المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 415850
يتصفح الموقع حاليا : 142

البحث

البحث

عرض المادة

ولم يكن يسوع شبحا

لغز حسابي :

"العمواسيان . . (1) قاما . . . ورجعا إلي أورشليم ووجدوا الأحد عشر مجتمعين هم والذين معهم – " (لوقا 24 : 33) أي "أحد عشر" ؟ وجدا "الأحد عشر". هل اعتبر الرجلان اللذان من بلدة عمواس شخصيهما ضمن الموجودين؟ حتى لو افترضنا ذلك فإن الحواريين المختارين حول يسوع لم يكن ممكنا أبدا أن يزيدوا عن 10 في مجموعهم لأنه في الزيارة الأولي منة قبل يسوع إلي تلك الحجرة العلوية لم يكن يهوذا ولا توما بين الحاضرين. لكن لوقا لم يكن شاهد عيان لهذا المنظر. إنه ببساطة ينقل حرفيا عن مرقس 16 : 14 الذي قال : " . . . ظهر للأحد عشر وهم متكئون . ." (2).

ولنستمع الآن للقديس بولس الذي نصب نفسه حواريا ثالث عشر ليسوع. إنه يقول إنه في اليوم الثالث بعد يوم السبت "إنه ظهر "لصفا" ثم للإثنى عشر. " (الرسالة الأولي إلي أهل كورنثوس 15 : 5) أي اثني عشر؟ كلمة "ثم" هنا تستبعد بطرس ! ولكن لو أضفته إليهم مع تمنيات حسن الحظ فإنك لا تصل إلي "الإثني عشر" مجتمعين ليشاهدوا "يسوع"، لأن يهوذا الخائن كان قد انتحر شنقا (متي 27 : 5) قبل وقت طويل من ادعاء بعث يسوع بعد الموت المزعوم.
إننا نتعامل هنا مع عقلية غريبة حيث أحد عشر لا يعني أحد عشرا. واثنا عشر لا تعني اثني عشرا وثلاثة بالإضافة إلي ثلاثة تعني اثنين وواحدا ! ويسوع سيواسينا بصدق عندما يقول لنا في أعمال الرسل (9 : 5) " . . صعب عليك أن ترفس مناخس" (وهو جبل).


وإذ يدخل يسوع :

وبينما كانا يخبران المستمعين المتشككين أنهما قد قابلا يسوع بجسمه الحي (كواحد يأكل الطعام معهما) يدخل يسوع. وتقفل الأبواب خوفا من اليهود.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)    الرجلان من بلدة عمواس. (المترجم).
(2)    وردت بالترجمة العربية كما أثبتناه أعلاه. (المترجم).





سيقول الجدليون المسيحيون : "كلا ! إن وثائقنا تشير فحسب إلي أنه وقف في بينهم" "إنه لم يمش داخلا إليهم". كانت المسألة مسألة الاختفاء من عمواس ومعاودة الظهور في أورشليم. مثل الرجل الخفي. مثل ساحر الحبل الهندي. أو كلعبة التنقل بين النجوم (من سفن الفضاء إلي النجوم وبالعكس) وأنت تستطيع أن تصادف بالفعل أناسا يعتقدون أن أناسا (من أهل الخطوة) يمكن أن تشاهدهم في مكان ويكونون موجودين بأجسامهم في مكان آخر في ذات الوقت.
وأمثال هؤلاء الناس ضحايا هلوستهم (وأمراضهم النفسية) (ربما) نتيجة مشاهدتهم أفلام السينما والتلفاز.


الأرنب والسلحفاة :

ولكن لماذا استغرق عيسي عليه السلام وقتا طويلا جدا لكي يصل إلي الحجرة العلوية. كان قد تلاشي قبل أن بدأ رفيقا رحلة إلي عمواس رحلتهما إلي أورشليم. ومع ذلك لم يسبقهما يسوع. تأخر في المجيء. وهذا يذكرنا بحكاية الأرنب والسلحفاة. هل كان من الممكن أن يكون يداوي جراحه في الطريق؟
إنهم يتصورون يسوع كان طافيا فوق الأرض يهيم من مكان إلي مكان (لا يمشي علي قدميه) يظهر ويختفي حسب المشيئة. ولقد أبدي جيفري هنتر وهو ممثل شاب كان يقوم بدور يسوع في فيلم "ملك الملوك" أبدي ملاحظة معقولة جدا بعد صعوده جبل صهيون لتمثيل مشهد "إغراء" الشيطان ليسوع. وبعد صعود وتعلق بالصخور مع تصبب العرق بشق النفس أثناء تسلق الجبل قال الممثل الشاب : "لأول مرة في حياتي تحققت كم كان يسوع ككائن بشري !".
ولم يستطع لوقا ولا يوحنا ممن سجلوا وقت زيارة يسوع لتلك الحجرة العلوية أن يقولا إنه ببساطة تسرب من ثقب المفتاح أو من شقوق الجدار. ولكن لماذا يضنان علينا بمثل هذه المعلومة الحيوية؟ السبب في ذلك أنه لم يحدث تسرب.
ولكن تبقي المشكلة : كيف دخل بينما كانت "الأبواب مغلقة". ومن المدهش أن لوقا أيضا وهو يسجل هذا الحدث لم يفكر جيدا وهو يضيف أن الأبواب "كانت مغلقة" (24 : 36) لم يكن من المهم بالنسبة له أن يدقق. لماذا؟ لأن التدقيق لم يكن متصلا بالموضوع !


الحجرة العلوية :

هذا المسكن موضوع البحث كان يشار إليه بـ "حجرة الضيوف" أو "الحجرة العلوية الضخمة". إنه ليس كل البيت. إنه جزء من المنزل، هل ينبغي لي أن أبرهن لكم علي ذلك؟ هل كان يمكن أن تكون هذه هي الحجرة الوحيدة بالدور العلوي" ولنأخذ في اعتبارنا أن هذه الحجرة كانت تحوي منضدة ضخمة تكفي لجلوس 14 شخصا علي كراسي بدائية. ويسوع مع 12 من الحواريين يشكلون رقم 13 ويوحنا، التابع الذي كان يسوع يحبه كان يكمل الأربعة عشر.
هل يمكن أن تتخيل حجم حجرة الضيوف هذه؟ بمخزن المؤن اللازم لها مع المطبخ. وغير ذلك من كماليات. وفي الطابق الأرضي حيث كان يقيم أفراد أسرة المالك وخدمه. كانت كقصر صغير ! وكان يسوع يألف هذا البيت. كان يزور أورشليم كثيرا لحضور عيد الفصح. ولنتذكر كيف وجه تلاميذه ليصلوا إلي المكان. (لوقا : 22 : 10).
إن مسكني الخاص له أربعة مداخل. وربما كانت حجرة الضيوف لدي يوحنا كان لها باب رئيسي من ناحيتين. ولكن هل كانت ثمة ضرورة لجعله مستقلا عن بقية البيت؟ بالنسبة لأي زائر كانت الأبواب الرئيسية كافية – دخولا وخروجا. والضيوف الشرقيون لا يدققون ويحملقون في الممرات والحجرات لمضيفيهم ! وهم في العادة شاكرون لكل مظهر من مظاهر إكرامهم. لكن يسوع لم يكن غريبا علي المنزل. كان كواحد من أهل منزل تلميذه الذي يحبه. ولم يكن بحاجة إلي أن يقرع الباب ويزعج أناسه. وكانت هناك أكثر من طريقة للدخول. ولو كانت هناك صعوبة لدي الحواريين في تقبل ظهوره المفاجئ بينهم فما كان أسرع ما يستطيع تبديده.
"قال لهم سلام عليكم . . . . فجزعوا وخافوا" (لوقا 24 : 36 – 37).


ردود فعل عكسية لدي التعرف عليه :

فلنتذكر تلك المرأة الوحيدة، مريم المجدلية في ذلك الصباح تكاد تجن من الفرحة عند التعرف عليه قرب المقبرة. كان من الضروري إيقافها عن احتضانه لكن هؤلاء الأبطال الذين كانوا كالسيوف المشرعة في نفس الحجرة كانوا هلعين عند التعرف علي سيدهم. لماذا كان هنالك رد فعل متعارض بين الرجال وبين المرأة؟ الرجال مرتاعون والمرأة غير خائفة؟ السبب هو أن المرأة كانت شاهدة عيان لكل الأحداث التي وقعت في مكان الصلب بينما لم يكن الرجال في مكان يسمح لهم بالرؤية. وبناء عليه ذهبت المرأة إلي المقبرة بقصد رؤية يسوع حيا فكان فرحها عند رؤيته. لكن العشرة لم يكونوا من شهود الأحداث ومن ثم كانت مزاعمهم عن مشاهدة شبح. كانوا جسما وعاطفة علي وشك الانهيار. يصف لوقا حالتهم بقوله : "فجزعوا وخافوا وظنوا أنهم نظروا روحا". (لوقا 24 : 37).


سبب الخوف :

سبب ذعرهم هو أنهم ظنوا أن الرجل الواقف في وسطهم لم يكن هو يسوع نفسه ولكن شبحه. سل المبشرين الذين يريدونك أن تقاسمهم مجد السماء : هل كان يبدو كشبح؟ ورغم كل شيء ستسمع إجابتهم : كلا : إذن لماذا ظن حواريو يسوع أنه كان شبحا مع أن يسوع يستحيل أن تكون له (1) ملامح الشبح؟ لن تجد إجابة. لا ينطقون. ساعدهم بالله عليك. حررهم من تحريفهم. وإلا سيرهقوننا ويرهقون أهلنا حتى يرث الله الأرض ومن عليها. سيسرقون أبناءنا (2) علي شكل إطعام الأطفال الجوعي وأحيانا بأموالنا.
هل رأيت الجماعة التبشيرية المسماة باسم "وورلد فجن" وأمثالها؟ الحملات الصليبية مرة أخري بغير أسلحة مرئية.
السبب في أن تلامذة يسوع كانوا خائفين، هو أنهم قد علموا سماعا أن سيدهم قتل بتثبيته علي الصليب – أي أنه كان قد صلب. وعرفوا عن طريق السماع، أنه كان قد أسلم الروح، وأنه قد توفي. كانوا قد علموا عن طريق السماع أنه "مات ودفن" لمدة ثلاثة أيام، ورجل عرف عنه كل ذلك كان من المتوقع أن يكون جثمانه قد تحلل في قبره. لأن كل معرفتهم كانت "معرفة سماع" – معرفة ناتجة عما كانوا قد سمعوه ! لأن واحدا منهم لم يكن هنالك ليشاهد ويشهد ما كان يحدث في الحقيقة ليسوع في جلجوثه. في أكثر منحنيات حياة يسوع حرجا كانوا "جميعا قد خذلوه وهربوا" (مرقس 14 : 50).


الأتباع العباقرة :

يتحدث مرقس عن "الإثني عشر" المختارين كصفوة. وهو لا يتحدث عن الأشياع المخلصين "المتخفين" أمثال يوحنا الآخر، ذلك الذي أخذ مريم أم المسيح (عليهما السلام) إلي المنزل ونيكوديموس ويوسف الآريماتي وأمثالهم. وبالنظر إلي التملص أو الهروب الجبان مـن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)    إنهم يصورونه في لوحاتهم الفنية وسيما رائع القسمات. (المترجم).
(2)    يستشري المبشرون في النقاط الضعيفة من الكرة الأرضية كوسط أفريقيا وغيرها. المترجم).





جانب "الاثني عشر" فإنني أتحرج من تسمية أولئك بتلاميذ أو حواريي أو أتباع السيد المسيح عليه السلام. أم مرقس يكذب؟ عندما قال "كل" ألم يكن يعني "كل" ؟ لم تكن ثمة رجعة إلي مسرح الأحداث من أولئك الأبطال. ومؤلف الإنجيل الرابع يذكر قائمة بأسماء النساء المنتمين والمشايعين ليسوع. وكان بينهن ثلاثة يحملن اسم مريم "التلميذ الذي أحبه يسوع" وهو يكرر هذه العبارة دون تحديد فعلي له باعتبار أنه يوحنا المتفضل عليهم بكرمه في أورشليم. لماذا؟ لو كان ذلك "اليوحنا" هو المؤلف نفسه، فلماذا إذن لا يصرح بذلك. هل هو خجول متواضع جدا؟ لم يخجل عندما طلب من يسوع أن يجلسه وأخاه "أحدهما علي يمينه والآخر علي يساره في مملكته". السبب في إبهامه وعدم إيضاحه وإفصاحه ذاك هو أن "التلميذ المحبب إلي يسوع هو سميه !
وباقي التلاميذ أو الحواريين لم يعثر لهم علي أثر عندما كان يسوع في مسيس الحاجة إلي المساعدة. كانوا جميعا كما قال عنهم مرقس "قد خذلوه وهربوا" (مرقس 14 : 50).
***

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(وعلي بقية الصفحة السادسة والخمسين يورد المؤلف صورة فوتوغرافية لما نشرته صحيفة "ويك إند سنداي" بتاريخ 3 أغسطس 1969م تحت عنوان ماذا تسمي ذلك – صلب أم إيهام بالصلب؟ - الرجل المصلوب معلق علي الصليب).

(وعلي الصفحة السابعة والخمسين يورد المؤلف صورة فوتوغرافية لما نشرته صحيفة "صنداي تربيون" بتاريخ 17 يوليو 1983، بعنوان "هل كان حيا أم ميتا؟ - المعضلة التي تواجه الأطباء بعد الحالة الغريبة للمدعو دنور أنطوني".
(وعلي جزء آخر من الصفحة يورد المؤلف صورة فوتوغرافية أخري لما نشرته نفس الصحيفة بتاريخ 27 مارس 1960 بعنوان : "مات رجل لمدة ساعتين ولا يزال يعيش. معجزة تحير الأطباء" ).

***





  • الجمعة PM 06:26
    2015-08-07
  • 3516
Powered by: GateGold