المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 409162
يتصفح الموقع حاليا : 367

البحث

البحث

عرض المادة

نفي الإعجاز العلمي عن تحريم الإسلام للحم الخنزير

نفي الإعجاز العلمي عن تحريم الإسلام للحم الخنزير (*)

مضمون الشبهة:

ينفي الطاعنون وجود أي إعجاز علمي للتشريع الإسلامي في تحريمه أكل لحم الخنزير الوارد في قوله سبحانه وتعالى:)إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم(173)( (البقرة)، زاعمـــين أن الأمراض التي تصيب الخنزير من الممكن أن تصيب أي حيوان آخر. ثم يتساءل هؤلاء: كيف يُحرِّم الإسلام الخنزير، وهو يفيد الإنسان في كثير من التجارب العلمية، ونستخلص منه بعض الهرمونات المفيدة، ويمكن نقل صمامات قلبه إلى إنسان تلفت صمامات قلبه؟ ثم أليس من الممكن توقِّي الأمراض التي ينقلها الخنزير عن طريق تربيته تربية صحيَّة نظيفة، أو عن طريق الطبخ الجيد للحمه حتى تموت اليرقات التي بداخله؟ وفي النهاية هم لا يجدون مُسوِّغًا لتحريم الإسلام لأكل لحم الخنزير.

 

وجه إبطال الشبهة:

لقد أكَّد العلم الحديث الإعجاز العلمي للتشريع الإسلامي في تحريم لحم الخنزير؛ حيث أثبتت الدراسات الطبية أن الخنزير مرتع خصْب لأكثر من 450 مرضًا وبائيًّا، يقوم الخنزير بدور الوسيط لنقل 57 منها للإنسان، ويختص بمفرده بنقل 27 مرضًا للإنسان أو تشاركه بعض الحيوانات الأخرى في بقية الأمراض، لكنه يبقى المصدر الرئيس لهذه الأمراض، منها: فيروس الحمَّى القلاعية، وبكتيريا السالمونيلا، وداء النوم الأفريقي، وداء المقوسات، والبلهارسيا اليابانية، والديدان الشعرية الحلزونية، والديدان الشريطية الخنزيرية.

 

هذا؛ فضلًا عن احتواء لحم الخنزير على أنواع من المركَّبات الكيميائية الضارة التي لا تنسجم مع مركبات جسم الإنسان، الأمر الذي يسبب لآكليه العديد من المشاكل الصحية، كالآلام الروماتيزمية والتهابات المفاصل، ومشاكل الكلى، بالإضافة إلى أمراض السمنة والشرايين والقلب... إلخ.

 

  التفصيل:  

1)  الحقائق العلمية:

الخنزير من الحيوانات الثديية السرية (PlacentalMammals‏) ذات الحافر المشقوق الذي يحمل عددًا زوجيًّا من الأصابع ‏(أربعة أصابع‏)؛ ولذلك تُعرف باسم‏ "الحافريات زوجية الأصابع"‏.

 

وتضم الخنازير عددًا من الأنواع البرية والمستأنسة، التي تجمع كلهافيعائلةواحدة تُعرف باسم "عائلة الخنازير" (FamilySuidae)، ويسمَّى الذكر منها باسم "العفر" (Boar‏)، وتُسمَّى الأنثى باسم "الخنزيرة" (‏Sow‏)، وهي من النوع الولود‏,‏ والخنزير المخصي يُعرف باسم"الحلوف" (‏Hog‏)، ويستعار اللفظ وصفًا لكل قذر‏,‏ شره‏,‏ أناني من البشر‏,‏ وتُستخدَملفظة (Swine‏) للتعبير عنالخنزيربصفة عامةسواء أكان ذكرًا أم أنثى‏,‏ مخصيًّا أم غير مخصيٍّ‏,‏ مستأنسًا أم غير مستأنسٍ، وتستعار كذلكلكل حقير النفس‏,‏ بخيل اليد‏,‏ قذر المظهر والملبس‏,‏ متصف بأحقر الصفات‏,‏ أو للمرأة الساقطة المجرَّدة من كل فضيلة([1])‏.

 

وتنفصل الخنازير عن بقية الحيوانات بكونها رَمَّامة وغير مجترَّة، ونظرًا لطبيعتها الرمَّامة، وقذارتها الواضحة، وأكلها كلًّا من النباتات واللحوم والـجِيَف والنفايات، وغير ذلك من المستقذرات؛ فإن الخنازير معرَّضة للإصابة بالعديد من الأمراض.

 

 

 

خنازير تأكل القمامة

ومنشأ الخنزير هو العالم القديم في قارات آسيا وأوربا وأفريقيا، تستأنسه غالبية شعوب العالم لاستخدام لحمه كطعام، أو استخدام جلده وشعره الذي يستخدم في صناعة الفرش؛ ولذلك فهو يعدُّ ثروة حيوانية. ويتغذَّى الخنزير على الفضلات؛ ففي المزارع الصغيرة تتغذى الخنازير على فضلات المطبخ، ويتميز بالنَّهم الشديد للطعام؛ ولذلك فهو ينمو سريعًا، وفي الأسر تأكل الخنازير صغارها.

 

والخنازير البرية تدمِّر الحرث والنسل وتعيثُ في الأرض فسادًا، وعندها قدرة تدميرية في البيئة التي تعيش فيها، فهي تفسد كل شيء حولها تأكل صُغار الحيوانات التي في مجموعات بعد ولادته، كما تأكل صغار الطيور التي في أعشاشها على الأرض، وتدمر الحقول التي تمرُّ عليها وتأكل ما فيها، كما أنها تنشر الأمراض حيثما حلَّت بمكان([2]).

 

  • الأمراض التي ينقلها الخنزير للإنسان:

 

من المدهش أن نعلم أن الخنزير مرتع خصب لأكثر من 450 مرضًا وبائيًّا، وهو يقوم بدور الوسيط لنقل 57 منها إلى الإنسان، فضلًا عن الأمراض التي يسببها أكل لحمه من عسر هضم، وتصلُّب للشرايين وسواها. والخنزير يختص بمفرده بنقل 27 مرضًا وبائيًّا إلى الإنسان، وتشاركه بعض الحيوانات الأخرى في بقية الأمراض، لكنه يبقى المخزن والمصدر الرئيس لهذه الأمراض.

 

وهذه الأمراض والأوبئة يمكن أن تنتقل من الخنزير إلى الإنسان بطرق مختلفة، وهي:

 

الأول: عن طريق مخالطته أثناء تربيته أو التعامل مع منتجاته، وتعتبر أمراضًا مهنية، وهي لا تقل عن 32 وباء تصيب في الأغلب عمال الزرائب والمجازر والبيطريين.

 

الثاني: عن طريق تلوث الطعام والشراب بفضلاته، وهي لا تقل عن 28 مرضًا.

 

الثالث: عن طريق تناول لحمه ومنتجاته، وهي أكثر من 16 مرضًا([3]).

 

ويمكن أن نصنِّف الأمراض والأوبئة التي ينقلها الخنزير إلى الإنسان على النحو الآتي:

 

 

 

  1. البريونات (Prions):

 

  • مرض جنون البقر: يسبب هذا المرضَ الفتَّاك أجسامٌ بروتينية صغيرة تُسمَّى البريونات, وهذه الأجسام لها قدرة على إحداث أمراض خطيرة للحيوانات وللبشر أيضًا,ومصدر الخطورة يكمن في قدرة البريونات على تغيير شكل البروتينات الطبيعية الموجودة في خلايا مناطق حسَّاسة ـ كالدماغ مثلًا ـ وتحويلها إلى بريونات, مسبِّبة تلف الدماغ, فالجنون ثم الموت، فقد أكدت التقارير العلمية أنَّ الخنازير تُصاب بهذا المرض، الأمر الذي يجعل آكلي لحم الخنـزير عُرضة للإصابة به.

 

ومما يبعث الهلع في النفوس أن البريونات لا يمكن القضاء عليها بالطبخ، ولا بطرق التعقيم الطبية الحديثة، وفترة كمونها في الجسم قد تمتد لسنوات طويلة (تتراوح بين 5 ـ 20 سنوات)، ولا يوجد علاج لما تسببه من أعراض مرضية في الوقت الراهن، والوسيلة الوحيدة لمنع انتقالها هي القضاء على الحيوانات المصابة.

 

ويُذكر أن مرض جنون البقر لم يكن معروفًا قبل عام 1982م، وأنه تسبَّب في موت عشرات الأشخاص في بريطانيا خلال عام 2000م.     

 

  1. الفيروسات (Viruses):

 

يصيب الخنـزير مجموعة كبيرة من الفيروسات، منها ما تنقله الخنازير إلى الإنسان، فيسبب له أمراضًا فيروسية خطيرة، مثل:

 

  • فيروس الإنفلونزا:

 

 

لقد تمَّ عزل فيروس الإنفلونزا من عينات أُخذت من الإنسان والخيل والخنازير والطيور الداجنة والبرية، وحتى من بعض الثدييات البحرية. وكان أخطر وباء أصاب العالم من هذه الإنفلونزا: الوباء الذي حدث عام1918م، وأطلق عليه آنذاك اسم "الإنفلونزا الإسبانية"؛ فقد تفشَّى هذا الوباء في شتى أنحاء المعمورة, مخلِّفًا وراءه ملايين الجثث، وناشرًا الذعر والهلع في كل مكان.

 

ويُذكر أن وباء الإنفلونزا الذي لم يشهد القرن العشرين  له مثيلًا في الحدة والانتشار أدَّى إلى إزهاق أكثر من 20 مليون نسمة خلال عامي (1918م ـ 1919م)، وأنه حصد في الولايات المتحدة أرواح 550 ألف نسمة خلال عام واحد، أغلبهم من الشباب، وهو ما يوازي عشرة أضعاف الأمريكان الذين قُتلوا خلال الحرب العالمية الأولى (1942- 1943).

 

ويؤكد بعض الباحثين أنَّ الفيروس المسبِّب لهذا الوباء المهلك تحوَّر عن فيروس إنفلونزا الخنازير في الولايات المتحدة، ومن ثم انتقل بواسطة الجنود الأمريكيين إلى شتى بقاع الأرض، ومنذ ذلك الحين، تعرض العالم لموجتين من الإنفلونزا، كانت الأولى عام 1975م، وقد ذهب ضحيتها 70 ألفًا، والثانية عام 1986م، وقد ذهب ضحيتها قرابة 47 ألفًا.

 

  • فيروس نيبا (  Nipahvirus):

 

 

لم يعرف العالم هذا الفيروس المميت قبل أكتوبر من عام 1998م؛ فقد عالج الأطباء في ماليزيا 300 إصابة بما يشبه أعراض الإنفلونزا، سرعان ما توفي 117 مريضًا منهم بفيروس نيبا الغامض، وأصيب العشرات منهم بتلف دماغي، ويعتقد الأطباء الماليزيون أن الفيروس الخطير ربما انتقل من خفَّاش الفواكه إلى الخنازير، ومنها إلى الإنسان؛ حيث أظهرت المتابعات الطبية أن جميع المصابين بالمرض كانت تربطهم علاقة قوية بالخنازير؛ الأمر الذي حدا بالدوائر الصحية في ماليزيا إلى قتل مليون خنزير.

 

  • فيروس الالتهاب الرئوي الحاد (سارس ) (SARScoronavirus):

 

لسنا بحاجة إلى توضيح خطورة هذا المرض الفيروسي القاتل، فالهلع الذي تسبِّبه كلمة "سارس" في دول العالم كافة يغنينا عن ذلك، لكن ما يعنينا في هذا المقام هو الحقائق المتعلقة بظهور هذا المرض الخطير؛ فقد ذكرت التقارير أن المرض ظهر أولًا في الصين، وأن 30% ممن أُصيب بالمرض في بداية الأمر كانوا من المتعاملين بالأطعمة، وأنه تم عزل الفيروس من الأفاعي والخنازير البرية والقردة والخفافيش، وإذا أضفنا إلى ذلك أن الصين هي أكبر مستهلك للخنازير على وجه الأرض؛ إذ يبلغ استهلاكها نصف استهلاك العالم، ظهر لنا بوضوح علاقة الخنزير بمرض سارس.

 

  • فيروس الحمى القلاعية ((Foot&MouthDisease:

 

فيما يبدو ليس من سبيل إلى وضع حد لوباء الحمى القلاعيَّة التي أهلكت الثروة الحيوانية البريطانية في بداية عام 2001م, فبعد أيام قليلة على تشخيص الأطباء البيطريين 27 إصابة بين خنازير إحدى المسالخ الريفيَّة؛ لذا فرضت الحكومة حظرًا على كافة عمليات نقل الحيوانات, لكن هذا الإجراء لم يحل دون انتشار المرض خارج بريطانيا، فسرعان ما انتشر الوباء في القارة الأوربية, ولم يجد البريطانيون مناصًا من القيام بحملة واسعة النطاق للقضاء على الخنازير المصابة، ذهب ضحيتها 3,75 مليون من حيوانات المزرعة، وألحق أضرارًا بالغة بسبل معيشة آلاف المزارعين وبالاقتصاد الريفي وبقطاع السياحة.

 

ويذكر أن مرض الحمى القلاعية انتشر عام 1997م في جزيرة تايوان برُمَّتها، في أقل من شهرين وطالت آثاره المدمرة 6000 مزرعة، وأسفر عن ذبح 3,8 مليون خنزير (55)، ومن المعروف علميًّا أنَّ المرض ينتقل من الخنازير إلى الإنسان.

 

  • فيروس مرض الكلب(Rabiesvirus):

 

هذا الفيروس يصيب الحيوانات آكلة اللحوم، وينتقل منها بواسطة العضِّ إلى الحيوانات الأخرى بما في ذلك الإنسان، والخنزير من الحيوانات المفترسة التي تأكل الجرذان والجيف؛ لذا فهو عرضة لهذا المرض، والناس الذين يُربُّون الخنازير أو يأكلون لحومها ومنتجاتها أيضًا معرضون للإصابة بداء الكلب. 

 

  • فيروس التهاب الدماغ الياباني ( JapaneseEncephalitis):

 

ينتشر هذا الفيروس بين مربِّي الخنازير في مناطق شرق آسيا، وهو يصيب الطيور، وينتقل منها بواسطة البعوض إلى الخنازير، التي بدورها تنقلهإلى الإنسان، ويسبب هذا الفيروسالتهاب الدماغ في الإنسان، الذي يكون مميتًا في بعض الأحيان.

 

  • فيروس حمى نهر روس ( RossRiverfeverVirus):

 

يُسبِّب هذا الفيروس آلامًا وحمى وانتفاخًا في المفاصل وخمولًا، وقد تستمر هذه الأعراض عدة أسابيع؛ ففي عام 1996م أصيب بهذا المرض أكثر من 1000 أسترالي في مقاطعة نيوساوث ويلز، ويعيش هذا الفيروس في الخنازير وغيرها، ويقوم البعوض بنقله إلى الإنسان.

 

  • فيروس الخنـزير التقرُّحي ( SwineVesicularVirus):

 

 سُجِّل أول ظهور لهذا الفيروس عام 1966م في إيطاليا، ليظهر بشكل وبائي في بريطانيا عام 1972م؛ حيث أصاب خلال السنوات العشر التالية أكثر من  322 ألف خنزير في بريطانيا وحدها، وينتقل هذا الفيروس من الخنازير إلى البشر عن طريق المخالطة؛ حيث يسبِّب حمَّى وآلامًا في المفاصل والعضلات, يُذكر أنَّ الخنـزير هو العائل الطبيعي الوحيد لهذا الفيروس.

 

  • فيروس تقرُّح الفم(VesicularStomatitisVirus):

 

تشبه أعراض هذا المرض أعراض مرض الحمى القلاعية؛ حيث يسبب تقرحات الفم واللسان والأرجل والأظلاف، كما يسبب ارتفاعًا في حرارة الجسم.

 

  • فيروس التهاب الدماغ والقلب ( Encephalomyocarditis):

 

تعدُّ الجرذان مستودع هذا الفيروس الخطير، كما تعدُّ الخنازير أكثر حيوانات الحظيرة إصابة بالمرض, وعادة ما تنتقل العدوى من الجرذان إلى الخنازير، ويسبب هذا الفيروس التهاب الدماغ والقلب؛ الأمر الذي قد يودي بحياة المرضى.

 

  • فيروس الجدري ( Smallpoxvirus):

 

يصيب الخنازير ويمكن أن يعدي البشر.

 

  • فيروس الحمى الصفراء(fevervirusYellow):

 

يمكن أن ينتقل إلى البشر من الخنازير.

 

  1. البكتيريا (Bacteria):

 

يصيب الخنـزير مجموعة كبيرة من البكتيريا؛ حيث تنتقل منه إلى الإنسان، مُسبِّبة له أمراضًا خطيرة، بل وقاتلة.

 

وسنستعرض باختصار أهم الأنواع الممرضة، وعلاقة الخنزير بنقلها إلى الإنسان:

 

  • بكتيريا الحمى المالطية(Brucellosis):

 

وتسبب مرض الحمى المالطية ثلاثة أنواع من البكتيريا، وهي تصيب الماشية والخنازير؛ حيث تنتقل منها إلى الإنسان. لكن أخطر الثلاثة هو النوع الذي يصيب الخنازير (Brucellasuis)؛إذ إنه يسبِّب للمصابين به من بني البشر التهاب السحايا، والتهاب عضلة القلب، والتهاب المفاصل، وتورُّم الطحال، وغير ذلك من الأمراض الخطيرة.

 

  • بكتيريا السالمونيلا Salmonellosis):

 

تسبِّب هذه البكتيريا للإنسان عدة أمراض، مثل: التيفود، وبارا التيفود، والتَّسمُّم الغذائي، وظهرت في بريطانيا عام 1990م فصيلة جديدة من بكتيريا السالمونيلا عُرفت بـ (SalmonellaSerotypeDT104)، سرعان ما أصبحت مصدر قلق للأوساط الطبية هناك، فهي مقاوِمة لكثير من المضادات الحيوية، علاوة على شدة فَتْكها بالمصابين بها، واللافت للنظر أن جُلَّ مرضى السالمونيلا البريطانيين كانوا أصحاب الحظائر، أو العاملين بلحوم الأبقار والخنازير والدواجن، أو المستهلكين لها، وهنا أيضًا يبدو الارتباط واضحًا بين تربية الخنازير أو أكل لحومها ومنتجاتها والإصابة بالسالمونيلا.

 

  • بكتيريا البريميات (     Leptospirainterrogans):

 

يسبب هذا النوع من البكتيريا مرضًا يُعرف بـ "داء البريميات" (Leptospirosis)،وتتراوح أعراض هذا الداء في الإنسان، بين خفيفة (كارتفاع طفيف في حرارة الجسم)، وخطيرة (نحو الفشل الكلوي)، أما في الخنازير، فتحدِث البكتيريا اضطراب الجهاز التناسلي فيها، ويمكن للخنازير نقل هذا المرض إلى الإنسان.

 

  • بكتيريا لستيريا (    Listeriamonocytogenes):

 

تسبِّب هذه البكتيريا مرض الالتهاب السحائي الدماغي, وموت الأجنة، وتسمُّم الدم, ولم تكن بكتيريا لستيريا معروفة قبل عام 1968م، حين وقعت حالات غامضة من الوفيات في الدنمارك وهولندا، وقد تبين أن هذه الجراثيم شديدة الفتك بالإنسان؛ إذ تسبِّب له التهاب السحايا، كما تفرز سمومًا في دم المصاب، كما تبلغ نسبة الوفاة بالمرض (40%) من الحالات الشديدة، والذين أصيبوا بهذا المرض ونجوا من الموت بعد علاج شاق، عانوا الصمم الدائم وفقدان التوازن، يُذكر أنَّ دراسة أجراها مركز مراقبة الأمراض في الولايات المتحدة، أظهرت أنَّه في المتوسط يصاب 1600 مواطن بالمرض كل عام، يتوفَّى منهم (415) مريضًا، وفي ولاية البنغال الهندية أدَّى وباء اللستيريا إلى وفاة آلاف الهنود عام 1984م، ويشار إلى أنَّ الإصابة الوبائية بهذا المرض مرتبطة بالوجبات السريعة، كما يعدُّ الخنـزير أكثر الحيوانات نقلًا لبكتيريا لستيريا إلى الإنسان.

 

  • بكتيريا الجمرة الخبيثة (    Bacillusanthracis):

 

تنتقل بكتيريا الجمرة الخنزيرية الخبيثة من الخنزير إلى اللحامين والدباغين وغيرهم, وتكون بشكل لوحة محمرة مؤلمة جدًّا، وحارقة على الأيدي مع ارتفاع   الحرارة والقشعريرة، والتهاب العقد والأوعية الليمفاوية.

 

  • بكتيريا القولون (EscherichiacoliO 157:117 ):

 

كانت بداية ظهور هذه الفصيلة من بكتيريا القولون في الولايات المتحدة عام 1982م، على أثر موجتين وبائيتين، ارتبطتا بسندوتشات الهامبورجر بعد ذلك التاريخ، غدا هذا النوع من البكتيريا أحد أبرز مسببات الإسهالات المصحوبة بالدم في الولايات المتحدة؛ إذ تُسجِّل 20 ألف إصابة سنويًّا، ينجم عنها 250 وفاة، أما في الأطفال، فتسبب البكتيريا مرض البول الدامي الذي يُعدُّ أحد مسببات الفشل الكلوي الحاد في أمريكا (74 ـ 76).

 

  • بكتيريا يرسينيا   (     Yersiniaenterocolitis):

 

يصيب الإنسان نوعان من بكتيريا يرسينيا، هما: ( Yersiniaenterocolitis  )، اللذان يُسبِّبان للأطفال الإسهالات المصحوبة بالدم والمخاط.

 

أما النوع الثاني فهو (Yersiniapoeudotuberculosis )الذي يسبب أحيانًا تسمم الدم والتهاب المفاصل، كما يسبب أيضًا ألـمًا معويًّا يشبه إلى حد كبير التهاب الزائدة الدودية، الأمر الذي قد يلتبس على الأطباء فيخطئون التشخيص. ويعدُّ الخنـزير أكثر الحيوانات نقلًا لنوعي يرسينيا للإنسان؛ حيث يصاب المتعاملون بلحوم الخنازير وآكلوها بنوعي بكتيريا يرسينيا.

 

  • بكتيريا كلوستريديوم(Clostridialspecies):

 

يصيب الإنسان نوعان من بكتيريا كلوستريديوم، هما: (ClostridiumbotulinumandClostridiumperferingens)اللذان يسببان التسمُّم الغذائي، وقد وُجد ما بين 30 ـ 80% من الخنـازير المذبوحة تحوي (Clostridiumperferingens)، وأنَّ هذا النوع لا يتأثر بالطبخ العادي.

 

  • بكتيريا التقرُّحات الجلدية (Fusiformisnecrophorum):

يصيب هذا النوع من البكتيريا الخنازير والماشية؛ حيث ينتقل منها إلى الإنسان، وتسبِّب هذه البكتيريا تقرحات وخُرَّاجات في الجلد والفم والكبد والقناة الهضمية والشرج والأعضاء التناسلية، كما تسبب تسمم الدم، وأمراضًا عديدة أخرى، وهي مقاوِمة لكثير من المضادات الحيوية.

  • بكتيريا الحـُمْرة الجلدية (Erysipelothrixrhusiopathiae):

ويصيب هذا النوع من البكتيريا الخنازير والخيل والديك الرومي، وينتقل منها إلى الإنسان، فيسبب له تهيُّجًا في الجلد، ويخلِّف وراءه بقعًا حمراء مخيفة المنظر.

  • بكتيريا السل الرئوي (    Mycobacteriumtuberculosis):

يسبِّب السل الرئوي ثلاثة أنواع من بكتيريا (Mycobacterium)، وتعدُّ من الجراثيم الخطيرة جدًّا؛ إذ تتسبَّب في موت ما يربو على 3 ملايين نسمة سنويًّا، أغلبهم من الدول الفقيرة، وتغزو هذه البكتيريا الجهاز التنفسي، وتقوم بتدمير الحويصلات الهوائية، مسبِّبة موت الكائن، وينتقل مرض السل الرئوي عن طريق مخالطة المرضى أو الكائنات المصابة، التي تضم بينها الخنـازير والأبقار والطيور، ويُصاب الخنـزير بأنواع البكتيريا الثلاثة، ونظرًا لخطورتها؛ فقد قامت عدة مختبرات عالمية بتحليل المادة الوراثية لها لمعرفة الوسائل المثلى لمكافحتها.

  • بكتيريا الانسمام الدموي (Melioidosis):

يسبب هذا المرض الخطير نوعٌ من البكتيريا تُسمَّى (Pseudomonaspseudomallei)، وينتشر هذا المرض في جنوب شرق آسيا، وشمال أستراليا وأفريقيا، وأمريكا الجنوبية، ومناطق أخرى من العالم، ويبدأ المرض حين تتمكن البكتيريا من دخول الجسم عن طريق الجلد المتهتِّك، لتُحدِث تسمُّم الدم خلال مدَّة قصيرة لا تتجاوز أحيانًا 48 ساعة، وتستطيع البكتيريا الانتقال عبر الدم لتصل إلى القلب والدماغ والرئتين والكبد والكلى والعيون، فيسبب تقرحات خطيرة، وننوِّه هنا إلى أن نسبة الوفاة بالمرض قد تصل إلى 65%, وبأن نصف هؤلاء يموتون في غضون 48 ساعة من الإصابة، بقي أن نذكر أن المرض يصيب الخنازير وينتقل منها إلى الإنسان.

 

  • بكتيريا الالتهاب الرئوي (Mycoplasmosis):

 

تسبب بكتيريا (Mycoplasmasuis) هذا المرض، وتصاب الخنازير بذات الرئة، الذي يمكن أن ينتقل منها إلى الإنسان بطريق المخالطة.

 

  1. الأوليات/وحيدة الخلية (Protozoa):

 

ينقل الخنـزير للإنسان مجموعة من الكائنات الأولية، بعضها يحدث اضطرابات خفيفة له، وبعضها الآخر يسبب أمراضًا خطيرة ومميتة. وسنستعرض في هذه الصفحات أبرز الأمراض التي تسببها هذه الأوليات، ودور الخنزير في نقلها إلى الإنسان:

 

  • الزحار البلنتيدي/ الزقي الطفيل (    BalantidialDysentery):

 

المسبِّب لهذا المرض هو نوع من الأوليات الهدبية (لها أهداب)، يُعرف بـ (Balantidiumcoli),وهو أكبر الأوليات التيتصيب الإنسان، وهو النوع الوحيد من الأوليات الهدبية التي تصيب الإنسان، كما أنه من طفيلات الأمعاء الغليظة (القولون) في الخنازير والقردة وبخاصة الشمبانزي, ولأنَّ فرص اتصال الإنسان بالقردة ضئيلة، فتبقى الخنازير من الناحية العملية المصدر الوحيد لعدوى الإنسان.

 

ويوجد هذا الميكروب في براز الخنزير، وينتقل إلى طعام الإنسان بطرقعديدة، ليستقر في الأمعاء الغليظة، فيُحدِث إسهالًا مصحوبًا بالمخاطوالدم، قد يؤديللوفاة، وعادة لا ينتشر الزحار البلنتيدي إلا بين مربي الخنازير أو المتعاملين معها (ذبحها ونقلها وتجارتها)، فتتلوث أيديهم بحوصلات الطفيل المعدية.

 

  • داء النوم الأفريقي الطفيل (SicknessAfricanSleeping):

 

المسبِّب لهذا الداء الفتاك هو (Trypanosomagambiense), وتنقل هذا الطفيل ذبابة التسي تسي بطريق الحَقْن، وذلك عندما تلدغ الإنسان، ويسبب الطفيل اضطرابًا دماغيًّا، لا يلبث أن يتطور إلى مرض النوم, وفي حال إهمال معالجة المريض فإنه يدخل في غيبوبة ويموت, بقي أن نؤكد على الدور الذي تؤديه الخنازير في نقل هذا المرض للإنسان.

 

  • مرض شاغاس (ChagasSickness):

 

هذا المرض أشد خطورة من النوع الأفريقي، والطفيل المسببله(Trypanosomacruzi) أشد فتكًا، وينتشر هذا المرض في أمريكا الجنوبية والوسطى، وأعراضه مشابهة لأعراض داء النوم الأفريقي، لكنه أكثر شراسة منه، وتؤدي الخنازير دورًا مهمًّا في نقل هذا المرض للإنسان.

 

  • داء المقوسات (     Toxoplasmosis):

 

يسبب هذا المرض طفيل يُسمَّى (ToxoplasmaGonadi)،ينتقل هذا الطفيل إلى الإنسان بطريقين: إما عبر مشيمة الأم المصابة إلى الجنين، أو يُكتَسَبُ من أحد حيوانات المستودع، مثل: القطط والكلاب والطيور والمواشي والخنازير.

 

ومن آثاره إسقاط الجنين في المرأة الحامل، أو ولادة جنين تام النضج لكنه يعاني من استسقاء الرأس، والتهاب شبكية العين ومشيمتها، وتكلُّسات دماغية، ويبلغ معدل الوفيات نحو 10%، أمَّا الناجون فقد تظهر عليهم بعض الأعراض كاستسقاء الرأس والتخلُّف العقلي واضطراب الرؤيا.

 

  • طفيل (  Iodamoebabütschlii):

 

لا يسبب هذا الطفيل أي مرض مزعج، لكنه يتشابه مع طفيل (Entamoebahistolytica) الذي يسبب الزحار الأميبي الخطير، وينتقل هذا الطفيل إلى الإنسان بواسطة الخنازير والقردة التي هي مستودعات له.

 

  • طفيل (Entamoebapolecki):

 

ينتقل هذا الطفيل إلى الإنسان بواسطة مستودعاته من الخنازير والقردة، وليس هناك دلائل تشير بوضوح إلى ارتباط هذا الطفيل بمرض في الإنسان.

 

  • طفيل (Endolimaxnana):

 

لا يعرف مرض يسببه هذا الطفيل للإنسان، وينتقل هذا الطفيل إلى الإنسان بواسطة الخنازير.

 

  1. الديدان المفلطحة (Trematoda):

 

ينقل الخنـزير للإنسان عددًا من الديدان المفلطحة، غالبيتها يسبب له اضطرابات خطيرة، وأهم الديدان التي ينقلها الخنزير إلى الإنسان هي:

 

  • البلهارسيا اليابانية (Schistosomajaponicum):

 

تصيب البلهارسيا أكثر من 200 مليون نسمة, ويموت بسببها قرابة المليون شخص سنويًّا، وتعيش هذه الدودة في الأوعية الدموية المعوية؛ حيث تضع بيوضًا تخترق هذه الأوعية الدموية لتخرج إلى البيئة الخارجية, وتعيش هذه الديدان في جسم الإنسان مدة تصل إلى 30 سنة، وتحدث دمارًا شديدًا يؤدي أحيانًا إلى الموت، ويصاب الخنزير بديدان البلهارسيا اليابانية التي تنزل بويضاتها مع برازه، ومنه تنتقل للإنسان في كثير من بلدان العالم.

  • الدودة المتوارقة البسكية (Fasciolopsisbuski):

وهي من الديدان المعوية الكبدية، والخنزير هو العائل الرئيس لنشر العدوى, وتعيش الديدان البالغة في الأمعاء محدثة التهابات موضعية ونزيفًا وتقرحات في جذر المعى الدقيق، وتتسبب في حدوث إسهال مزمن وفقر دم، وقد تحدث استسقاء البطن مؤدية إلى الوفاة.

  • الدودة الكبدية الصينية (Chlonorchissinensis):

تنتشر الدودة الكبدية الصينية في بلدان الشرق الأقصى؛ كاليابان والصين، والخنزير العائل الرئيس لها, تعيش هذه الديدان في القنوات الصفراوية الكبدية؛ حيث تتكاثر بأعداد كبيرة, وإذا ما كثرت أعدادها عند المصاب أحدثت تضخمًا في الكبد، وإسهالًا مزمنًا، ويرقانًا شديدًا ينتهي بالوفاة.

  • دودة(Paragonimuswestermani):

يصيب هذا الطفيل القطط والكلاب والخنازير وغيرها، وينتقل منها إلى الإنسان، وتعتبر هذه الدودة من أهم الديدان التي تصيب الرئة، وتحدث فيها أضرارًا تكون أحيانًا جسيمة، كما تسبب الالتهاب الرئوي ومرض السل.

  • دودة (Castrodiscoiderhominis):

وهي من طفيلات الأمعاء التي تصيب الخنازير وغيرها، وتنتقل منها إلى الإنسان([4]).

 

  1. الديدان الشعرية الحلزونية:

 

وهو مرض يسبب وجود أكياس تحتوي على يرقات لديدان شعرية حلزونية في جسم الفئران والخنازير؛ ذلك لأن الخنزير يأكل الفئران الميتة، وتنقل إلى الإنسان الذي يأكل لحم الخنزير المصاب بها، فما أن تصل تلك الأكياس إلى أمعاء الإنسان حتى تخرج الديدان منها، وسرعان ما تنتشر يرقاتها في أنحاء جسم الإنسان، وتتحوصل في عضلاته أو في قلبه أو مـخِّه، أو في كل هذه الأماكن جميعًا، وتسبب للمريض ألـمًا وعذابًا ولا تتركه إلى أن يموت، فلا يوجد علاج ناجع للأطوار المتأخرة لهذا المرض.

 

وتلك الحويصلات المنتشرة في أعضاء الجسم المختلفة طول كل منها نحو نصف ملِّيمتر، وعرضها ربع ملِّيمتر، فهي حويصلات لا تُرى بالعين المجردة إلا كنقط بيضاء صغيرة في اللحم، وتظل يرقة حية داخلها، طولها نحو مليمتر؛ لذلك تلتف حول نفسها داخل الحويصلة، وتظل حية لسنوات عديدة، وقد تستمر طوال الحياة في أعضاء جسم الإنسان.

 

 

نقل الديدان للإنسان عن طريق الخنازير

  1. الديدان الشريطية الخنزيرية:

 

هذه الدودة عبارة عن شريط به مئات العُقل قليلة السُّمك جدًّا؛ فهي في سمك مليمتر تقريبًا، أما طولها فهو عدة أمتار، قد تصل إلى عشرة أمتار، وعدد العقل فيها بالمئات، وكل عقلة بها الأعضاء الجنسية المذكرة والمؤنثة معًا، وتخرج من المبيض في كل عقلة مئات البويضات، في كل منها يرقة كاملة النمو تسبب الإصابة بالدودة لمن يأكلها، والدودة الشريطية الخنزيرية تعيش في أمعاء الإنسان المصاب بها، وتخرج البويضات في برازه.

 

ولما كان من طبيعة الخنزير أن يقبل على أكل القاذورات الملوَّثة بفضلات الإنسان والحيوان؛ فإن البويضات تصل إلى أمعاء الخنزير، حيث تفقس وتخرج منها اليرقات التي تخترق جدار أمعاء الخنزير وتتحوصل في عضلاته، وهي حويصلات صغيرة جدًّا لا يزيد حجم الواحدة منها على حجم رأس دبوس صغير، وإذا تناول إنسان لحم خنزير مصاب ـ ولم يطبخ طبخًا جيدًا يقتل اليرقات التي في داخل الحويصلات ـ فإن اليرقات تخرج في أمعاء الإنسان، وتتحوَّل بعد ذلك إلى دودة شريطية خنزيرية كاملة تتعلق بجدار الأمعاء.

 

ولا يقتصر خطر الدودة الشريطية على وجودها في أمعاء الإنسان المصاب بها، فهذا لا يضرُّه ضررًا بالغًا، أما الضرر البالغ فيحدث عندما تفقس البويضات في أمعاء الإنسان المصاب نفسه، وتنطلق منها اليرقات، كما يحدث في أمعاء الخنزير الذي يتناولها في طعامه وتخترق جدار أمعاء الإنسان المصاب نفسه، وتتحوصل في لحمه وأعضاء جسمه الأخرى، وتُحدث أعراضًا مرضية مختلفة تبعًا للعضو الذي استقرت فيه الحويصلات، وقد تستقر في المخ أو العين أو القلب، أو أي عضو آخر، ولا يوجد علاج لهذا الطور من المرض ولا يوجد له شفاء([5]).

 

8.ديدان التريخينا  (TrichinaWorms): وهي من الديدان الأسطوانية

Nematoda=RoundWorms)) من أمثال الدودة الشعرية الحلزونية، وهي من

أخطر الطفيلات على الإنسان، وتتسبب في أمراض روماتيزمية عديدة والتهابات عضلية مؤلمة تؤدي إلى انتفاخ الأنسجة العضلية وتصلُّبها، وتُعرف باسم "داء الشعرينات"(Trichinellosis) الذي ينتج عن انتشار يرقات هذه الدودة في عضلات الجسم، الأمر الذي قد يؤدي إلى إقعاد المريض إقعادًا كاملًا، ومعاناته من الآلام المبرحة حتى وفاته بعد أن يصاب بالتهاب المخ والنخاع الشوكي والسحايا المحيطة بهما، وبالعديد من الأمراض العصبية والعقلية المترتبة على ذلك، ويصاب حاليًّا بهذا المرض نحو 47 مليون شخص في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، ونسبة الوفاة بين المصابين به تبلغ نحو 30%، والخنزير هو المصدر الوحيد لإصابة الإنسان بهذا المرض الخطير([6]).

 

 

 

  1. أمراض جسمانية غير طفيلية:

 

يحتوي لحم الخنزير على أنواع عديدة من المركبات الكيميائية الضارة، التي لا

تتناسب ولا تنسجم مع مركبات جسم الإنسان، وبالتالي فهي تسبب له أمراضًا وعللًا متنوعة، تزداد وطأتها كلما تزايد استهلاك الشخص للحوم الخنزير ومنتجاته، ومن هذه الأمراض:

 

  • السرطانات: يحتوي جسم الخنزير على كميات كبيرة من هرمون النمو، والهرمونات المنمِّية للغدد التناسلية، وهذا يفسِّر سرعة نموه الهائلة وسرعة بلوغه العجيبة؛ لذا تزداد الإصابة بالسرطان لدى آكلي لحم الخنزير، فقد بيَّنت الدراسات وجود علاقة قوية بين استهلاك لحم الخنزير وسرطان الأمعاء الغليظة والمستقيم، وسرطانالبروستاتا، وسرطان الثدي، وسرطان البنكرياس، وسرطان عنق الرحم وبطانة الرحم، وسرطان المرارة، وسرطان الكبد.

 

  • السمنة وأمراض الشرايين والقلب: يوجد الدهن متداخلًا مع خلايا لحم الخنزير بكمياتكبيرة، خلافًا للحوم البقر والغنم والدجاج، التي يكون فيها الدهن على شكل نسيج دهنيشبه مفصول عن النسيج العضلي. وبالإضافة إلى ذلك؛ فإن دهون الخنزير ترتبط بالموادالمخاطية النشوية، الأمر الذي يجعل إزالتها من الجسم أمرًا عسيرًا؛ ذلك لأن الدهونالغليسيريدية الثلاثية للحيوانات آكلة العشب، تحتوي على حمض دهني غير مشبع على ذرةالجلسرول الثانية، وإنزيمات الإنسان الدهنية قادرة على هضمها بسهولة، أما الدهونالغليسيريدية الثلاثية في الخنزير وفي آكلة اللحوم، فتحتوي على حمض دهني مشبع علىذرة الجلسرول الثانية، فلا تقدر إنزيمات الإنسان الدهنية على هضمها، وبذلك تترسَّب فيجسم آكليها من البشر، محدثة أضرارًا بليغة، ويسبب دهن الخنزير مجموعة من الأمراض، نحو: تصلب الشرايين، والذبحة الصدرية، وجلطات القلب، وضغط الدم، وسكري البول، وحصواتالمرارة، وما يتبع ذلك من تعقيدات مرضية خطيرة.

 

  • التهاب المفاصل: يحتوي لحمالخنزير على كميات كبيرة من حامض البوليك، ذلك لأن جسمه لا يتخلص إلا من قدر يسيرمن حامض البوليك، لا يتعدَّى 3%، بينما يتخلَّـص الإنسان من 90% من الحامض نفسه، ونظرًا لهذه النسبة العالية من حامض البوليك؛ فإن آكلي لحم الخنزير يشكون عادة من آلام روماتيزمية، والتهابات المفاصل، ومشاكل الكلى.
  • الأمراض التحسسية: يحتويلحم الخنزير على كميات عالية من مركبات الهستامين والإميدازول (histamineandimidazole)، تُحدِث عند آكليها أمراضًا تحسسية جلدية، مثل: الأكزيما، والشرى، والتهاب الجلد العصبي، والحكة وغيرها، وإذا امتنع آكلو لحم الخنزير عن أكله بشكل مطلق؛ فإنهذه الأمراض التحسسية تتلاشى.
  • أمراض أوتار العضلات والغضاريف: يحتويلحم الخنزير على مواد مخاطية نشوية فيها مادة الكبريت، التي تترسَّب في أوتار العضلات والنسيج الغضروفي، مسبِّبة رخاوة تلك الأنسجة، ومُحدِثة تغيرات باثولجية في المفاصلوالعمود الفقري، فالكبريت الموجود بكثرة في لحم الخنزير يترسَّب في أوتار العضلات وأربطتها في الغضاريف، فيحدِث تغييرًا في طبيعتها الشديدة الجامدة (المناسبة لوظيفتها)، لتصبح رخوة ومماثلة لمواد الخنزير المخاطية النشوية، ومن نتاج هذا التبديل أو الإحلال النسيجي تآكل غضاريف الإنسان، وما يصحب ذلك من آلام مبرحة([7]).

ونحن إذا أردنا أن نتحدث عن الأمراض والأضرار التي يسببها الخنزير للإنسان فسوف نتحدث طويلًا، ولكننا قدمنا فقط بعض الأمثلة لهذه الأمراض الخطيرة التي كشفها العلم حديثًا، وهذا فضلًا عن الأمراض التي ينقلها الخنزير للإنسان ولم يكتشفها العلم بعد.

 

فضلًا عن كل ذلك؛ فإن لحم الخنزير ولو لم يكن مصابًا بتلك الأمراض، فهو أكثر لحوم الحيوان دهونًا وأملاحًا. ومن ثم؛ فهو أكثرها ضررًا بشرايين الجسم، الأمر الذي يسبب لآكل لحم الخنزير والمتعوِّد عليه أمراضًا كثيرة.

 

 

 

2)  التطابق بين الحقائق العلمية وما أشارت إليه الآية الكريمة:

 

إن من الحقائق العلمية التي أوردها القرآن الكريم ـ قبل أن يكتشفها العلم ـ تحريمه للحم الخنزير في قول الله سبحانه وتعالى: )إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير (  (البقرة/ 173).

 

يقول الإمام القرطبي: "قوله تعالى: )ولحم الخنزير (خَصُّ الله تعالى ذكر اللحم من الخنزير يدل على تحريم عينه ذُكِّي أو لم يُذَكّ، وليعم الشحم وما هنالك من الغضاريف وغيرها... وقد حرم الله عز وجل لحم الخنزير فناب ذكر لحمه عن شحمه؛ لأنه دخل تحت اسم اللحم"، ثم يقول: "لا خلاف أن جملة الخنزير محرمة إلا الشعر فإنه يجوز الحرازة به"([8]).

 

ويقول الإمام الرازي: "أجمعت الأمة على أن الخنزير بجميع أجزائه محرم، وإنما ذكر الله تعالى لحمه لأن معظم الانتفاع متعلق به... أما شعر الخنزير فغير داخل في الظاهر، وإن أجمعوا على تحريمه وتنجيسه"([9]).

 

ويقول الشيخ الطاهر ابن عاشور: "وحكمة تحريم لحم الخنزير أنه يتناول القاذورات بإفراط؛ فتنشأ في لحمه دودة مما يقتاته لا تهضمها معدته، فإذا أصيب بها آكله قتلته"([10]).

 

ومن عرض آراء المفسرين لهذه الآية الكريمة يتبين إجماع الأمة على تحريم لحم الخنزير بجميع أجزائه؛ لأنه رجس؛ أي: نجس وضار ومؤذٍ ونتن، ولقد أثبت العلم الحديث أن الخنزير مرتع خصْب لأكثر من 450 مرضًا وبائيًّا، ينتقل إلى الإنسان منها أكثر من 57 مرضًا، فضلًا عن الأمراض التي يُسبِّبها أكل لحمه من عسرة هضم، وتصلب الشرايين وسواها كالعديد من أنواع البريونات، كمرض جنون البقر، وفيروس نيبا، وفيروس الحمى القلاعية، والعديد من أنواع البكتيريا؛ كبكتيريا الحمى المالطية، وبكتيريا السالمونيلا... إلخ، والعديد من الأوليات؛ كالزحار البلنتيدي، وداء النوم الأفريقي، وداء المقوسات... إلخ، والعديد من الديدان؛ كالبلهارسيا اليابانية، والدودة المتوارقة البسكية، والديدان الشعرية الحلزونية، والديدان الشريطية الخنزيرية... إلخ؛ بالإضافة إلى أمراض السمنة وأمراض الشرايين والقلب وأمراض المفاصل... إلخ.

 

فضلًا عن احتواء لحم الخنزير على أنواع عديدة من المركبات الكيميائية الضارة، التي لا تنسجم مع مركبات جسم الإنسان؛ حيث ذكرت الأبحاث العلمية أن جسم الخنزير يحتوي على كميات كبيرة من حامض البوليك (98%) ولا يفرز منه إلا القليل (2%). ونظرًا لهذه النسبة العالية من حامض البوليك؛ فإنه يسبب لآكلي لحم الخنزير آلامًا روماتيزمية والتهابات في المفاصل، ومشاكل في الكلى... إلخ.

 

وكل هذا وغيره مما لم يكتشفه العلم بعدُ يؤكد الإعجاز العلمي للتشريع الإسلامي في تحريمه أكل لحم الخنزير تحريمًا صريحًا لا لبس فيه. وهذا إن دلَّ على شيء؛ فإنما يدل على المصدر الإلهي لهذا التشريع الحكيم، وأنه من عند الله الذي يعلم السر وأخفى.

 

والآن ننتقل للرد على ما أثاره المشتبه من تساؤلات، وهي:

 

 

 

  • كيف يُحرِّم الإسلام لحم الخنزير، والخنزير حيوان يفيد الإنسان في كثير من الأمور؛ فهو يصلح للتجارب العلمية، ومنه تستخلص بعض الهرمونات المفيدة في علاج بعض أمراض الإنسان، كما يمكن نقل صمامات قلبه؟

 

ونحن لا نعترض على ما للخنزير من فوائد، ولكن تناسى المشتبه أن هذه الفوائد لا تتحصَّل من خلال أكل لحم الخنزير، والآية الكريمة إنما حرمت أكل لحم الخنزير، أما ما يستفاد من أي حيوان سواء كان الخنزير أم غيره من جلد مدبوغ أو هرمونات أو غيرها، مما يستفاد منها علميًّا ولا تؤكل، فالإسلام لم يحرم ذلك؛ فقد روى الإمام البخاري عن ابن عباس رضي الله عنه: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ بشاةٍ ميتةٍ فقال: هلَّا استمتعتم بإهابها، قالوا: إنها ميتةٌ، فقال: إنما حُرِّم أكلها»([11]).

 

وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم يجوز على الخنزير أيضًا؛ لأن تحريم الميتة ولحمالخنزير جاء في حكم واحد في القرآن الكريم في قوله تعالى:)إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير((البقرة/ 173)([12]).

 

وقد اشترط العلماء لهذا الجواز عدم وجود بديل آخر عن الخنزير، أو تكون هي الوسيلة الوحيدة للعلاج، بالإضافة إلى اشتراطهم تحوُّل مواد الخنزير إلى مواد أخرى غير التي كانت موجودة - وهو كائن حي - باستخدام أساليب كيميائية أو غير ذلك.

 

  • ألا يمكن توقِّي الأمراض التي تنقلها الخنازير؟

 

يتساءل المشتبه: لِمَ لا تُربّى الخنازير تربية صحية نظيفة، ولِـمَ لا تُتَّخذ الوسائل لاكتشاف اللحوم المصابة وإتلافها بدلًا من تحريم أكلها؟

 

ونحن نجيبه بأنه إذا كان ذلك ممكنًا في مكان وظروف معينين فهل يمكن تحقيقه في كل الظروف؟ أوليس الأولى عدم المخاطرة وتجنُّب المهالك؟ بل الحقيقة أن هذه الوسائل كلها لم تكن مجدية في واقع الحال في أي زمان ومكان.

 

ويأتينا الدليل من الولايات المتحدة ـ حيث مستوى المعيشة فيها على ما نعلم ـ فبينما نرى أن أفقر قطر إسلامي قد نجا من هذا البلاء؛ فإنه يوجد في الولايات المتحدة ثلاثة أمثال ما في العالم أجمع من الإصابات بالطفيلات الخنزيرية، علمًا بأن الإحصاءات غير دقيقة؛ لأن الآفات لا تُشخَّص سريريًّا إلا إذا كانت شديدة، ومعظم الحالات لا تشخص إلا بعد الوفاة، وتُجرى في الغرب إجراءات شاقة، ومحاولات باهظة لوقاية الخنازير وآكليها من الديدان الشعرية الحلزونية وغيرها.

 

ففي الولايات المتحدة التي يُربَّى فيها أكثر من مليون ونصف المليون من الخنازير، جزئيًّا أو كليًّا على القمامة، صدرت قوانين تقضي بتعريض القمامة للبخار الساخن مدة نصف ساعة قبل تقديمها للخنازير، ولكن ما هي نتيجة هذه الجهود الكبيرة؟

 

لقد قدَّرت الإحصاءات أن نحوًا من 5% من خنازير بوسطن و18,5% من ذبائح متشيغان مصابة بهذه الآفة.

 

أما اللحوم؛ فإن معالجتها بالكوبالت والسيزيوم المشعَّين يؤدي إلى إصابة الديدان الناشئة بالعقم الأمر الذي يمنع تكاثرها، لكن هذا الإجراء دقيق وليس من الميسور تطبيقه. ثم إن التجميد السريع بالتبريد، ثم التخزين الطويل في درجات حرارة شديدة الانخفاض تقضي على الطفيلات الدقيقة فيه.

 

وتقضي التعليمات الصحية في الولايات المتحدة بخزن لحوم الخنازير التي تؤكل نيئة 20 يومًا كاملًا في درجة حرارة 15 تحت الصفر، كما أن غلي اللحوم يقتل الطفيلات؛ لذا يُوصى بغليها مدَّة تتناسب وحجمها، ومع كل هذه الجهود الشاقة والنفقات الباهظة فلا تزال الإحصاءات تشير إلى تلك النسب المرتفعة من الإصابة.

 

أوليس الأيسر بداهة هو تجنُّب تلك اللحوم أصلًا؟ ثم أينسى هؤلاء أن علمهم قد احتاج قرونًا طويلة ليكتشف عددًا من الآفات التي يسببها أكل لحم الخنزير، فمن الذي يجزم بأن هناك آفات أخرى لم يكشف العلم النقاب عنها بعد؟ أفلا تستحق الشريعة الإسلامية التي سبقت العلم البشري بعشرات القرون أن نثق بها وندع كلمة الفصل لها، فنُحَرِّم ما حرَّمت ونُحلِّل ما حللت، وهي آتية من لدن حكيم خبير([13])؟

 

  • ألا يمكن تفادي أمراض الخنزير بالطبخ الجيد؟

 

أما بالنسبة للقول بأنه يمكن تفادي حدوث هذه الأمراض بطبخ لحم الخنزير جيدًا، فتموت تلك اليرقات المتحوصلة في اللحم؛ فإن هذا الرأي صحيح من الناحية العلمية، إلا أنه مجرد فرض علمي؛ لأنه لا يحدث في معظم الأحيان، فكثير من الناس من آكلي لحم الخنزير لا يستسيغون تناول اللحم إلا نصف مطبوخ، وبعضهم الآخر يُفضِّل أن يأكله نيئًا، وكما أن تلك الديدان لا تموت إلا بالطبخ الجيد، فهي أيضًا لا تموت، ولو حفظ لحم الخنزير مثلجًا إلا بعد أكثر من شهرين، وكل هذه الاحتياطات ضد حدوث العدوى من لحم الخنزير إنما هي احتياطات نظرية فقط، والدليل على ذلك استمرار الدورة الحيوية حتى اليوم لهذه الأنواع من الطفيلات التي ينقلها أكل لحم الخنزير. وفضلًا عن ذلك؛ فإن لحم الخنزير

ـ كما ذكرنا آنفًا ـ ولو لم يكن مصابًا بتلك الأمراض، فهو أكثر لحوم الحيوان دهونًا وأملاحًا، وبالتالي فهو أكثرها ضررًا بشرايين الجسم؛ الأمر الذي يسبب لآكل لحم الخنزير أمراضًا كثيرة([14]).

 

3)  وجه الإعجاز:

 

لقد حرَّم التشريع الإسلامي أكل لحم الخنزير بشكل صريح وقاطع، وقد ظل الناس قرونًا طويلة لا يعلمون شيئًا عن أخطار أكل لحم الخنزير الصحية، حتى تقدَّم العلم البشري في مختلف المجالات، واستطاع معرفة الكثير من الأمراض والأوبئة التي ينقلها الخنزير للإنسان؛ حيث يُعدُّ الخنزير مرتعًا خصبًا لأكثر من 450 مرضًا وبائيًّا، ينتقل إلى الإنسان منها أكثر من 57 مرضًا مختلفًا؛ كالديدان الشعرية الحلزونية، والديدان الشريطية الخنزيرية وغيرها، هذا بالإضافة إلى طبيعة الخنزير التي تجعله يُقبِل على أكل القاذورات الملوثة وجيف الحيوانات النافقة.

 

وكذلك؛ فإن لحم الخنزير يحتوي على أنواع عديدة من المركبات الكميائية الضارة؛ إذ يحتوي جسم الخنزير على نسبة عالية جدًّا من حامض البوليك الأمر الذي يسبِّب للإنسان آكل لحمه العديد من الآلام الروماتيزمية، والتهابات المفاصل، ومشاكل الكلى... إلخ.

 

ومن ثم يتبيَّن حكمة التشريع الإسلامي من تحريم لحم الخنزير قبل أربعة عشر قرنًا، وأنه من لدن حكيم خبير.

 

(*) وهم الإعجاز العلمي، د. خالد منتصر، مرجع سابق.

 

[1].من آيات الإعجاز العلمي: الحيوان في القرآن الكريم، د. زغلول النجار، دار المعرفة، بيروت، ط2، 1428هـ/ 2007م، ص360.

 

[2]. الإعجاز العلمي في تحريم لحم الخنزير، د. حنفي محمد مدبولي، بحث منشور ضمن بحوث المؤتمر العالمي العاشر للإعجاز العلمي، الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، دار جياد، السعودية، 1413هـ/ 2011 م، ص310- 311.

 

[3]. الإعجاز العلمي في تحريم لحم الخنزير، د. محمد نزار الدقر، بحث منشور بمنتديات: أتباع المرسلين www.ebnmaryam.com.

 

[4]. الإعجاز التشريعي في تحريم الخنزير، د. فهمي مصطفى محمود، بحث منشور بموقع: التوحيد www.eltwhed.com.

 

[5]. موسوعة ما فرطنا في الكتاب من شيء: المعارف الطبية في ضوء القرآن والسنة، د. أحمد شوقي إبراهيم، مرجع سابق، ج3، ص20- 21.

 

[6].من آيات الإعجاز العلمي: الحيوان في القرآن الكريم، د. زغلول النجار، مرجع سابق، ص361.

 

[7]. الإعجاز التشريعي في تحريم الخنزير، د. فهمي مصطفى محمود، بحث منشور بموقع: التوحيد www.eltwhed.com.

 

[8]. الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، مرجع سابق، ج2، ص222- 223.

 

[9]. مفاتيح الغيب، الرازي، مرجع سابق، ج5، ص18- 19.

 

[10].التحرير والتنوير، الطاهر ابن عاشور، مرجع سابق، مج2، ج2، ص119.

 

[11]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: البيوع، باب: جلود الميتة قبل أن تُذبَح، (4/ 482)، رقم (2221).

 

[12]. موسوعة ما فرطنا في الكتاب من شيء: المعارف الطبية في ضوء القرآن والسنة، د. أحمد شوقي إبراهيم، مرجع سابق، ج3، ص22.

 

[13]. الإعجاز العلمي في تحريم لحم الخنزير، د. محمد نزار الدقر، بحث منشور بمنتديات: أتباع المرسلين www.ebnmaryam.com.

 

[14]. موسوعة ما فرطنا في الكتاب من شيء: المعارف الطبية في ضوء القرآن والسنة، د. أحمد شوقي إبراهيم، مرجع سابق، ج3، ص21-22.

 

  • الاربعاء PM 03:59
    2020-09-02
  • 980
Powered by: GateGold