المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 412644
يتصفح الموقع حاليا : 313

البحث

البحث

عرض المادة

السكينة في الحج

قال البخاري رحمه الله (ج3 ص522): باب أمر النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بالسّكينة عند الإفاضة وإشارته إليهم بالسّوط.

حدّثنا سعيد بن أبي مريم، حدّثنا إبراهيم بن سويد، حدّثني عمرو بن أبي عمرو مولى المطّلب، أخبرني سعيد بن جبير مولى والبة الكوفيّ، حدّثني ابن عبّاس رضي الله عنهما أنّه دفع مع النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يوم عرفة، فسمع النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وراءه زجرًا شديدًا وضربًا وصوتًا للإبل، فأشار بسوطه إليهم وقال: ((أيّها النّاس عليكم بالسّكينة، فإنّ البرّ ليس بالإيضاع)).

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج3 ص412): حدّثنا موسى بن طارق أبوقرّة الزّبيديّ، من أهل الحصيب وإلى جانبها رمع (1)، وهي قرية أبي موسى الأشعريّ. قال أبي: وكان أبوقرّة قاضيًا لهم باليمن، قال: حدّثنا أيمن بن نابل أبوعمران. قال: سمعت رجلا من أصحاب النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقال له: قدامة يعني ابن عبد الله يقول: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- رمى جمرة العقبة يوم النّحر. قال أبوقرّة: وزادني سفيان الثّوريّ في حديث أيمن هذا: على ناقة صهباء، بلا زجر، ولا طرد، ولا إليك إليك.


(1) رمع واد طويل معروف باليمن، يمتد من آنس، ويصب في البحر الأحمر.

حدّثنا وكيع، حدّثنا أيمن بن نابل. قال: سمعت شيخًا من بني كلاب يقال له: قدامة بن عبد الله بن عمّار. قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يوم النّحر يرمي الجمرة على ناقة له صهباء، لا ضرب ولا طرد، ولا إليك إليك.

حدّثنا أبوأحمد محمّد بن عبد الله الزّبيريّ، حدّثنا أيمن بن نابل، حدّثنا قدامة بن عبد الله الكلابيّ، أنّه رأى رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- رمى الجمرة جمرة العقبة من بطن الوادي يوم النّحر على ناقة له صهباء، لا ضرب ولا طرد، ولا إليك إليك. حدّثنا قرّان في الحديث قال: يرمي الجمار على ناقة له.

حدّثنا سريج بن يونس ومحرز بن عون بن أبي عون أبوالفضل قالا: حدّثنا قرّان بن تمّام الأسديّ، حدّثنا أيمن، عن قدامة بن عبد الله. قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- على ناقة يستلم الحجر بمحجنه.

قال أبوعبد الرّحمن (1): حدّثني محرز بن عون وعبّاد بن موسى. قالا: حدّثنا قرّان بن تمّام، عن أيمن بن نابل، عن قدامة بن عبد الله، أنّه رأى النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يرمي الجمار على ناقة لا ضرب، ولا طرد، ولا إليك إليك. وزاد عبّاد في حديثه قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- على ناقة صهباء يرمي الجمرة.

حدّثنا معتمر، عن أيمن بن نابل، عن قدامة بن عبد الله قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يوم النّحر يرمي الجمرة على ناقة له صهباء، لا ضرب، ولا طرد، ولا إليك إليك. اهـ

هذا حديث حسن لأنه يدور على أيمن بن نابل وهو حسن الحديث.


(1) هو عبد الله بن أحمد رحمه الله.

باب قول الله عز وجل: {ومن أظلم ممّن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدّنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم (1)}. (2)

ولا شك أن التظاهر الخميني في الحرمين يكون مدعاة للفتن التي تكون سببًا لتعطيل الحرمين من العبادة، ولولا الأمن وما يتمتع به الحجيج من متطلبات الحياة لما حج الربع من الذين يحجون. وأن هذه الآية الكريمة لتؤذن أن الله سيخزي هذا التظاهر الخميني، وقد أخبرت أن جميع الحجاج يمقتونهم ويكرهونهم، حيث يعطلون السيارات ويشغلون الناس عن أداء المناسك، ويقطعون الطرق، وصدق الله إذ يقول: {ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النّار هم خالدون ? إنّما يعمر مساجد الله من ءامن بالله واليوم الآخر وأقام الصّلاة وءاتى الزّكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين (3)}.

وعمارة المساجد تشمل عمارتها بالبنيان، وعمارتها بالعبادة، إذ قد وجد من يعمر المساجد بالبناء وليس بمسلم كما هو معلوم. وأظن الخمينيين ما


(1) سورة البقرة، الآية:114.
(2) وقد حالوا التفجير في الحرم فخيبهم الله.
(3) سورة التوبة، الآية:17 - 18.

يجسرون أن يقوموا بتظاهرات بعد عامهم الماضي (1) لأنه قد انكشف أمرهم أنّهم عملاء لأمريكا وروسيا ولإسرائيل، فهم يستمدون الأسلحة من هذه وتلك ويقصفون المخيمات الفلسطينية.

{ياأيّها الّذين ءامنوا لم تقولون ما لا تفعلون? كبر مقتًا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون (2)}.

{أتأمرون النّاس بالبرّ وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون (3)}.

أتحسبون أن الناس لا يعلمون أن هتافكم بسقوط أمريكا وروسيا دجل وتلبيس. إن الله سبحانه وتعالى يفضح الدجالين الملبسين وإن طال الزمن. ولقد أحسن من قال:

ومهما تكن عند امرئ من خليقة ... وإن خالها تخفى على الناس تعلم


(1) أخطأ ظني في هذا، وكنت أظن أنّهم يستحيون من تكرار الفضائخ ولكن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ?يقول إذا لم تستحي فاصنع ما شئت?.
(2) سورة الصف، الآية:2 - 3.
(3) سورة البقرة، الآية:44.

باب قول الله عز وجل: {في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبّح له فيها بالغدوّ والآصال * رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصّلاة وإيتاء الزّكاة يخافون يومًا تتقلّب فيه القلوب والأبصار * ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب (1)}.

قال الإمام مسلم رحمه الله (1 ص397): حدّثنا أبوالطّاهر أحمد بن عمرو، حدّثنا ابن وهب، عن حيوة، عن محمّد بن عبد الرّحمن، عن أبي عبد الله مولى شدّاد بن الهاد أنّه سمع أبا هريرة يقولا: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((من سمع رجلاً ينشد ضالّةً في المسجد فليقل: لا ردّها الله عليك فإنّ المساجد لم تبن لهذا)).

وحدّثنيه زهير بن حرب، حدّثنا المقرئ، حدّثنا حيوة. قال: سمعت أبا الأسود يقول: حدّثني أبوعبد الله مولى شدّاد أنّه سمع أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول بمثله.

وحدّثني حجّاج بن الشّاعر، حدّثنا عبد الرّزّاق، أخبرنا الثّوريّ، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه، أنّ رجلاً نشد في المسجد فقال: من دعا إلى الجمل الأحمر فقال النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((لا وجدت إنّما بنيت المساجد لما بنيت له)).

حدّثنا أبوبكر بن أبي شيبة، حدّثنا وكيع، عن أبي سنان، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه، أنّ النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لمّا صلّى قام رجل فقال: من دعا إلى الجمل الأحمر، فقال النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((لا وجدت، إنّما بنيت المساجد لما بنيت له)).

حدّثنا قتيبة بن سعيد، حدّثنا جرير، عن محمّد بن شيبة، عن علقمة بن مرثد، عن ابن بريدة، عن أبيه. قال: جاء أعرابيّ بعد ما صلّى النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- صلاة الفجر فأدخل رأسه من باب المسجد فذكر بمثل حديثهما.

قال مسلم: هو شيبة بن نعامة أبونعامة، روى عنه مسعر وهشيم وجرير وغيرهم من الكوفيّين.

قال الإمام أبوعبد الله بن ماجة رحمه الله (ج1 ص262): حدّثنا أبوبكر ابن أبي شيبة، حدّثنا شبابة، حدّثنا ابن أبي ذئب، عن المقبريّ، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة، عن النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((ما توطّن رجل مسلم المساجد للصّلاة والذّكر، إلا تبشبش الله له، كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم عليهم)). اهـ

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.

 


(1) سورة النور، الآية:36 - 38.

  • السبت PM 03:27
    2022-08-06
  • 876
Powered by: GateGold