المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 409080
يتصفح الموقع حاليا : 393

البحث

البحث

عرض المادة

تقديس الصليب

تقديس الصليب:مقام الصليب في المسيحية:73- لا يرتفع تقديس الصليب إلى مرتبة العقائد السابقة، لأن تلك العقائد أساس المسيحية، أما الصليب فليس له ذلك الحظ. وإن كان شعارهم، وموضع تقديس الأكثرين، ولذا كان حمله علامة على اتباع المسيح.جاء في إنجيل لوقا: "وقال للجميع إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه، ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني".وحمل الصليب كما يقول كتابهم، أشعار بإنكار النفس، واقتفاء أثر المسيح في هذا الإنكار، والسير وراء مخلصهم، وتأديهم.جاء في شرح بشارة لوقا للقس إبراهيم سعيد: "إن آثار قدمي المعلم تعين طريق خطوات التلاميذ لأنه وإن كان المسيح قد صلب عنا فقال في صلبه: "قد أكمل" لكنا قد أصبحنا بحكم صلبه عنا تحت التزام شرعي لأن نكون شركاء المسيح المتألم، إن شركتنا الشرعية مع المسيح المصلوب ينبغي أن ترافقها وتدعمها شركة اختيارية فعلية معه، إن صلب المسيح معناه مات عنا، ولكن صليب كل مؤمن معناه: "موت النفس عن الأنانية وحب الذات" وخلاصة هذه الذات هي النفس الأمارة بالسوء، هي تلك الإرادة المتمردة التي ينبغي أن نخضعها" ونستأسرها لطاعة المسيح، فقول كل واحد ليس ما أريد أنا بل ما تريد أنت يا رب، إنه من أوجب واجبات كل مسيحي أن يحمل صليبه مختاراً طائعاً لأن التعبير بحمل صليبه مستعار من العادة التي قضت بها الأنظمة الرومانية على المحكوم عليه بالصلب لأن يجمله كل يوم، وهذه العبارة انفرد لوقا بذكرها، فهو صليب يتجدد كل وبم، كما تجددت الآمال والآلام في الحياة اليومية العملية، فلابد إذن لحمل الصليب من خطوة تسبقه، وخطوة تعقبه، أما الخطوة السابقة له فهي إنكار النفس، بمعنى أن يقول تلميذ المسيح لنفسه الأمارة بالسوء، لا، لأن حمل الصليب هو حمل العار مضافاً إلى ألم الموت، وهذا عمل يستلزم إنكار النفس، لأن الرومان لم ينفروا من الصليب فقط، بل فزعوا من ظله، كذلك كان شعور اليهود بأن حمل الصليب هو حمل اللعنة، لأنه مكتوب في ناموسهم: "ملعون كل من علق خشبه"، والخطوة اللاحقة لحمل الصليب بل الخطوات هي اقتفاء آثار المسيح كقوله: "ويتبعني"، إذن ليس حمل صلينا غاية لكنه وسيلة لهذه الغاية، وهي إتباع المسيح حيث "يمضي" أ. هـ.فحمل الصليب إذن عندهم ليس غاية، وليس مقصوداً لذاته، ولكنه مقصوداً لغاية أخرى أسمى عندهم، واهي اقتفاء خطوات المسيح في إنكار الذات، والرضا بالفداء في زعمهم وإتباع تعاليمه.

  • الاثنين PM 04:44
    2016-10-24
  • 3096
Powered by: GateGold