المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 409086
يتصفح الموقع حاليا : 230

البحث

البحث

عرض المادة

سيدنا موسى وهارون عليهما السلام

أرسل الله -عَزَّ وَجَلَّ- سيدنا موسى - رحمه الله - إلى بنى إسرائيل فهو الشخصية الأولى عندهم يعترفون به نبيًا، وياليتهم حافظوا على هذا الاعتراف وأعطوه من القداسة والاحترام ما يليق بحقه كنبي من أنبياء الله -عَزَّ وَجَلَّ-.

والمتأمل في كتابات علمائنا الأجلاء يلحظ أنهم قد أماطوا اللثام عن تلك الحقائق التي طمست وأزاحوا تلك الأباطيل التي ألصقت بسيدنا موسى - عليه السلام - وأخيه هارون - عليه السلام - بالأدلة القوية والبراهين الساطعة من القرآن الكريم، وبينوا مكانته اللائقة ومقامه الرفيع عند الله سبحانه وتعالى ولم يغفلوا مقامه الحسن في العهد القديم مما يجعل كتاباتهم تتسم بالحيدة والموضوعية، ومن النصوص التي استدلوا بها على ذلك:

1 - ما يدل على أنه أفضل نبي جاء إلى بنى إسرائيل: "ولم يقم بعد نبي في إسرائيل مثل موسى الذي عرفه الله وجهًا لوجه" (1).

2 - ما يدل على أنه رجل الله ومصدر البركة لشعبه: "وهذه البركة التي بارك بها موسى رجل الله بنى إسرائيل قبل موته" (2).

3 - نزول التوراة عليه وكلها هدي ونور - التوراة الأصلية - (3).

[افتراءات العهد القديم على سيدنا موسى وهارون عليهما السلام]

يفتري كتبة العهد القديم على سيدنا موسى وهارون عليهما السلام النبيين الكريمين الافتراءات التالية:

(1) الخيانة وعدم الإيمان.

(2) الجبن والسرقة والقسوة.

(3) الكفر وصناعة الأصنام.


(1) تثنية: (34/ 10) موت موسى.
(2) تثنية: (33/ 1) موسى يبارك الأسباط.
(3) انظر: فلسطين في الميزان: ص 47، 48.

[جهود العلماء في نقد هذه الافتراءات والرد عليها]

وقد تنوعت ردود العلماء في نقدهم لهذه الافتراءات كما يلي:

[(1) ما يتعلق ببطلان الزعم الذي يقول أنهما خائنان ولم يؤمنا بالله]

فقد نقد د/ الهاشمي ود/ عبد الراضي، ل/ أحمد عبد الوهاب - نظرة التوراة المحرفة إلى سيدنا موسى - عليه السلام - وبينوا أنها تظهره في صورة مشينة فمرة تصفه بأنه خائن وكافر بالله هو وهارون أخوه - عليه السلام - وبالتالي فهما محرومان من دخول فلسطين (1) والنص يقول: "لأنكما خنتماني في وسط بني إسرائيل ... إذ / تقدساني" (2). فقال الرب لموسى وهارون: "من أجل أنكما لم تؤمنا بي حتى تقدساني أمام أعين بني إسرائيل لذلك لا تدخلان هذه الجماعة إلى الأرض إلى أعطيتهم إياها" (3).

[(2) الجبن والقسوة والسرقة]

ومرة أخرى تصفه التوراة بأنه جبان يخاف شعبه: "وعطش هناك الشعب إلى الماء وتذمر الشعب على موسى ... فصرخ موسى إلى الرب قائلًا: ماذا أفعل هذا الشعب بعد قليل يرجمونني" (4). ومرة تصفه بأنه جزار البشرية لا سيما لعرب فلسطين: ومن وصاياه: " ... فَيُحرموا فلا تكون عليهم رأفة، بل يبادون كما أمر الرب موسى" (5). وما أكثر ما ترد هذه الوصية "فلا تستبق منهم نسمة" أبادوهم لم يبقوا منهم نسمة كما أمر الرب موسى عبده، هكذا أمر موسى يشوع وهكذا فعل يشوع لم يهمل شيئًا من كل ما أمر به الرب موسى (6).

ومرة تصفه بأنه سارق يأمر شعبه كله بسرقة المصريين قبيل مغادرتهم مصر وخروجهم منها "فيكون حينما تمضون أنكم لا تمضون فارغين بل تطلب كل امرأة من جارتها ومن نزيلة بيتها أمتعة فضة وأمتعة ذهب وثيابًا وتضعونها علي بنيكم وبناتكم، فتسلبوا المصريين (7) " (8).


(1) انظر: النبوة والأنبياء ل / أحمد عبد الوهاب ص 48، فلسطين في الميزان د/ الهاشمي ص 49، والتطرف اليهودي د/ عبد الراضي ص 39.
(2) تثنية: (32/ 50، 54) الرب ينبئ موسى بموته على جبل بنو.
(3) عدد: (20/ 12، 13) ماء من الصخرة.
(4) خروج: (17/ 3 - 4) السابق.
(5) يشوع: (11/ 20) هزيمة ملوك الشمال.
(6) يشوع: (11/ 14 - 16) السابق.
(7) خروج: (3/ 21 - 22) موسى والعليقة المشتعلة.
(8) انظر: فلسطين في الميزان د/ الهاشمي ص 49 والتطرف اليهودي د/ عبد الراضي ص 39.

[(3) مشاركه هارون لبني إسرائيل فى الكفر]

فيذكرل / أحمد عبد الوهاب أن التوراة قد سجلت على هارون - عليه السلام - أنه شارك الشعب الإسرائيلي كفره إذ صنع بيده العجل الذي عبدوه ونصب نفسه كاهنًا فقد بين الإمام ابن القيم افتراء اليهود على هارون - عليه السلام - إذ نسبوا إليه صناعة العجل فيقول:

(وفيها -أي التوراة- أن هارون هو الذي صاغ لهم العجل وهذا إن لم يكن من زياداتهم وافتراءاتهم فهارون اسم السامري الذي صاغه ليس هو بهارون أخي موسى) (1).

ويعلق د/ بدران على قصة هارون - عليه السلام - قائلًا:

(هكذا جعلوا من هارون ذلك الإنسان القريب من النبوة صانع الأصنام عابدًا لها؛ بل لقد زاد افتراؤهم عليه وقالوا إنه عمل مذبحًا للصنم الإله الجديد كما حدد أعياده) (2) فبنى له مذبحًا وجعل له في الغد عيدًا، ومعاذ الله أن يكون هارون النبي كذلك فلقد تكفل القرآن ببراءة هارون من هذا الجرم الشنيع الذي لا يمكن الاعتذار عنه فقرر أن الذي صنع العجل إنما هو شخص آخر غير هارون كما سجل رفض هارون لتلك الفكرة الخبيثة وتنديده بها (3).

وأيضًا يعتبر اليهود سيدنا موسى - عليه السلام - وثنيًا يصنع الحية النحاسية لعبادتها وتقديسها مع بني إسرائيل: "وسحق (حزقيا) حية النحاس التي عملها موسى لأن بنى إسرائيل كانوا إلى تلك الأيام يوقدون لها" (4).


(1) هداية الحيارى لابن القيم ص 202.
(2) التوراة د/ بدران ص 67، وانظر: العقيدة اليهودية د/ سعد الدين صالح ص 332 - 333.
(3) النبوة والأنبياء ل/ أحمد عبد الوهاب ص 47، 48 وقد استدل على ما يقول بقوله تعالى: {فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي (86) قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (87) فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ (88) أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا}.
(4) الملوك الثاني: (18/ 4) , وانظر: التطرف اليهودي ص 40.

[موقف القرآن الكريم من سيدنا موسى - عليه السلام -.]

وبهذا يتبين ميل اليهود عن الحق في نظرتهم لسيدنا موسى وأخيه هارون عليهما السلام ومما يؤكد مقامه الرفيع عند الله -عَزَّ وَجَلَّ- ما ورد في حقه من آيات فهو كليم الله فقال تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} (1).

وهو من أولى العزم من الرسل وهو الذي أخلصه الله له: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا} (2).

وهو مصطفى {وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى} (3).

وتلقى الألواح التى كتبها الله له فقال تعالى: {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا} (4).

واصطنعه الله على عينه وأحبه فقال تعالى: {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} (5) وهو مقرب إلى الله فقال سبحانه: {وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} (6).

وغير ذلك من الآيات.


(1) سورة النساء الآية: (164).
(2) سورة مريم الآية: (51).
(3) سورة طه الآية: (13).
(4) سورة الأعراف الآيه: (145).
(5) سورة طه الآيه: (39).
(6) سورة مريم الآيه (52).

  • الثلاثاء AM 11:23
    2022-05-17
  • 875
Powered by: GateGold