المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 415830
يتصفح الموقع حاليا : 271

البحث

البحث

عرض المادة

هاتوا شهداءكم


ترويج البضاعة
في محاولة البرهنة علي معتقداتهم الراسخة، يبتكرون افتراضات مثيرة. والكتاب المعنون بعنوان "صلب المسيح – خدعة أم حقيقة تاريخية؟ " إنما هو من نماذج هذه المحاولات، ولا شك أنها محاولة مثيرة لكنها نابعة من أن المبالغة المسيحية تستخدم مفردات مسيحية.
ويحاول جارنر تد آرمسترنج،  وهو نائب مدير شركة نشر مجلة "الحقيقة الناصعة، بلين تروث" وهي مجلة مسيحية أمريكية، تفخر بكونها توزع 6 ملايين نسخة مجانية شهريا، يحاول جارنر تد آرمسترنج أن يحل هذا اللغز بأن يتساءل تحت عنوان "هل كانت قيامة المسيح خدعة ؟" (1). وهذه هي الطريقة الأمريكية لبيع معتقدات الدين. وهو يوضح أن افتراضه كما يلي : إن قيامة عيسي المسيح، إما أن تكون حقيقة تاريخية خالصة، وإما أن تكون تزييفا آثما موجها إلي أتباع المسيحية !!.
ويقول الشاب الأمريكي الغض الإهاب "بيلي جراهام" إن جوزيف ماكدويل يذهب في كتابه "موضوع قيامة المسيح بعد وفاته" يقول : "كنت مضطرا – بعد قراءة الكتاب المذكور – أن أصل إلي نتيجة، أن قيامة المسيح عيسي إما أن تكون أكبر خدعة، وأكثر الخدع ضررا وشرا يدمر الذهن البشري وإما أن تكون أروع وأجمل حقائق التاريخ" وحيث انه لا يمكن لي مقاومة طريقة الأمريكيين في المبالغة والتهويل، فإنني لا أجد غضاضة في أن أستعير كلماتهم فأجعل عنوان كتابي : "صلب المسيح هل هو خرافة أم حقيقة تاريخية ؟ أو "صلب المسيح بين الحقيقة والخيال".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)    استبعاد كون قيامة المسيح خدعة يجعل منها بنظرهم حقيقة (المترجم).


اعتراض مسيحي :
إن المسيحي يعارض الاعتقاد الإسلامي بأن عيسي المسيح "ما قتلوه وما صلبوه" بقوله : "كيف يتسنى لرجل مثل محمد عليه السلام علي مبعدة آلاف الأميال من مسرح الحدث، وبعد 600 عام لوقوع الحدث أن ينفض ليروي عنه؟ " فيقول المسلم : "إن الكلمات التي قالها محمد صلي الله عليه وسلم، ليست كلماته كشخص من البشر، ولكنها كلمات أوحاها إليه العليم البصير" فيدفع المسيحي بأنه ليس مهيأ الذهن ليتقبل الوحي المحمدي خصوصا في أمر تحسمه في نظره شهادة "شهود العيان" ؟ (1) الذين رأوا بعيونهم وسمعوا بآذانهم ؟ ما حدث في نهاية الأسبوع منذ ألفي عام.
الزعم المسيحي واضح. ومنطقهم فيه لا بأس به. ولنتفحص وجهة نظرهم. فلنستدع شهودهم. ولنمحص شهادتهم لنكشف الحقيقة أو الزيف في الموضوع من ذات مصادرهم. إنهم يعترفون أن شهود القضية الرئيسيين هم : متي ومرقس ولوقا ويوحنا. أصحاب الأناجيل المنسوبة إليهم. ولكنهم جميعا قد ماتوا وهم في قبورهم. سيقول المسيحيون : "نعم هذا صحيح، ولكننا نملك إفادتهم الخطية المكتوبة".
فلنطلب الدليل :
وعندما نواجه – نحن المسلمين – بالادعاءات المعارضة المبالغ فيها من قبل اليهود والمسيحيين فيما يتعلق بدعاوي خلاصهم، فإن الله سبحانه وتعالي يأمرنا أن نطالب بدليل إذ يقول عز من قائل.
 قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين   (سورة البقرة : 111).
ولقد جاءوا بدليلهم الوحيد في أكثر من خمسمائة لغة ! وفي إحدى عشرة لهجة للعرب وحدهم. فهل المطلوب منا أن نبتلع طعمهم كله؟ كلا ! من المعروف سلفا لدينا، أن الله سبحانه وتعالي عندما يأمرنا أن نطالب بدليل، فإن هذا يعني أنه سبحانه يطلب منا أن نمحص هذا الدليل عند تقديمه فورا. وإلا لما كان لطلب الدليل – أي دليل – معني عندما نقبل بدليل زائف !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)    علامة الاستفهام تفيد أن المؤلف ينكر أنهم كانوا موجودين كشهود عيان كما سيتضح فيما بعد (المترجم).


  • الجمعة PM 04:37
    2015-08-07
  • 2727
Powered by: GateGold