المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 415837
يتصفح الموقع حاليا : 149

البحث

البحث

عرض المادة

أساليب الله غير أساليبنا

هل أجاب الله دعاء عيسي عليه السلام؟ كان قد تضرع إلي الأب المحب في السماء طلبا للنجدة مع البكاء بالدموع. "وإذ كان في جهاد كان يصلي بأشد لجاجة وصار عرقه كقطرات دم نازلة علي الأرض" . (لوقا 22 : 44).
ماذا يمكن أن نتوقعه بالنسبة لهذه الصلاة النابعة من القلب والتوسل؟ يذكرنا أحد إخوته الأربعة أن "الصلاة بصدق وحماس لرجل صالح تحيي الكثير" (جيمس 5 : 16).
مثل هذه الصلوات النابعة من القلب، ومثل هذه الصيحات المخضبة بالدماء، ومثل هذه اللوعة، ومثل ذلك الأسى، تكاد تنادي الله فوق عرشه أن تحل عنايته.


ويستجيب الله لدعاء يسوع :

يؤكد القديس بولس، أن الدعاء لم يقع علي آذان صماء : "الذي في أيام جسده إذ قدم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر أن يخلصه من الموت وسمع له (1) من أجل تقواه". (العبرانيين 5 : 7).
ماذا يعني قوله : "وسمع له" ! يعني أن الله قد قبل دعاءه. إن الله جلت قدرته هو السميع دوما. لقد سمع (أي أنه استجاب) لدعوات يسوع كما سمع (واستجاب) لدعوات أبيه إبراهيم عليه السلام.
. . كان سيدنا إبراهيم عليه السلام – وقد تقدمت به السن – قد دعا أن يرزقه الهت بغلام، فوهب الله له سيدنا إسماعيل عليه السلام، فولد له. أصبحت كلمات سيدنا إبراهيم لحما ودمـا (أي تحقق لـه الدعـاء) وتعني كلمـة "إسماعيل" حرفيا في اللغـة العبريـة أن الله قد سمـع.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)    أي تناقض أوضح من هذا؟ يدعو يسوع ربه أن ينقذه، وتؤكد نصوص الإنجيل أن الله استجاب لدعائه ثم يصرون علي أنه قد مات علي الصليب، وهو مناقض لاستجابة الله دعاء يسوع أن ينقذه. (المترجم).



وزكريا أيضا – عليه السلام – دعا الله في سن متقدمة أن يهبه غلاما ، وسمع الله دعاءه (استجاب له) وولد له يوحنا المعمدان (سيدنا يحيي عليه السلام). والآن ها هو ذا يسوع يجأر بالدعاء طلبا للنجاة "وقد سمع الله" (أي استجاب لدعائه) وجاء بإنجيل لوقا ما يلي : "وظهر له ملاك من السماء يقويه" (لوقا 22 : 43).
نعم يقويه إيمانا وأملا في أنه سينقذه. وهذا بالفعل هو ما يسأل عيسي الله أن يتمه له. متي وكيف يستقر وحده بين يدي الله. إن أساليب وكيفيات قدرة الله غير أساليبنا نحن البشر. ولنحص بركات الله (خلال محنة عيسي عليه السلام) لنجده :

(أ‌)التوكيد المطمئن من السماء.
(ب) يجده بيلاطس غير مذنب.
(ج) رؤيا زوجة بيلاطس وفيها تنبأ بأن عيسي يجب ألا يمسه أذي.
(د) لم تقطع ساقاه.
(ه) اليهود يتعجلون إنزاله عن الصليب.


ماذا أبقي للعظام :

الملحوظة الرابعة فيما ورد أعلاه التي تشير إلي أنهم "لم يقطعوا ساقيه" إنما كان تحقيقا لنبوءة، وردت بالمزمور الرابع والثلاثين تقول : "يحفظ جميع عظامه. واحد منها لا ينكس" (المزامير 34 : 20).
ولو حفظت عظام الضحية من الأذى، فإنها تكون نافعة له فحسب لو ظل حيا ! وبالنسبة لشخص مات فعلا، فإن سلامة عظامه لا تفيده بشيء. وسواء كانت قد قطعت أو هشمت، فهي لن تفيد الجسم الذي مات صاحبه. لن تفيد روحه. ولكن بالنسبة لأشخاص أحياء علي الصليب فإن تقطيع الرجلين يعني كل الفرق بين الموت والحياة. ولم يكن الرومان الوثنيون معنيين بكفالة تحقيق أي نبوءة. فهم كما يقول القديس يوحنا :
"وأما يسوع فلما جاءوا إليه لم يكسروا ساقيه لأنهم رأوه قد مات" (يوحنا 19 : 33).
"رأوا" كلمة بسيطة جدا. ولكن لنا أن نسأل : ماذا رأوا؟ هل لنا أن نتخيل أن ما حدث كان تحقيقا لقول المسيح : "ومبصرون تبصرون ولا تنظرون" (متي 13 : 14) وعندما يقول يوحنا الجنود "رأوه" فإنه يقصد أنهم "قدروه" لأنه لم يكن لديهم جهاز "استيذوسكوب" حديث للتحقق من الوفاة ولا كان أحدهم قد لمس جسده أو قاس ضغط دمه أو نبضه لكي يخلص إلي نتيجة أنه كان "قد مات فعلا". إنني أري في كلمة "رأوه" علامة أخري من علامات مشيئة الله في إنقاذه.

(ثم يورد المؤلف صورة فوتوغرافية لما تم نشره بجريدة "ويك إند وورلد"، وقد علق علي الرسم بقوله هذا الرجل لا يصلب، لكنه يمثل دور المصلوب. وتحت الصورة يوجد تعليق يقول إن السيد بيتر فان دير برج ينزل إلي الأرض (معني ذلك أنه لم يفارق الحياة) بعد أن علق علي صليب لمدة عشرين دقيقة. والسيد فان دير برج يعمل في حانة للخمر (بارمان) في مدينة نيوكاسل بنيتال سمح بأن يسمر إلي الصليب في الأسبوع الماضي، ليبرهن علي أن الإنسان يمكن أن يسيطر علي جسمه.

                                                    ***

  • الجمعة PM 05:58
    2015-08-07
  • 2461
Powered by: GateGold