «الزم غرزه حيث كان، فإني أشهد أنه رسول الله، قال عمر: وأنا أشهد»[13].
فأ بو بكر لم يعترض على أمر رسول الله، وكذلك عمر رضي الله عنهما إنما قال ذلك من قبيل الحمية والغيرة على المسلمين.
وعن سهل بن حنيف، قال: «يا أيها الناس اتهموا رأيكم على دينكم، لقد رأيتني يوم أبي جندل، ولوأستطيع أن أرد أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لرددته»[14].
إنه يعترف أنه يوم صلح الحديبية، كان رأيه يختلف عما فعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولو كان الأمر بالرأي لرد أمر رسول الله، لكنه لا يصح ذلك، فاتبع رسول الله، فاتضح أن الخير كله كان فيما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعن علي بن أبي طالب قال: «لو كان الدين بالرأي لكان أسفل الخف أولى بالمسح من أعلاه، وقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسح على ظاهر خفيه»[15].
فالصحابة كلهم مجمعون على اتباع النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يأمر وينهى، وعلى عدم تقديم آراءهم على سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وحينما جاء التابعون ومن تبعهم، ما كان يسعهم إلا ما وسع الصحابة من قبلهم، فلم يقدموا آراءهم وعقولهم بل اتهموها كما اتهمها الصحابة من قبل، وهذا الإمام الألباني في كتاب "صفة صلاة النبي" ذكر عدة أقوال للأئمة الكرام يتبين منها مدى تمسكهم بالحديث وتقديمه على العقل، ومن هذه الأقوال:
قال الإمام أبو حنيفة: "إذا صح الحديث فهو مذهبي".
وقال أيضا: "لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا ما لم يعلم من أين أخذنا".
أما الإمام مالك فقال: "إنما أنا بشر أخطئ وأصيب، فانظروا في رأيي، فكل ما وافق الكتاب والسنة، فخذوه, وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه".
وقال الشافعي: "ما من أحد إلا وتذهب عليه سنة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتعزب عنه، فمهما قلت من قول أو أصلت من أصل فيه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلاف ما قلت، فالقول ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو قولي".
وقال أيضا: "كل مسألة صح فيها الخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند أهل النقل بخلاف ما قلت؛ فأنا راجع عنها في حياتي وبعد موتي".
أما الإمام أحمد فقال: "لا تقلدني ولا تقلد مالكا، ولا الشافعي ولا الأوزاعي، ولا الثوري، وخذ من حيث أخذوا".
وقال أيضا: "الاتباع أن يتبع الرجل ما جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، ثم هو من بعد التابعين مخير".
وقال محذرا من رد الحديث: "من رد حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو على شفا هلكة"[16].
تلك هي أقوال الأئمة - رضي الله عنهم - في الأمر بالتمسك بالحديث، والنهي عن الأخذ بالرأي دون بصيرة.
إن السلف - رضي الله عنهم - جوزوا إعمال الفكر والعقل فيما يؤدي إلى إظهار الحديث والعمل بمقتضى النقل والرد على المخالفين للكتاب والسنة، ولم يجوزوا أن يكون النقل مطية للعقل، بحيث يوجه الإنسان آيات القرآن وأدلة السنة في غير مسارها الذي نزلت من أجله، كما فعل أصحاب المدرسة العقلية[17].
فالصحابة الكرام والسلف من بعدهم كان حسبهم أن يعوا نصوص الوحي، وأن يفهموها، وأن يستنبطوا دينهم منها، بحيث تكون نصوص الوحي من كتاب وسنة هي المصدر لكل أمر يتصل بالدين، إنهم لم يخرجوا عن هذه الدائرة، وإنما داروا فيها بكل فهم عميق، واستنباط دقيق.
وكيف يقدمون العقل على السنة وقد حذرهم من الرأي الذي لا يعتمد على الكتاب والسنة، وبين أن من تعبد الناس برأيه، فقد ضل وأضل، فقال صلى الله عليه وسلم: «إن الله لا ينزع العلم بعد أن أعطاكموه انتزاعا، ولكن ينتزعه منهم مع قبض العلماء بعلمهم، فيبقى ناس جهال يستفتون فيفتون برأيهم فيضلون ويضلون»[18].
إن هؤلاء المغرضين يتمرغون في الجهل حينما يعتمدون على رأيهم في الفتوى؛ إذ لا يعبد الله برأي مخلوق، وإنما يعبد بما أوحى إلى رسوله - صلى الله عليه وسلم - هذا الوحي الذي لا يفهمه إلا العلماء، الذين يفتون وفق النص لا برأيهم. ومن هنا أثر عن كثير من السلف ذم الرأي والتحذير منه.
وخلاصة القول: أن الدين يؤخذ من الكتاب والسنة، نصا أو استنباطا، ولا دخل للرأي فيه، وعلى المسلم أن يمتثل لنصوص الكتاب والسنة دون مغالاة، أو تشدد، ودون تقعر في المسائل، أو افتراض ما لم يقع؛ ليعرف دليل كل أمر من أمور دينه.
والمسلم موقن أن الخير كله فيما جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - قرآنا وسنة؛ لأنه المنهج السوي، والهدي القويم، وليس هناك ما هو أحسن، ولا ما هو مماثل لهذا الهدي، هذه عقيدة المسلم، فلا يقدم الرأي على النص ولا يقدم ثقافة ولا سلوكا، ولا فكرا على ما جاء به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن رب العزة - عز وجل - وإنما هو معظم لنصوص الكتاب والسنة، متمثل لكل ما فيهما، وكفى[19].
وهذا هو ما كان عليه سلفنا الصالح - رضي الله عنهم - فنحن لم نتبع السلف الصالح، بناء على اتباعهم لعقولهم، وإنما الأمر أننا اتبعنا السلف الصالح بناء على اتباعهم لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن الأدلة على أن السنة النبوية وحي من عند الله تعالى أنها جاءت صالحة لكل زمان ومكان لعالميتها وخاتميتها وهيمنتها؛ إذ إننا لم نتخلف في ذيل الأمم إلا عندما تركنا العمل بسنة محمد - صلى الله عليه وسلم - لأن كل الشرائع التي جاء بها الإسلام قرآنا وسنة أثبت البحث النزيه المجرد أنها الأصلح للبشرية في كل زمان ومكان[20]، فقد جاء القرآن الكريم منهجا شاملا جامعا، لكل نواحي الحياة، كما قال عز وجل: )ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء( (النحل: ٨٩).
وجاءت السنة النبوية أيضا بمنهج يسير في إطار منهج القرآن؛ لأنها مبينة وشارحة له، فإن منهج السنة يتميز بالشمول لحياة الإنسان كلها، وهو منهج يتميز كذلك بالتوازن، فهو يوازن بين الروح والجسد، وبين العقل والقلب، وبين الدنيا والآخرة، وبين المثال والواقع، وبين النظر والعمل، وبين الغيب والشهادة، وبين الحرية والمسئولية، وبين الفردية والجماعية، وبين الاتباع والابتداع[21].
ولا شك أن منهجا كهذا لمنهج دائم دوام الحياة البشرية، عام لجميع عناصرها.
وعموم رسالة النبي - صلى الله عليه وسلم - زمانيا ومكانيا ثابت بالنص القرآني، قال عز وجل: )قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا( (الأعراف: ١٥٨). وقال تعالى: )وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين (107)( (الأنبياء).
وهكذا يبين القرآن أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو خاتم الرسل، وبعثته للناس كافة، وللزمن كله إلى أن تقوم الساعة، وقد جاء الرسل السابقون عليه لمدة زمنية محددة، ولقوم بعينهم، أما رسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - فجاءت رحمة للعالمين جميعا؛ لذلك لا بد أن تتسع لكل أقضية الحياة التي تعاصرها أنت، والتي يعاصرها خلفك، وإلى يوم القيامة[22].
فكيف تكون رسالته - صلى الله عليه وسلم - عامة لكل زمان ومكان إلى يوم القيامة، ثم تكون السنة - الشق الثاني من الوحي - نتاجا لتفاعل العقل مع الواقع؟!
الخلاصة:
- إنالإسلاماعترفللعقلبالسيادة والمكانة, لكنه لم يجعل له السيادة المطلقة, إنما قيده بالشرع, وذلك لعجز العقل عن إدراك بعض الأشياء الخارجة عن طاقته, كالمعجزات التي اختص بها الأنبياء, آية بينة ودلالة واضحة على صدق رسالتهم, فهذه أشياء لا يستطيع العقل أن يتوصل إليها مهما بلغ من العلم والتقدم والرقي, وكذلك الروح التي اختص الله بها نفسه, والغيبيات الخارجة عن إدراكنا, كالجن والملائكة.
- إنتفاوتالعقولوالأفهامواختلافإدراكهايوجبعلىالإنسانأنيردكلشيءإلىمالايقعالخطأمنجانبه, وهوالشرعالموحىبهمنقبلالله - عزوجل - لأنالإنسانبفكره وعقله القاصر لا يستطيع أن يشرع شرعا - مهما بلغ من العبقرية والذكاء - يتماشى مع كل الناس, وقد ظهر ذلك في القوانين الوضعية الحديثة, حيث لم تلب حاجات البشرية جميعا فظهر النقص والعجز.
- ليستالسنةالنبويةنتاجالتفاعلالعقلمعالواقع؛لأنهاوحيمنالله - عز وجل - إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فالقرآن الكريم قد أخبرنا في آيات كثيرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أوتي القرآن ومثله معه, والمقصود به السنة النبوية.
- إنالإعجازالغيبيوالعلميفيالسنةالنبوية،وصلاحيةالسنةلكلزمانومكان - يؤكدانعلىأنها وحي من الله تعالى.
- إنآثارالصحابةوالتابعينمنبعدهمتدلعلىأنهمكانوايقدمونالسنةعلىآرائهموعقولهم, وهذايظهرواضحاجليافيبعضالمواقفالتيعاصروهامعالنبي - صلىاللهعليهوسلم - وكانوايرونأنالخيرفيغيرها, وظهرلهمأنالخيرفيها،ومنآراء تابعيهم بعد ذلك - رحمهم الله.
- بماأنالسنةالنبويةجزءمنالوحيالإلهي, فإنهاصالحةلكلزمانومكان, مهماامتدبهاالزمان, بماتوافرتلهامنسماتومواصفاتتؤهلهاللعالميةوالشمولوالامتداد, وعليهفإنهاتتكيفمعأيطارقةأونازلة.
(*) تحرير العقل من النقل, سامر إسلامبولي، مطبعة الأوائل، دمشق، 2001م. السنة المفترى عليها, سالم علي البهنساوي، دار الوفاء، مصر، ط4، 1413هـ/1992م. الشبهات الثلاثون المثارة لإنكار السنة النبوية, عبد العظيم المطعني، مكتبة وهبة، القاهرة، ط1، 1420هـ/ 1999م. السنة النبوية في كتابات أعداء الإسلام "مناقشاتها والرد عليها", عماد السيد الشربيني، دار اليقين، مصر، ط1، 1423هـ/ 2002م. السنة النبوية بين كيد الأعداء وجهل الأدعياء، حمدي عبد الله الصعيدي، مكتبة أولاد الشيخ، مصر، ط1، 2007م.
[1]. السنة النبوية بين كيد الأعداء وجهل الأدعياء, حمدي عبد الله الصعيدي، مكتبة أولاد الشيخ، مصر، ط1، 2007م، ص157.
[2]. السنة النبوية في كتابات أعداء الإسلام, عماد السيد الشربيني، دار اليقين، مصر، ط1، 1423هـ/ 2002م، (1/ 249، 250) بتصرف.
[3]. مقدمة ابن خلدون, ابن خلدون، دار القلم، بيروت، ط6، 1406هـ/ 1986م, ص459، 460.
[4]. السنة النبوية في كتابات أعداء الإسلام, د. عماد السيد الشربيني, دار اليقين، مصر، ط1، 1423هـ/ 2002م, (1/ 250) بتصرف.
[5]. الشبهات الثلاثون المثارة لإنكار السنة النبوية, عبد العظيم المطعني، مكتبة وهبة، القاهرة، ط1، 1420هـ/ 1999م، ص150: 152 بتصرف.
[6]. السنة النبوية في كتابات أعداء الإسلام, عماد السيد الشربيني، دار اليقين، مصر، ط1، 1423هـ/ 2002م، (1/ 252) بتصرف.
[7]. السنة المفترى عليها, سالم علي البهنساوي، دار الوفاء، مصر، ط4، 1413هـ/1992م، ص362، 363 بتصرف.
[8]. تقديم نصوص الكتاب والسنة على العقل, عبد الرازق عفيفي، بحث في مجلة التوحيد المصرية، عدد (4), نقلا عن: مصادر التشريع ومنهج الاستدلال والتلقي, حمدي عبد الله، مكتبة أولاد الشيخ للتراث، مصر، ط1، 2006م، ص179.
[9]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: المساجد، باب: قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا..."، (1/ 634)، رقم (438). صحيح مسلم (بشرح النووي)، كتاب: المساجد، (3/ 1083)، رقم (1143).
[10]. تفسير الشعراوي, محمد متولي الشعراوي، دار أخبار اليوم، القاهرة، 1991م، (7/ 4385، 4386) بتصرف.
[11]. المدخل إلى السنة النبوية, د. عبد المهدي عبد القادر عبد الهادي، مكتبة الإيمان، القاهرة، ط1، 1427هـ/ 2007م، ص47: 49 بتصرف.
[12]. السنة النبوية "مكانتها,عوامل بقائها، تدوينها", د. عبد المهدي عبد القادر عبد الهادي، دار النصر، القاهرة، 1989م، ص12 بتصرف.
[13]. حسـن: أخرجـه أحمـد في مسنـده، مسنـد الكوفييـن، مسنـد المسـور بـن مخرمـة، رقـم (18930). وحسنه شعيب الأرنؤوط في تعليقه على المسند.
[14]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: الاعتصام بالكتاب والسنة، باب: ما يذكر من ذم الرأي, (13/ 296)، رقم (7308).
[15]. صحيح: أخرجه أبو داود في سننه (بشرح عون المعبود)، كتاب: الطهارة، باب: كيفية المسح, (1/ 192)، رقم (162). وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن أبي داود برقم (147).
[16]. انظر: صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، الألباني، مكتبة المعارف، الرياض، ط2، 1417هـ/ 1996م، ص46: 53.
[17]. مصادر التشريع ومنهج الاستدلال والتلقي, د. حمدي عبد الله، مكتبة أولاد الشيخ للتراث، مصر، ط1، 2006م، ص178.
[18]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: الاعتصام بالكتاب والسنة، باب: ما يذكر من ذم الرأي وتكلف القياس، (13/ 295)، رقم (7307).
[19]. المدخل إلى السنة النبوية, عبد المهدي عبد القادر، مكتبة الإيمان، القاهرة، ط1، 1427هـ/ 2007م، ص259: 263 بتصرف.
[20]. انظر ـ مثلا ـ كتاب: المنصفون للإسلام في الغرب، رجب البنا، دار المعارف، القاهرة، 2005م.
[21]. كيف نتعامل مع السنة النبوية, د. يوسف القرضاوي، دار الشروق، مصر، ط4، 1427هـ/ 2006م، ص26, 27 بتصرف.
[22]. تفسير الشعرواي، محمد متولي الشعراوي، دار أخبار اليوم، القاهرة، 1991م، (16/ 9674، 9675) بتصرف.
-
السبت AM 02:31
2020-10-17 - 1869