المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413465
يتصفح الموقع حاليا : 223

البحث

البحث

عرض المادة

مواجهة المسيح للكهنة

بعد الحديث عن معجزات المسيح وأنه بشر وأنه نبي الله وأنه رسول الله، أريد أن أتحدث الآن عن مواجهة المسيح للكهنة ولذوي النفوذ في إسرائيل.جاء في إنجيل (متى 6: 14-15) ما يوضح لنا فكر المسيح عن الغفران حيث قال: " فإنه إن غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم أيضا أبوكم السماوي. وإن لم تغفروا للناس زلاتهم لا يغفر لكم أبوكم أيضا زلاتكم ". فهذا التوجيه صريح جدًا في إمكانية المغفرة دون الحديث عن الصليب وسفك دم المسيح. فلو كان صلب المسيح مسألة حتمية لا يتم مغفرة الخطايا إلا بها لكان هو أول من نبه إلى هذا. ولكنه يقول الشيء بالشيء. فإذا تجاوز الإنسان عن خطايا أخيه الإنسان فإن الله يغفر له خطاياه. وهذا يعني أن رضا الله- سبحانه- يمكن أن يناله الإنسان بممارسة العبادات الإلهية والعمل الصالح. كذلك نجد قصة المشلول في إنجيل (متى 9: 2- 6) : " وإذا مفلوج يقدمونه إليه مطروحًا على فراش. فلما رأى يسوع إيمانهم. . قال للمفلوج: ثق يا بني، مغفورة لك خطاياك. وإذا قوم من الكتبة قد قالوا في أنفسهم هذا يجدف. فعلم يسوع أفكارهم فقال لماذا تفكرون بالشر في قلوبكم. أيما أيسر أن يقال للإنسان مغفورة لك خطاياك، أم أن يقال قم وامش؟ ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطانًا على الأرض أن يغفر الخطايا. حينئذ قال للمفلوج. قم احمل فراشك واذهب إلى بيتك،فقام ومضى إلى بيته ".النتيجة: " فلما رأى الجموع تعجبوا ومجدوا الله الذي أعطى الناس سلطانًا مثل هذا " (متى 7: 9) .
مغفرة الخطايا لقد بينً المسيح أن له سلطانًا أن يغفر الخطايا وهو يغفرها بمجرد كلمة مثل " مغفورة لك خطاياك " ثم هو يعلم الناس أن شفاء المفلوج أشد من غفران الخطايا بكلمة. وهذا يوضح أن فكرة سفك دم المسيح على الصليب باعتبارها ضرورة لمغفرة الخطايا إنما هي زعم لا أساس له من الصحة. ثم قضية أخرى من القضايا التي واجهها المسيح مع رؤساء بني إسرائيل ما يذكره إنجيل (يوحنا 8: 1- 11) : " ثم حضر أيضا إلى الهيكل في الصبح وجاء إليه جميع الشعب فجلس يعلمهم. وقدم إليه الكتبة والفريسيون امرأة أمسكت في زنى، ولما أقاموها في الوسط، قالوا له يا معلم هذه المرأة أمسكت وهي تزني في ذات الفعل. وموسى في الناموس أوصانا أن مثل هذه ترجم. فماذا تقول أنت قالوا هذا ليجربوه لكي يكون لهم ما يشتكون به عليه. وأما يسوع فانحنى إلى أسفل وكان يكتب بأصبعه على الأرض. ولما استمروا يسألونه انتصب وقال لهم من كان منكم بلا خطيئة فليرمها أولا بحجر. ثم انحنى أيضا إلى أسفل وكان يكتب على الأرض. وأما هم فلما سمعوا وكانت ضمائرهم تبكتهم خرجوا واحدًا فواحدًا مبتدئين من الشيوخ إلى الآخرين. وبقي يسوع وحده والمرأة واقفة في الوسط. فلماانتصب يسوع ولم ينظر أحدًا سوى المرأة قال لها يا امرأة أين هم أولئك المشتكون عليك. أما أدانك أحد؟ فقالت لا أحد يا سيد. فقال لها يسوع ولا أنا أدينك. اذهبي ولا تخطئي أيضا ". فالمسيح - عليه السلام - نادى بالغفران ونادى بالستر ونادى بالمحبة. إن السيد المسيح التزم بالناموس مراعيًا حدود الله ولقد قضت الشريعة على حيثيات إقامة الحد " على فم شاهدين أو ثلاثة شهود يقتل الذي يقتل. لا يقتل على فم شاهد واحد. أيدي الشهود تكون عليه أولا لقتله ثم أيدي جميع الشعب أخيرًا فتنتزع الشر من وسطك " (تثنية 17: 6-7) . وبناء عليه فإن السيد المسيح الذي ولي قاضيًا لم يجد شهود الإثبات ليقيم الحد فأخلى سبيلها.بعد ذلك نجد في إنجيل (لوقا 11: 53-54) : " وفيما هو يكلمهم بهذا ابتدأ الكتبة والفريسيون يحنقون جدًا ويصادرونه على أمور كثيرة. وهم يراقبونه طالبين أن يصطادوا شيئًا من فمه لكي يشتكوا عليه ". لقد كانوا ينتهزون كل فرصة للتربص بالمسيح كما بيَّن لوقا وكما يذكر الإنجيل عن تجربة العملة. يقول (لوقا 20: 20- 26) : " فراقبوه وأرسلوا جواسيس يتراءون أنهم أبرار لكي يمسكوه بكلمة حتى يسلموه إلى حكم الوالي وسلطانه. فسألوه قائلين يا معلم نعلم أنك بالاستقامة تتكلم وتعلم ولا تقبل الوجوه بل بالحق تعلم طريق الله. أيجوز لنا أن نعطي جزية لقيصر أم لا. فشعر بمكرهم وقال لهم لماذا تجربونني. أروني دينارًا. لمن الصورة والكتابة؟ فأجابوا وقالوا لقيصر. فقال لهم: اعطوا إذًا ما لقيصر لقيصر وما لله لله.فلم يقدروا أن يمسكوه بكلمة قدام الشعب. وتعجبوا من جوابه وسكتوا ". أضيف إلى ذلك أن المسيح نفسه كان يعتبر عبدًا من رعايا الإمبراطورية الرومانية وكانت عليه ضريبة يقدمها للرومان ككل المواطنين، كان المفروض أن يدفع الجزية عن نفسه وعن تلاميذه، فيذكر إنجيل (متى 17: 24- 27) : " ولما جاءوا إلى كفر ناحوم تقدم الذين يأخذون الدرهمين إلى بطرس وقالوا أما يوفي معلمكم الدرهمين؟ قال بلى. فلما دخل البيت سبقه يسوع قائلًا ماذا تظن يا سمعان من يأخذ ملوك الأرض الجباية أو الجزية أمن بينهم أم مز الأجانب. قال له بطرس من الأجانب. قال له يسوع فإذًا البنون أحرار. ولكن لئلا نعثرهم اذهب إلى البحر والق صنارة والسمكة التي تطلع أولا خذها ومتى فتحت فاها تجد إستارًا فخذه واعطهم عني وعنك ". لقد دفع المسيح الجزية عن نفسه للرومان إذ كان عبدًا تحت الجزية الرومانية. وفي إنجيل (لوقا 20: 27- 39) نجد حديثًا عن الصدوقيين. لقد كان في اليهودية طوائف منها الفريسيون والصدوقيون. ويؤمن الفريسيون بقيامة الأموات وبالبعث وبالحساب ويؤمنون بالجنة والنار، وأما الصدوقيون فلا يؤمنون بهذا كله. وهنا يقول إنجيل (لوقا) : " وحضرقوم من الصدوقيين الذين يقاومون أمر القيامة وسألوه قائلين يا معلم كتب لنا موسى إِن مات لأحد أخ وله امرأة ومات بغير ولد يأخذ أخوه المرأة ويقيم نسلًا لأخيه. فكان سبعة إخوة وأخذ الأول امرأة ومات بغير ولد. فأخذ الثاني المرأة ومات بغير ولد. ثم أخذها الثالث. وهكذا السبعة ولم يتركوا ولدًا وماتوا. وآخر الكل ماتت المرأة أيضا. ففي القيامة لمن منهم تكون زوجة لأنها كانت زوجة للسبعة. فأجاب وقال لهم يسوع أبناء هذا الدهر يزوّجون ويزوّجون. ولكن الذين حسبوا أهلًا للحصول على ذلك الدهر والقيامة من الأموات لا يزوّجون ولا يزوّجون. إذ لا يستطيعون أن يموتوا أيضا لأنهم مثل الملائكة وهم أبناء الله إذ هم أبناء القيامة. وأما أن الموتى يقومون فقد دلّ عليه موسى أيضا في أمر العليقة كما يقول الرب: " إله إبراهيم وإله إسحاق وإله يعقوب وليس هو إله أموات بل إله أحياء لأن الجميع عنده أحياء. فأجاب قوم من الكتبة وقالوا يا معلم حسنًا قلت ".
موقف المسيح من تقديس السبت!! بعد ذلك أتحدث عن تقديس السبت عند اليهود. فنجد في (سفر التكوين 2: 1- 3) : " فأكملت السماوات والأرض وكل جندها وفرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل. فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل. وبارك الله اليوم السابع وقدسه. لأنه فيه استراح من جميع عمله الذي عمل الله خالقًا ".هذا بينما نجد القرآن الكريم يقول في سورة ق {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} (1) . أي لم يمسنا التعب على أية صورة من الصور. ويذلك لا معنى للحديث عن الراحة بعد خلق العالم في تلك الأيام الستة، لكن اليهود يقاومون المسيح تحت شعار حفظ السبت فكانوا ينتقدونه في شفاء المرضى يوم السبت. ولقد علمهم المسيح أن السبت قد خلق لأجل الإنسان ولم يخلق الإنسان لأجل السبت، ولكن عقولهم توقفت عن فهم ذلك كله. يقول إنجيل (يوحنا 9: 1-33) : " وفيما هو مجتاز رأى إنسانا أعمى منذ ولادته. فسأله تلاميذه قائلين يا معلم من أخطأ هذا أم أبواه حتى ولد أعمى؟ أجاب يسوع لا هذا أخطأ ولا أبواه لكن لتظهر أعمال الله فيه. ينبغي أن أعمل أعمال الذي أرسلني ما دام نهار. يأتي ليل حين لا يستطيع أحد أن يعمل. ما دمت في العالم فأنا نور العالم.قال هذا وتفل على الأرض وصنع من التفل طينا وطلى بالطين عيني الأعمى. وقال له اذهب اغتسل في بركة سلوام، الذي تفسيره مرسل. . فمضى واغتسل وأتى بصيرًا. . .وكان سبت حين صنع يسوع الطين وفتح عينيه. . فقال قوم من الفريسيين هذا الإنسان ليس من الله لأنه لا يحفظ السبت. آخرون قالوا كيف يقدر إنسان خاطئ أن يعمل مثل هذه الآيات وكان بينهما شقاق. .فدعوا ثانية الإنسان الذي كان أعمى وقالوا له اعط مجدًا لله نحن نعلم أن هذا الإنسان خاطئ. فأجاب ذاك وقال أخاطئ هو. لست أعلم. إنما أعلم شيئًا واحدًا أني كنت أعمى والآن أبصر. . فشتموه وقالوا أنت تلميذ ذاك. وأما نحن فإننا تلاميذ موسى. نحن نعلم أن موسى كلمةُ الله. وأما هذا فما نعلم من أين هو. أجاب الرجل وقال لهم إن في هذا عجبًا أنكم لستم تعلمون من أين هو وقد فتح عينيَّ. ونعلم أن الله لا يسع للخطاة ولكن إن كان أحد يتقي الله ويفعل مشيئته فلهذا يسمع. ويختم الأعمى الذي عاد بصيرًا قوله " منذ الدهر لم يسمع أن فتح عيني مولود أعمى. لو لم يكن هذا من الله لم يقدر أن يفعل شيئًا ".ويجب ملاحظة أن بعض صفات الله تنسب أحيانًا للبشر مثل قول المسيح هنا: " ما دمت في العالم فأنا نور العالم ". إن هذا لا يعني إنه إله أو معادل للإله لأن هذا القول لا يقارن بما تذكره التوراة عن موسى الذي جعلته إلهًا لكل من هارون أخيه وفرعون عدوه.يقول (سفر الخروج 4: 14-16) : إن الرب قال لموسى عن أخيه هارون: " ها هو خارج لاستقبالك. . فتكلمه وتضع الكلمات في فمه. وأنا أكون مع فمك ومع فمه وأعلمكما ماذا تصنعان وهو يكلم الشعب عنك. وهو يكون لك فمًا وأنت تكون له إلهًا ". يقول (سفر الخروج 7: 1- 2) : " فقال الرب لموسى انظر. أنا جعلتك إلهًا لفرعون وهارون أخوك يكون نبيك ". إن هذه الأقوال من قبيل المجاز لا الحقيقة. والهدف من هذه القصة: الأعمى الذي عاد بصيرًا في يوم السبت أن المسيح أراد أن يكشف لليهود خطأ نظرتهم للسبت وتعطيل كل عمل صالح فيه. يقول إنجيل (مرقس 2: 23-28) : " واجتاز في السبت بين الزروع، فابتدأ تلاميذه يقطفون السنابل وهم سائرون فقال له الفريسيون: انظر، لماذا يفعلون في السبت ما لا يحل؟ فقال لهم أما قرأتم ما فعله داود حين احتاج وجاع هو والذين معه؟ كيف دخل بيت الله في أيام أبيأثار رئيس الكهنة وأكل خبز التقدمة الذي لا يحل أكله إلا للكهنة وأعطى الذين كانوا معه أيضا. ثم قال لهم السبت إنما جعل لأجل الإنسان لا الإنسان لأجل السبت، إذا ابن الإنسان هو رب السبت أيضا ".

  • الاحد PM 02:46
    2016-01-24
  • 3716
Powered by: GateGold