المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413650
يتصفح الموقع حاليا : 255

البحث

البحث

عرض المادة

تعدد الزوجات

تعدد الزوجاتإن تعدد الزوجات لا نناقش فيه الله في حكمه أبدًا، ولا يمكن أن يناقش عبد ربه في حكمه إلا كفرًا، وإنما نحن نتدبر الآيات، ونفهمها كما أمرنا ربنا عز وجل، والفارق كبير حيث إن من يتدبر هو إنسان يقدم في الإيمان أولًا والإذعان، ويعلم أن ما يقوله الله حق، وأن القرآن كتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وأنه كتاب مطهر مبرأ وأنه الخير للبشر، وأنه كتالوج البشر .. {الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4)} [الرحمن] وأن هذا القرآن الكريم إنما هو إنقاذ للبشرية، وأن الذي شرعه هو وحده الذي يعلم، {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ} [الملك: 14]، من الذي يعلم؟ هل الإنسان أعلم أم الله؟نحن نوقن بذلك ونسلم به، ثم نتناول الحديث عن تعدد الزوجات؛ لنتدبر، ولنفهم، ولنتعظ .. أما الذين يقولون لله لن نطبق أمرك إلا بعد أن نفهم، فهؤلاء حتى ولو طبقوا كفار، وحتى ولو فهموا كفار؛ لأنهم عبدوا عقولهم لا ربهم، عبدوا اقتناعهم لا ربهم ..بينما المسلم يعبد الله بأن يسلم له، اقتنعت أم لم تقتنع .. أنا مُسلم، ولكنني أفهم بعد ذلك من أجل أن أتعايش مع الشرع وأفهمه ..هذا هو ديننا، من أراد أن يؤمن فليؤمن، ومن أراد أن يكفر فليكفر، {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} [الكهف: 29] .. ليس الكفر هو عدم العلم بالله، إنما الكفر قد يكون علمًا ورفضا، مثل إبليس هو يعلم ربه علم اليقين، يقول له: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82)} [ص: 82].. بعزتك لأغوينهم، تجعل عزة الله مقابلها أنك تغوى عباد الله .. إذن نحن نسلم لله رب العالمين.إن الآيات التى سأطرحها في الحقيقة تناولها صعب، صعبًا نفسيًا، وليس علميًا؛ لأنها تتعلق بتعدد الزوجات، وتعدد الزوجات قضية تؤذي مشاعر نصف الخلق، النساء، وتؤذي مع المرأة أحيانًا أباها وأخاها وأمها، فهي قضية تثير المشاكل، وفي نفس الوقت يلتقطها أعداء الإِسلام ليغزلوا حولها وينسجوا، لكنني أتناول ما يقع في سمع المسلم من آيات، فتأتي امرأة فتقول: القرآن واضح جدًا وضوح الشمس في رابعة النهار، القرآن يقول: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} [النساء: 3] ثم واحدة لمن لا يستطيع.إن الذي لا يقدر أن يعدل ويقيم العدل بين النساء يتزوج واحدة، ثم يأتي في نفس السورة، في أول سورة النساء، فيقول: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ} [النساء: 129] ..إذن من لا يستطيع أن يقيم العدل والقسط والمساواة بين النساء فليكتفِ بزوجة واحدة، وهنا يقول إنك لن تستطيع العدل بين النساء مهما كنت حريصًا عليه ..إذن الحكم واضح جدًا، ما دمتم لن تستطيعوا أن تعدلوا ولن تستطيعوا فالحكم واضح جدًا وهو الاكتفاء بزوجة واحدة .. فهل هذا صحيح؟في الحقيقة هذا غير صحيح، وكما ذكرنا أننا نحرر الحكم الشرعي كما أراده الله، وليس كما يريده رجل أو كما تريده امرأة، الحقيقة أن هذه الآية من سورة النساء التي تقول: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ} جاءت في سياق مهم جدًا، سياق الرجل الذي يكون متزوجا باثنتين مثلًا ويحب واحدة منهما، ويميل إليها ميلًا شديدًا، ويتجه إليها اتجاهًا شديدًا فيظل يميل إليها، ويتجه إليها حتى يشعر بنشوز أو إعراض عن الأخرى تمامًا، فنزلت الآية لتدافع عن المرأة المهملة، المرأة التي يتم إهمالها، فكانت الآية دفاعًا عن المرأة التي تُهمل، قال تعالى: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (128)} [النساء] ثم قال للرجال: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ} [فلم يعقب على ذلك بقول فلا تعددوا، وإنما قال] {فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ} [النساء: 129] فما معنى ذلك؟إن العدل له مجالان وليس مجالًا واحدًا، المجال الأول العدل المادي، وهو العدل في الإنفاق، والعدل في الأوقات التي يقضيها معهما فيساوي بينهما في الوقت وأيضًا في الفسح وفي الطعام والكساء وكذلك في الذهاب لأسرتها وهكذا ..إنما هناك العدل الآخر وهو العدل القلبي .. في امرأة أدخل عندها فتكون لطيفة مبتسمة، هناك زوجة تجهز لزوجها حكايات وروايات لكي تأسر لبه وتجعله مرتاحًا إلى الجلسة معها، وزوجة تعد لزوجها مشاكل ومشاجرات، تقول له: أرأيت ما حدث اليوم؟ لا بد أن تجد تصرفًا في أمر كذا وكذا، فهو يعدل بينهما .. لكنه يأنس بجلسة هذه أكثر، ويحبها أكثر .. حتى وإن كان مكرًا أو دهاءً مال إليها، فالإِسلام فرض على الرجل - وهذا في الحقيقة شيء مهم جدًا- فرض عليه العدل في الأمور التي يملكها حتى في الجماع وقد لا يكون الجماع بالتساوي تمامًا، ولكن بشرط ألا يقصد أن يوفر قوته من امرأة لامرأة أخرى، وإنما في الأمور القلبية التي، لا يستطيعها.لذلك كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "اللهم إن هذا قسمي فيما أملك، فلا تؤاخذني فيها لا أملك" ..إن قضية الغيرة قضية بشريهّ، فمثلًا لو رزقت أسرة بطفل يهتمون به ويطعمونه ويكسونه ويفرحون به ويلاعبونه .. ثم حملت الأم ورزقت بطفل ثانٍ، تجد الطفل الأول يغار غيرة شديدة من أخيه، ويضربه، ويمكن أن يدفعه من السرير ليسقطه على الأرض، وأظن أن الناس كلهم يعلمون ذلك، أن الطفل الأول يغار من الثاني، فهل معنى ذلك أن نحرّم الطفل الثاني؟بل في المكتب الموظف الأول الذي ظل موظفًا تحت يديه 10 أو 15 سنة ثم نما العمل فأتيت بموظف آخر، الموظف الأول يغير من الثاني، بل لو أن هناك رئيس جمهورية عين نائبًا له، وأظن هذه وقائع مشهورة ومعروفة والناس يفهمونها جيدًا ولا داعي للأسماء، نائب رئيس جمهورية منفرد، ثم مرة أخرى أصدر الرئيس قرارًا بتعيين نائب ثان له وأصبح هناك نائب أول ونائب ثان، فتجد أن النائب الأول يتمزق غيظًا من النائب الثاني، معنى ذلك أن أحرم في المكتب أن أعين موظفًا ثانيًا، أو لا أنجب ولدًا ثانيًا، وأحيانًا والد الزوجة يغير من والد الزوج أو العكس، أو أم الزوجة تغير من أم الزوج، تقول لك: أول يوم رمضان عليك أن تفطر عندنا، لكن الجماعة الآخرين يريدوننا أن نفطر عندهم .. فهذه مسائل موجودة، فهل نقتل أبا الزوج وأبا الزوجة، أو نقتل الأولاد، أو نقتل نواب رئيس الجمهورية، أو الموظفين؟إن كل ما في الأمر أن الشخص الذي يسبق إلى مكان يريد أن يحتل هذا المكان ولا يريد أحدًا بجانبه .. وهذه سنة بشرية ..ولذلك أنا دائمًا أقول إن تعدد الزوجات ليس قضية بين رجل وامرأة، إنها قضية نسائية نسائية، إنها قضية عند المرأة ..في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية كان التعداد أن الرجل الواحد يقابله ست نساء، فلو أن كل امرأة تزوجت رجلًا صار هناك خمس نساء عانسات.لذلك عندما تأتي على امرأة وتقول لها أنت تكبرين وسنك أصبحت 40، 45، 50، 55، 60 سنة وأنت وحدك، هل تفضلين أن تكوني زوجة ثانية أم تكوني عانسًا؟إن الرجل ليس لديه مشكلة، هو في كل وقت معه امرأة، لكنك أنتِ أيتها المرأة في حالة عدم التعدد فإنكِ امرأة ليس عندها رجل، فأصبح الرجل في حالة عدم التعدد رجلًا عنده امرأة على كل حال، والمرأة امرأة ليس عندها رجل، وهنا المشكلة.ولذلك في بعض بلاد الخليج نشأت جمعيات نسائية تضغط على النساء، تقول لها: حرام أن تبقى في المجتمع هذه النسبة من العنوسة والضياع .. اقبلي أن تكون هناك زوجة ثانية، ومن عجيب الأمر أنه لا يوجد مجتمع بشري على ظهر الأرض لا من حيث المكان ولا الزمان منذ أن خلق الله الأرض وحتى الآن لا يوجد مجتمع بشري ليس فيه تعدد نساء للرجل، لا يوجد، لكن الفرق في الحلال، يعني أوروبا مليئة بالزنا، أمريكا مليئة بالزنا، أفريقيا مليئة بالزنا، آسيا مليئة بالزنا، لا يوجد مجتمع واحد ليس فيه ذلك، كل ما في الأمر أن الإِسلام حوّله لشيء منضبط لا عربدة.نسمع رجلًا يقول: أنا لا أدري كم امرأة عاشرت ربما 60 أو 70 وعندي أبناء في كل أنحاء العالم وأظن أن هذا الشخص معروف، هذا الشخص قال ممكن يكون عندي 50 أو 60 ابنًا ولا أعرفهم، هذه عربدة ..فالإِسلام لما وجد هذه الحالة، ورأى أن الرجل كان يتزوج بالمئات قصر هذا الأمر .. فالبشر مخلوقون بهذه الصورة، لا يوجد مجتمع لا تعدد للنساء فيه إطلاقًا، ومع ذلك بقي النبي - صلى الله عليه وسلم - متزوجًا من زوجة واحدة فقط طوال شبابه، منذ أن تزوج وهو شاب صغير في العشرينات حتى سن 53 سنة، ثم تزوج بأخريات لأهداف تتعلق بالرسالة، إنما ظل حوالي 25 سنة ربع قرن من الزمان وكان في سن العشرينات والثلاثينات والأربعينات والخمسينات محتفظًا بزوجة واحدة فقط ومكتفيا بها، والأصل أن العاطفة تتوجه إلى زوجة واحدة، وترتبط بزوجة واحدة، وتأنس بها، وهناك حديث صحيح يقول فيه - صلى الله عليه وسلم -:"إن خير المسلمين سوف يتزوجون بأكثر من زوجة" (رواه البخاري).لذلك قلت إن المسألة نسائية، الزوجة الأولى سبقت إلى المكان، فلا تريد أن تدخل غيرها، إنما لو أنها وجدت نفسها ستكون عانسًا فإنها تطلب أن تكون الزوجة الثانية والثالثة والرابعة.ولذلك في كل تعدد رباعي امرأة ترفض التعدد، وثلاثة يقبلون التعدد، يبقى حتى عند النساء ثلاثة أرباع النساء مع قضية التعدد، والربع فقط هو الذي ضدها.لذلك ليست المسألة مسألة رجل وأمرأة، ليس الصراع بين رجال ونساء، وإنما هو كما ذكرت قضية نسائية داخلية، هن يخترن.ويحدث أنه حتى في التعد العادي وليس بعد الحروب النساء أكثر من الرجال، والسؤال: من الذي خلق الرجال؟ من الذي خلق النساء؟ من الذي قدر العدد؟ من الذي يعرف أن النساء سيكونون مثلاً على سبيل المثال 3.5 مليار، والرجال 2.5 مليار، إذن هناك عجز في عدد الرجال، لذلك يقدر الله عز وجل هذا الأمر على هذا النحو ..ثم مع ذلك يأتي الإسلام ليقول من لم يعدل بين زوجاته جاء يوم القيامة وشقه مائل؛ لأنه لم يعدل بين زوجاته.لهذا نحن لابد أن نعلم أن الذين حاولوا أن يحاصروا التعدد أباحوا الزنا، ولقد سمعت بنفسي يومًا من وزير العدل في إحدى الدول يقول ما المشكلة إذا سمحنا للولد أو الزوج الذي تنكد عليه زوجته أن يذهب إلى بيت دعارة .. يفرج فيه عن نفسه ثم يعود إلى حياته مرة أخرى .. يا للعجب .. وزير العدل يقول هذا الكلام، يقول. نبيح الزنا، ونحرم تعدد الزوجات، كما في تونس فجور الحكم يجعل الأمر فظيعًا، فالحكم القانوني عندهم أن تعّدد الزوجات جريمة، قُبض على واحد مرة بتهمة تعدد الزوجات، ومهدد بدخول السجن، فجاء المحامي وقال له: لا والله هذه ليست زوجته، نحن لا نفعل هذه الجريمة .. إنما ي صديقته، داعرة وعاهرة، حكم القاضي بالبراءة .. هذه قضية حقيقية.إذن الإسلام حينما يدقق إنما يقول إن تعدد الزوجات هو ضرورة، ضرورة؛ لأن المرأة فعلًا وهذا معروف أن كل عصارة قلبها واهتماما متوجهة لأولادها، ولذلك لن أذكر أن أوقات الحيض، وأوقات النفاس، أحيانًا تطول، ونحن نعرف أن فترة العذر الشهري تصل عند بعض، النساء إلى 14 و 15 يومًا، فيعاني الرجل معها، والمجتمع فيه ما ترون وإلى جانب أن فترة النفاس قد تطول أكثر من شهرين وأكثر، وحتى في حالة الرضاعة والولادة وأحيانًا المرأة تسأل وتقول أنا مر عليّ سنتان أو ثلاث وأربع وخمس ولم أصم رمضان، سنة كنت أرضع وسنة كنت حاملاً، وسنة متعبة، فماذا أفعل؟ وحتى إذا انقضى ذلك تكون مهتمة بابنها لدرجة أنها ترى مصالح ابنها فيطيش عقلها، ولا تنتبه أن عليها أعباء أخرى، يحدث هذا، ولا نزال نقول إن الزواج بواحدة هو الأصل النفسي، لكن يحدث هذا فكيف أظلم الرجل ظلمًا متمكنا؟فالمسألة ليس فيها ظلم للرجل أو ظلم للمرأة، المسألة حوائج، والمسألة كما ذكرت مقررة مجتمعيًا، المجتمع البشري الإنساني العالمي يعلمها وإكرام المرأة يأتي في ديننا تحت شعار "لا يكرمهن إلا كريم ولا يهينهن إلا لئيم" ..إذن لا يمكن أبدًا أن نتصور أن في هذا عدوانًا، ولكنه رعاية لخلق يعلم خالقه نوازعه، وإلا فلو أبيتم فارضوا عن انتشار الزنا وانتشار الاغتصاب وانتشار الأبناء غير الشرعيين، وعن .. وعن .. ارضوا عن الفساد، إن ترضوا عنه فإن الله لا يرضى عن الفساد ولا عن الفسوق ولا عن العصيان.ومع ذلك فإنه يجوز للمرأة أن تشترط في عقد الزواج ألا يتزوج عليها زوجها غيرها، وفي هذه الحالة يحرم عليه التعدد، لكن معظم النساء لا يفعلن ذلك، ولن يفعلن لأنهن لو فعلن فلن يجدن من يتزوجهن، ومعظم النساء حتى ولو فعلن هذا فالرجل سيقول لا .. لن أقبل بهذا، وذلك لأن المرأة نفسها تعرف أن اشتراطها هذا سيكون ضد مصلحتها 

  • الاربعاء PM 04:10
    2017-03-01
  • 2962
Powered by: GateGold