المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 412544
يتصفح الموقع حاليا : 355

البحث

البحث

عرض المادة

نقد سند بقية أسفار العهد القديم

بعد هذه الجولة النقدية لفحص سند الأسفار الخمسة وبعد أن اتضحت الإجابة على التساؤل الذي يطرح نفسه دائمًا هل هذه الأسفار كتبها سيدنا موسى عليه السلام أم لا وهل هى وحي إلهى أم لا، أبين في هذا المبحث إن شاء الله تعالى جهود علماء المسلمين في نقد سند الأسفار الأخرى من العهد القديم مشتملًا على بيان من كتبها؟ ومتى كتبت؟ فبعد أن انتهى العلامة / رحمة الله الهندي، من نقده لسند الأسفار الخمسة شرع بعد ذلك في نقد سند بقية الأسفار مبتدءًا بسفر يشوع:

[فمن هو مصنف سفر يشوع]

لم يظهر لهم إلى الآن بالجزم اسم مصنفه ولا زمان تصنيفه وافترقوا في ذلك إلى خمسة أقوال فيمن صنفه فقالوا: إما أن يكون صنفه يشوع أو فينحاس (1) أو العازار أو صموئيل أو أرميا ومن العجيب كما يقول: أن بين يشوع وأرمياء مدة ثمانمائة وخمسين سنة تخمينًا وقد أشار إلى أن هذه الأقوال المختلفة دليل على عدم صحة سند هذا السفر عندهم وعلى أن كل قائل منهم يقول بمجرد الظن رجمًا بالغيب (2).

متى كُتب سفر يشوع:

معرفة زمن التصنيف من الأهمية بمكان بالنسبة لأسفار العهد القديم وعند البحث عن إمكانية تحديد زمن تصنيف سفر يشوع يتضح بُعد زمن التصنيف عن زمان وجود سيدنا موسى عليه السلام مما يدل دلالة واضحة على استحالة كتابة سيدنا موسى عليه السلام لهذا السفر ولذلك يقول العلامة الهندي عن هذا الموضوع:

(ولو لاحظنا ما جاء في سفر يشوع "وأما اليبوسيون (3) الساكنون فى أورشليم فلم يقدر بنو يهوذا على طردهم فسكن اليبوسيون مع بني يهوذا في أورشليم إلى هذا اليوم" (4) وما جاء في سفر صموئيل الثاني" وذهب الملك ورجاله إلى أورشليم إلى اليبوسيين سكان الأرض فكلموا داود قائلين: لا تدخل إلى هنا ما لم تنزع العميان والعرج، أي لا يدخل داود إلى هنا، وأخذ" داود حصن صهيون" (5)، هي مدينة داود، وقال داود في ذلك اليوم: إن الذي يضرب اليبوسيين ويبلغ إلى القناة، والعرج والعمى المبغضين من نفس داود لذلك يقولون: لا يدخل البيت أعمى أو أعرج ") (6).


(1) هو: اسم مصرى معناه النوبى وهو ابن العازار وحفيد هارون وحصته من أرض كنعان تل في جبل افرايم (قاموس الكتاب المقدس صـ 705)
(2) إظهار الحق: 1/ 91 بتصرف.
(3) هي: قبيلة كنعانية سكنت يبوس أو أورشليم والجبال التى حولها في أيام يشوع وكان موضع يبوس منحصرًا بالجبل الجنوبي الشرقى الذي دعى بعدئذ "صهيون" أو مدينة داود أو اطلب "أورشليم" (قاموس الكتاب المقدس ص 1053).
(4) الإصحاح: (15/ 63) نصيب يهوذا = ...
(5) قال معد الكتاب للشاملة: الحاشية غير موجودة في أصل الرسالة.
(6) قال معد الكتاب للشاملة: الحاشية غير موجودة في أصل الرسالة.

يقول العلامة الهندي من خلال الملاحظة بين الآيات السابقة من سفري يشوع وصموئيل الثاني: (يظهر أن هذا السفر كتب قبل السنة السابعة من جلوس داود عليه السلام) (1)

كيف جُمع سفر يشوع:

أخبر العلامة الهندي أن رجال الدين في النصرانية يقولون إن مصنف سفر يشوع ينقل بعض الحالات عن سفر اختلفت التراجم في بيان اسمه ... ولم يعلم حال هذا السفر المنقول عنه، ولا حال مصنفه، ولا حال زمان التصنيف غير أنه تقول التوراة "وقال أن يتعلم بنو يهوذا نشيد القوس، هو ذا ذلك مكتوب في سفر ياشر" ويفهم من هذا النص: أن مصنفه يكون معاصًرا لداود عليه السلام أو بعده (2). وهكذا لا نعرف من الذي كتب سفر يشوع فكيف نقول عنه أنه مكتوب بالإلهام؟ (3).

[إذن يفهم مما سبق الأمور التالية]

(1) أنه لم يتفق النصارى على تحديد كاتب سفر يشوع ولم تكن عندهم أدلة قوية على ذلك وهناك اضطراب في ذلك التحديد هذا الاضطراب من شأنه أن يسهم في عدم التسليم لهم فيما يقولون.

(2) جهل النصارى بزمن التصنيف من الأمور التى تجعل الناقد يضع يده على علة أساسية تؤكد رد الدعوى القائد ة بأن موسى عليه السلام هو المصنف لسفر يشوع لأن الجهل وعدم معرفة زمن التصنيف يوقع هؤلاء في أخطاء جسيمة كتلكم إلى وقعوا فيها حينما أخبروا أن الذي صنف سفر يشوع هو أرمياء وذلك يناقض الواقع التاريخى الذي يقول ببعد المسافة الزمنية بينهما والتي تقدر بأكثر من ثمانمائة وخمسين عامًا تقريبًا.

(3) الجمع والتدوين أحد الجوانب الهامة التى يعرف من خلالها صدق الرواية من كذبها خاصة عندما يتعلق الجمع والتدوين لأسفار يُدعى أنها إلهيه أو كتبت بإلهام وعند عدم معرفة المنقول عنه أو من أي مصدر أخذت مادة هذا السفر بالتالى يتولد الشك في كيفية الجمع والتدوين طالما أن النقل قد تم من سفر اختلفت التراجم في تعيين اسمه.

بعد أن تبينت حالة سفر يشوع من خلال ما قاله العلامة رحمة الله الهندي حيث جعله في المرتبة الثانية بعد الأسفار الخمسة؛ لأن اليهود يعتبرونه الرجل الثاني بعد موسى عليه السلام ألخص ما ذكره عن بقية الأسفار، ومن الملاحظ وجود تشابه شديد بين هذه الأسفار من حيث معرفة المصنف الحقيقي وهل السفر إلهامي أم لا؟ ومتي صنف وكيف جمع؟ -ألخصه فيما يلى:


(1) اظهار الحق (1/ 92)
(2) المرجع السابق (1/ 91، 92) بتصرف بالحذف، صمرنيل الثاني: (1/ 18) داود ينوح على شاول.
(3) التوراة د / بدران ص 36.

1. سفر القضاة (1):

لم يعلم مصنفه بالتحديد وقد اختلفت الآراء في تحديده فقيل إن مصنفه فينحاس وقيل حزقيال وقيل أرميا وقيل عزرا، وهذا السفر ليس إلهامي ومن الملاحظات التي تؤخذ على من صنفه: أنه بين عزرا (2) وفينحاس أزيد من تسعمائة سنة.

2. راعوث (3):

قيل إنه تصنيف حزقيال وقيل عزرا وقيل صموئيل وعلى هذا لايكون إلهاميًا.

3. نحميا (4):

قيل إنه تصنيف نحميا وقيل عزرا وعلى الأول لا يكون إلهاميا، وفيه 26 آية من الإصحاح 12 من تصنيفه ولا ربط لهذه الآيات بقصة هذا الموضع ربطًا حسنًا.

4. أيوب (5):

أيوب اسم فرضي، وكتابه حكايه باطلة وقصة كاذبة.

5. زبور داود (6) "المزامير":

لم يثبت بالسند الكامل أن مصنفه فلآن فقيل إنه تصنيف داود عليه السلام وقيل قد صنف من الزبورات 45 زبورًا وقيل إنها إلهامية وقيل إن شخصًا من غير الأنبياء سماها هذه الأسماء وقيل إنها صنفت في زمان المكابيين.

[يؤخذ على زبور داود أنة]

لم يتحقق من أسماء الزبورات هل هى إلهامية أم لا، وقد تأثر كاتبه بالأدب المصري القديم، ولم يعلم زمان جمع الزبورات فقيل فى زمن داود وقيل في زمن حزقيال على يد أصدقائه.


(1) القضاة: من أيام إبراهيم إلى أيام موسى لم يكن نظام للقضاء؛ بل كان رب كل العائلة هو قاضى العائلة، ولما قام موسى وقاد بني إسرائيل قصده الناس في حل مشاكلهم فكان يجلس للقضاء من الصباح إلى المساء كل يوم، فلما رآه حموه على تلك الحال أشار عليه بانتخاب قضاة من رؤساء الأسباط والعشائر ممن عندهم الأمانة وخوف الله فيعلمهم الفرائض والشرائع ويقيم منهم رؤساء ألوف ورؤساء مئات ورؤساء خماسين ورؤساء عشرات فيقضون للشعب كل حين، وسن لهم موسى شريعة للقضاء كتبها لهم ووضعها أمامهم (قاموس الكتاب المقدس ص 735 - 737).
(2) هو: كاهن عاد من بابل إلى القدس مع زروبابل وكان يلقب بالكاتب وعمل مستشارًا لإمبراطور الفرس "ارتحتثستا" نال عفوه عن اليهود وسمح لهم بالعودة إلى القدس عام 458 أو 457 ق. م حمل معه أموالًا كثيرة أثناء عودته من أجل بناء الهيكل (قاموس الكتاب المقدس ص 621).
(3) هو: اسم موآبي ربما كان معناه "جميلة" وهي فتاة موآبية تزوجت أولًا بمحلون بن اليمالك من سبط يهوذا, ولما مات زوجها لصقت بحماتها نعمى ورافقتها إلى بيت لحم اليهودية تاركة شعبها وبيت أبيها في موآب ... ؛ وكذا صارت ضمن سلسلة نسب داود والمسيح وسفر راعوث يحتوي على قصة راعوث الفتاة الجميلة لما مات زوجها ظلت مع حماتها وذهبتا إلى بيت لحم وكانتا في أشد حالات الفقر فخرجت راعوث إلى الحقول لتلتقط ما يتبقى وراء الحصادين فالتقطت من حقل بوعز وهو غني فتزوجها بعد ذلك (انظر: قاموس الكتاب المقدس ص 390، 391.
(4) هو: اسم أحد الذين عادوا من السبي، ومن بابل إلى أورشليم مع زربابل وسفر نحميا هو السفر السادس عشر من أسفار العهد القديم وهو تتمة لسفر عزرا (قاموس الكتاب المقدس ص 961، 962).
(5) هو: اسم عبري ولا يعرف معناه على وجه التحقيق، ويقول بعضمهم أنه قريب من اللفظ العربي آيب فربما يعني الراجع إلى الله أو التائب، وهو أحد رجال العهد القديم الأبرار وكان يقطن أرض عوص وكان يعيش في بيئة شبيهة ببيئة الآباء الأولين وفي ظروف مماثلة لظروفهم وكان يقيم بالقرب من الصحراء في زمن كان يقوم فيه الكلدانيون بغزوات في الغرب (أيوب 1/ 17) ولايمكن تعيين تاريخ كتابة السفر على وجه التحقيق (قاموس الكتاب القدس ص 146 - 148).
(6) سمي السفر بذلك الاسم لأنه يحوي مجموعة من الأغاني تنشد بمصاحبة المزامير فهذا السفر يناظر ما يعرف في العربية بالتهاليل والتواشيح والتسابيح وبعض المزامير طقوس دينية وبعضها يتصل بالأعياد الإسرائيلية وأكثر المزامير ترجع إلى داود فله وحده ثلاث وسبعون مزمورًا وبالسفر مزامير أخرى لسليمان ولآساف الذي كان رئيس المغنين في عهد داود وتنسب بعض المزامير لموسى (اليهودية د/ أحمد شلبي ص 241، 242).

6. أمثال سليمان (1):

كله من تصنيف سليمان- عليه السلام - وقيل إن تسعة أبواب في أوله ليست من تصنيفه والباب الثلاثون من تصنيف رجل آخر وكذلك الحادى والثلاثون.

[يؤخذ على أمثال سليمان أنه]

فيه شك كبير وقد تأثر كاتبها بالأدب المصري القديم.

لم تجمع في عهد سليمان لأن خمسة أبواب منها جمعها أحباء حزقيال بعد 270 سنة من وفاة سليمان.

7. سفر الجامعة (2):

قيل إنه من تصنيف سليمان -عليه السلام- وقيل أشعياء وقيل حزقيال وقيل إن أحدًا صنفه بأمر من زروبابل لأجل تعليم ابنه أبيهود.

[يؤخذ على سفر الجامعة أنه]

فيه شك كبير لأن محتواه يتناقض مع التوراة وبقية كتب بني إسرائيل في كثير من مواضعه. قيل أنه صنف بعد ما أطلق بنو إسرائيل من أسر بابل.

8. نشيد الإنشاد (3):

قيل إنه تصنيف سليمان أو أحد معاصريه، وقيل صنف بعد مدة من وفاة سليمان.

[يؤخذ على نشيد الإنشاد أن]

حاله سقيم جدًا وصفه العلماء بأنه غناء فسقي فليخرج من الكتب المقدسة وقيل غناء نجس.

9. دانيال (4):

يوجد في الترجة اليونانية واللاتينية وجميع تراجم (الروم الكاثوليك) غناء الأطفال الثلاثة في الإصحاح الثالث وكذا يوجد الإصحاح 13، 14، وفرقة (الكاثوليك) تسلم الغناء المذكور والإصحاحين المذكورين وتردهم فرقة البروتستانت وتحكم بكذبهم (5).


(1) هو: ابن داود -عليه السلام- الذي خلفه على عرش بني إسرائيل كتب الأمثال والمواعظ وضاع كثيرا مما كتبه (قاموس الكتاب المقدس صـ 481)
(2) هو: السفر 21 من العهد القديم ومعنى اسمه الكارز، ودعى بسفر الجامعة في الترجمة السبعينية وهي ترجمة الكلمة العبرية "قوهيلت" التي معناها من يجلس في محفل أو يتكلم في مجتمع أو كنيسة. والاسم الجامعة يشير إلى سليمان بن داود الملك في أورشليم (قاموس الكتاب المقدس ص 243، 244).
(3) هو: عبارة عن موضوع غرامى أو هو غزل بين يهوه وبين إسرائيل يرتله اليهود حتى اليوم في عيد الفصح، وقد قبل في الكتاب المقدس لأن فيه اسم سليمان، والحقيقة أنه ليس له، فهو أغان شعبية من وضع الشعب، (اليهودية د/ أحمد شلى ص 244).
(4) هو: بطل نبوءة دانيال علق مسبيًا في بابل، وضعه التقليد المسيحى في عداد الأنبياء الكبار الأربعة وسفر دانيال من أسفار التوراة كتب في أواخر القرن (3 ق. م) (انظر: المنجد 281 قسم الأعلام).
(5) انظر: إظهار الحق 1/ 97 وكلام المحقق د/ أحمد حجازي السقا بالهامش.

10. سفر إستير (1):

لم يعلم اسم مصنفه وقيل إنه من تصنيف علماء المعبد من عهد عزرا إلى زمن سمين وقيل من تصنيف يهوكين وقيل عزرا.

[يؤخذ على سفر إستير أنه]

لم يعلم زمان تصنيفه.

11. سفر أرميا (2):

الباب 52 منه ليس من تصنيف أرميا، وكذلك الآية الحادية عشرة من الإصحاح العاشر.

[يؤخذ على سفر أرميا أنه]

فيه آيات كثيرة ألحقت بعد موت أرمياء.

12. سفر أشعياء (3):

فيه 27 إصحاحًا ليست من تصنيفه.

[يؤخذ على سفر أشعياء أنه]

تأتر كاتبه بالأدب المصري القديم.

13. سفر حزقيال (4):

ليس من المعقول أن يكون كاتبه نبيًا ملهمًا لأنه يتناقض تمامًا مع ما جاء في سفر العدد.

14. سفر ملاخي (5):

كاتبه متأثر بالفلسفة المصرية القديمة (6)


(1) معناه: "سيدة صغيرة" وكانت إستير فتاة جميلة وهي إبنة إبيجائل الذي يرجح أنه من سبط بنيامين واسمها بالعبرية هدَّسهَ أي "شجرة الآس" وقد تركت يتيمة وهي بعد صغيرة فأحضرها ابن عمها مردخاي الذي تبناها إلى شوش العاصمة الفارسية وقد أقام الملك احشويروش وليمة لعظمائه فشرب الخمر فلعبت برأسه فأمر أن تحضر امرأته الملكة وشتي كي يري عظماؤه جمالها فرفضت فاغتاظ الملك وأمر أن يبحثوا له عن فتاة جميلة لتأخذ مكانة وشتي فاختيرت أستير ويدور السفر على حكايتها وما فعلته من حيل ومكائد (قاموس الكتاب المقدس ص 63).
(2) هو: أحد كبار أنبياء إسرائيل الأربعة تنبأ لمواطنيه بسقوط أورشليم ودعاهم إلى الخضوع لملوك بابل فاضطهدوه بعد سقوط المدينة، نجا من السبى فأرغمه بعض مواطنيه على الهرب معهم إلى مصر حيث مات، له نبوءة تملؤها عواطف الأسى وقد نسب إليه كتاب مراثي إرميا (المنجد ص 36 قسم الأعلام).
(3) هو: النبي العظيم الذي تنبأ في يهوذا أيام عزيا ويوثام وآحاز وحزقيا - ملوك يهوذا، ويرجح أنه عاش إلى أن جاوز الثمانين من العمر، وامتدت مدة قيامه بالعمل النبوي إلى ما يزيد على الستين عامًا وكان اسم أبيه آموص (قاموس الكتاب المقدس ص 81).
(4) هو: اسم عبرى معناه "الله يقوي" وهو أحد الأنبياء الكبار- في زعمهم- ابن بوزى ومن عشيرة كهنوتية ولد وكبر ونشأ في فلسطين وربما في أورشليم في بيئة الهيكل أثناء خدمة النبي أرميا ثم حمل مسبيا من يهوذا مع يهوياكين (597 ق. م) ثماني سنوات بعد نفى دانيال وسفره بين مراثي أرميا ودانيال يحتوى على:
(أ) نبوءات ألقيت قبل غزو أورشليم وهي تنبئ سقوطها بسبب خطاياها.
(ب) نبوءات الحكم على الأمم.
(ج) نبوءات متعلقة بالرجوع من الشي (قاموس الكتاب المقدس ص 301 - 304).
(5) هو: أحد أنبياء بني إسرائيل مهد للإصلاح الذي قام به نحميا وكان في النصف الأول من القرن الخامس قبل الميلاد (قاموس الكتاب المقدس ص 682).
(6) ولمزيد من التفصيل عن هذه الأسفار من حيث السند والمتن وصحة نسبتها إلى مؤلفيها يرجع إلى: إظهار الحق 1/ 93 - 97) التوراة: د/ بدران ص 38: 40).

وبعد هذا العرض التقويمي لبقية أسفار العهد القديم تكاد الرؤى النقدية لعلماء المسلمين حول سند هذه الأسفار تتفق على الأمور التالية:

1) الاضطراب في تحديد المصنف الحقيقي لكل سفر من هذه الأسفار.

2) الاضطراب في تحديد وقت التصنيف، بل إن بعضها لم يعرف زمن كتابته.

3) أغلب هذه الأسفار عبارة عن حكايات باطله بعيدة عن العفة ويستحيل نسبتها إلى الوحي الإلهى.

4) تأثر هذه الأسفار بالفلسفات الوثنية القديمة خاصة الأدب المصري القديم.

[خلاصة جهود العلماء في نقد سند العهد القديم]

لقد أجاد علماء المسلمين في إثبات عدم صحة نسبة أي نص من نصوص العهد القديم، إلى سيدنا موسى عليه السلام، بالأدلة العقلية والنقلية القاطعة، وذلك من خلال تحليل الصيغ اللغوية الواردة في نصوص العهد القديم، كصيغة التمريض التي تقول: "يقال في كتاب حروب الرب، ومثل استخدام ضمير الغائب الذي يتكرر في كثير من النصوص، كقال موسى، وأوصى موسى، والحديث عن موت موسى وتفاصيل موته ودفنه، كل ذلك يؤكد أن شخصًا آخر غير موسى عليه السلام، هو الذي كتب هذه التوراة، وبذلك أثبت علماء المسلمين انقطاع سند التوراة، وممن برع في ذلك من علمائنا الأفاضل: العلامة رحمة الله الهندي، وجميع من تكلم بعده عن سند العهد القديم، قد أخذوا منه نفس طريقته النقدية في إثبات أن الكاتب غير موسى عليه السلام، مع إضافات يسيرة، ولكن عند مقارنتها بجهد العلامة الهندي يتضح أنهم لم يأتوا بجديد حول نقد سند العهد القديم.

  • الثلاثاء AM 10:29
    2022-05-17
  • 913
Powered by: GateGold