تفنيد الادعاء الكاذب بأن الإسلام يأمر أتباعه بأكل لحم الإنسان حياً أو ميتاً - مشروع الحصن ll للدفاع عن الإسلام والحوار مع الأديان والرد على الشبهات المثارة ll lightnews-vII

المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 447463
يتصفح الموقع حاليا : 235

البحث

البحث

عرض المادة

تفنيد الادعاء الكاذب بأن الإسلام يأمر أتباعه بأكل لحم الإنسان حياً أو ميتاً

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

بحث وكتابة: محمد مصطفى نصار

 الادعاء المناهض للإسلام:

 :(2:173) يستشهد أعداء الإسلام بالآيتين الكريمتين التاليتين:

الأية الكريمة من سورة البقرة:  

" إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ ۖ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ"

 

والأية الكريمة من سورة المائدة:

"حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ۚ ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ ۗ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ۚ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ ۙ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" القران الكريم (5:3)

وذلك الادعاء الكاذب حسب زعمهم الفاسد هو أن الإسلام يسمح بأكل لحوم وأجساد الموتى من البشر من غير المسلمين وخصوصاً أي شخص يحارب الإسلام والمسلمين أو المرتدين عن الإسلام أو حتى من المسلمين ممن وجب عليهم حد القتل طبقاً للشريعة الإسلامية بسبب جرم استحقوا عليه حد القتل مثل المسلم المتزوج (الزاني المحصن) الذي يرتكب جريمة الزنا أو اللواط

وفى كذبهم المتعمد على الإسلام يستشهدون ايضاً بآراء بعض الفقهاء الذين ناقشوا هذا الموضوع من ناحية نظرية بحتة لمعرفة الحكم من ناحية الحلال والحرام في الضرورة القصوى مثل اقتباسهم المعيب لهذه الفقرة التالية من كتاب الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع - محمد بن أحمد الشربيني - ج ٢ - الصفحة ٢٣٧

 (وحيث جوزنا أكل ميتة الآدمي لا يجوز طبخها ولا شيها لما في ذلك من هتك حرمته ويتخير في غيره بين أكله نيئا وغيره. وله قتل مرتد وأكله وقتل حربي ولو صغيرا أو امرأة وأكله لأنهما غير معصومين. وإنما حرم قتل الصبي الحربي والمرأة الحربية، في غير الضرورة لا لحرمتهما بل لحق الغانمين وله قتل الزاني المحصن والمحارب. وتارك الصلاة ومن له عليه قصاص وإن لم يأذن الإمام في القتل لأن قتلهم مستحق).

 

الرد الإسلامي:

مقدمة:

 

 

إن ادعاءات أعداء الإسلام الكاذبة قائمه بصفة عامة تحريف معاني أيات القران الكريم وعلى اقتطاع أجزاء من كلام النبي محمد صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم وأئمه المسلمين وإخراجها عن سياقها وموضوع مقالنا هو مثال واضح جداً على ذلك

فما قام به أعداء الإسلام هو أن قاموا بتفسير لفظه ميتة في بالآيتين الكريمتين على هواهم والافتراء والكذب بدون الرجوع للتفاسير المعتمدة للقران الكريم والواردة في قول الله عزوجل " إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ ۖ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" سورة البقرة الأية الكريمة (2:173)

 

وفى الأية الكريمة من سورة المائدة:

"حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ۚ ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ ۗ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ۚ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ ۙ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" القران الكريم (5:3)

وليس في نص الآيتين الكريمتين بأعلاه أي أمر بأكل لحوم الموتى من البشر على الإطلاق تحت أي ظرف أو تحليل ذلك بأي شكل من الأشكال وواصل أعداء الإسلام الادعاء بأن الإنسان الميت يدخل ضمن تعريف كلمة الميتة بدون تقديم أي دليل إسلامي صحيح يثبت ادعاءهم الكاذب ونحن بدورنا نوضح معنى الميتة حسب المفهوم اللغوي في اللغة العربية وايضاً الإسلامي

 

المفهوم اللغوي لمعنى كلمة ميتة الواردة في الآيتين الكريمتين حسب اللغة العربية وحسب المفهوم الإسلامي:

الفرع الأوَّل: تعريفُ المَيتة

المَيتة لُغةً: ما فارَقَتْه الرُّوحُ بِغَيرِ ذَبحٍ من الحيوانات  

انظر: ((تهذيب الأسماء واللغات)) (4/146).


المَيتة شرعًا: ما مات بغيرِ ذَكاةٍ من الحيوانات

((أحكام القرآن)) للجصَّاص (1/132)، ((المصباح المنير)) للفيومي (2/583)، ((تفسير البقرة للعثيمين)) (2/250).

 

 

الفرع الثَّاني: أقسامُ المَيتة من الحيوانات


- تنقَسِمُ الميتةُ من الحيوانات باعتبارِ طَهارَتِها أو نجاسَتِها إلى:
1- ميتةٌ طاهرةٌ.
2- ميتة نجِسةٌ.


- وتنقَسِمُ باعتبارِ كيفيَّةِ مَوتِها إلى قِسمينِ:
القسم الأوَّل: ما يموتُ حتْفَ أنفِه مِن غَيرِ سببٍ لآدميٍّ فيه.
القسم الثَّاني: ما يموتُ بِسَبَبِ فِعل الآدميِّ، إذا لم يكُنْ فِعلُه فيه على وجهِ الذَّكاةِ المُبيحةِ له.

 

ومِن صُوَرِ هذين القِسمينِ ما ورد في قَولِ الله تعالى:

" حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ" سورة المائدة (5:3)

انظر: ((تفسير ابن كثير)) (3/14).

 

المُنخَنقةُ من الحيوانات: وهي التي تَموتُ خَنقًا.
الموقوذةُ من الحيوانات: وهي التي تُضرَبُ حتى تموتَ.
المتردِّيةُ من الحيوانات: هي التي تقَعُ من جبلٍ، أو تتردَّى في بئرٍ، أو تسقُطُ مِن شاهقٍ، فتموت.
النَّطيحةُ من الحيوانات: هي المنطوحةُ التي ماتت بسببِ نطْحِ غَيرِها لها)

((تفسير ابن كثير)) (3/18، 22).

https://dorar.net/feqhia/178/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D9%84%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84-%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%AA%D8%A9-%D9%88%D8%A3%D9%82%D8%B3%D8%A7%D9%85%D9%87%D8%A7

 

وقد حرم القران الكريم والسنة النبوية المطهرة أكل ميتة الحيوانات بصفة عامة إلا في حالة تحقق المسلم من الهلاك المحقق وليس الظني وأنه سيموت لو لم يأكل من ميتة الحيوانات وذلك مجاعة شديدة أو فيضان أو حرب وتلك حالة اضطرار قصوى فسمح الله عزوجل له أن يأكل من ميتة الحيوانات أو الخنزير بالحد الأدنى الذى يسمح له بالبقاء على قيد الحياة  وإذا كان الله عزوجل حرم على المسلمين أكل ميتة الحيوانات أو الخنزير إلا بالحد الأدنى الذى يسمح للمسلم بالبقاء على قيد الحياة فذلك يعنى أن الأصل في أكل ميتة الحيوانات أو الخنزير في غير اضطرار قهري هو الحرمة في الأصل والسماح بالآكل بالحد الأدنى في حالة الضرورة القصوى للبقاء على قيد الحياة هو الاستثناء

 

وإذا كان الأصل هو حرمة أكل ميتة الحيوانات أو الخنزير في غير اضطرار قهري فكيف يأمر الإسلام بقتل الإنسان بغض النظر عند دينه حتى يأكل منه المسلمون حتى ولو في حالة الاضطرار للبقاء على قيد الحياة خصوصاً في حالة غياب أي نص قرأني صريح أو حديث نبوي صحيح يأمر بقتل أي إنسان بغيه أكلهم سواء في حالة الاضطرار أم غير اضطرار والواقع هو أن العكس هو الصحيح حيث أن الإسلام نهى عن التمثيل بجثث البشر حتى ولو كانوا أشد أعداء الإسلام كما سيأتي لاحقاً في هذا المقال وكذلك الحال بالنسبة لشرب الخمر فيها محرمة إلا في حالة الاضطرار القهري للشرب بالحد الأدنى الذي يسمح بالبقاء على قيد الحياة

 

وكما ذكرنا أنفاً فإن الأصل في أكل ميتة الحيوانات والخنزير هو التحريم إلا في حالة التحقق من الهلاك المحقق وعدم النجاة من الموت جوعاً إلا بالأكل من الميتة من الحيوانات والخنزير بالحد الأدنى الذي يحفظ الحياة وقد استثنى النبي محمد صلى الله عليه وسلم من ذلك نوعان فقط من الميتة ونوعان من الدم حيث أحلهما لنا الله عزوجل حيث قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُحِلَّتْ لَنَا مَيْتَتَانِ وَدَمَانِ: الْمَيْتَتَانِ: الْحُوتُ وَالْجَرَادُ وَالدَّمَانِ: الْكَبِدُ وَالطِّحَالُ ". رَوَاهُ أحمدُ وابنُ مَاجَه وَالدَّارَقُطْنِيّ مشكاة المصابيح (4132)

https://sunnah.com/mishkat:4132

 

متى يباح أكل الميتة من الحيوانات أو أكل لحم الخنزير للمضطر المتحقق من الموت المحقق إلا إذا أكل بالحد الأدنى الذي يبقيه على قيد الحياة؟

 

قال ابن قدامة في المغني: ومن اضطر إلى الميتة فلا يأكل منها إلا ما يأمن معه الموت. أجمع العلماء على تحريم الميتة حال الاختيار وعلى إباحة الأكل منها في الاضطرار، وكذلك سائر المحرمات.

 

: فرع في مذاهب العلماء في مسائل في أحكام المضطر في الأكل من ميتة الحيوانات.

وقال النووي 
إحداها: أجمعوا أنه يجوز له الأكل من الميتة (ميتة الحيوانات) والدم ولحم الخنزير ونحوها للآية الكريمة، واختلف العلماء هل يجب عليه الأكل أم لا يجب. 
وقال المرداوي في الإنصاف: ويجب عليه أكل ذلك على الصحيح من المذهب، نص عليه وذكره الشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله وفاقاً، واختاره ابن حامد، وجزم به في المحرر وغيره، وقدمه في الفروع والرعايتين والحاويين والقواعد الأصولية، وغيرهم. قال الزركشي: هذا المشهور من الوجهين، وقيل: يستحب الأكل ويحتمله كلام المصنف هنا.


قال في الرعاية هو نص خليل من المالكية قال: (باب) المباح طعام طاهر... وللضرورة ما يسد غير آدمي وخمر إلا لغصة.
إلا أن عليشاً في شرحه لهذا الكلام قال: والمباح أي المأذون فيه فلا ينافي أنه واجب للضرورة أي خوف هلاك النفس علماً أو ظناً (ما) أي كل شيء يسد أي يحفظ الحياة... وظاهر كلامه يفيد الوجوب.
ولذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والمضطر يجب عليه أكل الميتة من الحيوانات في ظاهر مذهب الأئمة الأربعة وغيرهم.. والوجوب ومعتمد مذهب الأئمة الشافعية رحمهم الله.

والخلاصة: أن وجوب الأكل من الميتة من الحيوانات للمضطر الذي لا يجد غيرها حتى يبقى على قيد الحياة ويحفظ نفسه من الهلاك المحقق والموت هو المعتمد عند الأئمة، كما قال شيخ الإسلام آنفاً.

https://www.islamweb.net/ar/fatwa/27547/%D9%85%D9%88%D9%82%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D8%B9-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D9%83%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%AA%D8%A9-%D8%B9%D9%86%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B6%D8%B1%D9%88%D8%B1%D8%A9

 

تفسير الأية الكريمة من سورة البقرة رقم 173 من التفاسير المعتمدة:

 

https://quran.ksu.edu.sa/tafseer/katheer/sura2-aya173.html

 

تفسير الأية الكريمة من سورة المائدة رقم 3 من التفاسير المعتمدة:

https://quran.ksu.edu.sa/tafseer/saadi/sura5-aya3.html

 

وكما رأينا فإن الإنسان الميت لا يدخل مطلقاً في تعريف لفظة ميتة في الشريعة الإسلامية ونضيف بالقول بأنه لا يوجد أي نص من القران الكريم أو من الأحاديث والسنة النبوية الشريفة المطهرة تأمر المسلمين أو غير المسلمين بذبح أي إنسان برئ مطلقاً حتى أن الإسلام نهى عن التمثيل بجثث الأعداء بل العكس من ذلك هو الصحيح حيث نهى الإسلام عن حتى التمثيل بجثث أشد أعداء الإسلام ودفنهم (رجاء قراءة التفاصيل عن ذلك في منتصف هذا المقال)

ولقد بين الله عزوجل في سورة المائدة (5:32)                                                                                                               " مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ"

وفي الآية تعظيم للنفس البشرية وقتلها فكيف بالتمثيل بها بعد القتل وتشويهها بأي شكل؟

وايضاً قول الله عزوجل من سورة الإسراء (17:70) " وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا"

وتفيد الآية الكريمة؛ أنَّ الله -تعالى- فضّل البشر على غيرهم من المخلوقات بالعلم والعقل. ومن هذا التفضيل أيضاً في طهارتهم بعد الموت، فالخالق كرم بني آدم ولا يصح لعبد أن يهدر كرامته بعد موته من خلال الاستمتاع بالتنكيل والتمثيل في أجسادهم بغرض الانتقام أو التسلية فجراً وقبحاً.

وكذلك فقد نهى الله عزوجل عن الغيبة والنميمة وشبه من يغتاب وينم أخيه بأنه كمن يفعل شيئاً كريهاً ومحرماً تحريماُ شديداً في الإسلام ألا وهو أكل لحم أخية ميتاً وذلك كما قال الله عزوجل في سورة الحجرات "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ" القران الكريم (49:12)


وعن عبد الله بن يزيد الخطمي قال: (نَهَى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنِ النُّهْبَى والمُثْلَةِ)، وفي الحديث تأكيد على تعظيم الإسلام لحرمة الإنسان ومنع إهدار كرامته برغم أنه غير مسلم وكان يحارب الإسلام والمسلمين، وقد كان والنهي عن التعرّض له والعبث بجثته بتقطيع أعضاؤه وأطرافه مثل الأنف والأذنين أو فقء العينين وغير ذلك. 

https://sunnah.com/bukhari:2474

 

وقد نهى النبى محمد صلى الله عليه وسلم عن كسر عظام الموتى لما في ذلك من حرمة انتهاك الموتى وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا; أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ ‏- صلى الله عليه وسلم ‏-قَالَ: {كَسْرُ عَظْمِ الْمَيِّتِ كَكَسْرِهِ حَيًّا} رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ بِإِسْنَادٍ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم 

1 ‏- صحيح.‏ رواه أبو داود (3207)

https://sunnah.com/bulugh:575

 

 

النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يأمر أصحابه رضوان الله عليهم بالتمثيل بجثث أشد أعدائه وأشد أعدائهم أو أكلهم بل أمر بدفنهم:

ومن الأدلة الأخرى من السيرة النبوية الصحيحة أن من أشد الناس عداوة للإسلام والمسلمين وللنبي محمد صلى الله عليه وسلم هم بعض من عشيرة وأقرباء النبي محمد صلى الله عليه وسلم نفسه من كبار صناديد كفار مشركي العرب من قبيلته قبيلة قريش وبرغم أنهم رفضوا الإسلام ومع ظلمهم للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وتعذيبهم وقتلهم لبعض أصحابه رضوان الله عليهم وإخراجهم من مكة المكرمة مسقط راسهم ووطنهم إلى المدينة المنورة ومصادرة ممتلكاتهم وأموالهم

 إلا أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم والمسلمين عندما انتصروا على كبار صناديد كفار ومشركي العرب من قبيلته قبيلة قريش في معركة بدر الشهيرة بعد أن قرر كبار صناديد كفار مشركي العرب من قبيلته قبيلة قريش أن يهاجموا المسامين ليقتلوهم إلا أن الله عزوجل نصر المسلمين في معركة بدر وقتل العديد كبار صناديد كفار ومشركي العرب من قبيلته قبيلة قريش وبرغم كل ذلك فإن النبي محمد أمر بدفنهم ولم يأكل جثثهم أحد من المسلمين برغم كلم ما فعلوه في المسلمين وذلك كما ورد في الأحاديث النبوية الثابتة

 فعَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: ذَكَرَ لَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ:

"أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ يَوْمَ بَدْرٍ بِأَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ رَجُلًا مِنْ صَنَادِيدِ قُرَيْشٍ، فَقُذِفُوا فِي طَوِيٍّ مِنْ أَطْوَاءِ بَدْرٍ خَبِيثٍ مُخْبِثٍ، وَكَانَ إِذَا ظَهَرَ عَلَى قَوْمٍ أَقَامَ بِالعَرْصَةِ ثَلاَثَ لَيَالٍ، فَلَمَّا كَانَ بِبَدْرٍ اليَوْمَ الثَّالِثَ أَمَرَ بِرَاحِلَتِهِ فَشُدَّ عَلَيْهَا رَحْلُهَا، ثُمَّ مَشَى وَاتَّبَعَهُ أَصْحَابُهُ، وَقَالُوا: مَا نُرَى يَنْطَلِقُ إِلَّا لِبَعْضِ حَاجَتِهِ، حَتَّى قَامَ عَلَى شَفَةِ الرَّكِيِّ، فَجَعَلَ يُنَادِيهِمْ بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ: (يَا فُلاَنُ بْنَ فُلاَنٍ، وَيَا فُلاَنُ بْنَ فُلاَنٍ، أَيَسُرُّكُمْ أَنَّكُمْ أَطَعْتُمُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ؟ فَإِنَّا قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا، فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا؟) رواه البخاري (3976)، ومسلم (2875)  

https://sunnah.com/bukhari:3976

https://sunnah.com/muslim:2875

 

فمن محاسن الإسلام أنه أرشد إلى دفن الكافر رغم عداوته حتى ولو كان محارباً للإسلام وللمسلمين إذا لم يوجد من أهل ملته من يقوم بدفنه.

ومن الأحاديث المرشدة إلى هذا؛ حديث عَلِيٍّ رضي الله عنه، قال: “قلت لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ عَمَّكَ الشَّيْخَ الضَّالَّ مَاتَ فَمَنْ يُوَارِيهِ؟ قَالَ: (اذْهَبْ فَوَارِ أَبَاكَ) رواه النسائي (2006).

https://sunnah.com/nasai:2006

 

 

جاء في "الموسوعة الفقهية الكويتية" (21 / 13):

"لا خلاف بين الفقهاء في أنه لا يجوز للمسلم أن يدفن كافرا ولو قريبا إلا لضرورة، بأن لا يجد من يواريه غيره، فيواريه وجوبا؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لما أخبر بموت أبي طالب قال لعلي رضي الله عنه: (اذهب فواره) ، وكذلك قتلى بدر ألقوا في القليب، أو لأنه يتضرر بتركه ويتغير ببقائه." انتهى.

فهذا الخبر نفسه حجة عند أهل العلم على دفن الكفار إذا لم يوجد من أهل ملتهم من يدفنهم، بل استنبط بعض فقهاء الإسلام من سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته؛ أن عدم دفنهم نوع من المثلة المنهي عنها.

 

وكما أوضحنا بأعلاه فإن النبي محمد صلى الله وعليه وسلم وصحابته الكرام قد دفنوا أشد أعدائهم ولم يمثلوا بجثثهم فضلاً أن يقطعوا أوصالهم أو يأمروا بالآكل منها

 

فمن وصايا النبي صلى الله عليه وسلم لأمراء السرايا والجيوش الإسلامية:

فعن بريدة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمّر أميرًا على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله عز وجل وبمن معه من المسلمين خيرًا ثم قال: (اغزوا باسم الله في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغُلّوا ولا تغدروا) صحيح مسلم (1731) https://sunnah.com/muslim:1731a.

 

 

وهذا الحديث أيضاً: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ حَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ الْفِرْزِ، حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ انْطَلِقُوا بِاسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ وَلاَ تَقْتُلُوا شَيْخًا فَانِيًا وَلاَ طِفْلاً وَلاَ صَغِيرًا وَلاَ امْرَأَةً وَلاَ تَغُلُّوا وَضُمُّوا غَنَائِمَكُمْ وَأَصْلِحُوا وَأَحْسِنُوا ‏{‏ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ‏}‏ ‏" سنن أبى داود (2614)

https://sunnah.com/abudawud:2614




وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الغادر يُنصب له لواءٌ يوم القيامة فيُقال: هذه غَدْرة فلان بن فلان) صحيح مسلم (1735).

https://sunnah.com/muslim:1735a



وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (لكل غادر لواء يوم القيامة، يقال‏:‏ هذه غدرة فلان) متفق عليه رياض الصالحين (1585).
https://sunnah.com/riyadussalihin:1585



وقال النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا: (لا تقتلوا ذرية ولا عسيفًا ولا تقتلوا أصحاب الصوامع) سنن إبن ماجه (2842.

https://sunnah.com/ibnmajah:2842




وقد رأى الرسول صلى الله عليه وسلم في إحدى الغزوات (غزوة حنين) امرأة مقتولة فغضب وقال: (ما كانت هذه تُقاتِل) رواه أحمد (5959).
https://hadithunlocked.com/ahmad:5959



ولا شك في أن النهي عن قتل الضعفاء، أو الذين لم يشاركوا في القتال، كالرهبان، والنساء، والشيوخ، والأطفال، أو الذين أجبروا على القتال، كالفلاحين، والأجراء (العمال) شيء تفرد به الإسلام في تاريخ الحروب في العالم، فما عهد قبل الإسلام ولا بعده حتى اليوم مثل هذا التشريع الفريد المليء بالرحمة والإنسانية، فلقد كان من المعهود والمسلّم به عند جميع الشعوب أن الحروب تبيح للأمة المحاربة قتل جميع فئات الشعب من أعدائها المحاربين بلا استثناء

 

ونأتي لاقتباس أعداء الإسلام المعيب وللاستشهاد الخاطئ لأعداء الإسلام بهذه الفقرة التالية كدليل ضد الإسلام يحاولون أن يثبتوا به أن الإسلام يأمر بأكل لحوم الموتى من البشر من كتاب الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع - محمد بن أحمد الشربيني - ج ٢ - الصفحة ٢٣٧

 (وحيث جوزنا أكل ميتة الآدمي لا يجوز طبخها ولا شيها لما في ذلك من هتك حرمته ويتخير في غيره بين أكله نيئا وغيره. وله قتل مرتد وأكله وقتل حربي ولو صغيرا أو امرأة وأكله لأنهما غير معصومين. وإنما حرم قتل الصبي الحربي والمرأة الحربية، في غير الضرورة لا لحرمتهما بل لحق الغانمين وله قتل الزاني المحصن والمحارب. وتارك الصلاة ومن له عليه قصاص وإن لم يأذن الإمام في القتل لأن قتلهم مستحق).

 

وللرد على هذه الإفتراءات والاقتباسات المعيبة التي يقوم بها أعداء الإسلام نقول وبالله التوفيق  أنه إذا كان الأصل هو حرمة أكل ميتة الحيوانات أو الخنزير في غير اضطرار قهري فكيف يأمر الإسلام بقتل الإنسان بغض النظر عند دينه حتى يأكل منه المسلمون حتى ولو في حالة الاضطرار للبقاء على قيد الحياة خصوصاً في حالة غياب أي نص قرأني صريح أو حديث نبوي صحيح يأمر بقتل أي إنسان بغيه أكله سواء في حالة الاضطرار أم غير ذلك والواقع هو أن العكس هو الصحيح حيث أن الإسلام نهى عن التمثيل بجثث البشر حتى ولو كانوا أشد أعداء الإسلام كما سيأتي لاحقاً في هذا المقال وكذلك الحال بالنسبة لشرب الخمر فيها محرمة إلا في حالة الاضطرار القهري للشرب بالحد الأدنى الذي يسمح بالبقاء على قيد الحياة

 

 

 

 وهناك قاعدة فقهية مشهورة تنسب إلى الإمام مالك رحمه الله، ولكنها قد جاءت عن غيره ممن قبله من أهل العلم تقول " كل يؤخذ من كلامه ما وافق الدليل الشرعي الإسلامي ويرد عليه إذا خالف الدليل الشرعي الإسلامي إلا قول رسول الله وقول الإمام مالك مبنى على قاله ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد 

فعن إبن عباس رضى الله عنهما أنه قال َيْسَ أَحَدٌ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا يُؤْخَذُ مِنْ قَوْلِهِ وَيُتْرَكُ، إِلَّا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" فليس العبرة برأي أو قول من هم غير معصومين وإنما العبرة بصحة القول وصحة الدليل بما صحّ عن الرسول صلى الله عليه وسلم (العراقي في تخريج أحاديث الأحياء)

 



  1. السياق التاريخي العالمي لإبراز أن الملاحدة والنصارى الأوروبيين هم من أكلوا جثث الموتى من البشر المسلمين وغير المسلمين

    في لحظات تاريخية عصيبةمثل الحروب العالمية الكبرى والمجاعات العظمى كالمجاعة الصينية الكبرى، أكل البشر كل ما كان يمشي على 4 أقدام، أو اثنتين، أو حتى ما ليس له أقدام. كلاب وقطط وقوارض وثعابين، وجبات اضطر البشر لتناولها في أوقات المجاعات والحروب عندما لم يجدوا بديلا، ثم تخلوا عن كثير منها عندما عادت الحياة لطبيعتها

"أكلوا لحوم البشر" لقد تم صنع تصور ذهني جمعي لدى العالم أجمع أن تلك الصفة المرذولة لا تنسحب إلا على الشعوب والقبائل الإفريقية حصريا لأنهم أمم متخلفة بحسب الزعم الغربي، أما الأوربيون فهم أهل الحضارة والتقدم والرقي فلن تصدر عنهم أمثال هذه الشنائع.

على كل حال سنستعرض لجملة من الأحداث التاريخية في أوروبا وربما تختلف الصورة بعدها.

فقد أورد الصحفيان الفرنسيان ضمن تقرير منشور في صحيفة "لي بوين" تحت عنوان "12 ديسمبر 1098.. يوم التهم الصليبيون لحوم سكان معرة النعمان".[1]

في هذا التقرير يؤكد الصحفيان أن غذاء أفراد جيش الصليبيين في حملته للاستيلاء على القدس لم يكن سوى لحوم المسلمين من سكان المدن التي يتم الاستيلاء عليها، وركز التقرير على المجزرة التي راح ضحيتها 20 ألفا من سكان مدينة معرة النعمان يوم دخول الصليبيين إليها في 12 ديسمبر/كانون الأول 1098 ميلادي.

وينقل التقرير عن أحد المشاركين في تلك الحملة أنهم قاموا "بغلي المسلمين في القدور، وحوّلوا لحوم الأطفال إلى أسياخ لالتهامها مشوية"، ويصف آخر ما حدث بقوله "كنا نقطع قطعة أو قطعتين من جثة أحد المسلمين، ومنا من لا ينتظر حتى يحمصها بل يبادر إلى نهشها بأسنانه الوحشية".

ونوغل في التاريخ أكثر لنرى هل كانت ظاهرة أكل لحوم البشر طارئة حياة الأوروبيين أم متجذرة في تاريخهم.

 

حتى نهاية القرن الثامن عشر، لم يكن من غير المألوف بالنسبة للأوروبيين أن يبحثوا عن لحم الإنسان الميت للاستهلاك الدوائي.

خلال القرن السابع عشر، أقبل الأوروبيون بشكل مكثف على استهلاك اللحم البشري، إيمانا منهم بقدرته على علاج مختلف الأمراض.

وامتدت هذه الممارسة لتشمل جميع شرائح المجتمع، حيث لم يتردد رجال الكنيسة، وأفراد العائلات الملكية في دفع مبالغ طائلة للحصول على أجزاء من أجساد الموتى.

وعلى الرغم من سهولة الحصول على أجزاء من الجثث حديثة الوفاة قبل دفنها، إلا أن الأوروبيين اتجهوا غالبا نحو إنفاق مبالغ مالية طائلة للتزود بالمومياوات، والتي لم يتردد الأطباء في طحنها وسحقها وتحويلها لفتات قبل تقديمها للمرضى على أنها دواء فعّال قادر على وقف أي نزيف داخلي، بحسب اعتقادهم.

ولعلاج الصداع وآلام الرأس، عمد الأوروبيون إلى سحق جمجمة رأس المومياء وجعلها بودرة قبل خلطها مع بعض المشروبات الأخرى. وابتكر ملك إنجلترا تشارلز الثاني (Charles II) وصفته الطبية الخاصة، والتي تكونت أساسا من مسحوق جماجم رؤوس الموتى المخلوطة بالكحول.

ولم يقتصر استخدام الأوروبيين للحم البشر عند هذا الحد، حيث اتجه الأطباء حينها لتقديم وصفات غنية بهذه المكونات من أجل علاج عدد من الإصابات الخارجية.

ولعل علاج الجروح المفتوحة، وتسهيل عملية التئامها، هو ما دعا الأطباء الأوروبيين إلى غمس قطع القماش في الشحوم البشرية قبل لفها حول مكان الإصابة، كما قدّم العلاج نفسه لمواجهة الالتهابات الخارجية، وإنهاء معاناة مرضى النقرس.

إضافة إلى كل ذلك، مثّل الدم البشري عنصرا قادرا على علاج جميع الأمراض بالنسبة للأطباء الأوروبيين الذين لم يترددوا في وصفه لأغلب مرضاهم.

وبالتزامن مع انتشار هذه الممارسات الطبية الغريبة، فقد عاشت أوروبا خلال القرون الماضية على وقع حالة هستيرية، حيث اتجه كثيرون لحضور تنفيذ عمليات الإعدام قبل أن يبدأوا بتقديم مبالغ مالية طائلة للحصول على أجزاء من الجثث.

كما تزايدت عمليات نبش القبور ونهب محتوياتها بشكل ملحوظ، حيث عمد سارقو القبور إلى استخراج الجثث حديثة الدفن لانتزاع أعضائها وبيعها.

وأقدم الفقراء بكثافة على بيع كميات من دمهم للأطباء مقابل حصولهم على مبالغ مالية ضئيلة.

وسجلت عادة تناول أجزاء من جثث الموتى انتشارها بسبب معتقد خاطئ آمن الكثيرون به، حين ظن الجميع أن تناول اللحم البشري كاف لمنحهم حيوية ونشاط صاحب الجثة، ولهذا السبب بلغت أسعار جثث الشباب أرقاما قياسية.

وتواصلت عملية استعمال بقايا الجثث البشرية كأدوية لعلاج المرضى طيلة القرن التاسع عشر، حيث لم يتردد الأطباء في اعتمادها لعلاج عدد من الأمراض كالصرع.

كشفت دراسة جديدة حقيقة "صادمة"، حول ممارسة طقوس أكل لحوم البشر لدى الشعوب الأوروبية، قبل آلاف السنين، على عكس ما كان شائعا، أن هذه الممارسات تكثر في إفريقيا وأميركا الجنوبية فقط.

كما أظهرت دراسات تاريخية أن أكل لحوم البشر كان ممارسة جنائزية روتينية في أوروبا منذ حوالي 15 ألف عام، حيث كان الناس يأكلون موتاهم ليس بسبب الضرورة بل كجزء من ثقافتهم.

وبينما عثر الباحثون سابقا على عظام وجماجم بشرية تم تعديلها إلى أكواب في كهف غوف في إنجلترا، تشير دراسة نشرت في مجلة Quaternary Science Review إلى أن هذا لم يكن حادثا منعزلا

وركزت أبحاثهم على الفترة المجدلية في أواخر العصر الحجري القديم.

قام الخبراء في متحف التاريخ الوطني بلندن بمراجعة الأدبيات لتحديد 59 موقعا مجدلينيا يحتوي على بقايا بشرية. وكان معظمها في فرنسا، مع وجود مواقع أيضا في ألمانيا وإسبانيا وروسيا وبريطانيا وبلجيكا وبولندا وجمهورية التشيك والبرتغال.

وأظهر 15 دليلا على بقايا بشرية عليها علامات مضغ، وعظام جمجمة عليها علامات قطع، وعظام مكسورة عمدا بنمط مرتبط باستخراج نخاع العظم للحصول على العناصر الغذائية، مما يشير إلى ممارسة أكل لحوم البشر.

وكانت هناك العديد من الأدلة تشير إلى أنه في بعض الحالات تم خلط الرفات البشرية مع بقايا الحيوانات.

وقال الباحثون إن التلاعب الشعائري بالرفات البشرية وتكرار ذلك في مواقع عبر شمال وغرب أوروبا يشير إلى أن أكل لحوم البشر كان ممارسة دفن.

والخشية هنا أن يكتشف الأوروبيون تاريخهم ويحاولون إعادة تلك الشعائر المقززة فيصبح الرجل وقد أكل لحم أخيه وربما أبيه، ثم يشرعون في فرضها على شعوب العالم بدعوى الحرية والحضارة، ولا عجب في ذلك فمن كان يظن أن يأتي على البشرية يوم ينكح الرجل الرجل وتنكح المرأة المرأة ويتحول الذكر إلى أنثى والأنثى إلى رجل وتسمى هذه الدناءة حرية وحضارة، ويصبح رافضو هذا الشذوذ والتردي البشري متخلفين.

وفي الحرب العالمية الثانية: وجد إن كثيرا من حالات أكل لحوم البشر بحكم الضرورة سجلت خلال الحرب العالمية الثانية. على سبيل المثال، خلال 872 يوما من حصار لينينغراد، تقارير عن أكل لحوم البشر بدأت تظهر في شتاء 1941-1942، بعد كل الطيور والفئران والحيوانات الأليفة كانت تؤكل من قبل الناجين. شرطة لينينغراد شكلت وحدة خاصة لمكافحة أكل لحوم البشر. وبعد هذا الانتصار السوفياتي في ستالينغراد وجد أن بعض الجنود الألمان في المدينة المحاصرة، قطع من الوازم، استخدمت في أكل لحوم البشر. في وقت لاحق، في شباط / فبراير 1943، تم نقل ما يقرب من 100,000 من الجنود الألمان (أسرى الحرب). إلى معسكرات أسرى الحرب في سيبيريا أو آسيا الوسطى حيث حصلت مجاعة من قبل خاطفيهم السوفياتي الذين لجئوا إلى العديد من أكل لحوم البشر.

.



3. التأكيد على إنسانية الإسلام وأخلاقياته في حماية الحياة

الإسلام دين يحترم الحياة الإنسانية ويسعى للحفاظ على الإنسان الحي بعيداً عن كل ما يضره، وتدعو مبادئه إلى الحفاظ على كرامة الإنسان، سواء كان حيًا أو ميتًا، وهذا واضح في جميع النصوص الإسلامية كما أسلفنا بأعلاه في هذا المقال

إن رأى أي شخص مسلم بجواز فعل أي شيء كالادعاء الوارد على لسان أعداء الإسلام أن الإسلام يأمر بأكل لحوم موتى البشر لا يلزم الإسلام وكل المسلمين خصوصاً أن القران الكريم وصحيح السنة النبوية الشريفة وأقوال وأفعال النبى محمد صلى الله عليه ولم وصحابته الكرام لا تقر تلك الأفعال الشنيعة أبداً بل بالعكس من ذلك فإننا كما بينا بأعلاه فإن القران الكريم والسنة النبوية الصحيحة وأفعال وأقوال النبى محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام تنفى وتحرم وتجرم وتمنع أي أكل للحوم البشر سواء أحياء أو أموات لبشاعته ومخالفته للإسلام



  1. 4. الشواهد القرآنية التي تستند إليها أحكام الضرورةومعنى مصطلح "الضرورة القصوى"

    القرآن الكريم يذكر صراحةً إباحة المحظورات في حالة الضرورةالقصوى، حيث يقول الله تعالى:

    " فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه" سورة البقرة القران الكريم (2:173)

    هذه الآية توضح أن الرخصة مقيدة جداً بشروط صارمة للغاية وليست مطلقة على الإطلاق بل مشروطة بعدم التعدي على حقوق أي إنسان حي أو ميت أو حتى حيوان، وأنه عند زوال الضرورة القصوى يعود المسلم إلى التزامه بالأحكام الشرعية الإسلامية العامة.

https://islamqa.info/ar/answers/137035/%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B7-%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%B1%D9%85-%D8%B9%D9%86%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B6%D8%B1%D9%88%D8%B1%D8%A9



  1. 5. دحض الزعم بأن الإسلام يشرع أكلموتىالبشر

    بالنظر إلى الأدلة المذكورة وشهادات التاريخ، يتبين أن هذه المسائل تم تناولها بغرض تقديم حلول إنسانية لمواقف تضع حياة البشر على المحك، وهي موجودة في الفكر الإنساني العالمي وليست قاصرة على الإسلام وهذا يعنى أنه إذا كان هناك خياران بين أن يموت الإنسان الحي أو يبقى على قيد الحياة بالاضطرار القهري للأكل من ميتة الحيوانات.


الادعاءات بأن الإسلام يدعو لأكل جثث البشر ادعاءات كاذبة مضللة تتجاهل عموم الشريعة الإسلامية وأخلاقياتها التي تحرم إيذاء النفس أو الآخرين أو قتل أي إنسان أو حتى قتل أي حيوان بغير حق  فقد حرم الإسلام قتل أي حيوان بغرض اللعب والترفيه وإنما بغرض الأكل.

فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ مَا مِنْ إِنْسَانٍ قَتَلَ عُصْفُورًا فَمَا فَوْقَهَا بِغَيْرِ حَقِّهَا إِلاَّ سَأَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهَا‏”‏‏.‏ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا حَقُّهَا قَالَ ‏"‏ يَذْبَحُهَا فَيَأْكُلُهَا وَلاَ يَقْطَعُ رَأْسَهَا يَرْمِي بِهَا ‏"‏ سنن النسائي 4349

والوعيد الوارد في هذا الحديث يشمل قاتل الحيوان الذي يؤكل لحمه والذي لا يؤكل لحمه فما بالكم بقتل إنسان برئ

https://sunnah.com/nasai:4349

 

يسوع الإنجيلي وإصراره على أكل جسده وشرب دمه ولو على سبيل المجاز يثير تساؤلات عن تأثير الطقوس الوثنية على تلك الدعوة:

 في العهد الجديد، وضمن الأناجيل الأربعة المعترف بها من الكنيسة، هناك نص على لسان يسوع الإنجيلي يجعلنا نقف أمامه متأملين على ضوء ممارسات وطقوس أكل لحوم البشر والتي يمتلئ بها العهد القديم. ففي إنجيل يوحنا نقرأ: (فقال لهم يسوع: الحقَّ الحقَّ أقول لكم، إنْ لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه، فليس لكم حياة فيكم. من يأكل جسدي ويشرب دمي فلهُ حياة أبدية وأنا أُقِيمُهُ في اليوم الأخير. لأن جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق. من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيَّ، وأنا فيه) [يوحنا 6: 53-56].

هنا، فإن إصرار يسوع على (أكل لحمه) و (شرب دمه) يستدعي بالضرورة النظر في السؤال: لماذا يُشترَط أن نأكل لحماً بشرياً ونشرب دماً بشرياً بالذات، حتى ولو كان المقصود هو التشبيه والمجاز كما في بعض التصورات، وذلك في سبيل خلاص عقائدي من نوع ما؟ ما هي المفاهيم الاجتماعية والثقافية أو ربما الدينية التي استدعت من يسوع الإنجيلي، أو ممن وضع هذه العبارة على لسانه، أن يصر على أكل لحمه وشرب دمه في خطابه لتلاميذه ولا يُعتبَر هذا التشبيه أو المجاز مُنفراً أو شاذاً أو غريباً؟

ونود أن نشير إلى أن هذه العبارة السابقة وما رافقها من طقس الإفخارستيا، أو التناول المقدس، ربما هي التي قد تسببت في اتهام المسيحيين الأوائل بأنهم من أكلة لحوم البشر

انظر:
 Cults and Creeds in Gracco-Roman Egypt, H I Bell،

وانظر أيضا:
Christianity in the Roman Empire, Mattingly،

وانظر الترجمة العربية في كتاب: أضواء على المسيحية المبكرة، ص 12]. بل إن هذه التهمة التي قد تفاقمت بشكل كبير في القرن الثاني الميلادي

وانظر أيضا:
Eating People: Accusations of Cannibalism Against Christians in Second Century, Andrew McGowan.

 

 

 

ونتحدى أي مسيحي أو يهودي أو أي شخص على وجه الأرض أن يأتي لنا بنص صريح يحرم أكل لحوم البشر من كتاب الإنجيل المحرف بشقيه العهد القديم أو الجديد وللأمانة العلمية والصدق الذين علمهما لنا الإسلام فإننا لا نقول إن هناك أوامر صريحة تحلل أو تأمر بأكل لحوم البشر ولكن هناك نص في الإنجيل المحرف ينسب لليسوع قوله في إنجيل متى (15:11) “لَيْسَ مَا يَدْخُلُ الْفَمَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ، بَلْ مَا يَخْرُجُ مِنَ الْفَمِ هذَا يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ"

وهذه الفقرة تذكر أن شرب أي نوع من الشراب أو أكل أي نوع من الطعام أو أي نوع من اللحوم أياً كان نوع هذه اللحوم فإنه غير محرم وأي شيء يأكله الإنسان ويدخل جوفه لا ينجس الإنسان يعنى ليس حراماً وليس فيه أي نوع من التحريم وطالما أن هذه الفقرة أو أي فقرة أخرى في الإنجيل المحرف لم تستثنى أكل لحوم البشر فمنطقياً نقدر أن نقول إن أكل لحوم البشر مسموح بأكلها في المسيحية في أي وقت وأي حالة حتى ولو لم يكن الإنسان الحي مشرفاً على الهلاك والموت المحقق لأنه لم يثبت أي استثناء على الإطلاق ينفى ذلك

ونكرر التحدي مرة أخرى لأي شخص على وجه الأرض أن يثبت أن هناك أي فقرة من كتاب الإنجيل المحرف بشقيه العهد القديم أو الجديد تحرم تحريماً صريحاً قطعياً أو حتى ضمنياً أكل لحوم البشر سواءً أحياءً أو أمواتاً - وفى الخاتمة أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يوفقنا وإياكم لكل ما يحبه ويرضى اللهم أمين

 

بحث وكتابه:

محمد مصطفى نصار

الصفحه على الفيسبوك:

https://www.facebook.com/MohamadMostafaNassar

تويتر:    @NassarMohamadMR

Website: www.IslamCompass.com

  • الثلاثاء PM 10:22
    2025-01-07
  • 84
Powered by: GateGold