المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 415811
يتصفح الموقع حاليا : 245

البحث

البحث

عرض المادة

لماذا علامتا التنصيص ؟؟ . . ,, . . ,,

ارتياب اليهود وقلقهم :

ليس لنا بحال أن نفترض أن يسوع تم دفنه علي عمق ستة أقدام. كان قبر يسوع ضخما كحجرة جيدة التهوية وليس قبرا. ويعطي "جيم بيشوب" (وهو عالم من كبار علماء المسيحية) في كتابه "يوم مات المسيح" مواصفات قبر المسيح كما يلي : الاتساع خمسة أقدام. الارتفاع سبعة أقدام. العمق خمسة عشر قدما. مع نتوء أو نتوءات بالداخل. ومأوي بهذه المواصفات يسعد أي واحد من سكان الأحياء الشعبية للإقامة فيه كمسكن له. وارتاب اليهود. كان كل شيء يدعو للارتياب.

(أ‌)كان طريق الاقتراب من المقبرة سهلا متاحا.
(ب) زميلاه علي الصليب لا يزالان أحياء.
(د) لم تقطع ساقاه بينما قطعت ساقا كل من رفيقه علي الصليب.
(هـ) التصريح السهل السريع الذي منحه بيلاطس للحصول علي جثمان يسوع.
ولهذه الأسباب ، ولأسباب أخري كانت لليهود شكوكهم. شعروا أنهم كانوا قد خدعوا. (وتساءلوا) : هل ما يزال يسوع "علي قيد الحياة" ! وهرعوا إلي بيلاطس.


أخطاء اليهود :

يقول القديس متي : "وفي الغد اجتمع رؤساء الكهنة والفريسيون إلي بيلاطس قائلين يا سيد قد تذكرنا أن ذلك المضل قال . . فمر بضبط القبر إلي اليوم الثالث لئلا . . فتكون الضلالة الأخيرة أشر من الأولي" (متي 27 : 2 – 64).
وهكذا يتحدث اليهود عن "الأولي" و "الأخيرة" غير مدركين أنهم في تعجلهم العصبي كانوا قد وقعوا في غلطة أو سقطة أخرى.
كانوا قد ذهبوا إلي بيلاطس في اليوم التالي فحسب. كانوا يريدون غلق الحظيرة علي الحصان بعد أن نجحوا في إدخاله إليها. وكان بيلاطس قد طفح به الكيل منهم ولذا قال لهم : "عندكم حراس. اذهبوا واضبطوه كما تعلمون" (متي 27 : 65) ولم يكن بيلاطس ليندفع مع هواهم. كان لديه أكثر من سبب لكي يكرههم.


هـــوس :

لا يهم ما فعله أو ما لم يفعله اليهود بعد رد بيلاطس الجاف عليهم. لقد كانوا قد فقدوا بالفعل يوما كاملا ! لكن المسيحيين المتعلقين بـأوهى الأسباب يحرفون تعبير "حرس المعبد" إلي "الجنود" ويجعلون هؤلاء الجنود "جنودا للرومان". ثم يملأون الصفحات مبالغين في كفاءة آلة الحرب الرومانية، ليخلصوا إلي إنها لا يمكن أبدا أن تضبط غافية غافلة أو تاركة لمكان الحراسة ! والنتائج محتومة لمن يساق إلي هذا المنزلق. هلي يعني ما كتبوه (عن عظمة وقوة آلة الحرب الرومانية) أن الجندي الروماني معصوم من الخطأ؟ وبينما يستغرق القارئ المسالم في مطالعة التفاصيل المتشعبة، يكون مستعدا مهيأ أن يبلع الطعم والسنارة. وهو خداع طوروه ليصبح فنا من الفنون !.
ما هو الخطأ الأول الذي وقع فيه اليهود في محاولاتهم التخلص من يسوع؟ كان الخطأ الأول أنهم سمحوا بإنزال يسوع عن الصليب دون كسر ساقيه تحت زعم أنه كان قد مات. وكان الخطأ الأخير لهم أنهم مكنوا لأتباع يسوع غير المعروفين علنا أن يقدموا المساعدة لرجلهم الجريح بعدم غلق المقبرة غلقا محكما. وأيضا وفي نفس الوقت بتأجيلهم الذهاب إلي بيلاطس إلي اليوم "التالي" الذي كان وقتا متأخرا لدرجة أن . . . ! يعمل الله قدرته بطريقة لا يعرفها البشر. إن أساليبه في إعمال قدرته غير أساليبنا وهو سبحانه وتعالي يقول وهو أعز القائلين في القرآن الكريم :
 ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين  (آل عمران : 54).


وصباح يوم الأحد :

كان ذلك صباح يوم الأحد، أول أيام الأسبوع حسب التقويم اليهودي الذي يعتبر يوم السبت هو اليوم السابع في الأسبوع، عندما زارت مريم المجدلية بمفردها مقبرة يسوع (مرقس 16 : 9 ويوحنا 20 : 1).
والسؤال هو "لماذا ذهبت هنالك ؟" هل ذهبت هنالك كي تمسح عليه بالزيت، كما يخبرنا القديس مرقس (16 : 1).
والسؤال الثاني هو هل جري العرف بين اليهود أن يمسحوا جسد المتوفى بالزيت في اليوم الثالث لوفاته؟ الإجابة هي : " لا !" إذن لماذا أرادت المرأة اليهودية (مريم المجدلية) أن تدلك جسد المسيح بعد 3 أيام من إعلان وفاته؟ ونحن نعلم أنه خلال 3 ساعات يغدو الجسم متصلبا صلابة الأجساد الميتة. وفي غضون ثلاثة أيام يتحلل الجسم من الداخل. تنشطر وتتحلل خلايا الجسم. ولو حك أي شخص مثل هذا الجسد يتفتت أجزاء صغيرة. فهل يكون لتدليك الجسم إذن معني؟ الإجابة هي : لا !.
لكن هنالك معني، (ومعني كبير ومفهوم) لو كانت مريم المجدلية تبحث عن شخص حي. وأنت أيها القارئ الكريم تدرك أنها كانت بالقرب من الشخصين الوحيدين اللذين قاما بالطقوس الأخيرة لجثمان يسوع وهما يوسف الآريماتي ونيكوديموس. ولو كانت قد شاهدت أي دليل علي وجود دبيب للحياة في أي عضو من أعضاء جسد يسوع لما كان معقولا أن تصيح إنه حي ! إنها تعود بعد ليلتين ويوم عندما كان سبت اليهود قد انقضي لكي تعني بيسوع.


الكفن خال من الجسد – بعد إزاحة الحجر :

وعند وصولها إلي المقبرة استبدت بها الدهشة إذ وجدت أن شخصا ما كان قد سبقها بالفعل وأزاح الحجر (الذي يسد مدخل المقبرة) وبالدخول إليها تجد أن الملاءة التي يلف بها جسد الميت مطوية ملفوفة مكومة بالداخل. (بدل أن تكون ملفوفة حول الجسد الميت) هل ثمة مجل لأمثلة أكثر؟ نعم يثور ثمة سؤال يقول : لماذا أزيح الحجر (من باب المقبرة؟ ) الجواب علي ذلك أنه بالنسبة لشخص يعود إلي الحياة (بقدرة الله) شخص كان قد قهر الموت (بإرادة الله) ليس من الضروري أن يتزحزح الحجر كي يخرج (من المقبرة) كما لم يكن ضروريا للملاءة الملفوف بها جسده أن تلف لكي يخرج منها. الجواب علي ذلك أنه بالنسبة للروح لا تشكل جدران الحجارة سجنا ولا تحد قضبان الحديد قفصا.
إن تزحزح الحجر وانفلات الملاءة الملفوف فيها الجسد من ضرورات (تحرير) جسم مادي. كانت المقبرة الخالية تشكل قمة الإثارة التي لم تكن (مريم المجدلية) تتوقعها. ولذا فإن المرأة التي أصابتها الهستيريا (لدرجة أن القديس مرقس يقول إن يسوع كان عليه أن يخرج منها سبعة شياطين – 16 : 9) تنهار وتبكي. وكان يسوع يرقبها من مكان مجاور – ليس من السماء، ولكن من الأرض.
كانت المقبرة من ممتلكات يوسف الآريماتي الخاصة وكان واحدا من أثرياء اليهود ذوي النفوذ. وحول هذه المقبرة كانت ثمة مزرعة للخضروات.  وكان لمثل هذا الرجل اليهودي الموسر أن يجعل من مثل هذه المزرعة أو الحديثة أشبه ما يكون بالمنتجع الترويحي لنفسه ولأسرته لقضاء فترات من الراحة !.


مفارقة مضحكة :

كان يسوع هناك ! وكان يرقب مريم المجدلية إنه يعرف من تكون ويعرف لماذا هي موجودة بالمكان. يقترب خلفها ويجدها تبكي أو تصرخ لذلك فإنه يسأـلها :
". . . يا امرأة لماذا تبكين. من تطلبين" (يوحنا 20 : 15) وقبل أن تجيب (مريم المجدلية9 دعنى أتدخل فأثير سؤالا :
"لماذا يسأل يسوع أسئلة لا لزوم لها؟ ألا يعرف الأسباب الظاهرة؟ بالطبع – يعرف ! إذن لماذا يسأل؟ ".
الجواب علي ذلك أنها كانت أسئلة لها ما يبررها. نعم، إنه يعرف أنها كانت تبحث عنه، لكن خاب أملها (إلى حد الصدمة) بعدم عثورها عليه. ومن ثم كان نحيبها. لكنه أيضا يعرف أنها لن تتعرف عليه بسبب تنكره التام المتقن. ولذا فهو – علي نحو معقول – يستدرجها (إلي حالة السواء والاعتدال بالكلام إليها). وعند وصف هذه الجزئية يقول القديس يوحنا : "وهي إذ اعتقدت أنه البستاني قالت له" : والآن، لماذا تعتقد مريم أنه البستاني؟ هل العائدون من بين الموتى يلزم بالضرورة أن يشبهوا عمال البساتين؟ كلا !! إذن لماذا تعتقد أنه البستاني؟ الجواب هو أن يسوع كان متنكرا كبستاني ! ولماذا يتنكر كبستاني؟ الجواب : لأنه خائف من اليهود ! ولماذا يخاف من اليهود؟ لأنه لم يمت ولم يهزم الموت ! لو كان قد مات أو لو كان قد هزم الموت لما كان ثمة داع للخوف. ولم لا؟ لأن الجسم لا يموت مرتين ! من القائل بهذا؟ الكتاب المقدس يقول به. أين؟ في الرسالة إلي العبرانيين 9 : 27 يقول : ". . وكما وضع للناس أن يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة؟.


العودة من بين الموتى :

ولكن ماذا عن مئات الناس الذين عادوا من بين الموتى؟ إننا نقرأ  عنهم يوميا علي صفحات الصحف. أولئك الناس الذين صدرت شهادة طبية بوفاتهم بواسطة رجال لهم وظائف رسمية في مجال العمل بالصحة وعادوا بالصدفة إلي الحياة، لم يكونوا قد حضرتهم الوفاة في حقيقة الأمر بالمعني المعروف للوفاة والبعث بعد الوفاة. إن أطباءنا قد أخطأوا وسوف يستمرون في ارتكاب الأخطاء. ولا سبيل إلي تجنب ذلك. ولكنني أريدك أن تلحظ كلمة ميت الموجودة بصفحة 63 وكلمة "الجثة" الموجودة بصفحة 22 .
وكلمة "الصلب" الموجودة بصفحة 58 كل هذه الكلمة بين علامتي تنصيص أي شولات. وبهاتين العلامتين يوضح لنا رجل الصحافة الماهر أن "الميت" ليس بميت وأن "الجثة" ليست جثة ميت وأن عمليات "الصلب" ليست عمليات صلب فعلي ولكن عمليات تشبه الصلب وتمثله (كما في المسرح) لكنه ليس صلبا حقيقيا (كذاك الذي كان يمارسه الرومان تنفيذا لأحكام الإعدام) إنهم كانوا موتى "زعم موتهم" وكانوا "جثثا مزعومة" وكانوا "ممثلي عملية صلب". ولكن من وجهة نظر العاملين بالصحافة، فإن تعبير "مزعوم" يقلل من مبيعات الصحف. (أي أنهم ينشرون الخبر علي أساس أنه حقيقة ثم ليكتشف القارئ بعد ذلك ما يشاء) لكن الشغل شغل ! ولذلك يستخدمون " . . . "  الشولات. وفي حقيقة الأمر، لا يموت الإنسان مرتين. ولا يهم – إزاء هذه الحقيقة – عدد شهادات الوفاة التي تحرر له.


وتستمر الرواية :

وإذ تظن مريم المجدلية يسوع في تنكره، تظنه البستاني، فإنها تقول : "يا سيد إن كنت أنت حملته فقل لي أين وضعته . ." (يوحنا 20 : 15). إنها لا تبحث عن جثة. (لو كانت تبحث عن جثة لاستخدمت ضمير غير العاقل it في الانجليزية ولكنها استخدمت ضمير العاقل him ) وهي إذن تبحث عن إنسان حي. وهي تريد أن تعرف أين "أرقده" (وفعل يرقد شخصا ليستريح لا ليستخدم لغير الأحياء) وهي لم تقل له "أين دفنته؟ " (يوحنا 20 : 15).
تأخذه معها؟ أين؟ ماذا تفعل بميت (عندما تأخذه معها) ؟ كانت تستطيع فقط أن "تدفن" الميت. من يحفر القبر؟ إن حمل جثة قد يكون في مقدور امرأة أمريكية متحررة متجبرة، لكنه ليس في مقدور يهودية مرفهة كي تحمل جسما ميتا يزن مالا يقل عن مائة وستين رطلا. إن هذا الثقل بالإضافة إلي 100 رطل من المواد المصاحبة يصل إلي ثقل 260 رطلا.وحمل هذا الثقل شيء ودفنه شيء آخر. إن محاولة يسوع مداورة هذه المرأة قد ذهب إلي حد بعيد.
ولم تكن المرأة قد استطاعت أن تكتشف التنكر بعد. وكان يسوع في موقف يسمح له أن يضحك (لو شاء الضحك) لكنه لم يستطع أن يتمالك نفسه أكثر من ذلك. يندفع قائلا : "مريم ! " كلمة واحدة ! لكنها كانت كافية. فعلت كلمة مريم ما لم تفعله كل الكلمات السابقة. مكنت مريم من أن تتعرف علي " سيدها" ولكل امرئ طريقته في نداء الأقربين إليه. إن طريقة نطقه للحروف جعلت مريم تجيب "سيدي . سيدي" وتتقدم وقد أطار صوابها الفرح لتمسك بسيدها وتقدم بين يديه فروض تبجيلها له. لكن عيسي يقول لها : "لا تلمسيني".


أسئلة مطمئنة :

ولم لا؟ هل هو حزمة مكهربة، أو مولد كهربي لو تلمسه تصعق؟ كلا ! "لا تلمسيني !" لأنها ستسبب له ألما. ورغم أنه كان يبدو علي ما يرام من كل الوجوه إلا أنه كان قد خرج توا من تعامل جسمي وروحي عنيف. وربما يكون مؤلما إلي حد يفوق احتماله لو سمح لها (أن تتعامل مع المناسبة بكل عنفها مما ينعكس علي طريقتها معه) (1). ويستطرد يسوع في كلامه إلي مريم ويقول : ". . . لأني لم أصعد بعد إلي أبي" (يوحنا 20 : 17).
ولم تكن مريم المجدلية عمياء . . كانت تستطيع أن تري الرجل واقفا أمامها. فماذا يعني بقوله : "لم أصعد بعد" – يصعد إلي أعلي – عندما كان واقفا "علي الأرض" أمامها بالضبط؟ إنه في الحقيقة يقول لها إنه لم يبعث من بين الموتى وبلغة اليهود، وباستخدام تعبير اليهود : "لم أمت حتى الآن" إنه يقول : "إنني حي".
"فلما سمع أولئك (الحواريون) انه حي وقد نظرته (أي مريم المجدلية) لم يصدقوا". (مرقس 16 : 11).


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)    تصور حالة شخص مجروح اليد مثلا يصافحه شخص بحماس وهو لا يعرف أن يده مجروحة أو كم هو مريض أو مجروح. (المترجم).

  • الجمعة PM 06:14
    2015-08-07
  • 2916
Powered by: GateGold