المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 409079
يتصفح الموقع حاليا : 386

البحث

البحث

عرض المادة

الطعن في حديث خيرية مياه زمزم

الطعن في حديث خيرية مياه زمزم (*)

مضمون الشبهة:

 

يطعن بعض المغالطين في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم؛ فيه طعام من الطعم، وشفاء من السقم...»، زاعمين أنه لا خصوصية لماء زمزم؛ فهو يتكون من ذرتي هيدروجين وذرة أكسجين كغيره من مياه  العالم، ويتساءلون: كيف تكون هذه المياه مباركة وتشفي من الأمراض- كما يقول الحديث- وقد نشرت الـ (بي بي سي) تقريرًا يفيد أن ماء زمزم ملوث بالزرنيخ الذي يسبب السرطان؟!

 

وجه إبطال الشبهة:

 

إن حديث: «خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم...» حديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد جاء العلم الحديث فأثبت أن ماء زمزم ليس كغيره من المياه؛ فهو يحتوي على تركيزات عالية من الكالسيوم والماغنسيوم والمعادن الأخرى؛ أي إنه ماء غني جدًّا بالمعادن والعناصر التي يحتاجها الجسم، كما أنه لا يتأثر بتعرضه للجو، كالعسل؛ فيظل محتفظًا بطعمه ولونه ورائحته وجميع خصائصه دون تغير، ناهيك عن أن به تركيبات ربانية لم يعرف أحد بعد أسرارها، وهذا ما شهد به علماء غربيون، وهذه الخصائص تجعله أفضل من المياه المعدنية، وهذا الماء ليس ملوثًا بالزرنيخ- كما يدعون- وهذا ما أثبتته التحاليل المعملية الدقيقة؛ حيث توصلت إلى أن عنصر الزرنيخ موجود في كل المياه، إلا أن نسبته في ماء زمزم أقل بكثير من النسبة المقبولة عالميًّا، وهذا كله يُعد إعجازًا طبيًّا، فلِمَ الطعن والتشكيك في هذا الماء المبارك؟!

 

التفصيل:

 

1)  الحقائق العلمية:

 

لقد أُجري خلال العقدين الماضيين كثير من التحاليل الكيميائية لمعرفة التركيب الكيميائي لماء زمزم، وهل هو يختلف عن غيره من المياه الطبيعية للينابيع والآبار؛ ففي عام 1973م قامت شركة واطسون بإجراء تحليل لمياه آبار زمزم والداودية وعين زبيدة، وفي عام 1393هـ الموافق 1973م أيضًا كلفت وزارة الحج والأوقاف السعودية الشركة الاستشارية (V.B.B) بإجراء دراسة لتعقيم مياه زمزم وتعبئتها في زجاجات معقَّمة، وقد قامت الشركة بتحليل مياه زمزم بكتريولوجيًّا وكيميائيًّا.

 

وفي عام 1400هـ الموافق 1979م أُخذت عينات من المصادر الرئيسية لمياه زمزم، وتم تحليلها في مختبر مصلحة المياه في المنطقة الغربية بالسعودية، وكانت نتائج تلك التحاليل كما هو موضح في الجدول الآتي:

 

القياسات

التركيز ملج/ لتر

الأس الهيدروجيني

 

7.8

 

القلوية الكلية

 

300

 

العسر الكلي

 

680

 

عسر الكالسيوم

 

470

 

عسر الماغنسيوم

 

210

 

الكالسيوم

 

188

 

الماغنسيوم

 

51

 

الصوديوم

 

253

 

البوتاسيوم

 

121

 

النشادر

 

6

 

النتريت

 

0.01

 

النترات

 

273

 

الكلور

 

340

 

الكبريتات

 

372

 

الفوسفات

 

0.25

 

البيكربونات

 

366

 

المواد الغذائية

 

(205م°) 1980

 

يقول المهندس يحيى حمزة كوشك- المشرف على تحليل مياه زمزم- : تتميز مياه زمزم بصفة عامة، وهي احتواؤها على تركيزات عالية من الكالسيوم والماغنسيوم والمعادن الأخرى؛ أي إنها مياه غنية بالمعادن.

 

ولكي نعرف أهمية مياه زمزم واختلافها البين عن المياه المعدنية الطبيعية الأخرى، نسوق قول الدكتور لينارد ميرفن- صاحب كتاب "الفيتامينات والمعادن"- الذي يقول فيه: إن المياه المعدنية تختلف اختلافًا شاسعًا في محتواها من المعادن، وتنقسم في هذا الحال إلى ثلاث مجموعات:

 

  • مياه معدنية فقيرة بالمعادن، وهي تحتوي على (50 ملجم) من الأملاح المعدنية في الليتر.

 

  • مياه معدنية متوسطة الغنى بالمعادن، وتحتوي على كمية تزيد عن (500 ملجم) من الأملاح المعدنية في الليتر.

 

  • مياه معدنية غنية بالمعادن، وفيها تزيد كمية الأملاح المعدنية عن (1500 ملجم) في الليتر.

 

فلو نظرنا إلى تركيب المياه المعبأة في المملكة العربية السعودية- وحتى مياه آبار مكة المجاورة لمياه زمزم- لوجدناها تحتوي على ما بين (130: 260 ملجم) من الأملاح المعدنية في الليتر، أما مجموع الأملاح المعدنية في ماء زمزم فقد ثبت أنها تبلغ حوالي (2000 ملجم) في الليتر؛ وبذلك تنطبق على ماء زمزم مواصفات المياه الغنية جدًّا بالمعادن.

 

وتعتبر مياه زمزم مياهًا عسرة؛ لغناها بالكالسيوم والماغنسيوم، وقد دلت الأبحاث العلمية الحديثة على أن مرض شرايين القلب التاجية- الذبحة الصدرية أو جلطة القلب- ربما يكون أقل حدوثًا في المناطق التي يشرب سكانها المياه العسرة([1]).

 

ومن ثم يقول الدكتور زغلول النجار: إن كل مركب من المركبات الكيميائية لماء زمزم له دوره المهم في النشاط الحيوي لخلايا جسم الإنسان، وفي تعويض الناقص منها داخل تلك الخلايا، ومن الثابت أن هناك علاقة وطيدة بين اختلال التركيب الكيميائي لجسم الإنسان والعديد من الأمراض، ومن المعروف أن المياه المعدنية الصالحة وغير الصالحة للشرب قد استُعملت منذ قرون عديدة في الاستشفاء من عدد من الأمراض؛ فالمياه المعدنية الصالحة للشرب ثبت دورها في علاج أعداد غير قليلة من الأمراض، مثل: حموضة المعدة، عسر الهضم، أمراض شرايين القلب التاجية- الذبحة الصدرية أو جلطة الشريان التاجي- وغيرها، أما المياه المعدنية غير الصالحة للشرب فتفيد في علاج العديد من الأمراض الجلدية والروماتيزمية والتهاب العضلات والمفاصل وغيرها، ودورها في ذلك هو في الغالب دور تنشيطي للدورة الدموية، أو دور تعويضي لنقص بعض العناصر في جسم المريض([2]).

 

هكذا رأي العلم في المياه المعدنية، فكيف بمياه زمزم الغنية بكل العناصر والمعادن اللازمة لصحة الإنسان وحيويته، والتي أثبتت التجارب الحديثة أنها تحتوي أيضًا على (366 ملجم) من البيكربونات في الليتر، وأنها تزيد عن الكمية الموجودة في مياه إيفيان الفرنسية الشهيرة، والتي تبلغ فيها البيكربونات حوالي (357 ملجم) في الليتر([3])؟!

 

 

بئر زمزم من الداخل

 

بئر زمزم حاليًّا

2)  التطابق بين الحقائق العلمية وما أشار إليه الحديث الشريف:

 

الماء هو سر الحياة في هذا الكون العظيم؛ فبه تنمو الكائنات الحية وتحيا، قال الخالق سبحانه وتعالى: )وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون (30)( (الأنبياء)، هذا عن مطلق الماء، وللماء أنواع؛ خيرها على الإطلاق- في الدنيا- ماء زمزم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم؛ فيه طعام من الطعم، وشفاء من السقم...»([4]).

 

وهنا أثار المشككون شبهتهم قائلين: لا خصوصية لماء زمزم؛ فهو ماء يتكون من ذرتي هيدروجين وذرة أكسجين، وهذا ما تتكون منه كل مياه العالم، وقد ادَّعى بعضهم أنه ماء ملوَّث بالزرنيخ الذي يسبب السرطان!

 

وإليكم إبطال هذه الشبهة:

 

لا شك أن ماء زمزم ليس كغيره من المياه؛ لإخبار النبي صلى الله عليه وسلم بذلك كما في الحديث السابق وغيره، وهو حديث ثابت عنه صلى الله عليه وسلم.

 

قال الإمام ابن القيم: "ماء زمزم سيد المياه وأشرفها، وأجلها قدرًا، وأحبها إلى النفوس، وأغلاها ثمنًا، وأنفسها عند الناس، وهوهَزْمَةُ جبريل، وسُقيا الله إسماعيل"([5]).

 

وقد جاء العلم الحديث شاهدًا بصحة ما جاء في الحديث الشريف، وهو ما أظهرته نتائج تحاليل ماء زمزم لمركز أبحاث الحج بجامعة الملك عبد العزيز، كما ذكر في كتاب الدكتور حسان شمسي باشا "وصايا طبيب"، والتي تؤكدها نتائج تحليل مختبر مصلحة المياه والصرف الصحي بالمنطقة الغربية لعام 1400هـ، كما وضحها كتاب الدكتور خالد جاد "عالج نفسك بماء زمزم"، ومن هذه التحاليل الكيميائية يتبين أن ماء زمزم نقي لا لون له ولا رائحة، ذو مذاق رائح قليلاً، أُسُّه الهيدروجيني (7.8)، وبذلك يكون قلويًّا إلى حد ما، ويحتوي على تركيزات عالية من الصوديوم والكالسيوم والماغنسيوم والمعادن الأخرى، ولكنها تقع ضمن مقاييس منظمة الصحة العالمية، ما عدا الصوديوم فهو مرتفع؛ لتعويض النقص الذي يحدث فيه، نتيجة التعرض للجو شديد الحرارة في الأماكن المقدسة، فضلاً عن الجهد المبذول في أداء المناسك([6]).

 

وقد أثبت الدكتور محمد عزت المهدي- أستاذ الجيولوجيا بمعهد الدراسات والبحوث البيئية بجامعة عين شمس- من خلال دراسة أعدها أن ماء زمزم لا يخضع للقواعد والمعايير الطبيعية، وأن به تركيبات ربانية لم يعرف أحد بعد أسرارها.

 

وأشارت الدراسة إلى بعض خصوصيات ماء زمزم؛ حيث إنه لا يتعفن ولا يتعطن، ولا يتغير طعمه ولونه ورائحته، فهو مثل عسل النحل الذي لا يتأثر بتعرضه للجو، على خلاف ما يحدث في جميع أنواع المياه الأخرى، مثل: مياه الأنهار والبحار والأمطار والمياه الجوفية، ويرجع ذلك إلى غياب نشاط الجراثيم والبكتيريا والفطريات فيه؛ لزيادة تعدنه التي تراوحت ما بين 4,5 : 2,28 جم/ لتر، وكذلك لنوعية المكونات الكيميائية المسببة لتعدنه...

 

وتشير الدراسة إلى أنه على الرغم من زيادة الأملاح الكلية لماء زمزم، فإنه حلو الطعم؛ فالشارب لهذا الماء لا يشعر بهذه الملوحة العالية، على الرغم من أن الكم نفسه من هذه الأملاح لو وُجد في أي ماء آخر أو لو تم تصنيع مياه معدنية بالمواصفات نفسها- كما حاول البعض عبثًا- لما استطاع أحد أن يشربها، وهذا أحد أسرار الإعجاز الإلهي في هذا الماء؛ حيث يحوي نسبة من 17: 18% كلوريد الصوديوم، والذي يعطي الإحساس بالملوحة، وهي نسبة تقارب النسبة المئوية للملوحة في الماء العذب؛ ففي ماء النيل توجد 14: 15% نسبة ملوحة، وبرغم وضوح الفارق بين نسبة الملوحة في ماء النيل وماء زمزم فإن الأخير يبقى دائمًا حلوًا، ولا يشعر الشارب له بأي ملوحة!

 

كما أشارت الدراسة إلى أنه برغم جهود المسئولين لتوفير ماء زمزم ومعالجته- وخصوصًا في مكة والمدينة- فإن هذه المعالجات التي تحدث لا تؤثر على الخواص الكيميائية لماء زمزم المبارك([7]).

 

ومما يؤكد خصوصية ماء زمزم أن بئره لم ينضب أبدًا منذ أن ظهر للوجود، بل على العكس فهو يفيض بالماء، ومن ذهب لبيت الله الحرام سيدهش من كثرته وكفايته لجميع الحجاج وغيرهم، فكم تستمر الآبار الأخرى؟ خمسين سنة، مئة سنة، ثم يغور ماؤها وتنتهي! فما بال هذه البئر دائمًا لا ينفد ماؤها، وهو لا يزال يحتفظ بنسب مكوناته بنفسها من الأملاح والمعادن منذ أن ظهر للوجود وحتى يومنا هذا([8])؟!

 

ومن ثم فإن قولهم: ماء زمزم كغيره من المياه يتكون من اتحاد ذرتي هيدروجين وذرة أكسجين لا يرد بحال خصوصية ماء زمزم؛ وذلك لأن هذا الكلام خاص بالتركيب الكيميائي الأساسي لجزيئات الماء، ولكن خصوصية ماء زمزم وتميزه يكون في احتوائه- كما ذكرنا سابقًا- على تركيزات عالية من الكالسيوم والماغنسيوم والمعادن الأخرى؛ ومن ثم فهي مياه غنية جدًّا بالمعادن؛ إذ تحتوي على (2000 ملجم) من الأملاح المعدنية في الليتر الواحد، ناهيك عن أن هذا الماء لا يتعفن ولا يتعطن، ولا يتغير طعمه أو لونه أو رائحته... إلخ، وهذا ما أثبته العلم الحديث.

 

ولنا أن نتساءل: هل توجد مياه على ظهر الأرض بهذه الخصائص الفريدة؟! لا شك أن الإجابة بالنفي القطعي، يؤكد هذا علماء غربيون؛ فها هو العالم الياباني ماسارو إيموتو- رئيس معهد هادو للبحوث العلمية بطوكيو، ومؤسس نظرية تبلور ذرات الماء- يكشف عن خصائص إعجازية لماء زمزم المبارك؛ فقد أجرى عليه عدة تجارب باستخدام تقنية النانو تكنولوجي توصل من خلالها إلى أن ماء زمزم فريد ومتميز، ولا يشبه في بلوراته أي نوع من المياه في العالم أيًّا كان مصدرها، كما أشار إلى أن كل الدراسات في المختبرات والمعامل لم تستطع أن تغير خاصية هذا الماء، وهو أمر لم نستطع معرفته حتى الآن, كما أن بلورات الماء الناتجة بعد التكرير تعطي أشكالاً رائعة؛ لذلك لا يمكن أن يكون هذا الماء عاديًّا([9]).

 

وقد قام البروفيسور الألماني كنوت فايفر (KnutPfeiffer)- طبيب ألماني مسيحي متخصص في الطب الباطني- بإجراء تجاربه على مياه ميونخ([10])، ومياه زمزم، فتوصل إلى أن مياه ميونخ نقية جدًّا في تركيبها الكيميائي- أي خالية من البكتيريا والشوائب- ولكن تأثيرها سيئ على مجال الطاقة؛ فهي تدمر مجال الطاقة في جسم الإنسان، وفي المقابل وُجد أن مياه زمزم تؤدي إلى زيادة مستويات الطاقة في الجسم بصورة كبيرة جدًّا، بعد عشرين دقيقة من شربها([11]).

 

هذا عن إبطال الطعن الأول، وهو إنكار خصوصية ماء زمزم، وأما عن ادعاء البعض أن ماء زمزم ملوث بالزرنيخ فهو ادعاء باطل؛ وذلك لما يأتي:

 

خلافًا لما تناقلته بعض وسائل الإعلام الغربية عن ماء زمزم، فإن الجمعية الكيميائية السعودية تؤكد نقاوة ماء زمزم، وتوضح نسبة الزرنيخ فيه. 

 

 

 

 

 

 

أجرت الجمعية الكيميائية السعودية تحليلاً لنسبة عنصر الزرنيخ في عينات من ماء زمزم أُخذت في أوقات مختلفة، وقد كانت النتائج مطمئنة جدًّا، وتقع أقل بكثير من النسبة المقبولة عالميًّا في مياه الشرب؛ حيث كانت نسبة الزرنيخ في العينات التي جرى تحليلها - إحدى العينات من مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لسقيا زمزم- في مختبرات قسم الكيمياء بكلية العلوم بجامعة الملك سعود، بين 3 و 4 أجزاء بالبليون(3 ـ 4 ppb)، وقد استخدم في تحليل العينات جهاز بلازما الحث المزدوج/مطياف الكتلة (ICP-MS) من تصنيع الشركة الأمريكية الشهيرة (PERKINELMER)،وهو جهاز معروف بدقة قراءاته.

 

صرح بذلك الدكتور ضيف الله بن محمد الضعيان (رئيس مجلس إدارة الجمعية الكيميائية السعودية، ورئيس قسم الكيمياء بكلية العلوم بجامعة الملك سعود)، وأشار الدكتور في تصريحه إلى أن الدول الكبرى والمنظمات العالمية تتفاوت في تحديد المستويات المسموح بها من الزرنيخ في مياه الشرب؛ ففي الوقت الذي تحدده منظمة الصحة العالمية بـ(10 ppb)،فإن كندا قد خفضت الحد المسموح به من الزرنيخ من(50 ppb) إلى (25ppb)، بينما خفضته منظمة حماية البيئة الأمريكية (USEPA) في عام 2006م إلى (10 ppb)، ولا تزال دول ومنظمات أخرى تسمح بنسبة من الزرنيخ في مياه الشرب حتى (50 ppb).

 

وأشار الدكتور الضعيان إلى أنه بافتراض حسن النية فيما أشيع عن ماء زمزم، فإن العينات التي جرى تحليلها قد تكون تعرضت للتلوث بالزرنيخ بسبب العبوات التي وُضعت فيها، أو قد تكون اختلطت بمياه أخرى ملوثة، كما لا يمكن استبعاد أثر الجهاز المستخدم في التحليل، ومدى دقته وحساسيته([12]).

 

وقد قامت المملكة العربية السعودية بالرد على تلك الادعاءات من خلال المتحدث الرسمي باسم رئاسة شئون الحرمين أحمد المنصوري، والذي قال: إنه يتم إجراء فحوصات يومية على مياه زمزم منذ سنوات طويلة؛ للتأكد من صلاحيتها للاستخدام وعدم ضررها على صحة الإنسان، كما أبدى تشككه حيال تقارير المختبرات البريطانية، مشيرًا إلى أنه لا يمكن التأكد من مصدر تلك المياه التي تم تحليلها.

 

ويقول الدكتور سعد الدمرداش القاضي (رئيس شعبة الأراضي والمياه بمركز بحوث الصحراء المصري): إن الظاهرة العالمية الآن هي التشكيك في كل شيء، ودعاة الفتن لهم مصالح من وراء ذلك، أبرزها: اتجاه البعض إلى بيع وشراء مياه زمزم في بريطانيا، مما قد يؤثر على بيع المياه التي يعدونها بمصانعهم([13]).

 

ومما سبق يتبين- بكل جلاء- أن ماء زمزم خير ماء على وجه الأرض، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ما أثبته العلم الحديث وشهد به العلماء؛ ومن ثم فإن هذا الماء المبارك يُعد أفضل المياه المعدنية المستخدمة في العلاج والاستشفاء على مستوى العالم؛ لأنه ماء قلوي غني بالمعادن المفيدة للجسم، فذكر هيرمان أهيرا في كتابه "التوازن الحمضي القلوي في الصحة والمرض" أن لشرب الماء القلوي المتأين([14]) فوائد عديدة وهي:

 

  • يمد الجسم بقدر كبير من الطاقة.

 

  • يعادل الأس الهيدروجيني للجسم.

 

  • يزيل الفضلات الحمضية من الجسم.

 

  • مضاد قوي للأكسدة، ومزيل قوي للسموم (يمنح الإلكترونات لذرات الأكسجين النشطة الحرة).

 

  • يساعد على امتصاص العناصر الغذائية بكفاءة أفضل إلى داخل الجسم.

 

  • يساعد الجسم في تمثيل المعادن المؤينة بسهولة أكبر.

 

  • يساعد في تنظيم الهضم وتحسينه بصفة عامة بإعادة التوازن للجسم.

 

  • يقلل من تأكسد الأعضاء الحيوية، ويدمر خلايا السرطان.

 

  • له معامل أكسدة واختزال سالب؛ لذلك يعد وسطًا معاديًا للبكتيريا.

 

  • ومن الأمراض التي ثبت أن الماء القلوي الغني بالأكسجين والمتوازن أسه الهيدروجيني يحسنها هي: السكر، ضعط الدم، الربو، حمى القش، أمراض الحساسية، فرط الحموضة، عسر الهضم، الانتفاخ، هشاشة العظام، أمراض الدورة الدموية، الصداع النصفي، الزيادة المفرطة في الوزن، عدم انتظام الدورة الشهرية، ضعف البصر، رفع المناعة ضد الأمراض، كما أنه يؤدي إلى إبطال عملية الشيخوخة الحيوية([15]).

 

ومن ثم فإن تشكيك مثيري الشبهة في الفائدة الطبية لماء زمزم لا معنى له، بل لا أساس له من الصحة مطلقًا، لا سيما وأن المياه المعدنية- وزمزم تُعد خير مياه معدنية؛ لأنها غنية جدًّا بالمعادن- قد استُخدمت منذ قرون عديدة في الوقاية من أمراض عديدة والاستشفاء منها، وهو ما أثبته العلم حديثًا من خلال أبحاثه وتجاربه.

 

وفي الختام نتساءل: ما المؤسسات العلمية العالية التي كانت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، والتي أعطته هذه الحقائق المدهشة عن ماء زمزم؟ وما هي هيئات البحوث المتخصصة التي توصلت إلى هذه النتائج الدقيقة عن هذا الماء؟ وما نوع المخابر العملاقة التي حللت واستنتجت نسب أملاح المعادن في ماء زمزم بدقة بالغة؟ والتي اعتمد عليها النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديثه عن هذا الماء المبارك؟ إنه الوحي، وما ينطق رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى([16]).

 

3)  وجه الإعجاز:

 

لقد أُجريت العديد من الأبحاث العلمية والتجارب المعملية على ماء زمزم، فكانت النتيجة أن هذا الماء يمتاز بخصائص فريدة عن غيره من المياه؛ فهو ماء عسر لغناه بالكالسيوم والماغنسيوم، وهو ماء قلوي متأيِّن؛ لاحتوائه على كل العناصر والمعادن التي يحتاجها الجسم، إضافة إلى أنه لا يتعفن ولا يتعطن، ولا يتغير طعمه ولونه ورائحته... إلخ، وقد أثبت العلم الحديث أن هذه الخصائص جعلت لماء زمزم دورًا كبيرًا في الوقاية والاستشفاء من أمراض عديدة.

 

وقد أشارت إلى هذه الحقائق العلمية السنة المطهرة؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم؛ فيه طعام من الطعم، وشفاء من السقم...»، فأي إعجاز طبي هذا؟!

 

 

 

(*) وهم الإعجاز العلمي، د. خالد منتصر، مرجع سابق. تلوُّث مياه زمزم بالزرنيخ، تقرير بالصوت والصورة منشور على موقع: بي بي سي عربي www.bbc.co.com. مياه زمزم ملوثة، مقال منشور بموقع: الشبكة الليبرالية العربية www.liberalls.com.

 

[1]. انظر: العلاج بالماء قديمًا وحديثًا، ماهر حسن محمود محمد، دار الندى، مصر، ص88: 91 بتصرف. الموسوعة العلمية في إعجاز القرآن الكريم والسنة النبوية، د. هاني بن مرعي القليني ومجدي فتحي السيد، المكتبة التوفيقية، القاهرة، ص287: 289 بتصرف. مجلة الإعجاز العلمي، مرجع سابق، العدد (26)، ص56، 57. الإعجاز العلمي في السنة النبوية، د. زغلول النجار، مرجع سابق، ج1، ص56، 57.

 

[2]. الإعجاز العلمي في السنة النبوية، د. زغلول النجار، مرجع سابق، ج1، ص57. 

 

[3]. العلاج بالماء قديمًا وحديثًا، ماهر حسن محمود محمد، مرجع سابق، ص92 بتصرف. وانظر: الموسوعة العلمية في إعجاز القرآن الكريم والسنة النبوية، د. هاني بن مرعي القليني ومجدي فتحي السيد، مرجع سابق، ص290.

 

[4]. حسن: أخرجه الطبراني في المعجم الكبير، (9/ 308)، رقم (11004). وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب برقم (1161). وحسنه في السلسلة الصحيحة وقال: الإسناد حسنٌ على أقل الدرجات .

 

[5]. زاد المعاد في هدي خير العباد، ابن قيم الجوزية، مرجع سابق، ج4، ص392.

 

[6]. انظر: الإعجاز في ماء زمزم، قسطاس إبراهيم النعيمي، بحث منشور بموقع: جامعة الإيمان www.jameataleman.org. مجلة الإعجاز العلمي، مرجع سابق، العدد (26)، ص56، والعدد (29)، ص53.

 

[7]. ثبت علميًّا، محمد كامل عبد الصمد، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، ط4، 1430هـ/ 2009م، ج5، ص113، 114.

 

[8]. انظر: الإعجاز في ماء زمزم، قسطاس إبراهيم النعيمي، بحث منشور بموقع: جامعة الإيمان www.jameataleman.org. أنت تسأل والشيخ الزنداني يجيب حول الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، عبد المجيد الزنداني، نقلًا عن: آيات الإعجاز العلمي من وحي الكتاب والسنة، عبد الرحمن سعد صبي الدين، دار المعرفة، بيروت، ط1، 1429هـ/ 2008م، ص301.

 

[9]. عالم ياباني: ماء زمزم يمتاز بخاصية علمية، والبسملة لها تأثير على بلورات الماء، مقال منشور بموقع: جريدة الرياض www.alriyadh.com.

 

[10]. مياه ميونخ: نسبةً إلى مدينة ميونخ الألمانية، وهذه المياه من أنقى المياه في العالم.

 

[11]. انظر: لقاء تليفزيوني في قناة شباك مصر، بعنوان "ماء زمزم الإسلامي وأثره الإيجابي على الخلايا البشرية".

 

[12]. بحث منشور تحت عنوان: آخر الأخبار والفعاليات بموقع: الجمعية الكيميائية السعوديةwww.schems.org.sa.

 

[13]. دعاة الفتنة يحاولون تشويه صورة ماء زمزم والعلماء يبرئونها، إيمان أنور، تقرير إخباري بموقع: أخبار مصر www.egynews.net.

 

[14]. يُعدُّ هذا الماء أفضل أنواع مياه الشرب المتاحة على الإطلاق؛ حيث إنه يزيل الشوائب، ويحتوي على أُس هيدروجين قلوي، كما أنه يحتوي على كمية كبيرة من الأكسجين، وله معامل أكسدة واختزال سالب، بالإضافة إلى أنه متاح على عناقيد جزيئية أصغر حجمًا، ومن السهل الحصول على نتائج متجانسة ذات فوائد صحية حقيقية، وهذا الماء له مذاق حلو؛ بسبب ما يحتويه من تركيزات للأيونات السالبة التي يتميز بها ماء ينابيع الجبال النقي، وهو منعشٌ كذلك، وكل هذه المواصفات تنطبق على ماء زمزم؛ حيث إنه ماءٌ قلويٌّ نقيٌّ من الينابيع الجبلية.

 

[15]. مجلة الإعجاز العلمي، مرجع سابق، العدد (26)، ص57 بتصرف.

 

[16]. موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة: آيات الله في الآفاق، د. محمد راتب النابلسي، مرجع سابق، ص214 بتصرف.

 

  • الخميس AM 01:37
    2020-09-03
  • 991
Powered by: GateGold