المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 415268
يتصفح الموقع حاليا : 249

البحث

البحث

عرض المادة

قوله تعالى: "وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه ". وفى الآية الأخرى مما بعد: "وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا "

قوله تعالى: "وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه ".
وفى الآية الأخرى مما بعد: "وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا " للسائل أن يقول: إن الخطاب فى الآيتين لبنى إسرائيل وهم المخبر عنهم بما بعد والمقول لهم: "خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون " وهو بأعيانهم المقول لهم فى الآية بعد: "واسمعوا "، فما وجه تخصيص كل من الآيتين بما أعقبت به؟ وهل كان يمكن تعقيب الأولى بقوله واسمعوا وتعقيب الثانية بقوله: واذكروا ما فيه الآية؟
والجواب: أنه لا يناسب كل آية منهما إلا ما به أعقبت، ووجه ذلك أن الآية الأولى تقدم قبلها قوله تعالى: "وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان " والكتاب: التوراة وقد سمعوه وعنه قيل وإليه أشير بقوله تعالى: "خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه "، وقد زاد هذا إيضاحا قوله فى سورة الأعراف: "وإذ نتقنا فوقهم الجبل كأنه ظلة وظنوا أنهم واقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوة " والاشارة بالقوة إلى عظيم تخويفهم برفع الجبل فوقهم كالظلة فقوله تعالى: "خذوا ما آتيناكم " عقب ذكر كتابهم أوضح شئ وأنسبه ولما تقدم قبل الآية الثانية قوله تعالى: "ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم " وهذا الكتاب هو الكتاب العزيز واليه الإشارة بقوله: "وإذ قيل لهم آمنوا بما أنزل الله " بدليل قولهم - حيدة عن إيمانهم -: "نؤمن بما أنزل علينا " قال تعالى: "ويكفرون بما وراءه " أى يكفرون بالقرآن، قال تعالى: "وهو الحق " والاشارة للقرآن: "مصدقا لما معهم أى من التوراة فلما تقدم هنا ذكر القرآن وخلف يهود المعاصرون لرسول الله صلى الله عليه وسلم معرضون الا القليل عن الإيمان وسماع القرآن فناسب إعراضهم عن سماعه تخصيصه هذا الموضع من المقول لسلفهم بقوله للخلف: "واسمعوا " ليكون إخبارا عن سلفهم وتعريضا لخلفهم، فوضح التناسب وأن العكس لا يناسب.

  • الجمعة PM 06:14
    2018-04-20
  • 3533
Powered by: GateGold