المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 409081
يتصفح الموقع حاليا : 349

البحث

البحث

عرض المادة

أخلاق الشيوعية

    لا ريب أن عقيدة الإنسان ترسم له طريقه، وتحدد له معالم سلوكه ومعاملاته؛ فالناس توجههم عقائدهم وأفكارهم، والانحراف في السلوك إنما هو ناتج عن خلل في الاعتقاد.

    ولهذا فلا غرو أن تفسد أخلاق الشيوعيين؛ لأن الأصل لديها منهار، وإذا انهار الأصل تداعت الأركان والفروع.

    بل إن عقائدهم أحط العقائد، فلا تسل _ إذا _ عن فساد أخلاقهم، وما يتبع ذلك من انحطاط سلوكهم.

    فالشيوعيون على أتم الاستعداد لعمل أي شئ مناف للأخلاق، من غش وكذب، وخداع، في سبيل تحقيق مكاسبهم، والوصول إلى غاياتهم؛ فهم يأخذون بالمبدأ الميكافيلي: الغاية تسوغ الوسيلة.

    يقول إنجلز: "إذا لم يكن المناضل الشيوعي قادرا على أن يغير أخلاقه وسلوكه وفقا للظروف مهما تطلب منه ذلك من كذب، وتضليل، وخداع _ فإنه لن يكون مناضلا ثوريا حقيقيا".

    ولهذا فالشيوعيون لا يحجمون عن أي عمل مهما كانت بشاعته في سبيل غايتهم، وهي أن يصبح العالم شيوعيا تحت سيطرتهم.

(1) انظر الشيوعية للعقاد 202 – 220 ، والكيد الأحمر ص 249 ، والشيوعية ومواقف القرآن منها ص 138 ، والموسوعة الميسرة ص 311 – 312، ودعاة على أبواب جهنم للحصين ص 5 .

 

    بقول لينين في رسالة بعث بها إلى الأديب الروسي مكسيم جوركي: "إن هلاك ثلاثة أرباع العالم ليس بشئ، إنما الشئ المهم هو أن يصبح الربع الباقي شيوعيا". (1)

    ولقد طبقوا هذه القاعدة في روسيا أيام الثورة، وكذلك في الصين، حيث أبيدت ملايين من البشر، كما أن اكتساحهم للجمهوريات الإسلامية كبخاري وغيرها، واكتساحهم لأفغانستان _ ينضوي تحت هذه القاعدة.

    ومما تؤمن به الشيوعية من أخلاق _ العنف، والسعي في إثارة الحقد والضغينة في نفوس العمال.

    ومن ذلك القسوة المتناهية؛ فلا يتصور الفكر، ولا يتوهم الخيال لونا من ألوان التعذيب الهمجي، والقمع الإجرامي، والإبادة الجماعية للمجموعات البشرية دون أية عاطفة إنسانية مع التفنن العجيب في وسائل التعذيب _ إلا ويمارسه الشيوعيون بأقبح صوره،وأبشع مستوياته.

    بل لم يتورع القادة الشيوعيون _ عن الاعتراف بتلك الأفاعيل ضد كل من خالفهم ولو كانوا رفقاء العمل الثوري، ومن حملة الفكرة الشيوعية.

    بل ربما كان هؤلاء أحق بأن يعاقبوا بأشد أنواع العذاب؛ فكأن الرحمة نزعت تماما من قلوب هؤلاء القساة العساة العتاة.

    ومما تؤمن به الشيوعية وتدعو إليه من أخلاق _ أنها تشجع على الفساد، والانحلال الخلقي، من شرب للخمور إلى ممارسة البغاء وسائر

(1) المذاهب المعاصرة ص 173 .

 

الفواحش إلى غير ذلك من طرق الفساد.

    ولقد صرح الرئيس اليوغسلافي الهالك _ تيتو _ في إحدى خطبه للشعب قائلا: " لقد تركنا لكم الخمر والنساء فخذوها، واتركوا لنا السياسة". (1)

ولهذا أصبحت المرأة في المجتمع الشيوعي أرخص سلعة في البلاد، فكانت ترمي بنفسها على الرجل ولاسيما الغريب، وقصارى ما تطلبه منه أن يتزوجها ولو مؤقتا؛ لتفر خارج البلاد من جحيم الشيوعية.

    وصفوة المقال أن المجتمع الشيوعي هو أحط المجتمعات البشرية المعاصرة، سواء من الناحية الأخلاقية أو العقيدية، أو من ناحية الطمأنينة النفسية، والسعادة الاجتماعية؛ فهو مجتمع منحل، مذعور يخيم عليه كابوس الشقاء المطبق، إلى حد أن الإنسان في ذلك الوضع لا يكاد يفكر في أمل حقيقي للخلاص.

(1) العلمانية د. سفر الحوالي ص446 .

 

  • الثلاثاء AM 10:21
    2016-02-16
  • 4115
Powered by: GateGold