المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413675
يتصفح الموقع حاليا : 218

البحث

البحث

عرض المادة

الروح القدس

والآن نناقش موضوع الروح القدس. فنجد في العهد القديم (سفر الخروج 23: 20- 21) : " ها أنا مرسل ملاكا أمام وجهك ليحفظك في الطريق وليجيء بك إلى المكان الذي أعددته احترز منه واسمع لصوته ولا تتمرد عليه لأنه لا يصفح عن ذنوبكم لأن اسمي فيه ".إن العرف الدولي يتفق على أن السفير هو ممثل للدولة ولرئيسها بالذات، وعلى ذلك فإن أي مساس بالسفير يعني المساس برئيس الدولة. فتعبير " إن اسمي فيه " يعني أنه يقوم مقام السفير بين الله سبحانه وتعالى، وبين خلقه. ونجد في (سفر صموئيل الأول 10: 1- 10) : " فأخذ صموئيل قنينة الدهن وصب على رأسه وقبَّله وقال أليس لأن الرب قد مسحك على ميراثه ريسًا؟ وكان عندما أدار كتفه لكي يذهب من عند صموئيل أن الله أعطاه قلبًا آخر وأتت جميع هذه الآيات في ذلك اليوم. ولما جاءوا إلى هناك إلى جبعة إذا بزمرة من الأنبياء لقيته فحل عليه روح الله فتنبأ في وسطهم ". ونجد في (سفر صموئيل الأول 16: 14) أن الله غضب على شاول ففارقه روح الرب إذ يقول: " وذهب روح الرب من عند شاول وبغته روحٌ رديء من قبل الرب ". وهنا نجد أن روح القدس يحل على الإنسان المطهر النقي أما إذا أغضب ذلك الإنسان الله بخطيئة ما فإن الروح القدس يفارقه ويصيبه روح شرير. من هذا نرى داود - عليه السلام - يصلي داعيًا الله بقوله: " قلبًا نقيًا اخلق في يا الله وروحًا مستقيمًا جدد في داخلي. لا تطرحني من قدام وجهك وروحك القدوس لا تنزعه مني ". (مزمور 51:10، 11) .ونجد في إنجيل (لوقا 3: 21-22) : " ولما اعتمد جميع الشعب اعتمد يسوع أيضا وإذ كان يصلي انفتحت السماء ونزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة ". لقد كان الروح القدس مع أنبياء العهد القديم وها هو مع المسيح عند المعمودية وهو معه في التجربة. فالروح القدس ليس ثابتًا في الإنسان ولكنه يأتي للأنبياء حسب متطلبات الأحوال. إن هذا يعني أن ذات المسيح شيء وأن ذات الروح القدس شيء آخر. ويوضح ذلك أيضا قول إنجيل (مرقس 3: 28- 29) : " الحق أقول لكم إن جميع الخطايا تغفر لبني البشر والتجاديف التي يجدفونها. ولكن من جدف على الروح القدس فليس له مغفرة إلى الأبد. بل هو مستوجب دينونة أبدية ". ونظير ذلك ما رأيناه في (سفر الخروج) من قوله: " لا تتمرد عليه لأن اسمي فيه ". وتكرر هذا القول في إنجيل (متى 12: 31- 32) بصورة أوضح: " لذلك أقول لكم كل خطية وتجديف يغفر للناس وأما التجديف على الروح فلن يغفر للناس. ومن قال كلمة على ابن الإنسان يغفر له. وأما من قال على الروح القدس فلم يغفر له لا في هذا العالم ولا في الآتي ".كل هذا يؤكد أن ذات المسيح شيء وأن الروح القدس شيء آخر.
معجزات المسيح بعد ذلك ننظر في معجزات المسيح، لقد أشبع الجوعى وطهر البرص وأقام الموتى، وكل هذه ليست مقصورة على المسيح لكنها جرت على أيدي الأنبياء قبله. فنجد في عهد موسى أن الله سبحانه وتعالى أكرمه بأن جعل بني إسرائيل يأكلون المن والسلوى أربعين سنة (خروج 16: 4- 31) .وأن إيليا ذهب في ضيافة امرأة أرملة فقيرة فقالت له إنها لا تملك سوى بعض الدقيق والزيت سوف تصنعها فطيرة لابنها ثم تموت. فقال لها اصنعي الكعكة وستجدين بعد ذلك أن كوار الدقيق وكوز الزيت لن ينفد أبدًا (الملوك الأول 17: 8- 16) . وقد حدث ذلك في أيام المجاعة فكانت معجزة كبيرة من إيليا. كذلك حدث لواحدة من نساء الأنبياء مع اليشع إذ أخبرته أن الدائنين يطالبونها وليس عندها شيء سوى دهنة زيت فأخذها وأمرها أن تطلب أواني كثيرة من جيرانها. وعلمها أن تسمك الدهنة وتعصر الأواني فكان ينزل الزيت الذي ملأ أواني كثيرة (الملوك الثاني 4: 1- 7) واستطاعت بذلك أن تسدد ديونها بمعجزة اليشع هذه.وبالنسبة لتطهير الأبرص فقد فعلها اليشع (الملوك الثاني 5: 8- 14) .وأما إقامة الموتى فقد ذكرنا كلًّا من إيليا واليشع وحزقيال أنهم أقاموا الموتى قبل المسيح كذلك فإن بطرس أقام ميتا (أعمال الرسل 9: 36- 42) : " ولم يقل أحد إن بطرس إله. إن الحكمة من المعجزة أن الله- سبحانه- يؤيد نبيه لكي يؤمن الناس بأنه نبي الله ورسوله وإنه مبعوث من قبل مالك كل القوى والقدرة ".وهذا ما حدث مع موسى: " ورأى إسرائيل الفعل العظيم الذي صنعه الرب بالمصريين. فخاف الشعب الرب وآمنوا بالرب وبعبده موسى " (خروج 31: 14) .وما حدث مع إيليا: " فقالت المرأة لإيليا هذا الوقت علمت أنك رجل الله وإن كلام الرب في فمك حق " (الملوك الأول 17: 24) .وما حدث مع المسيح نفسه: " فكثيرون من اليهود الذين جاءوا إلى مريم نظروا ما فعل يسوع فآمنوا به " (يوحنا 11: 45) .

  • الاحد PM 02:42
    2016-01-24
  • 3276
Powered by: GateGold