المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 408921
يتصفح الموقع حاليا : 319

البحث

البحث

عرض المادة

دعوى خطأ القرآن العلمي في وصفه النيازك بأنها نحاس

دعوى خطأ القرآن العلمي في وصفه النيازك  بأنها نحاس (*)

مضمون الشبهة:

 يدعي بعض المغالطين أن ثمة خلطًا بين المفاهيم في قوله تعالى: )يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران (35)((الرحمن) ظنًّا منهم أن الآية تتحدث عن النيازك التي تصل إلى الأرض وتكون حجرية، ولا تتكون من النحاس، ويتساءلون: كيف تصف الآية النيازك بأنها من النحاس مع أنهما شيئان مختلفان؟

وجه إبطال الشبهة:

في قوله تعالى: )يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران(إشارة إلى أن محاولة الإنسان النفاذ من أقطار السماوات والأرض ستكون فعلاً وليست افتراضًا، كما أنها لن تنجح وستمنع عند مكان معين؛ لأنه سيواجه بأكداس من نار ونحاس، والمقصود بالنحاس في الآية هو فلز النحاس الذي تنتشر ذراته في صفحة السماء، وليس النيازك كما يزعمون.

التفصيل:

1)  الحقائق العلمية:

ثبت علميًّا أن: "العناصر المعروفة لنا تتخلَّق في داخل النجوم بعملية الاندماج النووي لنوى ذرات الهيدروجين، فينتج عن ذلك نوى ذرات العناصر الأثقل بالتدريج حتى يتحول لب النجم إلى حديد.

والتفاعل النووي قبل تكون ذرات الحديد هو تفاعل منتج للحرارة التي تصل إلى بلايين الدرجات المئوية، ولكن عملية الاندماج النووي المنتجة للحديد عملية مستهلكة للحرارة، وبالتالي لطاقة النجم حتى تضطره إلى الانفجار؛ الأمر الذي يؤدي إلى تناثر العناصر التي تكونت بداخله -بما فيها الحديد- في صفحة السماء لتدخل هذه العناصر في مجال جاذبية أجرام تحتاج إليها بتقدير من الله تعالى.

أما العناصر ذات النوى الأثقل من ذرة الحديد فتتخلق بإضافة للبنات الأولية للمادة إلى نوى ذرات الحديد السابحة في صفحة السماء، حتى تتكون بقية العناصر المعروفة لنا، التي يزيد عددها على المئة عنصر، وهذه أيضًا تنزل إلى جميع أجرام السماء بقدر معلوم.

ولما كان عنصر النحاس أعلى من الحديد في كل من وزنه وعدده الذري (الوزن الذري لنظائر الحديد 54، 56، 57، والوزن الذري للنحاس 63,546، العدد الذري للحديد 26، بينما العدد الذري للنحاس 29) فإن عنصر النحاس يتخلَّق في صفحة السماء الدنيا باندماج نوى ذرات الحديد مع بعض اللبنات الأولية للمادة، وهذا يجعل صفحة السماء الدنيا زاخرة بذرات العناصر الثقيلة ومنها: النحاس"([1]).

كما وجد العلماء أن مادة النحاس تتشكَّل على المركبات الفضائية في صورة كربونات النحاس (جنزار النحاس)، وذلك من نوى ذرات النحاس المنتشرة في صفحة السماء، التي تضرب الأجسام طوال حركتها صعودًا إلى السماء وهبوطًا منها؛ ففي طريقها إلى الأرض تمر المركبات بطبقات بها كميات عالية نسبيًّا من كل من الرطوبة وثاني أكسيد الكربون، فتتحول الذرات النحاسية التي لصقت بجسم المركبة بالتدريج إلى جنزار النحاس([2]).

 

 

 

 

 

 

 

 

 

صورة للكبسولة الفضائية (أبولو 11)، ويظهر على سطحها خطوط طولية لجنزار النحاس

2)  التطابق بين الحقائق العلمية وبين ما أشارت إليه الآية الكريمة:

تشير الآية إلى محاولة النفاذ من أقطار السماوات، وما سيتعرض له من يحاول ذلك بغير تفويض إلهي من شواظ من نار ونحاس فلا ينتصر في محاولته أبدًا، فالآية لا تتحدث عن طبيعة النيازك كما توهم الطاعنون.

  • من الدلالات اللغوية للآية:

o     الشواظ: اللهب الذي لا دخان له، و الشواظ: وهج الحَرِّ.

o     النحاس: عنصر فلزي قابل للطرق، يوصف عادة بالأحمر؛ لقرب لونه من الحمرة، والنحاس: ما سقط من شرر الصفر أو الحديد إذا طرق، والنحاس: الدخان الذي لا لهب فيه([3]).

  • من أقوال المفسرين:

قال القرطبي في تفسيره لهذه الآية: )يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس((الرحمن: 35)؛ أي: لو خرجتم أرسل عليكم شواظ من نار، وأخذكم العذاب المانع من النفوذ... والشواظ في قول ابن عباس وغيره: اللهب الذي لا دخان له.

والنحاس: هو الصفر المذاب يصب على رءوسهم؛ قاله مجاهد وقتادة، وروي عن ابن عباس... (فلا تنتصران)؛ أي: لا ينصر بعضكم بعضًا، يعني: الجن والإنس([4]).

وقال مجاهد عن "الشواظ": اللهب الأخضر المنقطع... وقال الضحاك: شواظ من نار: سيل من نار([5]).

ومن هنا؛ فإن كلمة نحاس تعني: فلز النحاس الذي نعرفه جميعًا، وهو فلز معروف بدرجة انصهاره العالية، ودرجة غليانه الأعلى، ولا تحتاج الكلمة إلى أدنى تأويل، فليس في الآية ما يشير إلى أن المقصود بالنحاس هو النيازك.

3)  وجه الإعجاز:

قال تعالى: )يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس((الرحمن: 35) وتشير الآية إلى النحاس المنصهر في صفحة السماء، الذي يعد عقابًا رادعًا لكل محاولة لاختراق أقطار السماوات والأرض إلا بإذن الله تعالى، وليس إلى طبيعة النيازك كما توهم الطاعنون. وهذا ما أكدته حقائق العلم الحديث في عصر ارتياد الفضاء، كما أن قوله صلى الله عليه وسلم يعد إشارة إلى أن محاولة النفاذ ستكون فعلاً، وبهذا يكون القرآن أول من أخبر عن احتمال أو إمكان غزو الإنسان للفضاء.

 

 

(*) منتدى: الملحدين العرب www.el7ad.com.

 

[1]. من آيات الإعجاز العلمي: الأرض في القرآن الكريم، د. زغلول النجار، مرجع سابق، ص347.

 

[2]. النحاس والنار، عبد الدائم الكحيل، بحث منشور بموقع: المهندس عبد الدائم الكحيل www.kaheel7.com.

 

[3]. المعجم الوسيط، مادة: شوظ، ومادة: نحس.

 

[4]. الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، مرجع سابق، ج17، ص170-172 بتصرف.

 

[5]. انظر: تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، مرجع سابق، ج4، ص274.

 

  • الخميس AM 02:21
    2020-09-03
  • 1083
Powered by: GateGold