المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413771
يتصفح الموقع حاليا : 188

البحث

البحث

عرض المادة

الطلاق

الطلاقعادة ما يقرأ الإنسان القرآن، وهو متأثر بثقافة العصر الذي يعيش فيه، فيسمع آيات الله تُتلى عليه، وفي خلفية ذهنه ما يدور حوله من ظروف، وأحداث كثيرة، ومن هذا المنطلق يحدث أحيانًا شيء من التقابل بين ثقافته التي يعرفها، وبين القرآن الذي يتلقاه، وهذا هو السبب في أن القرآن قال عن الذين يعرفون ثقافة عصورهم، ولا يعرفون القرآن: {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7)} [الروم] وهو يلوم على الكفار أنهم يعرفون ثقافة العصر، ولا يعرفون ثقافة الإسلام .. أما الإنسان إذا عرف ثقافة الإسلام، ولم يدرك ثقافة العصر فهو أيضًا محل لوم ومعاتبة من هذا الدين؛ لأن الإسلام لا يعرف المسلم الأبله .. المسلم الغافل الذي لا يدرك ما حوله ..لقد كان مما أوحاه الله -عز وجل- إلى المؤمنين، وإلى النبيين، وإلى المرسلين، وجاءت في صحف إبراهيم أن المؤمن عالم بزمانه .. مقبل على شأنه .. فالمسلم لابد أن يجمع بين ثقافة العصر الذي يعيش فيه وبين معرفته بدينه؛ لأنه يريد أن يصلح هذا العصر بهذا الدين.فلابد أن يجمع المسلم بين ثقافة الدين الذي يصلح به، وثقاقة العصر الذي يصلحه .. فإن امتلك ثقافة الدين، ولم يدرك ثقافة العصر فشل، وإذا أدرك ثقافة العصر، ولم يملك ثقافة الدين ضل، ولذلك نحن متعبدون بأن نجمع الثقافتين معًا.وكثيرًا ما يأتي إنسان فيشكو من خاطر خطر له فيقول مثلًا .. يعني الحقيقة الذي يقرأ آيات القرآن قد يشعر أن الإسلام يسهل الطلاق .. يجعله سهلًا جدًا .. الرجل يستطيع أن يتخذ قرارًا بكلمة من أربعة حروف .. أنت كذا .. صارت زوجته مطلقة، ولا يجعله مقيدًا بشيء، صحيح هو مطلوب منه أن يشهد .. لكن إذا طلق بدون شهادة وقع الطلاق .. صحيح أنه مطلوب منه أن يمسك زوجته .. لكن إذا طلق تطلقت زوجته .. يعني مسألة سهلة لا يلجأ إلى قاض، ولا يلجأ إلى ... يعني كيف؟بينما المفترض أن الإسلام لا يسهل الطلاق، ولكن بالعكس يريد أن يحافظ على الحياة الزوجية .. المفترض أن الإسلام يحترم الحياة الزوجية، والرابطة الزوجية، ويقدسها، وفي الحقيقة نحن نرى في العصر الحديث يقولون: إن النظم الحديثة تقيد الطلاق .. يعني من يريد أن يطلق يقدم طلب طلاق، ويرفع قضية طلاق والقاضي هو الذي يقيم الطلاق .. يعني هناك نظم تجعل الطلاق أصعب، وهذا أنسب لرعاية الحياة الزوجية وأواصرها، وعلى هذه الأوتار يعزف الذين يريدون أن يحكموا بلاد المسلمين بشرائع غير المسلمين، يعزفون لى ذلك، ويقولون: الأسر صارت غير متزنة، وصارت رعناء .. وهكذا.ونحن نعلم أن شرع الله جليل .. كل هذه النظم تنطق بآيات فشلها لصالح الإسلام الذي ينطق بآيات حكمته وفضله .. إن الإسلام ضد الطلاق فعلًا، وبالفعل يحاول أن يقاوم انفصال الحياة الزوجية، هذا صحيح بلا أدنى شك، ويرفض أن يكون انفصام عرى الزوجية سهلًا .. بل إنه يبغض الطلاق، ويكرهه، ولا يحبذه، ويحاول أن يبقي الحياة الأسرية مستقرة، ونسب الطلاق في المجتمعات الإسلامية قليلة جدًا إذا قورنته بمثيلاتها في المجتمعات الأخرى، ولكن إذا حدثت حالة الضرورة وإذا وقعت في الحياة الزوجية ما سيجعلها سعيرًا وجحيمًا لا يطاق، كيف نبقي حياة يمكن أن تدمر البشر سواء الزوجين أو الأبناء أو المجتمع كله لصالح فكرة لم تؤد إلى أي خير؟!ونحن نرى في المجتمعات التي تحظر الطلاق وتمنعه حيث يشترط ألا يكون هناك طلاق إلا إذا وقع أحد الزوجين فى الزنا .. فنجد أن الزوج يضطر أن يتهم زوجته وهي بريئة أنها وقعت في الزنا أو الزوجة تأتي بشهود زور على زوجها ليشهدوا أنه وقع في الزنا .. حتى يتمكن أحدهما من الطلاق.تجد الأبناء يرون أباهم وأمهم يتراميان بالزنا، وتتعكر سمعة الأبناء، ويلازمهم العار .. لماذا؟ لأننا نريد أن ننفصل فقط، فنحول العار للأبناء، وفضيحة في المجتمع بالباطل قبل أن تكون بالحق.لذلك بعض الديانات كالنصرانية والتي يعتبر البعض أن من مفاخرها أنها تحظر الطلاق هي في حقيقة الأمر حولت حياة الناس إلى جحيم؛ ولذلك انظر إلى دين الله وهو حكيم، وهو فوق العبيد .. الكنيسة الكاثوليكية في أوروبا طبعًا تحظر الطلاق، وهي عندما فتحت باب الطلاق وأباحته بشرط تقديم طلب للكنيسة قُدم إليها مليون طلب طلاق في الساعة الأولى التي فُتح فيها باب تقديم طلبات للطلاق .. مليون طلب في ساعة واحدة في أوروبا؛ لقد أدى حظر الطلاق إلى وقوع حوادث إطلاق رصاص، وقتل، والولايات المتحدة الأمريكية على ما تزعمه من تقدم فإن زوجة تُقتل كل ثلاث دقائق .. فهل يا ترى نفتح منفذًا .. طبعًا لسنا نحن من يفتح هذا المنفذ وإنما رب العالمين هو الذي يقدّر .. لكن نحن نتذوق نعمة الله .. نتذوق آية الله .. نتدبر آية الله .. فهل يُفتح باب الطلاق ليكون منفذًا للخروج من حياة تؤدي إلى قتل، وإلى إفساد، وإلى رمي بالزنا، أم نجعل الطوق محكمًا بحيث تضطر الأسر أن تتفجر من داخلها .. بل والأبناء كذلك.إن كل أبحاث علم الاجتماع .. بل وعلم التربية، وعلم النفس أيضًا ترى أن الطفل الذي يتربى في أسرة انفصل فيها الأب عن الأم خير له من أن يتربى في أسرة الأب والأم معًا، ولكنهما يتشاجران بصفة مستمرة .. مجرد مشاحنات ومشاجرات مستمرة .. هذا ضرر على الولد .. لكن الأضر ما هو؟إن الذي شرع للبشر هو الذي خلقهم، ولذلك قال: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ} [الملك: 14]، وقال في سورة الرحمن {الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2)} [الرحمن].أولًا ثم قال {خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3)} [الرحمن]، مع أن الترتيب الطبيعي أن الرحمن خلق الإنسان، ثم علمه القرآن .. إنما يقول: {الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3)} لأن القرآن هو الرسم الذي خُلق الإنسان طبقًا لأحكامه كالرسم الهندسي أو الرسم الإنشائي لعمارة، كأن ترسم العمارة، وتحدد الحديد، والخرسانة، والأعمدة، وغير ذلك، ثم تبني البناية على مقتضى الرسم الذي يكون مثل الكتالوج ..أنا سأصنع سيارة يرسمها المهندس، ويضع المقاييس والأوزان والأطوال ثم تُصنع السيارة .. فالله يريد أن يقول: إنه علم القرآن، وعلى مقتضى علم القرآن خلق الإنسان .. فأصبح الإنسان لا يصلح حاله إلا على هذا النحو.لذلك فإنه لا توجد علاقة واحدة على وجه الأرض كلها لا تنفصل .. لا توجد، نجد البنت تظل في بيت أبيها 16 أو 18 سنة أو غير ذلك ثم تنفصل عن أبيها وأمها، وتتزوج .. والإخوة يكونون مع بعضهم البعض في بيت واحد ثم يذهب كل واحد في طريقه ليبني أسرة خاصة به، وكذلك الشركاء في العمل.إذن كل العلاقات إذا كانت طيبة بينها وبين بعضها تتواصل، وإذا حدثت فيها مشكلة تنفصل، فإذا جاءت العلاقة الزوجية على العكس من ذلك فإنها تكون قد صادمت حياة البشر .. وصادمت سنة البشر ..ولذلك فإن الإسلام مكن من فصم عرى الزوجية إذا استحكم هذا الخلاف، مكن الرجل وكذلك مكن المرأة من ذلك .. المرأة تلجأ إلى الخُلع، بأن تقول: أنا ليس عندي سبب للطلاق، ولكنني أريد أن أطلق؛ لأنني لا أحبه؛ لأنني أكره أن أعامله معاملة سيئة .. لا أستطيع .. فتحصل على الطلاق حتمًا، والرجل يريد أن يطلق فيطلق.إذن مكن الإسلام الرجل والمرأة من الطلاق، فالمسألة فيها عدالة .. فإذا طلبت المرأة الطلاق تتحمل تبعاته المالية، وهنا تتنازل المرأة عن حقوقها المالية، وإذا طلب الرجل الطلاق يتحمل هو تبعاته المالية .. حيث يدفع المؤخر، والنفقة، والمتعة وما إلى ذلك.إذن هنالك عدالة .. هذا له حق، وهذه لها حق .. هذا يتحمل تكلفة قراره، وهذه تتحمل تكلفة قرارها ..إلا أن الإسلام في حقيقة الأمر يقف موقف المقاوم من الطلاق، ونحن نعرف الرجل الذي جاء إلى النبي- صلى الله عليه وسلم - يقول له: يا رسول الله أريد أن أطلق زوجتي .. قال له: أمسك عليك زوجك واتق الله، وحين قالت الزوجة: لا أريده، وصممت على الطلاق، والزوج كان يحاول معها بكل قوة، قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "ألا تعجبون من حب مغيث لبريرة، ومن بغض بريرة لمغيث، وشفع .. وقال لها: يا بريرة إن قبلت شفاعتي .. قالت: يا رسول الله تأمرني أم تشفع؟ [يشفع في عدم الطلاق] قال: إنما أنا شافع .. فقالت: لا .. [أنا مصممة] إنها هو شفع الإسلام" (رواه النسائي).إن الزوج إذا كان متضايقًا من خلق معين فكل النساء هكذا .. إن كرهت منها خلقًا رضيت منها آخر ..وبالمناسبة فإن العوج ليس عيبًا في المرأة، إنما هذا العوج مثل المصابيح المعلقة (كالنجف) تجدها معلقة في خطاف معوج، ولو كان الخطاف مستقيمًا لما استطعنا تعليق النجفة لذا لابد من اعوجاجه ليؤدي وظيفته .. فجعل الله المرأة عوجاء في قلبها وعاطفتها حتى تتحمل ولدها الصغير، وتتحمل أن يوقظها الصبي بالليل لترضعه؛ فهي لديها نزعة عاطفية شديدة، ولديها جموح يجعلها تتحمل مهماتها .. فهذا العوج ليس عيبًا فيها .. بل هو شرف لها .. فلو كان العوج بامرأة قليلًا كان ذلك شيئًا غير حسن وتصبح به معيبة؛ لأن العوج قليل .. وأنت أيها الزوج تريد هذا النزوع الشديد للقيام بمهماتها.وكذلك كلمة "ناقصات عقل ودين" ليست عيبًا في المرأة .. بالعكس ناقصات عقل ودين بشرع الله- عز وجل - ليست تهمة لها، وإنما هو لأداء وظيفتها ومهمتها.ولذلك فإن الإسلام ظل يكف هؤلاء عن الطلاق كفًا .. حتى إذا ما جاءت واقعة الطلاق، وحدثت فعلاً، ووقعت .. فإن الإسلام يحرص على أن يعيد الزوجين لبعضهما مرة أخرى لدرجة أن الله تعالى يقول في سورة البقرة في آية تزلزل السامع لها، وهي أنه إن حدثت واقعة أن رجلًا طلق امرأته .. ثم بعد ذلك تراءى له أن يردها إلى عصمته .. فأخوها قال له: لا يمكن .. أنا زوّجتك أختي، ثم رميتها .. ثم تريد أن تردها مرة أخرى؟ مستحيل .. لابد أن أعاقبك .. فإذا برب العالمين دفاعًا عن العلاقة بين الرجل والمرأة .. بين الزوج والزوجة، ولئلا تتعكر بكرامات العائلات، يقول تعالى: {فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ ... } أي لا تجهدوهن، ولا ترهقوهن، ولا تحملوهن، وإنما {فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة: 232] .. انظر للكلمات الضخمة {ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (232)} [البقرة: 232] إنها كلمات شديدة جدًا في الدفاع عن العلاقة الزوجية.إن الله تعالى سمى العلاقة الزوجية ميثاقًا غليظًا {وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا} [النساء: 21]، بل إن الله تعالى جعل الرابطة بين الرجل وامرأته رابطة بين الإنسان ونفسه، {أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا} [الروم: 21] .. خلقها من نفس واحدة، وخلق منها زوجها ليسكن إليها.إذن المسألة كأنها وحدة الرجل وامرأته وحدة واحدة؛ ولذلك فالإسلام ليس كما زعم قائل أنه يسهل الانفصال والطلاق .. بالعكس ..إن الإسلام يحرم على المسلم أن يطلق زوجته وهي حائض، ويحظر عليه ويكره أن يطلق زوجته وهي طاهرة .. ما هذا؟ فالمرأة إما حائض وإما طاهرة، فكيف تتطلق إذن؟!السنة أن يتم الطلاق لمن أراد أن يطلق في طُهر لم يمسسها فيه لأن الإنسان إذا كانت زوجته في طهر، وحدث جماع بينه وبينها يكون قد قضى وطره وشهوته، وأصبح هادئًا فيصبح مستعدًا للمشاجرة وللغضب منها إذا ضايقته أو استفزته .. أما لو أنها منذ فترة وهي حائض وهو -كرجل- عنده نزوع للقاء الزوجي فإنه حينئذٍ لو أنه طلقها وهي حائض ربما يكون بالأمس أو أول أمس قد قضى وطره منها .. وهي في بداية الحيض ومزاجها متعكر .. فالزوجة مزاجها متعكر، والزوج قضى وطره فيصبح الاثنان لا يطيقان بعضهما فيكون الطلاق سهلًا.إنما الإسلام يقول: في الحيض .. لا .. انتظر .. فيظل ينتظر .. الزوجة حائض لأسبوع أو أكثر أو أقل، وحين ينتهى الحيض يكون الزوج متشوقًا للقاء زوجته .. فإن طهرت، ولأنه متشوق للقائها جامعها وهنا أصبح لا يجوز له أن يطلقها في الطهر الذي جامعها فيه .. فلو أنه مصمم على الطلاق نقول له انتظر حتى ينتهي الطهر الذي لقيتها فيه ثم انتظر حتى ينتهي الحيض، ويجيء الطهر الجديد.ثم لو وقع الطلاق فإن الزوجة تظل في البيت أمام زوجها ثلاثة أشهر تقريبًا، فتكون مطلقة طلاقًا رجعيًا .. تظل أمامك طوال هذه الفترة تراها وترى جمالها الذي كان قد أغراك يومًا .. فكأن الإسلام يغريك كي تتراجع عن قرارك، يقول تعالى: {لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ} وقد يقول زوج أنا لم أخرجها هي المصممة على أن تخرج، وهذا ليس من الشرع، إذن هي لا يحق لها أن تغضب، وتأخذ حقيبتها وتذهب لبيت أبيها .. تقعد في بيتها والزوج لا يستطيع أن يخرجها {لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ} [الطلاق: 1] فيكون الزوج والزوجة يتذاكران .. فربما يتراجعان، يقول تعالى: {فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [البقرة: 229].لذلك فإن الإسلام في كل هذا يحض الإنسان على ألا يقع منه الانفصال .. فإن وقع فإن أمامه فرصة المراجعة ..ثم لننظر إلى آيات القرآن التي جاءت في سياق آيات الطلاق .. اقرءوا سورة الطلاق وسورة البقرة، ستجدون آيات الطلاق فيها كلام يخلع القلب، يقول تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا} [الطلاق: 10]، ويقول: {وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} [البقرة: 237]، ويقول: {وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا} [البقرة: 231]، ويقول: {وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ} [الطلاق: 1]، ويقول: {وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [البقرة: 229].ولذلك جعل الأمر بضوابطه .. أما أن يقال: نريد أن نمنع، ونقيد .. فمعنى ذلك أننا نري أن نحرق مجتمعاتنا.- {فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا} [الطلاق: 10].وأخيرًا أريد أن أبين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - انفصلت ابنته على زوجها؛ لأنه كافر وهي مسلمة وهي بنت رسول الله، وزوجها حارب رسول الله في غزوة بدر، ووقع أسيرًا، وحاربه بالسيف، ولما أسلم الرجل أعاد النبي- صلى الله عليه وسلم - ابنته إلى زوجها دون مهر جديد، ولا عقد جديد، وإنما ردها إليه بالزواج الأول؛ لأنه الرابطة الزوجية رابطة ضخمة وعظيمة.

  • الاربعاء PM 04:18
    2017-03-01
  • 4076
Powered by: GateGold