المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 415216
يتصفح الموقع حاليا : 279

البحث

البحث

عرض المادة

قوله تعالى: "وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان الا على الظالمين " وفى سورة الاتفال: " وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فإن الله بما تعملون بصير ".

قوله تعالى: "وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان الا على الظالمين " وفى سورة الاتفال: " وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فإن الله بما تعملون بصير ".
للسائل أن يسأل عن تخصيص آية الانفال يالتأكيد الحصرى فقيل: "كله " تأكيدا ولم يرد ذلك فى آية البقرة وعن تعقيب آية البقرة بقوله: "فلا عدوان الا على الظالمين " وآية الانفال بقوله: " فإن الله بما تعملون بصير " فهذان سؤالان.
والجواب عنهما معا أن آية البقرة نزلت لعداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعرض بالظلم والتنكيل لمن آمن به صلى الله عليه وسلم وطردوهم كل مطرد فأذن الله لرسوله فى قتالهم لظلمهم إياهم فقال تعالى: "أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا ".
وهى أول آية أنزلت فى سورة القتال وقال تعالى: "وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم " فقيد قتالهم بمن قاتلهم وقال تعالى: "ولا تعتدوا " فأكد ما تقدم من التخصيص وقال تعالى: "واقتلوهم حيث ثقفتموهم " والضمير للمذكورين ويعضد ذلك ويبين خصوصه بمن ذكر قوله تعالى: "وأخرجوهم من حيث أخرجوكم " وانما أخرجهم أهل مكة وقال تعالى: "والفتنة أشد من القتل "، فأشعر بأن قتالهم جزاء على فتنتهم إياهم وأنهم قد بدؤوا المؤمنين بالفتنة كما قال: "وهم بدؤوكم أول مرة "، وفتنتهم المؤمنين فى دينهم أشد من قتال المؤمنين إياهم ثم حذر المسلمين من قتالهم عند المسجد الحرام حتى يبدأهم المشركون بذلك ثم قال: "فإن قاتلوكم " أى عند المسجد الحرام فاستحلوا حرمته فاقتلوهم فقد علموا صنع الله بمن استحل ذلك وهتك حرمة بيته فإن فعلوا فقاتلوهم عنده جزاء على فعلهم ثم قال نهاية الآية: "فإن انتهوا فلا عدوان الا على الظالمين "، باستحلال قتالهم وفتنة المسلمين وتعذيبهم بحرم الله وبيته فالآية هنا واردة فى مخصوصين والكلام مقيد فلم يكن ليناسبه الإطلاق والتعميم الحاصل من التأكيد بكل المحرزة للعموم زالمقتضية الاحاطة والاستغراق.
وأما آية الانفال فقد قال قبلها: "قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف " وهذا بمقتضى اللفظ فى كل كافر ومثل هذا وإن ورد على سبب خاص فإن وروده على ذلك السبب غير مانع من دعوى العموم فيه هذا وهذا متفق عليه فى فن الاصول وقد استقر معلوما فى السريعة أن كل كافر بأى كفر كفر فانه إذا أسلم فإن إسلامه يجب ما قبله ويمحوه فلما اقتضت الآية الاستغراق والعموم ناسب ذلك التأكيد المعمم فقال تعالى: "وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين الدين كله لله "، ثم لما قال كان قتال عامة الكفار على أن يدخلوا فى الدين وينبذوا ما سوى دين الإسلام وكان الحاجز عن قتالهم تظاهرهم بالاسلام ونطقهم بالشهادتين وتوكل سرائرهم إلى الله أغقبت الآية بما يشير إلى ذلك فقال تعالى: "فان انتهوا " أى عن كفرهم "فإن الله بما تعملون بصير " أى لا تخفى عليه أعمالهم وليس لك أن تنقب عن قلوبهم فجرت الآية مع الحديث المفسر لها من قوله صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا منى دمائهم وأموالهم الا بحقها وحسابهم على الله "، فلما اختلف المقصد فى الآيتين أعقبت كل واحدة منهما بما يناسب مقصودها على ما يجب والله أعلم.

  • الاربعاء PM 02:01
    2018-05-09
  • 2901
Powered by: GateGold