أم زكريا الآثرية - هالة عبدالله

السيدة مريم عندما حملت بالمسيح لم تكن متزوجة وحسب نصوص الأناجيل كانت مخطوبة ليوسف النجار والشريعة اليهودية لم تكن تسمح لفتاة أن تحمل وتلد من خطيبها في فترة الخطوبة والسيدة مريم يهودية ومن سبط يهودي ومنذورة للخدمة في الهيكل اليهودي واليهود كانوا متمسكين بتطبيق الشريعة في ذلك الوقت في حالة ثبوت الزنا!
يعني من يثبت عليها الزنا تُرجم
فيا تُرى ما الذي جعل اليهود يصرفون النظر عن تطبيق حد الرجم على الزانية عندما جاءت السيدة مريم بمولود بدون زواج؟!
وهل توجد نصوص في الأناجيل استطاعت مريم من خلالها أن تثبت براءتها من هذه التهمة الشنيعة؟!
فلماذا لم يطبقوا عليها شريعة عقاب الزانية؟!
في الحقيقة قرأت الأربع أناجيل ولم أجد نص واحد يبرأها من هذه التهمة بل وجدت نصوص تثبت عليها حالة الزنا وكثيرًا مانجد اليهود يعايرون المسيح أنه ابن زنا بين صفحات الإنجيل!
جاءالقرآن الكريم وأخبرنا ماذا حدث لمريم وابنها أنذاك !
في تلك الأثناء نزل الروح القدس (جبرائيل عليه السلام) وأرشدها ماذا تفعل، فكانت وصيته لها أن تشير إلى المولود أثناء محاكمتها "فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا. يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا. فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا. قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا. وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا. وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا. وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا".
 فماذا كانت النتيجة؟! ..
بُهت اليهود من كلام المولود لانه شيء غريب وخارج حدود الطبيعة واليهود ماديون لا يفقهون كثيرًا في الأمور الروحية فعرفوا واقتنعوا ساعتها أن الموضوع برمته خارج حدود الطبيعة ولا بد أن هذا الموضوع بيد الله وخاضع لمشيئته وإرادته وقدرته اللامتناهية وأقروا بتلك المعجزة الخارقة ونالت السيدة مريم براءتها التامة بسبب كلام مولودها "المسيح" وهو في المهد.
فإذا لم يوافق النصارى على هذه الرؤية القرآنية فليقولوا لنا: كيف نالت السيدة مريم براءتها ونجت من تطبيق الشريعة عليها؟!