المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 415852
يتصفح الموقع حاليا : 144

البحث

البحث

عرض المادة

طرائق الصلب

أدوات الصلب :

كان الصلب طريقة مألوفة للتخلص من المجرمين السياسيين، والقتلة والمتمردين. ومنذ زمن طويل قبل مولد المسيح عليه السلام، كان الفينيقيون قد جربوا طرقا مختلفة للتخلص من الشخصيات المعارضة في المجتمع. كانوا قد جربوا الشنق واستخدام الخازوق والرجم والإغراق . . الخ. لكن كل هذه الطرق كانت سريعة في تأثيرها، وكان المتهون يتخلصون (من آلامهم) وفق  ما يشتهون. ولذا ابتدعوا الصلب نظاما يفضي إلي موت بطيء طويل المدى.


طريقتان للصلب :

اقتبس الرومان (عن الفينيقيين) نظام الصلب وأضافوا إليه. طوروا نظاما للصلب يحقق الموت السريع، ونظاما آخر يحقق الموت البطيء للتخلص من المحكومين.
ولقد احتار فنانو عصر النهضة الكبار (مثل مايكل آنجلو) ، لدي محاولتهم إنشاء لوحاتهم الفنية عن هذا المشهد الرهيب. وهم قد رسموا اللصين اللذين صلبا مع يسوع كزميلي صلب معه، أحدهم عن يمينه والآخر عن يساره، كما لو كان قد نفذ فيهما حكم الصلب بالطريقة السريعة، بينما رسموا يسوع نفسه كما لو كانت قد نفذت فيه طريقة الصلب البطيئة.
ولم يكن الرومان يخلطون أبدا بين طريقتي الصلب، ولم يكن يختلط عليهم الأمر كما اختلط علي الرسامين المسيحيين فيما بين الصلب السريع والبطيء. إن أساتذة الفن القدامى رسموا هجينا من طريقتي الصلب وخليطا منهما في لوحاتهم عن جسد يسوع علي الصليب. وعلي سبيل المثال (اختلفوا فيما يتعلق بوضع مسند أو عدم وضعه، كمسند للرأس والجسم.
واختلفوا أيضا فيما يتعلق بوسيلة تثبيت جسد يسوع علي الصليب، بين المسامير أو الأربطة الجلدية، كما اختلفوا بشأن وسيلة تثبيت الساقين، بين استخدام دعامة خشبية، أو الرزة، أو المسمار الكبير.


الإنجيل والبعد عن الحقيقة :

علي العكس من العقيدة السائدة، لم يسمر يسوع إلي الصليب مثل رفيقيه، بل ربط إليه، وفي ضوء المعلومات المتاحة يجب أن نعتبر أن سلسلة "ارتياب توماس" اختلاقا أثيما في الإنجيل، كتأثيمنا لامرأة متلبسة بالزنا. أنظر الصفحة رقم 32 من إحدى طبعات الإنجيل الحديثة، لتلاحظ الفصل الثامن الخاص بيوحنا يبدأ بالجملة رقم 12. هل يمكن أن تتصور أي فصل من فصول أي كتاب مقدس يبدأ بالجملة رقم 12 كأول جملة؟ والجمل من 1 – إلي 11 قد حذفت علي اعتبار أنها مدخولة ملفقة، بنظر ورأي 32 من أكبر أساتذة المسيحية، وأعظمهم اعتبارا يؤازرهم 50 تنظيما تابعا، وذلك بالنسبة لأحدث طبعات الإنجيل الذي يرمز له بالحروف : R.S.N. .


وكان تسرعهم نعمة مقنعة :

كان اليهود يتعجلون أقصي استعجال للتخلص من يسوع. ولنتذكر عقد المحكمة بعد منتصف الليل. وفي الصباح الباكر يجرونه إلي بيلاطس. ومن بيلاطس إلي هيرود. ومن هيرود إلي بيلاطس مرة ثانية. ووفقا لما ذكره المبشر الأمريكي المغامر، كانت هنالك ست محاكمات خلال اثنتي عشرة ساعة. وفي غضون هذا الوقت المشحون في مدينة أورشليم أيام عيد الفصح لدي اليهود، نعرف من رواة الإنجيل أن وجوه القوم كان تتحرق شوقا إلي ملاقاة يسوع، بالضبط كما يحدث خلال فيلم مثير تعلو خلاله صيحات هيا . . أسرع . . أسرع.
(ويورد المؤلف في صدر الصفحة الثانية والثلاثين من كتابه صورة فوتوجرافية كمستند لصحة ما أورده بشان الحذف الذي أشاروا إليه في الطبعة الحديثة من الإنجيل – المترجم). ويستطرد المؤلف بعدها سياق حديثة كما يلي :
ووفقا لما أورده كتاب الإنجيل المختصون، فغن اليهود والرومان قد نجحوا في وضع يسوع علي الصليب الساعة 6 وهي تعني 12 ظهرا. وعند الساعة 9 وهي تقابل الساعة 3 كان قد أسلم الروح؟ فيا لغرابة أولئك اليهود كما أنهم كانوا متسرعين في تعليق يسوع علي الصليب، ها هم أولاء متسرعون في إنزاله عن الصليب. هل يمكن لك أن تتصور السبب؟ إنها طقوسهم الدينية المتعلقة بيوم السبت. كانوا قد حذروا في اللوح الخامس من ألواح موسي كما جاء بسفر التثنية تحذيرا هذا نصه : "وإذا كان علي إنسان خطية حقها الموت فقتل وعلقته علي خشبة فلا تبت جثته بل تدفنه في ذلك اليوم. لأن المعلق ملعون من الله فلا تنجس أرضك التي يعطيك الرب إلهك نصيبا" (التثنية 21 : 23).
ولمسايرة الطقوس اليهودية (أو لأي سبب آخر) وللتعجيل بالموت علي الصليب، فإن الجلاد يستخدم آلة تسمي "كروي فراجيوم" وهي تشبه هراوة فظيعة تقطع بها الرجلان فيموت المحكوم عليه بالإعدام (من جراء النزف) في غضون ساعة. كانت تلك هي الطريقة السريعة من طريقتي الموت صلبا.
(وعلي الصفحة الثالثة والثلاثين يثبت المؤلف لوحة مرسومة للفنان تشارلز بيكارد. عليها تعليق جهة اليسار يلفت النظر إلي أن سيور الجلد هي التي استخدمت وليست المسامير. وجهة اليمين حذفت الدعامة التي تحفظ توازن الجسم من الخلف).
( المترجم )

  • الجمعة PM 05:53
    2015-08-07
  • 2617
Powered by: GateGold