المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 415868
يتصفح الموقع حاليا : 208

البحث

البحث

عرض المادة

التعاطف مع يسوع

يعمل الله مشيئته بطريقة لا نعرفها. يبث في روع الجنود أن الضحية قد "مات بالفعل" كي لا يقطعوا ساقيه، ولكنه في نفس الوقت يجعل جنديا آخر يغزه بالرمح (للتأكد من الوفاة) في جنبه و . . " للوقت خرج دم وماء" (يوحنا 19 : 34).

من أفضال الله سبحانه وتعالي، أن الجسم الإنساني عندما لا يتحمل الألم والتعب أكثر من طاقته فإنه يدخل عالم اللاشعور. لكن انعدام الحركة والتعب ووضع الجسم بشكل مغاير لطبيعته ولراحته علي الصليب، كل ذلك جعل الدورة الدموية تبطئ. وغزة الرمح إنما جاءت لتنقذ. وبخروج شيء من الدم استطاعت الدورة الدموية أن تستعيد مسارها وعملها وإيقاعها. وتؤكد لنا دائرة معارف الإنجيل تحت "مادة الصليب" بالعامود رقم 960 أن "يسوع كان حيا عندما وجه إليه الرمح". وهذا أيضا يؤكد قول يوحنا فيما يتعلق "بالماء والدم" وأنهما انبعثا علي الفور. إذ أنه يقول "وعلي الفور، أو : وفي الحال" مما يعد دليلا مؤكدا علي أن يسوع كان حيا.

ولكن لماذا "الماء والدم" ؟ لقد أدلي الدكتور و . ب . بريمروز أخصائي التخدير بمستشفي جلاسجو الملكي برأيه من واقع خبرته كما أورده في دورية تنكرز دايجست الصادرة بلندن في شتاء عام 1949 عندما قال : "كان الماء ناتجا عن الإرهاق العصبي الواقع علي الأوعية الدموية الذي يرجع تحديدا إلي التأثير فوق الطاقة للضرب بالهراوات" وعندما كان يسوع قابعا ببستان جيثسمين تؤكد المصادر الطبية أيضا أن العناء الذي كابده يؤيد أيضا التفسير السابق.


البروتستانت لهم رأي آخر :

ليس كتاب الإنجيل متفقين فيما يتعلق بوقت وضع يسوع علي الصليب. لكن يوحنا يخبرنا أن عيسي عليه السلام كان موجودا في حضرة بيلاطس في مقر حكمه عند الساعة 12 ظهرا "وعند الساعة السادسة (بالتوقيت العبري) قال "خذوا ملككم". كما جاء بإنجيل يوحنا (19 : 14). وبعد جدل وشد وجذب، تم تسليمه ليصلب. تخيل التحرك المضطرب والصليب الثقيل الذي فرض علي يسوع أن يحمله بنفسه. والصعود الطويل إلي جبل جلجوثة (مكان الصلب) لا يمكن أن يتم في دقائق قليلة. وتجهيز القوائم الخشبية والربط والرفع يلزم أن يستغرق هذا وذاك كله بعض الوقت. ربما يعرضه البث التلفزيوني في 30 ثانية، ولكن في الواقع الفعلي لا ينجز كل ذلك بسرعة. ولم يوفق إنجيل يوحنا في تحديد وقت رؤية يسوع للملاك (الذي جاء ليشجعه ويشد أزره)، ولكن الشراح يتفقون أن ذلك إنما تم في "الساعة التاسعة" أي 3 بعد الظهر.
ويقول دين فارار بالصفحة 421 من كتابه "حياة المسيح" "كان يسوع علي الصليب لمدة ثلاث ساعات ثم أنزل عنه".


بونتياس بيلاطس يتعجب :

تحكي لنا كتب الإنجيل في مختلف الصيغ، انه بين الساعة السادسة والساعة التاسعة (12 ظهرا حتى 3 بعد الظهر) كان هنالك رعد وكسوف شمس وزلزال ! – هكذا دون قصد ؟ كلا. كان ذلك لتفريق الغوغاء بعد استمتاعهم بيوم عطلة رومانية. وكان ذلك لإطلاق يدي الرحمة المتمثلة في أتباعه المخلصين المسرين لاتجاهاتهم كي يهبوا لنجدته.
وذهب يوسف الذي كان من أريماتا في معية أحد جنود الرومان (قائد مئة) كان متعاطفا مع يسوع، وكان قد قال : "حقا كان هذا الإنسان ابن الله" كما ورد بإنجيل مرقس (15 : 39) ذهبا إلي بيلاطس وطلب يوسف جسد يسوع. "فتعجب بيلاطس أنه مات كذا سريعا فدعا قائد المئة وسأله هل له زمان قد مات" (مرقس 15 : 44). ماذا كان سبب تعجب بيلاطس ؟ كان يعرف بحكم تجربته وخبرته أن أي رجل لا يمكن أن يموت علي الصلب في غضون ثلاث ساعات ما لم تكن "الكوريفراحيوم" معدة لذلك وهو ما لم يحدث في حالة يسوع، وهو ما حدث بالنسبة لرفيقيه في الصلب اللذين بقيا أحياء.


سبب العجب :

من المعقول أن يواجه رجل جماعة إطلاق النار (عند تنفيذ حكم الإعدام رميا بالرصاص) وأن تصيب الطلقات جسمه فيموت، ولا يكون ثمة داع للعجب. ولو أخذ شخص إلي المقصلة وشنق ومات لا يكون ثمة داع للعجب.
ولكن عندما يبقون علي قيد الحياة حيث نتوقع بإدراكنا العام أن يموتوا، فلا مناص من بالغ العجب. وعلي العكس من ذلك نجد بيلاطس يتوقع أن يكون عيسي حيا علي الصليب (لم يمت بعد) كما ينبئونه فإن تعجبه أيضا طبيعي. ولم يكن لديه سبب يجعله يتحقق من أن يسوع ميت أم حي. ولماذا يهتم لو كان يسوع حيا؟ ألم يجده بريئا من التهم الموجهة إليه من اليهود؟ ألم تحذره زوجته من إلحاق أي أذي بهذا الرجل العادل؟ ألم يضطر إلي الاستسلام لضغط اليهود عليه؟ فلو كان يسوع حيا فما أجدره بحظ حسن ! ويصرح بيلاطس ليوسف أن يأخذ الجسمان.


وهكذا كان لها أتباع مستترون :

إن أتباع يسوع، أولئك الذين أطلق عليهم قوله "إنهم أمي وإخوتي" ليصور منزلتهم في قلبه – اختفوا عن ناظريه، عندما كان في مسيس الحاجة إليهم. وكان ثمة أتباع آخرون – مثل يوسف الأريماتى ومثل نيكوديموس – لم يرد لهم من قبل ذكر حتى حان وقت شدة يسوع وحاجته إلي النجدة والمساعدة. كانا وحدهما هما اللذين تداولا جثمان يسوع بالإضافة إلي مريم المجدلية وأخريات متفرجات. ونزولا علي مقتضيات الطقوس الدينية لدي اليهود، فإن عملية غسل الميت والمسح عليه وتكفينه يلزم أن تكون قد استغرقت أكثر من ساعتين. ولو كانت هنالك أية آثار للحياة في أي عضو من أعضاء الجسد الملفوف فلم يكن أحد من المحيطين به من الحماقة بحيث يصيح في الجموع المتطفلة إنه حي. إنه حي. لقد كانوا يعرفون أن اليهود سيعاودون التأكد من أن روحه قد انتزعت من جسده.

  • الجمعة PM 06:08
    2015-08-07
  • 2825
Powered by: GateGold