المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 409170
يتصفح الموقع حاليا : 348

البحث

البحث

عرض المادة

الطعن في الإعجاز العلمي لحديث ولوغ الكلب في الآنية

الطعن في الإعجاز العلمي لحديث ولوغ الكلب في الآنية (*)

مضمون الشبهة:

يسخر بعض الطاعنين من إرشاد النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى ضرورة غسل الآنية التي ولغ فيها الكلب سبع مرات على أن تكون إحداهن بالتراب، ونص الحديث هو: «طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أولاهن بالتراب».

 

ويتساءلون: ما الذي يميز لعاب الكلب عن بقية السباع والحيوانات حتى يُخص بهذا الإرشاد؟ ولماذا اختص التراب ضمن المرات السبع لغسل الآنية؟ أليس هناك سوى التراب ما يتميز بالقدرة على غسل الآنية وتنظيفها؟!

 

وجه إبطال الشبهة:

لقد أثبتت الدراسات العلمية الحديثة أن هناك أكثر من خمسين مرضًا ينقله الكلب للإنسان، أخطرها مرض الكلب (Rabies)، الذي يؤدي في معظم حالاته إلى وفاة الإنسان المصاب، وغيره الكثير من الأمراض والديدان التي تنتقل عن طريق لعاب الكلب وأنفه، كما أثبتت دراسات أخرى فاعلية مادة التراب في القضاء على الجراثيم الضارة، بل يُعد من أفضل مواد التعقيم ضد بعض الجراثيم، ومن هذا نفهم مدى الإعجاز العلمي لإرشاد النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى غسل الإناء الذي يلغ فيه الكلب سبع مرات إحداهن بالتراب.

 

التفصيل:

1)  الحقائق العلمية:

 

الكلب (Dog) من الثدييات المشيمية آكلة اللحم‏ التي تتبع رتبة خاصة من رتب طائفة الثدييات ‏(ClassMammalia) تُعرف باسم رتبة آكلة اللحم (اللواحم)، واسمها العلمي ‏(CanisFamiligiaris)‏.

 

وتضم ثدييات من آكلة اللحوم؛ مثل: الكلب والذئب والثعلب‏ وابن آوى‏ والقط والنمر‏ والأسد والدب‏‏ والفقمة (عجلالبحر)‏ وحيوانالفظ‏،‏ وإن كان بعضها- مثل الدببة- تأكل الخضراوات أيضًا‏.‏

 

وتُقسم رتبة الثدييات آكلة اللحم إلى عدد من الفصائل‏:‏

 

  1. ‏ فصيلة الكلاب وأشباهها‏.

 

  1. فصيلة الدِّبَبة وأشباهها‏.

 

  1. فصيلة القطط وأشباهها‏.

 

  1. فصيلة الضِّباع وأشباهها‏.

 

  1. فصيلة الراكون وأشباهه‏.

 

وتتميز الثدييات المشيمية آكلة اللحم بأحجامها الكبيرة نسبيًّا‏,‏ وبعضلاتها المفتولة القوية‏,‏ وبتحوُّر أسنانها لتناسب طبيعة الغذاء الذي تعيش عليه‏,‏ وأغلبه اللحوم والغضاريف والعظام؛‏ لذلك تخصصت أسنانها في القطع والتمزيق‏,‏ وبالقدرة على الإمساك بالفريسة وحملها إلى مسافاتبعيدة‏,‏ فالقواطع الأمامية تقطع‏,‏ والأنياب تمزق‏,‏ وكذلك المخالب القوية تمسك بالفريسة وتعين على تمزيقها‏,‏ وهي في مجموعها حيوانات لها القدرة على الجريالسريع‏([1]).‏

 

هذا، ويُعد الكلب من أوائل الحيوانات التي استطاع الإنسان استئناسها؛ إذ يرجع أقدم أثر للكلاب المستأنسة على سطح الأرض إلى 12,000 إلى 14,000 سنة مضت حين بدأ الإنسان استئناسها.

 

  • الأمراض التي ينقلها الكلب للإنسان:

 

كثير من الناس في عصرنا هذا- لا سيما في العالم الغربي ومن يقلدهم في بلاد أخرى- يقتنون الكلاب للزينة فقط، ويحملونها ويداعبونها ويزينونها، ويعتنون بمظهرها وغذائها؛ جهلاً منهم بما تنقله الكلاب من أمراض عديدة  للإنسان.

 

ولقد أثبتت الدراسات العلمية الحديثة أن الأمراض التي تنقلها الكلاب للإنسان تصل إلى نحو خمسين مرضًا، أخطرها مرض الكلب (Rabies)، ويسببه فيروس يحمله الكلب في لعابه، وسنفصل فيه القول فيما بعد.

 

وينقل الكلب للإنسان أمراضًا أخرى مثل:

 

  1. مرض دودة الكلب الشريطية (EchinococcusGranulosus):

 

تعيش هذه الدودة في أمعاء الكلب، وتخرج بويضاتها من برازه، ولما كان الكلب يلعق مؤخرته بفمه، فإن بويضات تلك الدودة تتعلق بفم الكلب المصاب، والإنسان الذي يحمل الكلب المصاب بين يديه، أو يحتفظ به داخل بيته، ويصل الكلب بالتالي إلى آنية طعام الإنسان، كل هذه الوسائل تؤدي إلى أن تصل بويضات تلك الدودة إلى فم الإنسان، ومن الفم إلى الأمعاء، وفي الاثنا عشر تفقس البويضة وتخرج منها يرقة نشطة، تخترق جدار الأمعاء لتصل إلى الوريد البابي فتصل إلى الكبد، ومنها إلى أعضاء جسم الإنسان المختلفة، وتسبب العدوى للإنسان بتلك الدودة من الكلب أكياسًا في أماكن شتى من جسمه، وأكثرها في كبد الإنسان في 63% من الحالات، وفي الرئتين في 2% من الحالات، وفي العظام في 3% من الحالات، وفي المخ في 1% من الحالات، وفي الطحال في 3% من الحالات، وفي الكلى في 2% من الحالات.

 

ومن هذا نجد أن تلك الأكياس أو الحويصلات توجد في الكبد والرئتين في الإنسان، وتلك الأكياس تسبب أخطارًا للجسم، ولا بد من استئصال تلك الحويصلات جراحيًّا، وتصل العدوى من الكلب المصاب إلى الإنسان عن طريق مداعبة الكلب المصاب، أو ملامسة فمه ووصول بويضات الدودة إلى فم الإنسان، كما أن العدوى تحدث للإنسان عن طريق تناول خضروات ملوثة ببراز الكلب المصاب.

 

 

 

ديدان الكلب الشريطية الأكثر شيوعًا في الكلاب

 

 

  1. مرض النزف اليرقاني Leptospirosis(Weil,sDiscase):

 

توجد أنواع كثيرة من هذا المرض؛ منها نوع لا ينتقل إلا عن طريق الكلاب،  ويسببه طفيل يسمى LeptospiraCanicola، ويعيش في دم المريض، وينتقل من الكلب المصاب إلى الإنسان الذي يعايشه داخل المنزل ويحمله بيديه، والعدوى تكون عن طريق البول، ومن طبع الكلب أن يتبول في كل ركن من أركان المنزل، وقد يلوث أواني طعام الإنسان المقيم بالمنزل نفسه، وقد يخترق طفيل المرض الموجود في بول الكلب جلد الإنسان ويصل إلى دمه، فيُصاب الإنسان بهذا المرض الذي قد يسبب له الوفاة.

 

  1. الدودة الشريطية الكلبية DiplydiumCaninum:

 

توجد تلك الدودة في أمعاء الكلب المصاب؛ لذلك تخرج بويضاتها في برازه، وتنتقل بالتالي إلى هواة حمل الكلاب ومداعبتها ومعايشتها داخل المنزل فيُصابون بهذه الدودة، وما تسببه من أعراض مرضية.

 

  1. داء الديدان القوسيةToxaCaraCanris:

 

توجد هذه الدودة في أمعاء الكلب المصاب، وتخرج بويضاتها في برازه، فإذا كان الكلب يعيش داخل المنزل، فإن بويضات تلك الديدان ستصل إلى أوعية طعام الإنسان بطريقة أو بأخرى، ومنها إلى طعام الإنسان؛ فيُصاب الإنسان بهذه الديدان القوسية التي تنتقل من مكان إلى مكان في جسمه، مسببة الكثير من المتاعب الصحية، ومنها أمراض الحساسية، والربو الشعبي، وتضخم كل من الكبد والطحال في بعض الحالات، وقد يصاب أي عضو آخر في جسم الإنسان.

 

  1. داء اليرقات الجلدية CutaneousLarvaMigrans:

 

يسبب هذا المرض كلب مصاب بديدان الإنكلستوما الكلبية، وتخرج البويضات في براز الكلب المصاب، وإذا كان معايشًا للإنسان داخل المنزل أو ملامسًا له فإن بويضات تلك الديدان تصل إلى فم الإنسان بطريقة أو بأخرى، وتفقس في أمعائه، وتخرج منها يرقات، وقد تخترق تلك اليرقات جلد الإنسان، وتسبب له متاعب كثيرة في الجلد، وأمراضًا كثيرة أخرى([2]).

 

 

 

صورة توضح أماكن تواجد بعض الطفيليات الخارجية والداخلية عند الكلب

  1. مرض الحويصلات المائية:

 

يسبب هذا المرض طفيليٌّ خطير يتعايش مع الكلب، يُدعى(EchinococcusGranulosus)، وهذا الطفيلي يمكن أن يصيب أي عضو من أعضاء البدن، وبخاصة الأعضاء الحيوية؛ كالكبد والطحال والرئتين والكليتين والقلب والعظام والجهاز العصبي والعين، وكثيرًا ما تدفع هذه الحويصلات الجراح للقيام بعمليات جراحية ظنًّا منه بأنها أورام سرطانية، وإذا ما انفجرت هذه الحويصلات أثناء الجراحة كان لانفجارها في الجسم ردود فعل عنيفة، وتولدت منها حساسية مفرطة أو شرى حاد (UrticariaAcute) ينتهي بحدوث صدمة في جهاز الدوران، وهذه الصدمة قد تودي بحياة المريض([3]).

 

  1. مرض سعار الكلب (Rabies):

 

هذا المرض هو أخطر الأمراض التي ينقلها الكلب المصاب إلى الإنسان، يسببه فيروس يوجد في لعاب الكلب المريض، وينتقل المرض إلى الإنسان السليم بواسطة عضة كلب مريض، وقد ينتقل المرض من الكلب المصاب إلى الإنسان السليم حتى بدون عضة، وذلك إذا لمس لعاب الكلب المصاب جرحًا أو خدشًا في جسم الإنسان الذي يحمله، من هذا نفهم أن ملامسة الكلاب، وكثرة الاختلاط بها، وحملها وتدليلها من أسباب العدوى بهذا المرض، فضلاً عن عشرات الأمراض الأخرى.

 

وهذا المرض في الكلاب يُسمى علميًّا "مرض الكلب" (Rabies)، أما إذا انتقل إلى الإنسان ومرض به الإنسان صار المرض باسم آخر، هو مرض الخوف من الماء (Hydrophobia)؛ ذلك لأن المريض إذا شاهد الماء يُصاب بتقلصات عضلية شديدة في عضلات الجسم، وخاصة بالبلعوم، فيحدث له ذعر شديد، وتمتد فترة الحضانة لأكثر من شهر، وتعتمد على كمية الفيروسات التي تدخل الجسم، وعلى مكان العضة ودرجة قربها من الرأس، فكلما كان مكان العضة قريبًا من الرأس كلما كانت فترة الحضانة أكثر.

 

ومن أعراض هذا المرض "الخوف من الماء":

 

  • فقدان الشهية للطعام.

 

  • صداع وغثيان وقيء.

 

  • ألم بمكان العضة لم يكن موجودًا من قبل.

 

  • يصير الإنسان سريع الإثارة للمؤثرات الخارجية، من ضوء ولمس وصوت؛ فتتوتر عضلات الجسم كلها.

 

  • يزداد إفراز اللعاب كما يفعل الكلب المريض.

 

  • الخوف من منظر الماء، ويصاحب ذلك تقلصات عضلية بالجسم كله عمومًا، وبعضلات البلعوم خصوصًا، وبعد هذه المرحلة يدخل المريض في مرحلة أخرى يحدث فيها فقدان للصوت، وضعف عضلي عام يصل إلى الشلل، وىظل المريض هكذا حتى يموت([4]).

 

 

 

كلب مصاب بداء الكلب ((Rabies

8.ومن الطفيليات التي تنقلها الكلاب للإنسان أيضًا ديدان طفيلية:

 

، تُعرف باسم (توكسوكارا كانيس)، وهي كما يقول الدكتور الإسمعلاوي المهاجر: تسبب فقدان البصر والعمى للإنسان، ولاحظ الدكتور إيان رايت- إخصائي الطب البيطري في سومر سيت- بعد فحص 60 كلبًا، أنربع الحيوانات تحمل بيوض تلك الدودة في فرائسها؛ حيث اكتشف وجود 180 بويضة في الجرام الواحد من شعرها، وهي كمية أعلى بكثير مما هو موجود في عينات التربة، كما حمل ربعها الآخر 71 بويضة تحتوي على أجنة نامية، وكانت ثلاثة منها ناضجة تكفي لإصابة البشر.

 

وأوضح الخبراء في تقريرهم الذي نشرته صحيفة ديلي ميرور البريطانية، أن بويضات هذه الدودة لزجة جدًّا، ويبلغ طولها مليمترًا واحدًا، ويمكن أنتنتقل بسهولة عند ملامسة الكلاب أو مداعبتها، لتنمو وتترعرع في المنطقة الواقعة خلف العين، وللوقاية من ذلك ينصح الأطباء بغسل اليدين جيدًا قبل تناول الطعام وبعد مداعبة الكلاب، خصوصًا بعد أن قدرت الإحصاءات ظهور 10 آلاف إصابة بتلك الديدان في الولايات المتحدة سنويًّا، يقع معظمها بين الأطفال([5]).

 

  1. مرض الغدة الليمفاوية:

 

هو مرض ناتج عن خدوش تحدثها أظافر الكلب في يد الطفل، وعادة ما تكون هذه الأظافر ملوَّثة بالبكتيريا، فعندما يخدش الظفر يد الطفل تدخل البكتيريا عبر السائل أو الدم في اليد، وتبقى في فترة حضانة تصل إلى ما بين أسبوع إلى عشرة أيام، بعدها يبدأ الجرح في الالتهاب؛ حيث يُصاب الطفل بحمى وقُشَعْريرة، وقد تسوء الحالة إذا كان الطفل يعاني من أي نوع من أنواع الحساسية مما يؤدي إلى وفاته، أو في أحسن الحالات فإن الالتهاب الناجم عن تلك البكتيريا يصل إلى الأعصاب والكبد.

 

وفي تقرير نشرته منظمة الصحة العالمية أشارت إلى أن نحو 8 ملايين شخص في أوربا والولايات المتحدة الأمريكية يُصابون سنويًّا بمرض التسمم الغذائي؛ بسبب التلوث الذي تنقله لهم الكلاب، وذلك من خلال ألسنتها، أو ملامسة الإنسان لها ولشعرها، أو من خلال برازها، أو من خلال رشح من أنوفها وفمها.

 

وقالت المنظمة: إن نحو 3 ملايين طفل في الغرب يعانون من أمراض الأنف بسبب استنشاقهم للغبار الموجود على فروة الكلاب، ويصبح الأمر أكثر خطورة عندما يُصاب الكلب بالجرب أو بالقُراد، وعندها فإن جميع أهل البيت سيعانون من هذه الأمراض الجلدية الـمُعْدِية، هذا بالإضافة إلى الأمراض الجلدية الأخرى التي تنقلها الكلاب للإنسان خاصة الأطفال، ومن هذه الأمراض مرض القوبياء، وهو مرض مُعْدٍ، وعادة ما يصيب هذا المرض جلدة الرأس؛ حيث يقوم بإتلاف بُصَيْلات الشعر([6]).

 

وغير هذا من الأمراض التي تنقلها الكلاب للإنسان كثير، هذا ولم يكن الناس قديمًا على علم بالأضرار الصحية التي تسببها الكلاب للإنسان، إلى أن تنبَّه الناس إلى ذلك حديثًا؛ ففي بريطانيا ستة ملايين كلب يربيها الناس ويقتنونها داخل منازلهم، فماذا كانت النتيجة؟

 

تقول بعض الدراسات الإحصائية:

 

  1. تخرج هذه الكلاب كل يوم مليون كيلو جرام من البراز في حجرات المنازل، فضلاً عن مئة ألف لتر من البول يوميًّا في حجرات المنازل أيضًا، ولنا أن نتصور كم من النجاسة والقذارة يصيبان المنازل هناك من جراء الإمساك بالكلاب داخل المنازل!

 

  1. تسبب الكلاب داخل البيوت في بريطانيا وحدها أمراضًا لمئتي ألف إنسان كل عام، من الأمراض التي تُصاب بها الكلاب وتنقلها إلى الإنسان، وهي نحو خمسين مرضًا كما ذكرنا من قبل.

 

  1. أظهرت تلك الدراسة أن خمس مئة مليون جنيه إسترليني تُصرف كل عام لأجل تربية تلك الكلاب وإطعامها والعناية بها.

 

وأخيرًا ارتفعت أصوات تطالب بإعدام الكلاب التي لا أصحاب لها، وفي الصين أمرت الحكومة المركزية بمنع اقتناء الكلاب في المدن الكبيرة، وجرى إعدام الكلاب فيها؛ وذلك محافظة على الصحة العامة، ووقاية من أضرار الكلاب على صحة الإنسان([7]).

 

  • الأسرار العلمية في مادة التراب:

 

ينظر الناس إلى التراب على أنه مادة وسخة، فماذا وجد العلماء حديثًا عن تراب الأرض، وهل سنغير نظرتنا إلى هذه المادة العجيبة؟

 

إذا أخذت حفنة من التراب بحجم ملعقة الشاي فإنك تجد فيها عددًا من الكائنات الحية أكبر من عدد سكان الأرض، فالتراب عبارة عن مادة حية تدب فيها الحياة مع أننا لا نراها، ولكن العلماء يقولون: إن التراب ضروري جدًّا لكثير من الكائنات على وجه الأرض، ولولا التراب لم يكن للحياة أن تنشأ أصلاً على وجه هذه الأرض.

 

والتراب أهم مادة بعد الماء للحياة على الأرض، وهذا التراب جاء أصلاً من بقايا الصخور المتكسرة، وتشكل على ملايين السنين، وفي حفنة من التراب هناك مئات الملايين من أنواع الكائنات الحية، ومن المكونات الأساسية لهذه الكائنات وجود بكتيريا وحيدة الخلية مختصة بالتهام أوراق النبات والجذور الميتة، وهناك بكتيريا أخرى تعيش على الجذور، فتأخذ الآزوت من الهواء وتعطيه للنبات، كذلك نرى في التراب بعض الديدان التي تعيش على البقايا الميتة.

 

  • خصائص التراب:

 

  1. أفضل مادة معقَّمة موجودة في الطبيعة!

 

  1. التراب يضمن إزالة الجراثيم التي تعجز عن إزالتها كل المواد الكيميائية.

 

  1. التراب أفضل وسيلة لتنظيف الماء!

 

  1. التراب هو المادة الطبيعية التي يُنقى بها الماء.

 

  1. هناك أكثر من عشرة آلاف نوع من أنواع التربة في أوربا فقط.

 

  1. إن أفخر أنواع الصحون والأواني الصينية مصنوعة من التراب!

 

  1. التراب هو المادة التي لا تتجدد مع الزمن.

 

  1. الفراغات الموجودة بين حبات التراب هي 50 % من حجمه.

 

  1. إن معظم المضادات الحيوية التي نستخدمها لعلاج الأمراض مستخرجة من الكائنات المجهرية في التربة.

 

  1. التراب مادة ممتازة لتنظيف مسامات الجلد.

 

التربة تختزن 10% من إشعاعات غاز الكربون (CO2) في العالم، ويحوي كل هكتار من الأرض الزراعية عدة أطنان من الكائنات الحية الدقيقة، ولا يمكن للحياة أن تستمر بالشكل الذي نراه أمامنا لولا هذه الأحياء، هذه الكائنات المجهرية مهمة جدًّا في إنتاج المواد المغذية للنبات، وإنتاج المواد المعقمة لجذور النباتات، والحبوب الموجودة داخل التربة.

 

  • حقائق جديدة عن التراب:

 

في دراسة جديدة يقول العلماء فيها: إن الطين وبخاصة طين البراكين يمكن أن يزيل أكثر الجراثيم مقاومة؛ ولذلك هم يفكرون اليوم بتصنيع مضاد حيوي قاتل للجراثيم العنيدة، مستخرج من بعض أنواع الطين.

 

فبعد تجارب طويلة في المختبرات وجدوا أن الطين يستطيع إزالة مستعمرة كاملة من الجراثيم خلال 24 ساعة، ثم وضعت هذه المستعمرة نفسها من دون طين فتكاثرت 45 ضعفًا.

 

ومنذ سنوات اكتشفت الطبيبة الفرنسية (LineBrunetdeCourse) خصائص شفائية في الطين الفرنسي الأخضر، واستعملته كمضاد حيوي للعلاج في ساحل العاج وكينيا، وقد وصفت منظمة الصحة العالمية النتائج التي حصلت عليها بالرائعة.

 

ثم جاءت الدكتورة ليندا وليامز لتؤكد أن في الطين أكثر من مادة مطهرة؛ حيث تقوم هذه المواد بكبح نشاط الجراثيم؛ ومن ثم إضعافها والقضاء عليها في النهاية.

 

يقول الدكتور (Haydel) أحد علماء الأحياء الدقيقة: الآن يمكننا أن نجد علاقة بين علم الأرض والخلايا الحية، فقبل سنة فقط كنت أنظر إلى التراب على أنه مادة وسخة، ولكنني اليوم أنظر إليه كمادة مطهرة!

 

وقد وجد باحثون أن بعض أنواع التربة الموجودة في جنوب أفريقيا تعيش فيها بكتيريا تنتج مضادات حيوية تستطيع قتل الجراثيم التي تعجز عن قتلها المضادات العادية، هذا الاكتشاف نشرته مجلة العالم الجديد عام 2006م، ويقول الباحث (JunWang) في مختبرات (MerckResearch) في نيوجرسي، والذي قدم هذا الاكتشاف: لقد ظهرت فرصة جديدة الآن من أجل إنتاج مضادات حيوية من التراب([8]).

 

هذا وقد ثبت علميًّا أن التراب يحتوي على مادتين قاتلتين للجراثيم، هما (تتراكسلين) ومادة (التتاراليت)، وهاتان المادتان تُستعملان فيعمليات التعقيم ضد بعض الجراثيم.

 

وقدتوقع بعض الأطباء الباحثين أن يجدوا في تراب المقابر جراثيم معينة بسبب جثث الموتى، لكن التجارب والتحاليل أظهرت أن التراب عنصر فعال في قتل الجراثيم، وهذا ما أعلنه مجموعة من الأطباء بقولهم: قام العلماء في العصر الحديث بتحليل تراب المقابر ليعرفوا ما فيه من الجراثيم، وكانوا يتوقعون أن يجدوا فيه كثيرًا من الجراثيم الضارة؛ وذلك لأن كثيرًا من البشر يموتون بالأمراض الإنتانية الجرثومية، ولكنهم لم يجدوا في التراب أثرًا لتلك الجراثيم الضارة المؤذية؛ فاستنتجوا من ذلك أن للتراب خاصية قتل الجراثيم الضارة، ولولا ذلك لانتشر خطرها واستفحل أمرها([9]).

 

2)  التطابق بين الحقائق العلمية والأحاديث النبوية:

 

لقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم في كثير من أحاديثه إلى اجتناب الكلاب، ونهى عن اقتنائها داخل البيوت؛ حتى لا تشارك الإنسان مسكنه ومطعمه ومشربه، وذلك وقاية للإنسان من الأمراض العديدة التي تنقلها إلى الإنسان، وهذا لا يعني حض النبي صلى الله عليه وسلم على كراهية الكلاب أو تعذيبها، فالإسلام دين الرحمة العامة، وإنما وضع النبي صلى الله عليه وسلم شروطًا لاقتناء الكلاب، وهي أن يكون الكلبُ المقتَنَى كلبَ صيد أو حراسة، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «من اقتنى كلبًا إلا كلبًا ضاريًا لصيد أو كلب ماشية، فإنه ينقص من أجره كل يوم قيراطان»([10]).

 

كما حث النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين على وجوب غسل الآنية التي يلغ فيها الكلاب سبع مرات تكون إحداهن بالتراب، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أولاهن بالتراب»([11]).

 

وولوغ الكلب معناه وضع أنفه في الإناء، وشربه بطرف لسانه، وغسله سبع مرات إحداهن بالتراب إمعانًا في تطهيره؛ لإزالة ما يكون قد علق فيه من لعاب الكلب وأنفه وفمه من أنواع لا تُحصى من الجراثيم الضارة، التي يمكن أن تنتقل إلى الإنسان.

 

هذه الحقائق المذهلة التي أشار إليها الحديث الشريف، والتي جاء العلم الحديث بعد تطور وسائله وأكدها- لم يكن الناس قديمًا يعرفون عنها شيئًا، فلم يكونوا على علم بالأضرار الصحية التي تسببها الكلاب للإنسان، وهذا يجيب عما أثاره الطاعنون عن اختصاص الكلاب بهذا الإرشاد النبوي دون سائر الأنواع الأخرى والسباع، ولعل فيما أثبته العلماء من فاعلية مادة التراب في القضاء على الجراثيم الضارة، بل وفي استخدامها كمادة معقمة ضد بعض الجراثيم ما يجيب عن تساؤلهم الآخر حول الحكمة من اختصاص التراب ضمن المرات السبع لغسل الآنية؛ حيث تندمج جزيئات التراب مع الجراثيم التي يتركها الكلب في لعابه، كما يندمج الصابون مع المواد الدهنية فيزيلها.

 

كل ذلك يوضح مدى التطابق بين ما أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديثه، وبين ما توصل إليه العلم الحديث.

 

3)  وجه الإعجاز:

 

لقد أثبتت الدراسات العلمية الحديثة خطورة مشاركة الكلب للإنسان مسكنه ومطعمه ومشربه؛ حيث أثبتت تلك الدراسات أن هناك أكثر من خمسين مرضًا ينقلها الكلب للإنسان، أخطرها مرض الكلب (Rabies)، بالإضافة إلى أنواع مختلفة من الديدان كدودة الكلب الشريطية، وكذلك العديد من الأمراض كمرض الحويصلات المائية، ومرض الغدة الليمفاوية وغير ذلك كثير.

 

كما أثبت العلم الحديث أيضًا أن التراب أفضل مادة معقمة في الطبيعة؛ حيث أثبتت الدراسات أنه يحتوي على مادتين قاتلتين للجراثيم، هما مادتا (التتراكسلين) و (التتاراليت)، وهما يُستعملان في عمليات التعقيم ضد بعض الجراثيم، ولما كان فيروس الكلب دقيقًا متناهيًا في الصغر، فهذا يعطيه فرصة للتعلق بجدار الإناء والالتصاق به؛ فلا يكفي الماء وحده للقضاء عليه، ولا بد من استخدام التراب في تنظيف الإناء.

 

إن الحقائق العلمية المذهلة التي أشار إليها الحديث الشريف بخصوص أضرار الكلب على الإنسان، ووجوب غسل الإناء الذي ولغ فيه الكلب سبع مرات إحداهن بالتراب- لتؤكد أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن ينطق من تلقاء نفسه، فلا بيئته ولا زمانه يمكنانه من اكتشاف تلك الحقائق، ولكنه وحي السماء الذي لا ينطق عن الهوى، ) إن هو إلا وحي يوحى(4) علمه شديد القوى(5)( (النجم).

 

 

 

(*) موسوعة الإعجاز العلمي في سنة النبي الأمي صلى الله عليه وسلم، حمدي عبد الله الصعيدي، مكتبة أولاد الشيخ، القاهرة، ط1، 2007م.

 

[1]. من آيات الإعجاز العلمي: الحيوان في القرآن الكريم، د. زغلول النجار، مرجع سابق، ص348، 349 بتصرف.

 

[2]. موسوعة الإعجاز العلمي في الحديث النبوي، د. أحمد شوقي إبراهيم، مرجع سابق، ج7، ص131، 132 بتصرف.

 

[3]. الموسوعة الطبية الفقهية، د. أحمد محمد كنعان، دار النفائس، بيروت، ط1، 1420هـ/ 2000م، ص803.

 

[4]. موسوعة الإعجاز العلمي في الحديث النبوي، د. أحمد شوقي إبراهيم، مرجع سابق، ج7، ص132.

 

[5]. آيات الإعجاز العلمي من وحي الكتاب والسنة، عبد الرحمن سعد صبي الدين، مرجع سابق، ص298.

 

[6]. الكلب يحمل للإنسان شرورًا وأخطارًا، مقال منشور بمنتدى: شباب التوحيد www.twheed.com.

 

[7]. موسوعة الإعجاز العلمي في الحديث النبوي، د. أحمد شوقي إبراهيم، مرجع سابق، ج7، ص133.

 

[8]. الإعجاز العلمي في أسرار التراب، عبد الدائم الكحيل، بحث منشور بموقع: المهندس عبد الدائم الكحيل www.kaheel7.com.

 

[9]. آيات الإعجاز العلمي من وحي الكتاب والسنة، عبد الرحمن سعد صبي الدين، مرجع سابق، ص297.

 

[10]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: الذبائح والصيد، باب: من اقتنى كلبًا ليس بكلب صيد أو ماشية، (9/523)، رقم (5481).

 

[11]. صحيح مسلم (بشرح النووي)، كتاب: الطهارة، باب: حكم ولوغ الكلب، (2/ 816)، رقم (639).

 

  • الاربعاء PM 07:24
    2020-09-02
  • 947
Powered by: GateGold