المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 409164
يتصفح الموقع حاليا : 341

البحث

البحث

عرض المادة

الأناجيل والأخطاء الجغرافية

[الأخطاء الجغرافية للأناجيل]

· مدينة يهوذا الوهمية .. وخطأ لوقا

· الجبل الوهمي .. وتجربة السيد المسيح

· مدينة الناصرة فوق جبل .. وخطأ لوقا

· مدينة جدرا .. مدينة جرجسا .. مدينة جراسا .. وتخبط الأناجيل.

[الأناجيل والأخطاء الجغرافية]

احتوت الأناجيل على العديد من الأخطاء الجغرافية، وكان لإنجيل لوقا النصيب الأكبر من تلك الأخطاء مما دفع هانز كونزلمان (1) لشن هجوما عنيفا على هذا الإنجيل والقول بأن النواحي الجغرافية فى بشارة لوقا لا يجب أن ندرسها كجغرافيا، ويشك كونزلمان فى أن ما كتبه لوقا عن فلسطين كان نتاج تجربة واختبار شخصي.

1 - يقول إنجيل لوقا عن زيارة السيدة مريم لليصابات زوجة زكريا وأم النبي يحيى (يوحنا) (فقامت مريم فى تلك الأيام وذهبت بسرعة إلي الجبال إلي مدينة يهوذا) لوقا 39:1

وإذا أردنا معرفة أين تقع تلك المدينة التي أسماها لوقا مدينة يهوذا فإننا لن نعثر لها على أثر، فأسماء مدن مملكة يهوذا مذكورة فى سفر يشوع فى الإصحاح الخامس عشر (الاصحاح 15) وليس بينها مدينة تسمى يهوذا، كذلك مراجعة الخريطة الملحقة بالأناجيل، والموضح بها المدن والقرى التي كانت قائمة فى زمن السيد المسيح، تؤدي إلي نفس النتيجة وهى أن مدينة بهذا الاسم لا توجد إلا فى إنجيل لوقا فقط، ويعترف تفسير العهد الجديد بعدم وجود مدينة تمسي مدينة يهوذا، ويذكر أن زكريا عليه السلام كان يقيم فى مدينة (جوتا) أو (جتا).


(1) THEOLOGY OF ST. LUKE: H. CONZEIMAN

2 - يقول لوقا (أما يسوع فرجع من الأردن ممتلئا من الروح القدس وكان يقاد بالروح فى البرية ... ثم اصعده إبليس إلي جبل عال وأراه جميع ممالك المسكونة) إنجيل لوقا صح 4:1 - 6 المسكونة: العالم.

يحدثنا إنجيل لوقا هنا عن امتحان ابليس للسيد المسيح ويذكر لنا أن مكان التجربة أو الامتحان كان البرية الواقعة بين أورشليم والبحر الميت، ويذكر وليم باركلي (1) أستاذ العهد الجديد بجامعة جلاسكو فى تفسيره أن تلك البرية عبارة عن منبسط من الأراضي الرملية التي لا يوجد بها جبال، ويؤكد ذلك تفسير العهد الجديد (2) قائلا: (لا يعلم الجبل المشار إليه هنا وقال بعض المفسرين إن ما أراه الشيطان للمسيح إنما كانت رؤى عقلية لا تبصر بعين الجسد) ونتساءل إذا كانت الرؤية العقلية فما هى ضرورة الصعود إلى جبل عال؟ وكما أشرنا من قبل استحالة رؤية ممالك العالم من على جبل مهما كان ارتفاعه.

إن هذا الخطأ وقع فيه إنجيل متى أيضا.

3 - يقول لوقا (فقاموا وأخرجوه خارج المدينة وجاءوا به إلي حافة الجبل الذي كانت مدينتهم مبنية عليه حتى يطرحوه إلي أسفل) لوقا 4:29 - 30

يحدثنا هنا لوقا عن زيارة السيد المسيح لمدينة الناصرة التي نشأ وتربي فيها، وقد رفض أهل مدينته دعوته ورسالته وهموا بقتله.


(1) تفسير العهد الجديد: وليم باركلي
(2) تفسير العهد الجديد: إصدار دار الثقافة.

(انفرد إنجيل لوقا دون الأناجيل الثلاثة الأخرى بذكر تلك الحادثة)

ويخطئ لوقا هنا بذكره أن مدينة الناصرة مبنية فوق جبل، حيث أنه من المعروف أن تلك المدينة تقع على جانب حوض أكام حافته أعلى المدينة لا أسفلها (1)

ويؤكد ذلك وليم باركلي فيقول: إن مدينة الناصرة تقع فى جوف تلال فى منحدرات الجليل وكان فى استطاعة الواقف على قمة أحد التلال رؤية منظرا عاما للمدينة والاتساع الكبير الذي حولها (2)

4 - يقول لوقا (وساروا إلي كورة الجدريين التي هى مقابل الجليل، ولما خرج إلى الأرض استقبله رجل من المدينة كان فيه شيطان .. وكان هناك قطيع خنازير كثيرة ترعي فى الجبل .. فخرجت الشياطين من الإنسان ودخلت فى الخنازير، فاندفع القطيع من على الجرف إلي البحيرة) 8: 26 - 33

يخبرنا هنا لوقا أن تلك الحادثة وقعت فى كورة الجدريين نسبة إلي مدينة (جدرا) المعروفة الآن باسم أم قيس.

ويذكر لوقا أن تلك المدينة تطل على بحيرة طبرية مباشرة وأن قطيع الخنازير اندفع وغرق فى البحيرة.

ويعترف ليون موريس (3) قائلا كورة الجدريين تمثل لنا مشكلة.


(1) تفسير العهد الجديد: إصدار دار الثقافة.
(2) تفسير انجيل لوقا: وليم باركلي صـ66
(3) التفسير الحديث لانجيل لوقا: ليون موريس صـ159

حيث أنه من المعروف أن مدينة جدرا تقع على بعد ستة أميال من الشاطئ الجنوبي لبحيرة طبرية ويستبعد أن تكون هى المكان الذي جرت فيه تلك الحادثة (1) وقد وقع مرقس فى هذا الخطأ أيضا ولكن النسخة العربية لإنجيل متي ذكرت أن تلك الحادثة وقعت فى (كورة الجرجسيين) متى (28:8) التي تقع على الشاطئ الشرقي لبحيرة طبرية مباشرة وبذلك تصحح خطأ كل من مرقس ولوقا.

ولكنها تختلف معهما أيضا فى ذكرها أن الشياطين خرجت من مجنونين وليس واحدا كما ذكر لوقا ومرقس (راجع أيضا التعليق على هذه الحادثة تحت عنوان الأناجيل وإخراج الشياطين والخرافات الطبية)

بحيرة طبرية كانت تسمي أيضا بحر الجليل.

لكن النسخة الإنجليزية لإنجيل متى تفاجئنا بذكرها أن تلك الحادثة وقعت فى كورة الجدريين: ( WHEN HE REACHED THE OTHER SIDE, IN THE COUNTRY OF THE GADARENES, HE WAS MET BY TWO MEN) MATHEW 8:28

ويؤكد ذلك تفسير العهد الجديد (2) ذاكراً أن بعض النسخ اليونانية لإنجيل متى قد ذكرت (كورة الجدريين) كما فى النسخ العربية لإنجيلي لوقا ومرقس.


(1) تفسير العهد الجديد: وليم باركلي
(2) تفسير العهد الجديد: إصدار دار الثقافة صـ21

وتزيد النسخة الإنجليزية لإنجيل مرقس الطين بلة بذكرها أن تلك الحادثة جرت فى (كورة الجراسيين) نسبة إلى مدينة (جراسا)

( INTO THE COUNTRY OF THE GERASENES) MARK 5:1

ويزيل ر. ت. فرانس (1) هذا الغموض بذكره أن (أوريجانوس) (2) هو الذي أدخل كلمة (الجرجسيين) إلي بعض نسخ الاناجيل، وقد قام بهذا التعديل لعلمه أنه لا مدينة (جدرا) ولا المدينة الرومانية (جراسا) كانتا على شاطئ البحيرة مباشرة، فالأولي تبعد ستة أميال والأخرى ثلاثون ميلا عن الشاطئ.

ويؤكد ذلك ليون موريس (3) قائلا: العلامة أوريجانوس يفضل كورة الجرجسيين لأن الإسمين الآخرين يشيران إلى أماكن بعيدة جدا.

ومما هو جدير بالذكر أن النسخة الإنجليزية لإنجيل لوقا أشارت إلي حدوث ذلك فى (كورة الجرجسيين) وذكرت أن هناك نسخا لإنجيل لوقا تشير إلي (كورة الجراسيين) وبعض النسخ لنفس الإنجيل تذكر (كورة الجدريين):

IN THE COUNTRY OF THE GERESENES) LUKE 8:26

SOME WITNESSES READ GERASENES; OTHERS READ GADARENES (4)

متى ولوقا والموتى يدفنون موتاهم وأخطاء الترجمة:


(1) التفسير الحديث لإنجيل متى ر. ت. فرانس صـ174
(2) أوريجانوس أحد آباء الكنيسة الأوائل (185: 254م)
(3) التفسير الحديث لإنجيل لوقا صـ160

يقول متى (وقال له اخر من تلاميذه يا سيد ائدن لي أن أمضي أولا وادفن أبي فقال له يسوع اتبعني ودع الموتي يدفنون موتاهم) 21:8 - 22

يستبعد مفسروا الأناجيل أن يكون المسيح هو القائل لنص تلك الكلمات لأنه لا الشريعة الموسوية (1) ولاالمبادئ الإنسانية يحثون على دفن الأموات قبل أى شئ آخر فله الأولوية المطلقة وخاصة أن المتوفي هو الأب.

وقد حاول المفسرون إيجاد مخرج من هذا المأزق، هل المسيح يحرض الابن على ترك جثة أبيه واهمال مراسم الدفن ليتبعه؟

ويعلق ر. ت. فرانس قائلا إجابة السيد المسيح هنا قاسية دون داع، بل إنها تبعث على الغيظ (2)

ونظرا لأنه لا يوجد مبرر لدعوة المسيح تلك فإن المفسرين شككوا فى الترجمة اليونانية لتعبيرات السيد المسيح التي نطقها بلغته الأرامية وقالوا: إن يسوع لم يقصد القول (دع الموتي يدفنون موتاهم) ولكنه أراد أن يقول (اتركوا الموتي ليدفنهم المختصون بأعمال الموتي) (3)

يقول ر. ت. فرانس الرفض مازال قائما بشكله المطلق.

[إنجيل متى والكلاب والتعصب العرقي:]

يقول إنجيل متى على لسان السيد المسيح (لا تعطوا القدس للكلاب ولا تطرحوا الدرر قدام الخنازير) متى 6:7

الكلاب: تعبير كان يستعمله اليهود لوصف الأمم أو غيرهم من الشعوب وللأسف تذكر الأناجيل أن السيد المسيح قداستعمله أيضا وهذا محال ويتنافى مع شخصية المسيح وآداب النبوة.

وقد تكرر هذا القول مرة ثانية فى متى إصحاح 26:15

(وإذا امراة' كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت إليه قائلة ارحمني يا سيد يا ابن داود. ابنتي مجنونة جدا .. فأجاب وقال ليس حسنا أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب) متى 15: 22 - 26

يقول مفسروا الأناجيل: إن هذه العبارة تحمل دعوة عنصرية انفصالية لا تتفق مع رسالة المسيحية التي هي لجميع الناس.

ويضيف ر. ت فرانس تلك الكلمات المكتوبة لا يمكن أن تعبر عن ملامح شخصية يسوع ويصف (بير) هذا القول بأنه فظيع يعبر عن إهانة بالغة ويقوم على أساس أسوأ أنواع التعصب العرقي والغلو فى القومية.

وكلمة القدس هى كلمة (قادوس) العبرية كانت أصلا مكتوبة (قادشا) ومعناها (قرط) بالآرامية فربما عن طريق النسخ تغير المعنى وربما المعنى الأصلي كان: (لا تعطوا القرط للكلاب)

هكذا يعترف شراح الأناجيل بتغيير الألفاظ وأخطاء النساخ، وهذا مثال من أمثلة كثيرة ذكرتها كتب التفسير للأناجيل.

[إنجيل متى يناقض إنجيل مرقس:]

يقول إنجيل مرقس على لسان السيد المسيح (وأما الذين هم من خارج، فبالأمثال يكون لهم كل شئ. لكي يبصروا مبصرين ولا ينظروا، ويسمعوا سامعين ولا يفهموا لئلا يرجعوا فتغفر لهم خطاياهم) مرقس 4: 11 - 12

الذين هم من خارج: أى الأمم والشعوب غير اليهود مثل الكنعانيين والفينيقيين والرومان وغيرهم.

يقول وليم باركلي أن الكلام هنا يعنى أن السيد المسيح يتكلم بأمثال حتى لا يفهم الذين هم من خارج اليهود ليمنعهم من العودة إلي الله والتوبة ونوال الغفران.

ويقول إنجيل متى على لسان السيد المسيح فى نفس المناسبة: (من أجل هذا أكلمهم بأمثال لأنهم مبصرين لا يبصرون، وسامعين لا يسمعون ولا يفهمون) متى 13:13

الكلام هنا يعنى أن السيد المسيح يتكلم بأمثال لمساعدة غير اليهود على فهم تعاليمه وتسهيل وصول المعاني لادراكهم نظرا لسؤ فهم هؤلاء الأمم.

هكذا ما جاء فى مرقس يناقض تماما ما جاء فى متى.

ويعلق على هذا وليم باركلي فيقول أن هذا الجزء من رواية إنجيل متى يظهر بنصوص مختلفة فى الأناجيل الأخرى، ويتبين لنا الصعوبة التي واجهتها الكنيسة ازاءها (1)

[انجيل متى يناقض نفسه فى نفس الإصحاح:]

يقول متى فى الإصحاح العاشر (إلي طريق أمم لا تمضوا وإلي مدينة للسامريين لا تدخلوا) متى 6:10

الأمم: تعبير كان يستخدمه اليهود لوصف غيرهم من الشعوب. السامريين نسبة إلي السامرة (عاصمة مملكة اسرائيل الشمالية): وكانت عقائدهم قد اختلطت بالعقائد والطقوس الوثنية فاحتقروا من اليهود.

هنا ينادي المسيح بأن تقتصر رسالة الإنجيل على اليهود فقط. وفى نفس الإصحاح العاشر يقول متى (وتساقون أمام ولاة وملوك من أجلى شهادة لهم وللأمم) 10: 16 - 22

يقول وليم باركلي: (4) قد رأينا المسيح فى بداية الإصحاح يوصي تلاميذه أن لا يذهبوا إلي طريق الأمم لكننا هنا نسمعه يحدثهم عن وقوفهم أمام ملوك وولاة شهادة للأمم.

[إنجيل مرقس والخلط بين الأسماء:]

يقول مرقس (فقال لهم (يسوع) أما قرأتم ما فعله داود حين احتاج وجاع هو والذين معه. كيف دخل بيت الله فى ايام أبياثار رئيس الكهنة وأكل خبز التقدمة الذي لا يحل أكله إلا للكهنة، وأعطى الذين كانوا معه أيضا) 2: 23 - 27

هنا يخطئ مرقس بذكره أن رئيس الكهنة الذي تمت فى عهده حادثة داود هذه كان أبياثار، حيث أن هذه الحادثة مسجلة فى سفر صموئيل الأول فى الإصحاح 21 هكذا (فجاء داود إلي أخيمالك الكاهن، فاضطرب أخيمالك عند لقاء داود وقال له لماذا أنت وحدك وليس معك أحد .. فأجاب الكاهن داود وقال لا يوجد خبز محلل تحت يدي ولكن يوجد خبز مقدس) صموئيل الأول 21: 1 - 5

ويتضح من رواية العهد القديم أن أخيمالك بن أخيطوب هو الذي كان رئيسا للكهنة وقد قتل بسبب تلك الحادثة على يد شاول، أما أبياثار فكان ابنا لأخيمالك رئيس الكهنة وقد تولي هذا المنصب من بعده فاختلط الأمر على مرقس. كما يتضح أن داود لم يكن معه أحد.

وقد ذكر كل من متى ولوقا تلك الحادثة وتجنبا الخطأ الذي وقع فيه مرقس حيث لم يذكرا اسم رئيس الكهنة.

إنجيل لوقا والخلط بين الأسماء:


(1) كانت من عادة اليهود سرعة دفن الموتي.
(2) التفسير الحديث لإنجيل متي: ر. ت. فرانس صـ172
(3) تفسير إنجيل متى: وليم باركلي صـ309

(4) تفسير العهد الجديد وليم باركلي

يقول لوقا (وفى تلك الأيام صدر أمر من أغسطس قيصر بأن يكتتب كل المسكونة. وهذا الاكتتاب الاول جرى إذا كان كيرينيوس والي سورية) لوقا 2: 21

ومن الثابت تاريخيا، كما ذكر المؤرخ الروماني ترتليانوس وكذلك باعتراف وإقرار اباء الكنيسة وشراح الأناجيل أن هذا الاكتتاب (إحصاء سكاني) كان فى عهد ساتورنينوس والي سورية. وقد أخطأ لوقا وذكر اسم كيرينيوس الذي تولي على سورية بعد ميلاد المسيح بست سنوات (1) كما ذكر المؤرخ اليهودي يسويفوس فى تاريخه (قديمات اليهود) الكتاب الثامن عشر.

[إنجيل متى والخلط بين الأسماء:]

يقول إنجيل متى (لكى يأتي عليكم كل دم زكى سفك على الأرض من دم هابيل الصديق إلي دم زكريا بن براخيا الذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح) متى 23: 35

ويقول لوقا (لكي يطلب من هذا الجيل دم جميع الأنبياء المهرق منذ إنشاء العالم من دم هابيل إلي دم زكريا الذي أهلك بين المذبح والبيت) لوقا 50:11

يحدثنا كل من متى ولوقا عن قتل اليهود للكاهن زكريا فى بيت الله. ويحدد إنجيل متى شخصيته بأنه زكريا بن براخيا والد يوحنا المعمدان (2)

وإذا طالعنا العهد القديم عامة وسفر زكريا بن براخيا خاصة لا نجد أى إشارة عن مقتل هذا الكاهن الذي عاصر الملك داريوس.

ولكن فى عهد الملك يوآش قتل اليهود كاهن اسمه زكريا بن يهودياداع. كما يحدثنا سفر أخبار الأيام الثاني. (لبس روح الله زكريا بن يهودياداع الكاهن فوقف فوق الشعب وقال لهم .. لأنكم تركتم الرب قد ترككم، ففتنوا عليه ورجموه بحجارة بأمر الملك فى دار بيت الرب صح 24: 20 - 21

هكذا التبس الأمر على متى فخلط بين زكريا بن براخيا وزكريا ابن يهودياداع ويبدو أن لوقا قد تنبه إلي خطأ متى فذكر أنه ذكريا فقط.


(1) تفسير العهد الجديد: إصدار دار الثقافة صـ137
(2) تفسير إنجيل متى صـ231 إصدار دار المعارف (وهكذا خطأ من التفسير لأنه يوجد 500 عاما فارق زمني)

[الأناجيل والميلاد العذراوي:]

إن من الغريب والمدهش عدم معرفة كاتبي إنجيل مرقس ويوحنا بالإضافة إلي بولس الرسول بميلاد السيد المسيح من السيدة مريم بمعجزة إلهية أى بدون (أب بيولوجي) إن إنجيل مرقس وكذلك إنجيل يوحنا وأعمال الرسل التي حررها بولس الرسول قد خلوا تماما من أية إشارة إلي هذا الميلاد العذراوي المعجز.

يقول د. بترسن سميث (1) أن عدم تعرض مرقس ويوحنا وبولس لذكر الميلاد العذراوي أدي إلي انكاره من جانب الأستاذ (هارنك) أكبر الثقاة فى تاريخ عصر الميلاد والقديس (كيرنثوس) وغيرهم فى العصور المختلفة وفى هذا العصر أيضا.

وقد أبدي بعض المسيحيين رغبة فى حذف هذه العبارة (حبل به بالروح القدس وولد من مريم العذراء) من قانون الإيمان على سبيل الترضية لجماعة المرتابين. (!)

ونتساءل كيف عرف وأذيع سر ميلاد المسيح الإعجازى؟

لا شك أنه لا خلاف على أن السيدة مريم هى التي أخبرت التلاميذ بعد وفاة السيد المسيح بهذا السر، لأن جميع الدلائل تشير إلي جهل التلاميذ والمسيحيين الأوائل بهذا الميلاد الإعجازي.

أثناء حياة المسيح ويعلق على ذلك دكتور بترسن سميث: لم يفكر أحد قط من التلاميذ فى هذا الموضوع.


(1) حياة يسوع: دكتور بترسن سميث صـ26 - 28، ترجمة القس: حبيب سعيد

ويخبرنا إنجيل يوحنا أن كاتبه القديس يوحنا التلميذ المقرب إلي السيد المسيح قد استضاف السيدة مريم حتى توفيت (وذلك بعد وفاة المسيح) فكيف لم تخبر السيدة مريم القديس يوحنا بسر الميلاد العذراوي وهى تعيش معه فى منزل واحد.

تقول بعض الآراء المسيحية أن يوحنا ومرقس قد علما بهذا الميلاد العذراوي ولكنهما لم يسجلاه فى إنجيلهما لعدم إيمانهما به.

والأرجح هو أن القديس يوحنا (تلميذ المسيح) ليس هو محرر الإنجيل المنسوب إليه (1)، وأن كاتبه الحقيقي لم يعلم بهذا الميلاد الإعجازى لصاحب الرسالة.

وسواء علم مرقس ويوحنا وبولص بالميلاد ولم يؤمنوا به وتجاهلوه أم لم يعلموا به فهذا يشير إلي غياب الوحي عند تحرير الإنجيل.


(1) فلاسفة الشرق: أ. و. توملين.

[تصحيح خطأ مرقس عند استشهاده بالأنبياء:]

يقول مرقس (كما هو مكتوب فى الأنبياء ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكي الذي يهيئ طريقك قدامك، صوت صارخ فى البرية أعدوا طريق الرب) مرقس 1: 2 - 3

الجملة الأولي التي يذكرها مرقس كنبوءة عن مجئ يوحنا المعمدان (النبي يحيى بن زكريا) ممهدا الطريق للمسيح مقتبسه من سفر ملاخى والجملة الثانية مقتبسة من سفر أشعياء ويقول تفسير العهد الجديد: قرئ فى بعض النسخ والترجمات الموثوق بها (كما هو مكتوب فى أشعياء النبي .. .) وقد عدلت إلي الأنبياء لتناسب النقل من ملاخي وأشعياء (1) معا.

ويؤكد ذلك القس تورميدا (2) الذي اطلع على إنجيل مرقس قبل تصحيح هذا الخطأ فيقول: (ومن كذب النصاري ما قاله مرقس فى الإصحاح الأول من كتابه (انجيله): أن فى كتاب أشعياء النبي عن الله تعالي يقول: أني بعثت لك ملاكا أما وجهك وهذا الكلام لا يوجد فى كتاب أشعياء وإنما هو فى كتاب ملاخى النبي فهذا من أقبح الكذب على أنبياء الله)

وهكذا قام النساخ والمترجمون بتصحيح خطأ مرقس.

ومن الغريب أن النسخة الإنجليزية لإنجيل مرقس احتفظت بهذا الخطأ حيث جاء فيها.

( IN THE PROPHET ISAIAH IT STANDS WRITTEN) MARK 1: 2

 


(1) تفسير العهد الجديد: إصدار دار الثقافة صـ90
(2) تحفة الأريب فى الرد على أهل الصليب: انسلم تورميدا هذا القس أسلم وسمى عبد الله الترجمان.

  • الجمعة PM 10:04
    2022-08-19
  • 1049
Powered by: GateGold