المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413539
يتصفح الموقع حاليا : 242

البحث

البحث

عرض المادة

المسيحية والديانات الوثنية

ينص دستور الإيمان المسيحي على أن الدين المسيحي هو إعلان إلهي يتضمن حقائق كانت مجهولة عند البشر لسموها عن إدراكهم، فأعلنها لهم ربنا يسوع المسيح ورسله الكرام فى كتابه الإلهي لأجل خلاصهم وسعادتهم ومن ثم يجب على العقل البشري أن يسلم بها ويخضع لها من دون أن يحكم فيها لأنها ليست من اختصاصه (1)

والحقائق التي كانت مجهولة عند البشر وأعلنها الدين المسيحي هى عقيدة التثليث وما ترتب عليها من تألية المسيح حتى يصبح الأقنوم الثاني فى الثالوث وكذلك الروح القدس لتكون الأقنوم الثالث. والحقيقة التالية هى خطيئة آدم او الخطيئة الأصلية أو خطيئة الطبيعة وما ترتب عليها من تجسد الله فى صورة انسان (المسيح) ليخلص البشر من الخطية.

إن هذه الحقائق كانت مجهولة بالفعل عند الدين السماوى الذي سبق المسيحية وهو اليهودية، فاليهود لم يعرفوا ثالوثا.

ولم يرثوا خطية آدم رغم أن قصة آدم ومعصيته لربه مسجلة فى كتابهم.

ولكن تلك الحقائق التي يدعى إعلانها الدين المسيحي للمرة الأولي لم تكن مجهولة عند الديانات الوثنية فعقيدة التثليث عرفت منذ مئات السنين قبل الميلاد فى مصر


(1) علم اللاهوت: القمص ميخائيل مينا.

والهند والجزيرة العربية وغيرها كما أن تأليه البشر كان أمرا عاديا فى العراق القديم ومصر والإمبراطورية الرومانية وغيرها من الشعوب الوثنية، كذلك عقيدة الإله المخلص الذي يموت ثم يبعث من الأموات كانت عند المصريين وإلهم أوزوريس وعند البابليين والههم بعل واليونانيين وإلههم ديونيسيس والفرس وإلههم مثرا وعند الهنود وإلههم كرشنا والصينيين وإلههم (الأوكيون) المولود من عذراء، والفريجيين وإلههم (أتيس) والمكسيكيين وإلههم (كوتذلكوتل) (1)

وقد كان التحول عن الوثنية إلى المسيحية لم يكن انتقالا إلى جو غريب تمام الغرابة أو شعورا بانقلاب باغت مفاجئ.

إذا شابهت طقوس الديانة المسيحية وأسرارها المقدسة ما للديانة القديمة من طقوس وأسرار (2) ويقول ول ديورانت: عندما ذهبت النهضة الفكرية إلى ما وراء المسيحية اكتشفت الذهن الوثني فأطلقت العنان لعمل العقل، ويقول جون تولاند (3):

إن الاعتقاد بإله ذى شخصية يرجع إلى الوثنية وإن الناس يضفون مجدا إلهيا على مخلوقات من جنسهم.

ويقول فونتنل (4): لا أجد فرقا بين الوثنيين والمسيحيين، فالمسيحية تأبى نسبة حقائقها إلى الوثنيين، والوثنيون أورثوا المسيحيين أخطاءهم.


(1) WORLD MYTHOLOGY: LAROUSSE
(2) تاريخ أوروبا: هـ. أ. فيشر
(3) أزمة الضمير الأوروبي: بول هازار
(4) أزمة الضمير الأوروبي: بول هازار

  • الجمعة PM 08:46
    2022-08-19
  • 861
Powered by: GateGold